قال الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس، إن السياسة الخارجية الإيرانية أصبحت في مرحلة جديدة، وأصبحت تأخذ منحنى مختلفاً خلال الفترة الماضية أكثر اتساعا ووعيا بمشاكل المنطقة بشكل عام.

ولفت “لاشين”، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "في المساء مع قصواء"، المذاع على قناة "CBC"، وتقدمه الإعلامية قصواء الخلالي، إلى أن الصورة التي كانت تصدرها إيران عن نفسها بوصفها مصدرة للثورة الإيرانية والفكر المتشدد نسبيا والسياسة التي تتسم أحيانا لفترات طويلة بعدائية، أصبح كل هذا الإطار يحتاج إلى إعادة مراجعة من داخل الدولة الإيرانية.

وأضاف "لاشين"، أن إيران أصبحت ترى العالم من منظور مختلف وحديث، خاصة فيما يتعلق بعلاقتها مع مصر، ومنذ سنوات طويلة تسعى طهران لتحسين العلاقات مع القاهرة، وكانت الأخيرة هي التي تضع العديد من الأطر الخارجية والداخلية في علاقاتها مع إيران بحيث لا يسمح لها بتجاوز الخطوط المصرية.

وأشار، إلى أنه مع تغير مبدأ السياسة الإيرانية وتداخل العلاقات والمصالح مع مصر، خاصة في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ومنهج السياسة المختلف نسبيا عما كان يحدث في السابق، أصبحت إيران الآن من أهم الدول بالمنطقة التي تحتاج مصر إلى إعادة رؤية مختلفة في علاقتها معها، نظرا لامتلاك إيران أذرع مختلفة بالمنطقة، كما أن لمصر حدوداً قوية، وباتت العلاقة حاليا تشكل ضرورة في عملية السياسة الخارجية المصرية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ايران الثورة الإيرانية الدولة الإيرانية مصر السياسة الإيرانية الرئيس عبدالفتاح السيسي

إقرأ أيضاً:

اغتيال حسن نصر الله يضع إيران أمام معضلة مزدوجة

تواجه إيران معضلة بعد مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية، ما بين التكيف مع خسارة حليف حيوي لها في الشرق الأوسط، والحفاظ على نفوذها الإقليمي.

وأكد حزب الله الذي تسلحه إيران وتموله منذ عقود، السبت، مقتل نصرالله بعد أن قالت إسرائيل إنها "صفّته" في غارة جوية على حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل الحزب.
يشكل اغتيال نصر الله تصعيداً حاداً بعد القصف المتبادل عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل منذ بدء الحرب في غزة قبل نحو عام، ويهدد بدفع المنطقة بأكملها إلى الحرب.

تحول مرتقب.. اغتيال #نصرالله ينذر بانتهاء نفوذ #إيران الإقليميhttps://t.co/ulfvFFx2jD

— 24.ae (@20fourMedia) September 28, 2024 وتعهد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أن دم نصر الله "لن يذهب هدراً"، وقال النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا عارف إن مقتله سيؤدي إلى "تدمير" إسرائيل.
كما تعهدت إيران الانتقام لمقتل القيادي في الحرس الثوري عباس نيلفوروشان إلى جانب زعيم حزب الله.
يقول كريم سجادبور من مركز كارنيغي للأبحاث: "لقد أدى نصر الله دوراً حاسماً في توسيع نفوذ إيران"، مشيراً إلى أن حزب الله يظل "جوهرة تاج" حلفاء الجمهورية الإسلامية الإقليميين.
ويرى علي واعظ من مجموعة الأزمات الدولية أن اغتياله "لم يغير حقيقة أن إيران ما زالت لا تريد الانخراط بشكل مباشر" في النزاع الدائر.
لكنه يضع إيران أمام "معضلة خطيرة"، بحسب تعبير واعظ، وخصوصاً أن الحزب يشهد "حالة من الفوضى العارمة". أزمة اقتصادية بالنسبة لأستاذ العلاقات الدولية في طهران مهدي زكريان، أظهرت التطورات أن "جبهة المقاومة" الموالية لإيران "لم تكن عاجزة عن احتواء إسرائيل فحسب، بل إنها تعرضت أيضاً لضربات خطيرة".
ويأتي مقتل حسن نصر الله بعد شهرين تقريباً من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية، في 31 يوليو (تموز) في طهران حيث كان يحضر حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان.
وحمّلت إيران إسرائيل مسؤولية اغتياله وتوعدت بالرد.
يقول زكريان إن إعادة بناء حزب الله لن تكون مهمة سهلة بالنسبة لطهران، في ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة التي تواجهها.
ويضيف الباحث "إذا أرادت الحكومة التدخل في إعادة إعمار لبنان، أو إعادة تجهيز حزب الله، فإن ذلك سيفاقم الأزمة الاقتصادية في إيران".
تعاني إيران من التأثير الاقتصادي للعقوبات الدولية التي ساهمت في ارتفاع التضخم ومعدلات البطالة، وانخفاض سعر الريال مقابل الدولار إلى مستوى قياسي.
وعززت حكومة بزشكيان جهودها للمساعدة في تخفيف العقوبات المرهقة وإحياء الاتفاق النووي التاريخي لعام 2015 والذي انهار عندما انسحبت الولايات المتحدة منه بشكل أحادي بعد 3 سنوات من إبرامه.

إعادة حسابات.. #إيران تدرس خطواتها التالية بعد اغتيال حليفها #حسن_نصرالله https://t.co/bm2cOhUeZD pic.twitter.com/Cgcig6Upoh

— 24.ae (@20fourMedia) September 28, 2024 ويرى محللون أن إيران تتحرك بحذر منذ اندلاع الحرب في غزة، وتحاول إظهار قوتها من دون إثارة رد فعل من الولايات المتحدة.
حتى خلال أول هجوم مباشر لها على الإطلاق على إسرائيل في أبريل (نيسان)، رداً على غارة جوية نسبت إلى إسرائيل على مبنى ملحق بالسفارة الإيرانية في دمشق، اعترضت دفاعات إسرائيل والقوات المتحالفة معها معظم الصواريخ والمسيّرات.
وقالت إيران حينها إنها أبلغت الولايات المتحدة وأعطت الدول المجاورة تحذيراً قبل 72 ساعة مما وصفته بهجومها "المحدود" على إسرائيل.
رغم ذلك، يرى علي واعظ أن إيران "لديها كل المصلحة في محاولة الحفاظ على ما تبقى من حزب الله. حزب الله هو درع إيران". ضعيف وهزيل يضيف مهدي زكريان أن "إيران لا تستطيع التخلي عن حزب الله، لأنها في هذه الحالة ستخسر أيضاً حلفاءها الآخرين" في سوريا والعراق واليمن الذي تدخلوا في الحرب بين إسرائيل وحماس.
ويقول محللون إن المعضلة الكبرى الأخرى التي قد تواجهها إيران هي التواصل مع حزب الله وإمداده بالأسلحة.
وتعهد الجيش الإسرائيلي، الجمعة، منع إيران من تزويد حزب الله بالأسلحة عبر مطار بيروت، قائلاً إن مقاتلاته تقوم بدوريات في محيطه.
يرى المعلق السياسي مصدق مصدق بور أن "الأوان قد فات بالنسبة لإيران لدعم حزب الله بالأسلحة"، لكنه يعتقد أن الحزب "سيرمم صفوفه كما فعل في الماضي".

بعد اغتيال #نصرالله.. "خيارات حاسمة" أمام #إيران و #نتانياهوhttps://t.co/vYsJdvbCQi

— 24.ae (@20fourMedia) September 28, 2024 وتعرضت الاتصالات الداخلية لحزب الله لضربة قوية أيضاً عندما استهدفت تفجيرات هذا الشهر أجهزة اتصال لاسلكية كان يستعملها أعضاؤه، في عملية حملت مسؤوليتها لإسرائيل.
ويرى واعظ أنه سيكون "من الصعب للغاية" على الإيرانيين حالياً التواصل مع حلفائهم، على عكس ما حدث أثناء الحرب التي استمرت 33 يوماً بين إسرائيل وحزب الله عام 2006.
ويشير إلى أن ردود حزب الله "ضعيفة وهزيلة" مع تصاعد العنف مع إسرائيل، معتبراً أن "السؤال هو ما إذا كان غير راغب أو غير قادر على التحرك".
ويعتقد واعظ أن إيران تأمل على ما يبدو في أن "يتمكن حزب الله من إعادة تنظيم نفسه، وشن هجوم كبير على إسرائيل لإظهار أنه لا يزال صامداً".

مقالات مشابهة

  • الخارجية الإيرانية: لن نرسل قوات إلى لبنان أو غزة لمواجهة إسرائيل
  • الاتحاد الأوروبي: مسؤول السياسة الخارجية سيترأس اجتماعا استثنائيا لوزراء الخارجية لبحث التصعيد في لبنان
  • المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: إيران لن تترك أيا من "الأعمال الإجرامية لإسرائيل" من دون رد
  • عُمان.. نموذج للحوار والتسامح في السياسة الخارجية
  • خبير: الجمهور يشارك في ترويج الشائعات عبر إعادة نشرها على منصات التواصل
  • اغتيال حسن نصر الله يضع إيران أمام معضلة مزدوجة
  • الخارجية الإيرانية: الولايات المتحدة شريكة في اغتيال نصر الله
  • خبير علاقات دولية: دور مجلس الأمن في حفظ السلام معطل
  • الخارجية الإيرانية تنعى نصر الله
  • السفارة الإيرانية في بيروت تعتبر الغارات التي استهدفت الضاحية الجنوبية “تصعيدا خطيرا يغير قواعد اللعبة”