الإعلام العبري: مرآة هزيمة الكيان
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
يمانيون – متابعات
يخوض الإعلام حربًا شرسة، تعكس تمامًا مشاهد تلك التي تدور في جبهات القتال، على امتدادها. ولذلك، يتخبّط الإعلام العبري ويسير بغير هدى، تمامًا كجيشه المهزوم مهما حاول تأجيل إعلان هزيمته أو تجميلها عبر تفعيل الخطوط الدبلوماسية.
من يتابع الإعلام العبري في الآونة الأخيرة، يسهل عليه اليقين بالنصر القادم، فكمّ الأخبار التي تعبّر عن التيه والضياع والهزيمة في كلّ ما يصدر عن العدو عبر اعلامه يشكّل مؤشّرًا موضوعيًا على العجز الصهيوني التام عن إدارة أخبار المعركة، رغم مساعي الجيش الصهيوني الحثيثة للتعتيم على خسائره اليومية وتقييده للكثير من الأخبار المتعلقة بجنوده ومراكزه.
أضف إلى ذلك حال التخبط داخل ما يسمى بالمجتمع الصهيوني، والذي يدرك هزيمة جيشه وكيانه فيطالب بوقف الحرب، ليس حبًّا بالسلام طبعًا، بل خوفًا من النهاية التي تقترب.
هذه الحال تنعكس في اعلامهم بطبيعة الأحوال وتظهّر مشهد “المجتمع” المتناحر بشكل واضح جدًا. وهنا لا يتعلق الحديث بتناحر نظام ومعارضة، أبدًا. فهذا التناحر على السلطة لا يعنينا بتاتًا، فجميع أهل هذا الكيان واحد في قتلنا وتهجيرنا وترهيبنا. المسألة تدور حول الانقسام الحاد بين صهاينة يريدون الاستمرار في المعركة لحين تحقيق قطرة فوز تُعوّض ماء وجه الكيان الذي مُرّغ في وحل الهزيمة منذ السابع من أكتوبر، وصهاينة يطالبون بوقف المعركة والاكتفاء بهذا القدر من الخسائر المتزايدة في كلّ ساعة. الفريقان يعلمان بأنّ كيانهام مهزوم وعاجز عن تحقيق الحد الأدنى من الأمان، الفارق بينهما يكمن في كيفية التعامل مع هذا الواقع فقط.
إذًا، يتخبّط الإعلام العبري بشقّيه: الإخباري والتحليلي.
على صعيد الأخبار، ينقل أحداثًا لم تحدث أحيانًا، كخبر يقول عن اشتباك بين جيشه وحزب الله عند الحدود الشمالية، ثمّ يعود ليكتشف بعد حين أن لا صحّة للاشتباك، وأن ما سُمع من الأصوات كان اشتباكًا فعلًا ولكن بين فرقتين من جنوده بعدما ظنّت كلّ منهما أن الأخرى “حزب الله”. أو يتحدّث، في محاولة لاستعادة صورته العنجهية التي تكسرّت وداست عليها كلّ الأقدام، عن أن حزب الله ابتعد عن الحدود ولو قليلًا لتنكشف كذبته بعد قليل فقط. أو حتى ينقل عن الجيش، الكاذب بدوره، عن تمكّنه من ضرب بنى تحتية خاصة بحزب الله ليتبيّن في اليوم نفسه أن هذا الجيش تمكّن من قصف بيت مدني في إحدى قرى الحدود.
دوامة الأخبار الكاذبة هذه والتي يريد العدو توظيفها كأداة في الحرب النفسية تنعكس ضدّه، وتصيب منه مقتلًا من نيران صديقة! فهو مع كل دورة في دوامته هذه يخسر أكثر.
أما على الصعيد التحليلي، فحدّث ولا حرج. ضياع مشهود يتقاسمه كلّ الذين يظهرون على شاشات التلفزة العبرية للإدلاء بدلوهم حول الأحداث، وكلّ الكتّاب في الصحافة العدوّة يتقاذفهم الشعور بالهزيمة النكراء: منهم من يحاول انكارها والهروب إلى الأمام عبر التصعيد في الموقف العدواني والمضي في الوحشية إلى آخرها، ومنهم من يحاول استيعاب الصدمة والتعامل معها بواقعية فيسوّق لفكرة وقف المعركة إلى حين استعادة قدرة الجيش المتكسّر على الردع، ومنهم فريق ثالث يحاول أن يكون رأس حربة في الحرب النفسية ضد أهل المقاومة، فيصب كلّ تركيزه علينا. يتجاهل كلّ مصائب قومه إن صحّ التعبير ويأتي إلى منصات التواصل كي يأخذ منشورًا انهزاميًا مذيّلًا باسم شخصية محسوبة عادة على محور المقاومة ويعتبر المنشور دليلًا على انتصار جيشه وعلى زعزعة قوّة المقاومة في نفوس الناس.
في الكيان المؤقت، جميع المستوطنين هم محتلّون وغاصبون وقتلة، مهما تغيّر هندامهم وتنوّع منطقهم: العسكري والصحفي والسياسي والطبيب وتاجر الحلويات والمهندس وعامل النظافة. جميعهم في العدوانية سواء. وإن كان عسكرهم في فوّهة مدفع الهزيمة الآن، فإعلاميوهم ليسوا في حال أقل سوءًا. الفارق الوحيد أن الجند يُقتلون في ساحات المعركة، والاعلاميون يُفضحون في تيههم أكثر، فيُقتلون معنويًا.
– موقع العهد الاخباري / ليلى عماشا
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الإعلام العبری
إقرأ أيضاً:
كيف تفاعل مغردون مع قرب التوصل لوقف اتفاق إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل؟
كثر الحديث خلال الساعات القليلة الماضية عن قرب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وبدأت بعض المواقع بتوقع بنود الاتفاق بين الطرفين والسيناريوهات والصعوبات التي تواجه هذا الاتفاق.
هذا الحديث انتقل على منصات التواصل الاجتماعي، فكيف تفاعل رواد العالم الافتراضي مع الأنباء التي تتحدث عن قرب التوصل لوقف إطلاق النار بين الطرفين؟، وأبرز ما تم مناقشته وإثارته في هذا الخصوص مصير غزة التي كان حزب الله اللبناني يعلن أنه جبهة إسناد لها منذ بدء إسرائيل عدوانها على القطاع قبل أكثر من عام.
وتساءل آخرون عن الهدف الذي حققه حزب الله من هذه الحرب، فبدأت الجزيرة نت برصد مختلف الآراء ووجهات النظر، فقال مغردون إن الهدف إخضاع واستسلام وخروج المقاومة من هذه المعركة، وتترك غزة وأهلها ومقاومتها، وبالتالي كل ما قدمته المقاومة من تضحيات وجهود ومواجهات قاسية خلال عام يكون ذهب سدى، والمقاومة لا يمكن أن تفعل ذلك!".
ما هي أهداف إسرائيل التي لم تتحقق
القضاء على حماس و حزب الله / لم يحدث ❌
تحرير الأسرى / لم يحدث ❌
نزع سلاح حزب الله / لم يحدث ❌
تدمير صواريخ حزب الله / لم يحدث ❌
ابعاد حزب الله عن الحدود لمسافة ٣٠كيلو/ لم يحدث ❌
أهداف حزب الله / تهجير شمال فلسطين ✅
أهداف حزب الله / إيقاف…
— AHMAD SLMAN (@ahmad__slman) November 25, 2024
وأضاف ناشطون أن إسرائيل التي أرادت من خلال ضرب منظومة "القيادة والسيطرة" لدى حزب الله، والانقضاض عليه، وشطبه حتى من الحياة السياسية اللبنانية (تولاها الأميركيون)، عادت لتوقع اتفاقا وافق عليه حزب الله، وإن حديثهم عن "إضعاف حزب الله" تبخر أيضا، وحديثهم عن نزع السلاح" لم يعد له أي مكان في الأدبيات السياسية الإسرائيلية، لم يعد المستوطنون إلا بموجب الاتفاق مع حزب الله.
"هدف واحد؟ حزب الله نجح في تثبيت معادلة الردع ومنع الاحتلال من تحقيق أي مكاسب استراتيجية. فرض شروطه على الأرض، أجبر إسرائيل على التراجع والاعتراف بخسائرها الفادحة، وأظهر للعالم أن المقاومة قادرة على مواجهة أعتى الجيوش. إذا كان هذا ليس هدفاً، فما هو الهدف إذاً؟"
— SilencedSirs◼️ (@SilentlySirs) November 25, 2024
وأشار آخرون إلى أن التطورات الأخيرة تؤكد أن حزب الله لا يمكن إضعافه بسهولة، وأن محاولات إسرائيل لتحطيم منظومة القيادة والسيطرة فشلت في الوصول إلى أهدافها، وهذا يظهر قوة وصمود المقاومة اللبنانية.
مراجعة سريعة لمحور المقاومة
حزب الله خسر 20٪ من طاقته، ستعوض مستقبلاََ عديد و قادة.
القوات المسلحة اليمنية تمتلك كل الترسانة العسكرية.
المقاومة العراقية ماتزال بكامل عافيتها.
إيران متواجدة صامدة رغم الحصار، بتطور نوويها.
إذا حسبنا هذه الحرب بنقاط الملاكمة، انتصار لمحور…
— AHMAD SLMAN (@ahmad__slman) November 25, 2024
وأضاف هؤلاء بالقول اليوم، نرى حزب الله يفرض شروطه على الأرض، ويثبت أنه ليس فقط قوة عسكرية بل وسياسية لا تستطيع إسرائيل تجاهلها أو إعادة توازن القوى في المنطقة بدون مراعاة لها، كل هذه المعطيات تثبت أن مشروع "نزع السلاح" لم يعد موجودًا في الوعي الإسرائيلي، وأن حزب الله بقي قوة غير قابلة للتجاهل.
هو انتصار عظيم لمحور المقاومة ، إسرائيل و أمريكا رغم هول الترسانة العسكرية و الذخائر و الجرائم عجز عن استعادة المخطوفين و كسر شوكة حماس و المقاومة و عجز عن دخول لبنان و خسائر كبيرة قد تخلف اضرارا لن يستطيع الكيان تجاوزها بسهولة ..الله أكبر و التحرير قادم
— المراقب (@sirat1200) November 26, 2024
ورأى مدونون أن إسرائيل لا تريد إيقاف الحرب فهي تلعب بموضوع المفاوضات حتى تكسب مزيدا من الوقت لا أكثر، لتظهر للعالم أن من يعطل أي اتفاق هو حزب الله وبالتالي تحصل على مزيد من الدعم العسكري وتعيد ترتيب قواتها لتهجم بقوة أكبر هذا ما حدث في غزة على مدى عام كامل هؤلاء لا يفهمون إلا لغة القوة".
اعتقد هذه الحرب هي انتصار لعودة الدولة اللبنانية ومؤسساتها بفضل شهداء لبنانين وأرجو أن يتم دعم الجيش اللبناني بكل الاسحلة التي تعطيه قوة لحفظ حدود لبنان البحرية والجوية.والغاء معاهدة هدنة 49 جيش درك
— samirk1965 (@samirk1965) November 26, 2024
في المقابل كان لبعض المغردين رأي مخالف للتوجه الأول حول توقيع وقف إطلاق نار بين لبنان وإسرائيل، وطالبوا بنشر بنود الاتفاق كاملا لمعرفة ما المكاسب وما الخسائر التي حصل عليها الشعب اللبناني.
قرار وقف الحرب في لبنان أميركي وليس إسرائيليا
لو أرادت أميركا وقف الحرب لفعلت ذلك منذ سنة بوقف امداد إسرائيل بالاسلحة أميركا تقرر في ضؤ امن مصالحها في المنطقة لاسيما في الدول النفطية و أمن إسرائيل.
لمفاوضاتها غير المباشرة مع إيران العامل الاهم في قرارها لمتابعة الحرب او وقفها
— JoeZakhour جوزف زخور (@zakhour_joe) November 26, 2024
وتمنى آخرون وقف إطلاق نار دائما من أجل وقف الموت والدمار والتهجير في جنوب لبنان، وعللوا ذلك بالقول إن الاستمرار في الحرب أصبح من دون أفق سياسي بعدما حُسم الأمر دوليا ونهائيا بأن لبنان لن يبقى ساحة نفوذ عسكرية لإيران.
الوصول إلى مرحلة المعارك البرية التي تتيح لحزب الله تكبيد إسرائيل خسائر حقيقية واستدراج قواتها إلى أفخاخ منصوبة تعززها الأفضلية الدفاعية التي يقدمها الميدان للحزب ويضاعفها بعزل إسرائيل عن مواطن قوتها التقليدية في الاستشعار والرصد والطيران. وكل ذلك بالتالي يسهم في استعادة حزب الله…
— PeerGynt (@OrPlanB) November 25, 2024