أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

طوّر فريق بحثي من «جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا» في أبوظبي، آلية جديدة بالاعتماد على تقنيات التعلم الآلي المتقدمة، تساعد الأطباء والباحثين في الكشف المبكر عن أمراض الجهاز التنفسي، والتنبّؤ بأمراض تصيب الجهاز التنفسي قبل حدوثها، وعلى رأسها الربو.

وقال الدكتور محمد البطاينة، الدكتور المساعد في علم الأحياء الجزيئي وعلم الوراثة، وأحد الباحثين، إن الربو مشكلة تنفسية تؤثر في نحو 358 مليوناً في العالم.

كما أن مسبباته تشمل نطاقاً واسعاً مثل الغبار وحبوب لقاح الأشجار وحتى الطقس وممارسة الرياضة، ويمكن أن تتصاعد أعراضه من مجرد السعال إلى النوبات المميتة. وهو واحد من الأمراض غير المعدية الأكثر شيوعاً بين البالغين الأطفال، ولكن على الرغم من تزايد الكشف عن روابطه الوراثية، فإن الصورة الكاملة كانت ما تزال بعيدة المنال.

وأضاف: الآن يتجه الباحثون إلى الميكروبات التي تتعايش مع الإنسان، وهو مجتمع يضم تريليونات الميكروبات، ويشمل البكتيريا والفطريات وحتى الفيروسات التي تلعب أدواراً محورية في صحة الإنسان وأمراضه، وفي حين أن معظم دراسات الميكروبات المتعايشة مع الإنسان، تركز على القناة الهضمية، فإن الأبحاث الأحدث تكشف النقاب عن التأثير العميق للميكروبات التنفسية المتعايشة مع الإنسان، وقد أظهرت أمراض مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية ومرض الانسداد الرئوي المزمن روابط تتعلق بالتغيرات في هذه المجتمعات الميكروبية.

وأوضح أنه استخدم تقنيات التعلم الآلي المتقدمة، لتوصيف الكائنات الحية الدقيقة في الجهاز التنفسي لدى مرضى الربو، مقارنة بالأصحّاء، واستكشاف إمكانية استخدام مجهريات البقعة مؤشراً حيوياً لتشخيص الربو والتنبّؤ به، حيث وجد بحثه 57 علامة ميكروبية يمكن استخدامها لتوصيف الاختلافات الملحوظة في تكوين مجهريات البقعة بين المصابين بالربو وأولئك الذين لا يعانونه، ونُشرت نتائجهم في مجلة «البيانات الضخمة»، وهي واحدة من أفضل المجلات الأكاديمية للأبحاث في علوم الكمبيوتر. ويأمل فريق البحث بأن يؤدي اكتشافهم لمجهريات البقعة الخاصة بالجهاز التنفسي والمرتبطة بالربو في عصر الطب الدقيق، إلى تطبيقات قيّمة للسيطرة ذاتياً على الربو.

وقال الدكتور البطاينة: في كثير من الدراسات، لطالما ارتبطت الاختلافات في التجمعات الميكروبية في المسالك الهوائية التنفسية بتشخيص الربو، فقد أظهرت الأعمال السابقة أن استخدام المضادات الحيوية في مرحلة مبكرة من الحياة يرتبط بتطور الربو في مرحلة الطفولة، في حين أظهرت دراسات أخرى أن الذين ينشأون في بيئة ذات تنوع حيوي جزيئي عالٍ لديهم فرصة أقل بكثير للإصابة بالربو. نحن نعلم أن البيئات الميكروبية المتنوعة يمكن أن تعزز دراسة الأمراض في الأنسجة والخلايا البشرية تحت المجهر، ما يؤدي إلى تقليل خطر الإصابة بالأمراض التأتبية وتحسين وظيفة الرئتين خاصة عند الأطفال. وأضاف: في العقد الماضي، شق التعلم الآلي طريقه إلى الأبحاث الحيوية، حيث تم تحويل مجموعات البيانات الواسعة والمعقدة إلى أنماط مفهومة، وفي حين قد تتعذر فاعلية الأساليب التقليدية في تحليل المجموعات الميكروبية، فإن خوارزميات التعلم الآلي تسبقها بأشواط، إذ أثبتت كفاءتها في الانتقال عبر أعداد كبيرة من البيانات العالية الأبعاد.

وأشار إلى أن فريق البحث طبق تقنيات التعلم الآلي المتقدمة، على مجموعة بيانات مكونة من 5853 وحدة تصنيفية تشغيلية من الفئات الميكروبية ل 40 مريضاً، لتحديد مجموعة من الوحدات التصنيفية التشغيلية الأكثر صلة، ولم تكف النتائج التي حصلوا عليها بدعم البحث الذي يشير إلى أن اختلافات مجهريات البقعة في المسالك الهوائية التنفسية مرتبطة بتشخيص الربو فحسب، بل حددت 57 علامة حيوية ميكروبية تتعلق بالتشخيص والاستراتيجيات العلاجية أيضاً.

ولفت إلى أن الفريق البحثي لاحظوا أيضاً وجود اختلافات في الوفرة الميكروبية مع اختلاف الفئات العمرية. فأظهر مرضى الربو من الأطفال وفرة كبيرة في البكتيريا البروتينية، في حين كانت الشعب البكتيرية البروتينية الأخرى بارزة بين مرضى الربو البالغين، ما يساعد على التشخيص.

وقال الدكتور البطاينة: تظهر نتائجنا اختلاف كل من التكوين التصنيفي لمجهريات المنطقة الخاصة بالجهاز التنفسي وتنوعها لكل من العيّنات السليمة والمصابة بالربو بشكل كبير، فقد لاحظنا أيضاً تنوعاً أكبر وأكثر ثراءً في الكائنات الحية الدقيقة في الجهاز التنفسي في العيّنات الصحية مقارنة بمرضى الربو. في حين كشفت الدراسة عن الأنواع البكتيرية التنفسية الرئيسية المرتبطة بمرضى الربو وقدمت رؤى جديدة عن دورها في التسبب فيه، إلا أنه ما يزال هناك مجال للبحث المستقبلي. كما أدرك الفريق أن دراستهم استندت إلى عينة صغيرة نسبياً ونوع محدد من العينات، ما يجعل من الصعب التمييز بين مجهريات المنطقة الخاصة في الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، وأشاروا إلى أن وجود مستعمرات بكتيرية محددة مثل الموراكسيلا، أيضاً، حيث يمكن أن تغير احتمالية الإصابة بالعدوى الفيروسية، وشددوا على الحاجة إلى مزيد من الدراسات قبل أن تصبح هذه المؤشرات الحيوية ملموسة.

ويشكل عمل الدكتور البطاينة أساساً للدراسات المستقبلية للتعمق أكثر في العلاقة بين الكائنات الحية الدقيقة في الجهاز التنفسي ودورها في أمراض مثل الربو، وقد ساعد دمج التعلم الآلي في عملية البحث على تحديد المؤشرات الحيوية المحتملة، والتي يمكن أن تمهد الطريق لاستراتيجيات علاجية جديدة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات أبوظبي فی الجهاز التنفسی التعلم الآلی یمکن أن إلى أن فی حین

إقرأ أيضاً:

لجنة من التنمية المحلية لبحث تشغيل المجزر الآلي بمدينة الحمام بمطروح

استقبل اللواء محمد صحصاح، رئيس مدينة الحمام، بمحافظة مطروح اليوم الأربعاء ، الدكتور زغلول خضر مستشار وزير التنمية المحلية للثروة الحيوانية، واللواء عمرو سالم نائب رئيس مجلس إدارة شركة جرين فالي، والدكتور عادل مصطفى استشاري جهاز التعمير، والدكتور عبد المجيد أبو شادي مدير مديرية الطب البيطري بمطروح، والدكتور سامي عمار مدير الإدارة البيطرية بالحمام، وذلك للوقوف على متطلبات تشغيل مجزر الحمام الذي تم تطويره مؤخراً.

وتأتي هذه الزيارة في إطار جهود التنسيق المستمرة بين محافظة مطروح ووزارة التنمية المحلية، بهدف استكمال أعمال التجهيز والتطوير اللازمة بالمجزر، تمهيدًا لتشغيله في أقرب وقت ممكن، وبما يواكب احتياجات الإقبال المتزايد خلال موسم الصيف، خاصة في منطقة الساحل الشمالي التي تشهد كثافة سكانية وسياحية كبيرة.

ويعد تطوير مجزر الحمام ضمن جهود وزارة التنمية المحلية لتطوير منظومة الذبح الآمن على مستوى الجمهورية، من خلال رفع كفاءة المجازر الحكومية وتحسين بنيتها التحتية، بما يضمن تقديم خدمات صحية وآمنة للمواطنين.

كما يُعد تشغيل المجزر خطوة مهمة لدعم قطاع الثروة الحيوانية، وتوفير خدمات بيطرية متكاملة، تسهم في رفع مستوى الصحة العامة وتحقيق التنمية المستدامة داخل المحافظة.

من ناحية اخرى وفى وقت سابق نظمت الإدارة العامة للسياحة والمصايف بمحافظة مطروح احتفالا بأعياد الربيع وشم النسيم وذلك تحت رعاية اللواء خالد شعيب محافظ مطروح ، بحديقة كليوباترا بحضور اللواء مجدي الوصيف السكرتير العام،والدكتور وليد رفاعي وكيل وزارة الشباب والرياضة ومحمد أنور مدير عام الإدارة العامة للسياحة والمصايف ومشاركة اكثر من ٥٠٠ طفل وشاب وذوى الهمم وأسرهم وسط فرحة وبهجة كبيرة.

تضمنت الاحتفالية عددا من الفعاليات الفنية والعروض الفنية والاغاني والمسابقات الرياضية والترفيهية بين الأطفال مع توزيع الجوائز.

وأوضح  محمد انور مدير عام إدارة السياحة والمصايف بمطروح أن الفعاليات تأتى بالتعاون بين الإدارة العامة للسياحة والمصايف بالمحافظة ومديرية الشباب والرياضة ومديرية الثقافة بمطروح ،حيث شهدت إقبالا كبيرا من المواطنين والأطفال الذى ارتادوا الحديقة منذ الصباح حتى عصر اليوم الإثنين احتفالاً بأعياد الربيع، والاستمتاع بالطقس المعتدل مع الحرص على إضفاء روح البهجة على الأطفال ورواد الحديقة.

وأشار إلى أنه تم خلال الاحتفالية العاب شد الحبل والبلياتشو والتنورة والكرة الطائرة والكراسي الموسيقية وغيرها من المسابقات الترفيهيه وعروض فنون ومسابقات رياضيه مع تقديم هدايا قيمة للمشاركين.

مقالات مشابهة

  • جامعة الملك عبدالعزيز تُكرم الفائزين بنشاط "ابتكار التعلّم الرقمي"
  • هل تسبب أدوية الربو الشعبي الإدمان للأطفال؟.. الصحة تحسم الجدل
  • تحديث أحد خطوط مخبز محردة الآلي بريف حماة لتحسين جودة الخبز
  • تعليم جدة يبحث مقومات ترشيحها ضمن شبكة اليونسكو في ملتقى "مدن التعلم"
  • امانة بغداد: آلية جديدة لتنظيم البناء في الأراضي الزراعية
  • لجنة من التنمية المحلية لبحث تشغيل المجزر الآلي بمدينة الحمام بمطروح
  • دراسة جديدة تربط بين الطقس الحار وأمراض القلب
  • «الشؤون»: تدشين المرحلة الأولى من غرفة التحكم في إدارة الحاسب الآلي
  • القليوبية تطلق قافلة متنقلة لدعم صحة المرأة والكشف المبكر عن الأورام
  • آلية جديدة مرتقبة لترخيص الآبار... ودفتر شروط فني قريباً