التشاديون يوافقون على الدستور الجديد بنسبة 86 % والمعارضة تحتج
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
وافق 86 في المئة من الناخبين التشاديين على مشروع الدستور الجديد الذي قدمته المجموعة العسكرية الحاكمة، منذ عامين ونصف العام، بعد استفتاء دعت المعارضة إلى مقاطعته، واعترضت على نتائجه. وقالت المفوضية الوطنية المكلفة تنظيم الاستفتاء الدستوري الذي جرى في 17 ديسمبر/ كانون الأول، إن الدستور الجديد لقي تأييد 86 في المئة من المقترعين، بينما رفضه 14 في المئة.
ويشكل هذا الاستفتاء خطوة أساسية لعودة المدنيين إلى السلطة التي وعد بها المجلس العسكري وتم تأجيلها في نهاية المطاف حتى نهاية 2024. ورحبت المفوضية بحسن سير التصويت الذي لم يشهد سوى «مشاكل طفيفة».
والدستور الجديد الذي يدعو إلى «دولة موحدة ولامركزية» لا يختلف عن الدستور الذي اعتُمد من قبل، إذ لا يزال رئيس الدولة يتمتع بالصلاحيات الأساسية، ويمكنه الترشح للانتخابات المقبلة.
دولة وحدوية
وقال المتحدث باسم التحالف المؤيد للدستور الجديد، إن «التشاديين صوّتوا بنسبة 86 في المئة لمصلحة دولة وحدوية شديدة اللامركزية، ومع ذلك، يجب علينا أيضاً الاستماع إلى 14 في لمئة من التشاديين الذين صوتوا ب«لا» عبر الرسالة التي يريدون نقلها». واعترضت المعارضة التي دعت إلى مقاطعة التصويت، على النتائج على الفور.
وقال يويانا بانيارا رئيس «الكتلة الفدرالية» التي دعت إلى التصويت ب«لا» في الانتخابات «قاموا بتغيير النتائج التي تم تجميعها منذ فترة طويلة، إنه عار على البلاد». وتدعو هذه المجموعة المعارضة إلى نظام فدرالي في تشاد. وقال ماكس كيمكوي رئيس «المجموعة الاستشارية للفاعلين السياسيين» التي دعت إلى مقاطعة الاستفتاء إن «نسبة المشاركة أقل مما أعلنت المفوضية، والجميع رأوا يوم التصويت أن المقاطعة احترمت».
ويعتقد الموظف المتقاعد جاك أناكل، أنها نتائج «تم التلاعب بها، لأن الجميع لاحظوا المقاطعة وغياب الحماس يوم الانتخابات»، وتحدث عن نتيجة كاذبة بعيدة كل البعد عن الواقع.
معالجة المخاوف
من جهته، قال محمد عيسى مدرس اللغة الفرنسية في مدرسة ثانوية التقته وكالة فرانس برس في نجامينا، إنه يأمل في «معالجة المخاوف (...) لمصلحة جميع التشاديين». ويرى جزء من المعارضة والمجتمع المدني أن هذا الاستفتاء يهدف إلى التحضير لانتخاب الرئيس الانتقالي، الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو (37 عاماً).
وكان الجيش أعلن في 20 إبريل/ نيسان 2021 محمد إدريس ديبي رئيساً انتقالياً على رأس مجموعة عسكرية من 15 جنرالاً، بعد وفاة والده إدريس ديبي إتنو الذي قتل على يد متمردين، وهو في طريقه إلى الجبهة. وكان رئيس الدولة السابق حكم هذا البلد الواقع في وسط إفريقيا، وتقول الأمم المتحدة إنه يحتل المرتبة الثانية بين الدول الأقل نمواً في العالم، بقبضة من حديد لأكثر من ثلاثين عاماً.
وهذا يكفي لإثارة مخاوف المعارضة، ومنظمات غير حكومية محلية ودولية، من استمرار «سلالة» ديبي في الحكم. وفي 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، قُتل بين مئة، و300 متظاهر شاب بالرصاص في نجامينا، على يد الشرطة والجنود، حسب المعارضة ومنظمات غير حكومية، وطنية ودولية. وكان الشبان يتظاهرون سلمياً ضد تمديد الفترة الانتقالية لمدة عامين. (أ ف ب)
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات تشاد الدستور الجدید فی المئة
إقرأ أيضاً:
من العراق إلى غزة.. كيف حوّل دوفيلبان مواقفه المناهضة للحروب لشعبية واسعة؟
أبرز استطلاع للرأي، أجراه معهد إيفوب- فيدوسيال لصالح مجلة باري- ماتش وSUD RADIO، أنّ رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، دومينيك دوفيلبان، تصدّر قائمة الشخصيات السياسية التي تعدّ مفضلة لدى الفرنسيين، متفوقا بذلك على رئيس الوزراء السابق، إدوارد فيليب.
وبحسب الاستطلاع، الذي نُشرت نتائجه أمس الثلاثاء، فإنّ دوفيلبان قد حصل على نسبة 54 في المئة من الآراء الإيجابية، بزيادة نقطة واحدة عن الاستطلاع المماثل الذي أجراه المعهد خلال شهر شباط/ فبراير الماضي، إذ احتل المرتبة الأولى بفارق ضئيل جداً عن إدوارد فيليب.
ووفقا للمصدر نفسه، فإنّ رئيس الوزراء الفرنسي بين عامي 2005 و2007، ووزير الخارجية بين 2002 و2004 خلال رئاسة جاك شيراك، بات يحظى بشعبية متزايدة.
واكتسب دوفيلبان شعبية متزايدة، عقب سلسلة من التصريحات التي أدلى بها بخصوص غزة،، ووُصفت بـ"الحاسمة"، حيث كرّر فيها التشديد على معارضته للهجوم الذي قرّره رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الأراضي الفلسطينية، متهما إياه بـ"محاولة تصحيح أوضاع المنطقة بالقوة".
كذلك، وجّه دوفيلبان، جُملة انتقادات لما وصفه بالمزايدة من قبل وزير الداخلية الفرنسي الحالي، برونو روتايو، بخصوص الجزائر، داعيا إياه إلى ترك المجال للدبلوماسيين وعدم الانجرار وراء "إغراء تصفية الحسابات"، وذلك في سياق الأزمة بين باريس والجزائر المستمرة منذ عدة أشهر.
إلى ذلك، حظى دومينيك دوفيلبان بدعم قوي من اليسار، حيث حصل على 59 في المئة من الآراء الإيجابية، بما في ذلك 68 في المئة لدى حزب "فرنسا الأبية" و74 في المئة لدى الحزب الشيوعي. في المقابل، لا يحظى بنفس الشعبية لدى اليمين، حيث حصل على 41 في المئة فقط من الآراء الإيجابية، بما في ذلك 47 في المئة فقط داخل حزبه السابق "الجمهوريون" (حالياً)، بحسب نتائج الاستطلاع نفسه.
وعلى الرغم من تصدّر دوفيلبان للتصنيف، إلاّ أن إدوارد فيليب، لا يزال هو أول رئيس وزراء في عهد إيمانويل ماكرون، يتمتع بشعبية قوية بنسبة 53 في المئة من الآراء الإيجابية، يتبعه ثلاثة رؤساء وزراء سابقين هم ميشيل بارنييه (50 في المئة)، وجان كاستيكس (47 في المئة)، وغابرييل أتال (47 في المئة).