أكاديمية ربدان تُنظِّم مؤتمر “التكامل والتوافق العملياتي والتشغيلي في إدارة الحرائق”
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
أبوظبي – الوطن:
نظَّمت أكاديمية ربدان مؤتمر «التكامل والتوافق العملياتي والتشغيلي في إدارة الحرائق»، بحضور خبراء ومُمارسين ومتخصصين وباحثين من مختلف الجهات المعنية، بهدف تعزيز الاستجابة الوطنية الموحَّدة للتعامل مع حوادث الحرائق الكُبرى.
نُظِّم المؤتمر على مدى يومين مُتتاليين ونوقشت فيه محاور معنية بالطوارئ والأزمات في العديد من الجلسات الحوارية وورش العمل وسيناريوهات مكافحة الحرائق الكبرى، وأُطلق خلاله أول مركز من مراكز تميُّز التدريب المشترك، المعني بالحرائق الكُبرى، من 12 مركز تميُّز، ضمن مشروع وطني مُتكامل بإشراف أكاديمية ربدان.
ورعى الحدث عددٌ من المؤسَّسات الوطنية المعنية بمجال مكافحة الحرائق، وهي وزارة الداخلية، والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وهيئة أبوظبي للدفاع المدني، إلى جانب مشاركة العشرات من كوادر مختلف الجهات المُتخصِّصة في الدولة.
وقال سعادة اللواء الركن مايك سيمون هندمارش، قائد حرس الرئاسة ورئيس مجلس أمناء أكاديمية ربدان: «إنَّ هذا المؤتمر يأتي استجابةً لتطلعات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة في توحيد جهود مؤسسات الدولة ذات التوجُّه المشترك، للوصول إلى مراكز تميُّز فعّالة في المجالات ذات الصلة، مُشيداً بدور أكاديمية ربدان في هذا الصدد، التي أصبحت نموذجاً عالمياً لمراكز تميُّز التدريب المشترك التي تجمع مجالات متعددة، منها السلامة والأمن والدفاع والتأهب لحالات الطوارئ وإدارة الأزمات».
وأضاف هندمارش: «إنَّ تأسيس أكاديمية ربدان جاء في إطار 3 محاور مهمة، يتعامل المحور الأول مع الجانب الأكاديمي من خلال برامج البكالوريوس والدراسات العليا التي تطرحها الأكاديمية، ويتعامل المحور الثاني مع التعليم والتدريب المهني وهو ما تنفِّذه الأكاديمية من خلال برامج التدريب والتطوير المهني الاحترافي، أمّا المحور الثالث فهو توحيد جهود الجهات الوطنية ذات التوجُّه المشترك تحت مظلة واحدة لتطوير مراكز تميُّز عالمية المستوى».
وعبَّر سعادة جيمس مورس، رئيس أكاديمية ربدان، عن شكره لجميع الجهات المشاركة في هذا المؤتمر، آملاً أن يعمل هذا الحدث المهم على دفع تطوير قطاع إدارة الحرائق في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الاستفادة من دور أكاديمية ربدان في التعليم والتدريب، بما يُعزِّز من تحقيق التميُّز والتحسين المستمر للقدرات الوطنية في مجال إدارة الحرائق.
وتحدَّث في المؤتمر الدكتور دينيس أونيال، نائب مدير الإطفاء السابق في إدارة الإطفاء الأمريكية، مركِّزاً على أهمية التكامل والتوافق العملياتي والتشغيلي في إدارة الحرائق للاستجابة لحالات الطوارئ والكوارث. وتعرَّف المشاركون على بعض تحديات الاستجابة المشتركة لحالات الطوارئ غير المتوقعة، وعرض تجربته الشخصية في مركز التجارة العالمي خلال الأسابيع التي تلت هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت الدكتورة منى عبدالله بلفقيه، مدير إدارة شؤون التعليم المهني في أكاديمية ربدان: «اليوم نُترجِم طموحات وتطلُّعات دولة الإمارات العربية المتحدة نحو التطوُّر والتقدُّم إلى خططٍ واستراتيجيات، للتعامُلِ مع حالاتِ الحرائِق الكُبرى والاستجابة للطوارئ، في ظل ما يشهدهُ العالم من تحدياتٍ كبيرة، وتسارعٍ غير مسبوق في التغيُّر المناخي».
وأضافت بلفقيه: «إنَّ المؤتمر يتماشى مع محاور مئوية الإمارات 2071 ويعمل على استشراف المستقبل وِفق رؤيةٍ بعيدة المدى تتبنّى أفضل التجارب والممارسات».
وقدَّمت القيادة العامة للدفاع المدني ورقة العمل الأولى في اليوم الأول للمؤتمر بعنوان «عملية ضمان سلامة الأرواح والممتلكات» وألقاها سعادة العميد محمد عبدالله النعيمي، والعقيد عادل علي السمري، والنقيب المهندس يوسف عبدالله السعدي. وركزت ورقة العمل على الأهداف الاستراتيجية والمبادرات والجهود التي تُسهم في إبقاء دولة الإمارات العربية المتحدة دولة رائدة في الحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات. وسلَّطت الضوء على البرامج الرئيسية والشراكة بين المؤسَّسات التي تسهم في التميُّز التشغيلي في مجال إدارة الحرائق، فضلاً عن خطة أكاديمية الدفاع المدني للتطوير المهني للضباط.
وحملت ورقة العمل الثانية عنوان «جاهزية الدفاع المدني – دبي»، وقدَّمها الرائد الدكتور عيسى أحمد المطوّع، من إدارة الدفاع المدني دبي، حيثُ سلَّط الضوء على جاهزية منظومة الدفاع المدني في دبي وقدراتها عالمية المستوى التي تواكب أحدث التقنيات والتجارب والممارسات العالمية، إلى جانب استخدامها لتقنيات الذكاء الاصطناعي واعتمادها على منظومة العمل التشاركي والمتكامل مع العديد من الجهات الوطنية ذات الصلة.
وعرضت هيئة أبوظبي للدفاع المدني ورقة العمل الثالثة تحت عنوان «الاستجابة النفسية والاجتماعية لحوادث الإصابات الجماعية»، وقدَّمها الرائد المهندس علي حسن المدفعي. وأوضح المدفعي أنَّ إدارة الحوادث بطبيعتها تحدٍّ ذي تخصُّصات متعددة، ويمتد إلى أبعد من الاحتواء التكتيكي للتهديدات. وهو يشمل التفاعل بين مختلف الجهات، حيث يتمتَّع كل منها بخبرة وموارد ومسؤوليات فريدة. ومع ذلك، وسط تنسيق الجوانب اللوجستية والتشغيلية، غالباً ما يقف المجال النفسي والاجتماعي منسقاً صامتاً لتعافي المجتمع. ومن خلال إدراك ومعالجة الندوب الاجتماعية التي خلفتها هذه الحوادث، يمكننا تحقيق إدارة شاملة ومرنة للحوادث.
وقدَّمت الهـيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث ورقة العمل الرابعة تحت عنوان «تنظيم الجاهزية الوطنية للتصدي لحوادث المواد الخطرة»، وعرضها حميد عبدالله اليماحي، حيث ركَّز خلالها على دور الهيئة على المستوى الوطني وضرورة التعاون والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة في جميع المستويات، وفي جميع مراحل إدارة الأزمات والطوارئ والكوارث، والتركيز على الدعم المعلوماتي بين الجهات.
وتخلَّل المؤتمر حلقة نقاشية متخصِّصة في مكافحة الحرائق الكبرى، تناولت ديناميكية العمل بين المؤسَّسات المعنية خلال جهود الاستجابة المشتركة، إلى جانب عرض للممارسات والإجراءات العالمية الرائدة، والتحديات والتوقُّعات المستقبلية في منظومة مكافحة الحرائق والاستجابة للطوارئ.
وشارك في الحلقة النقاشية التي أدارها أندرياس كارستن، من إدارة التعليم المهني في أكاديمية ربدان، عدد من المتحدثين المتخصِّصين، منهم العقيد سيف مهير الطنيجي من وزارة الداخلية، وحميد عبدالله اليماحي من الهـيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والرائد محمود محمد البلوشي من هيئة أبوظبي للدفاع المدني، وأوس الخنجري من مطارات أبوظبي، ويزيد بن عبدالله من وزارة الداخلية.
وتضمَّنت أعمال المؤتمر ورش عمل وسيناريوهات لأحداث من الواقع، شارك فيها العشرات من كوادر الجهات الوطنية المتخصِّصة، بهدف دراسة هذه السيناريوهات، وتقديم الاستجابة المُثلى لحالات الطوارئ المفاجأة، وعرض استراتيجيات وخطط مُبتكرة للاستجابة الفوريّة والفعّالة.
واختتم المؤتمر أعماله بعرض أهم النقاط التي نوقشت فيه، وعرض لمخرجات وتوصيات المؤتمر التي تهدف إلى تعزيز التكامل والتوافق العملياتي والتشغيلي لإدارة الحرائق في منظومة مكافحة الحرائق الكُبرى في دولة الإمارات العربية المتحدة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
وزير الصناعة يزور “كاوست” ويشهد اتفاقية لإطلاق (3) برامج أكاديمية صناعية وتعدينية
أبرمت وزارة الصناعة والثروة المعدنية اليوم، مذكرة تفاهم مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست”؛ لإطلاق 3 برامج أكاديمية صناعية وتعدينية نوعية، تُسهم في تنمية القدرات البشرية، وتحفيز الابتكار والأبحاث في قطاعي الصناعة والتعدين، إضافة إلى تعزيز مواءمة المخرجات الجامعية مع وظائف المستقبل في القطاعين.
ويشمل التعاون بين الوزارة وأكاديمية “كاوست”، تنفيذ برنامج “HighPo الصناعة والتعدين” لمرحلة البكالوريوس، وبرنامج “HighPo الصناعة والتعدين” لمرحلة الماجستير، وبرنامج الباحثين (Fellowship) في قطاعي الصناعة والتعدين الخاص بمرحلة الدكتوراه، وتقتضي مذكرة التفاهم أيضًا تهيئة المواهب الوطنية وإعدادها للحصول على قبول من جامعات عالمية رفيعة المستوى، في تخصصات تدعم الصناعة والتعدين وفي مقدمتها العلوم والتكنولوجيا والهندسة؛ لتسهيل قبول تلك المواهب في مسار الرواد ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث.
ويأتي إبرام المذكرة ضمن زيارة معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريّف، إلى جامعة “كاوست”، التقى خلالها رئيس الجامعة البروفيسور إدوارد بيرن، وبحث معه تطوير التعاون بين الطرفين في مجال تنمية القدرات البشرية، ودعم الابتكار والأبحاث الصناعية، وتبنّي حلول علمية وتقنية تخدم الاقتصاد الوطني، إلى جانب تعزيز الجهود المشتركة لدفع عجلة التطوير الصناعي في المملكة، وتحقيق تطلعات رؤية السعودية 2030.
كما التقى معاليه أعضاء هيئة التدريس في “كاوست”، واستمع إلى نبذة عن التخصصات والبرامج الأكاديمية للجامعة، وقدّم بعض الأساتذة عروضًا بحثية تناولت آخر التطورات في مجالات تشمل الذكاء الاصطناعي لتصنيع المواد، والأنظمة الروبوتية والذاتية، وتقنيات الطاقة المتجددة والتخزين، وتقنية النانو، وتقنيات استخراج الليثيوم، وعلوم الأرض، وشهدت العروض تقديم حلول مبتكرة في مجال إنتاج مواد فائقة القوة للاستخدامات الصناعية.
واجتمع الوزير الخريّف أيضًا بشريحةٍ من طلبة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وعبّر عن فخره واعتزازه بهم، مشيرًا إلى حرص الدولة على الاستثمار في شبابها وتعليمهم وتطوير إمكاناتهم، وقدّم معاليه شرحًا موسّعًا عن الإستراتيجية الوطنية للصناعة، والإستراتيجية الشاملة للتعدين.
كما زار معاليه المعرض العلمي في الجامعة، والتقى عددًا من الباحثين والمبتكرين، واطلع على مشروعاتهم العلمية التي ترتكز على أربعة محاور؛ هي الاستدامة البيئية والطاقة النظيفة واقتصاديات المستقبل والصحة.
وتمثل زيارة الخريّف إلى جامعة “كاوست” الرائدة عالميًا، والتي رافقه خلالها معالي مساعد وزير الصناعة والثروة المعدنية للتخطيط والتطوير الدكتور عبد الله الأحمري؛ خطوة مهمة لتطوير التعاون بين القطاعين الصناعي والأكاديمي، بما يخدم الأهداف المشتركة، ويعزز مكانة المملكة كوجهة عالمية للابتكار والبحث العلمي.