المتحور المنفصل يثير مخاوف المواطنين.. و«الصحة العالمية»: مخاطره منخفضة
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
تتزايد حالة الخوف لدى المواطنين بسبب ظهور متحور جديد لفيروس كورونا، يسمى بـ«JN.1»، وهو المتحور الذى صنّفته منظمة الصحة العالمية بأنه منفصل ومثير للاهتمام، وناتج عن السلالة الأم «BA.2.86»، مؤكدة أن الأدلة الحالية تظهر أن المخاطر التى يشكلها على الصحة العامة منخفضة.
وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية إن الإصابات بالمتحور الفرعى الجديد لفيروس كورونا تشكل نسبة تتراوح بين 39 و50% من إجمالى الحالات فى أمريكا، ويتسم بسرعة الانتشار والانتقال من شخص إلى آخر وأكثر فاعلية فى تجاوز الجهاز المناعى مقارنة بباقى المتحورات.
وأكدت وزارة الصحة، فى بيان، أنها تتابع التقارير الواردة من منظمة الصحة العالمية ومركز التحكم فى الأمراض والوقاية الأمريكى ومن السلطات الصحية فى بعض الدول عن اكتشاف سلالة فرعية من المتحور المثير للاهتمام «أوميكرون»، مضيفة أنه طبقاً للتقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية، بلغت نسبة انتشار المتحور «2.86.BA» وسلالاته المنحدرة، بما فى ذلك المتحور الجديد، 37% من إجمالى العينات على مستوى العالم.
وأوضحت الوزارة أن المتحور الجديد ينتشر بصورة كبيرة، وله قدرة على إصابة الحالات التى سبق تطعيمها بالتطعيمات القديمة ضد فيروس كورونا، والتى تم استخدامها قبل العام 2023، ومع ذلك فإنه حتى الجرعات الأولية من لقاح «كوفيد» من المحتمل أن تساعد فى الحماية ضد المتحور الجديد.
وطمأنت وزارة الصحة المواطنين بشأن الإصابات، قائلة إن معظم حالات الإصابة الناتجة عن هذا المتحور حول العالم بسيطة، كما أنّه لا توجد أعراض إكلينيكية مميزة أو مختلفة عن الأعراض السابقة للمتحور «أوميكرون»، مشيرة إلى أن المخاطر الصحية العامة المتوقعة لا تزال منخفضة.
وأكدت الوزارة أنه حتى هذه اللحظة لم يتم اكتشاف أى حالات مصابة بالمتحور، ونصحت المواطنين بضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة «كورونا» من خلال ارتداء الكمامات والحرص على التباعد الاجتماعى والمداومة على غسل اليدين والبعد عن الزحام وعن الأشخاص المصابين بنزلات البرد، وفى حال مخالطتهم لا بد من الحفاظ على مسافة لا تقل عن متر والحصول على اللقاحات المتنوعة.
«تاج الدين»: التحور أمر طبيعى والأعراض لم تتغيرمن جانبه، قال د. محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، لـ«الوطن»، إن ظهور متحور جديد لـ«كورونا» أمر متوقع ويحدث كل فترة وهناك حالة نشاط للفيروسات التنفسية فى الشتاء وليس فيروس كورونا وتحدث فى مثل هذه التوقيتات.
وأضاف: «عند ظهور المتحور الجديد يتم النظر إليه بعدد من المحاور منها خطورته فى الإصابات ومدى تردد المواطنين على المستشفيات بعد الإصابة به ومدى استجابته للقاحات.
ودعا «تاج الدين» المواطنين إلى ضرورة الحصول على الجرعة التعزيزية للقاح كورونا والتى تعمل على تعزيز الجهاز المناعى للجسم ضد الفيروس ومتحوراته المختلفة، مشيداً بنجاح جهود الدولة فى توفير لقاحات كورونا منذ اللحظة الأولى للجائحة على مستوى العالم، وليس لقاحاً واحداً فقط، بل جميع اللقاحات المعتمدة من قبَل منظمة الصحة العالمية والتى جعلت بعض الدول تضع شروطاً لدخولها منها الحصول على لقاح بعينه واستطاعت الدولة توفيرها ولا يوجد أى نقص فى اللقاحات، ويمكن اللجوء إلى وزارة الصحة للحصول على الجرعة التعزيزية ولا يوجد أى ضرر منها.
وقال مستشار رئيس الجمهورية إن أعراض المتحور الجديد، وهو من سلالات «أوميكرون»، تتضمن ارتفاع درجة الحرارة والسعال وتكسيراً فى العضلات والرشح وسيلان الأنف والألم فى الأذن واحتقاناً فى الزور، والبعض يعانى من فقدان حاستى الشم والتذوق.
«عبدالغفار»: على المواطنين الحصول على الجرعة التعزيزية للقاح كورونا خاصة أصحاب الأمراض المزمنةوأكد د. حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، أن المتحور الجديد لفيروس كورونا حتى الآن لم يصل إلى مصر، وليس معنى عدم وصوله أننا غير معرضين للدخول ولكن حتى الآن لم يصل، مشيراً إلى أنه على المواطنين الحذر واتباع الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا وغيره من الفيروسات التنفسية، خاصة أننا فى توقيت تنتشر فيه جميع الفيروسات التنفسية وليس فيروساً واحداً، وتتضمن الفيروسات التنفسية «فيروس كورونا، الفيروس الغدى، فيروس الإنفلونزا الموسمية، والهربس، والفيروس المخلوى التنفسى».
وأضاف: «على المواطنين الحصول على الجرعة التعزيزية للقاح كورونا، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة لأنهم أكثر الفئات عرضة للإصابة بفيروس كورونا وغيره من الفيروسات التنفسية، والأعراض الجانبية للقاح كورونا لم تتغير وتتضمن ارتفاع درجة الحرارة واحمرار موضع التطعيم وتكسيراً فى العضلات وآلام موضع التطعيم والرغبة فى النوم والحمى لبعض الحالات»، موضحاً أن هذه الأعراض تزول من تلقاء نفسها ولا تحتاج إلى طبيب.
وأوضح أن جميع أدوية البروتوكول العلاجى لفيروس كورونا متوافرة داخل المستشفيات، ولا يوجد أى نقص بداخلها، محذراً المواطنين من الحصول على أى أدوية دون الرجوع إلى الطبيب المختص، فالحالات المرضية تختلف من حالة إلى أخرى وفقاً للتشخيص الطبى لها.
وطمأن «عبدالغفار» المواطنين بشأن متابعة الوزارة للوضع الحالى لفيروس كورونا ومتحوراته، لافتاً إلى امتلاك وزارة الصحة منظومة لرصد الأوبئة على مستوى الجمهورية، وتعمل الوزارة على تحليل التسلل الجينى لمعرفة أنواع المتحورات، وعلى المواطنين الالتزام التام باتباع الإجراءات الاحترازية كاملة للوقاية من الأمراض المعدية وغير المعدية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: كورونا متحور كورونا وزارة الصحة الصحة العالمية منظمة الصحة العالمیة الفیروسات التنفسیة المتحور الجدید على المواطنین لفیروس کورونا فیروس کورونا وزارة الصحة الحصول على
إقرأ أيضاً:
هل ينسحب ترامب من منظمة الصحة العالمية؟
أثار ما نقل مؤخرا عن فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن إدارته قد تعلن انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية في يوم تنصيبه بحلول 20 يناير/كانون الثاني المقبل الكثير من التساؤلات والمخاوف بشأن تداعيات مثل هذا القرار -إن تم اتخاذه- في الحد من قدرات المنظمة ومصادر تمويلها، في خضم أزمات صحية لا حصر لها يعيشها العالم.
وكانت المنظمة أقرت ميزانية لعامي 2024 و2025 قدرها 6834.2 مليون دولار لتمويل أولوياتها الإستراتيجية، وغيرها من المشاريع الأخرى ذات الصلة.
لكن ما يثار حاليا بشأن عزم إدارة ترامب الجديدة الانسحاب من منظمة الصحة العالمية -الذي قيل إن فريق الرئيس الأميركي المنتخب يدفع إليه- لم يتم الإعلان عنه رسميا، كما لم تعلق المنظمة على هذه التسريبات حتى الآن.
ولا شك أن انسحاب الولايات المتحدة من المنظمة بحلول 20 يناير/كانون الثاني المقبل -إن تم- يعد خسارة كبيرة لمنظمة الصحة العالمية باعتبار أن واشنطن من الدول الأكثر تمويلا لها، الأمر الذي قد يحد من قدرة المنظمة على تصديها للتحديات والأزمات والاستجابة للجوائح الصحية العديدة التي تواجه عالم اليوم، مثل الأوبئة والمتحورات الجديدة لجائحة كورونا، ومسائل أخرى تتعلق باللقاحات والطوارئ الصحية، وظهور فيروسات جديدة تم اكتشافها بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي، وذلك إن لم تجد المنظمة وسائل أخرى لسد هذا العجز.
إعلانويرى خبراء وعلماء مختصون أنه في حال انسحاب إدارة الرئيس الأميركي المنتخب من المنظمة فإنها قد تخسر نحو ربع تمويلها، خاصة أنها تعتمد في ميزانيتها على مصدرين هما الرسوم المستحقة من الدول الأعضاء والمساهمات الطوعية من هذه الدول ومن المنظمات الخيرية والحكومية الدولية والقطاع الخاص.
وعزا الرئيس المنتخب قراره الأول بالانسحاب من المنظمة في مطلع يوليو/تموز 2021 إلى أن المنظمة "رفضت تنفيذ الإصلاحات المطلوبة"، متهما إياها بالتستر على مدى انتشار وباء فيروس كورونا لصالح الصين وبسوء إدارة الأزمة حينها.
لكن عملية انسحاب الولايات المتحدة من المنظمة لم تكتمل آنذاك، إذ كان من المفترض أن يدخل القرار حيز التنفيذ بعد عام واحد، وتحديدا في 6 يوليو/تموز 2021.
ويعود عدم تنفيذ وإكمال الإجراء إلى أن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن قد وقّع أمرا تنفيذيا في اليوم الأول من رئاسته في يناير/كانون الثاني 2021 بالتراجع عن إخطار الانسحاب، والاحتفاظ بعضوية بلاده في منظمة الصحة العالمية، والوفاء بالتزاماتها المالية تجاهها، والتعاون المشترك لدحر جائحة "كوفيد-19" آنذاك.
وتشير المصادر العالمية والخبراء المختصون إلى أنه إذا كانت دواعي القرار الأميركي الأول بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية تعود إلى أن تعامل المنظمة مع جائحة كورونا لم يرق إلى المستوى المطلوب أو بالأحرى لم يكن مثاليا فإنهم يرون أن معالجات المنظمة للأزمة كانت أكثر من جيدة، مما يكفي لتوفير قدر كبير من الإنذار المبكر فيما يرتبط بالوباء ومخاطره والحد من تفشيه.
لا أسباب واضحةوبحسب الخبراء، فإنه لا توجد في الوقت الراهن أسباب واضحة لتبرير أي انسحاب من طرف الولايات المتحدة أو أي دولة عضوة إلا فيما يُعنى بعملية إصلاح المنظمة التي نادت بها واشنطن عام 2021.
وفي السياق نفسه، حذرت مصادر علمية وطبية دولية الآن ومن جديد -وهي التحذيرات والتنبيهات نفسها التي أطلقتها عندما أصدر ترامب قراره السابق في مستهل فترة رئاسته الأولى- من أن انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية سيهدد بالتأكيد برامجها وخططها للبلدان المحتاجة والأشد فقرا وتلك التي تعاني أزمات وحالات عدم استقرار ولجوء ونزوح وصراعات مسلحة.
إعلانولفتت المصادر نفسها إلى أن الدعم الأميركي يصل إلى نحو ربع ميزانية المنظمة السنوية، وهو تمويل كبير ومؤثر تحتاجه المنظمة في ظل أزمات وتحديات صحية لا حصر لها تعصف بالكثير من دول ومناطق العالم.
وتلفت مصادر طبية وعلمية دولية إلى أنه يتعين على أي دولة ترغب في الانسحاب من منظمة الصحة العالمية أن تستوفي شروط الانسحاب النهائي، ومنها إعطاء إشعار لمدة عام واحد، والوفاء بالكامل بسداد الالتزامات المالية المقررة.
وتنبه المصادر إلى أنه إذا كانت المنظمة ستخسر تمويلا مهما سيكون له تأثير كارثي على برامجها وخططها الصحية فإن واشنطن أيضا ستفقد ميزة تزويدها بالمعلومات والبيانات الصحية بشأن الوضع الصحي والمستجدات الصحية العالمية، فضلا عن توجيه الاتهام لها بالتراخي في تضامنها مع المجتمع الدولي في هذا الجانب الحيوي والمهم من احتياجات الناس الصحية في أي مكان، وبتعريضها حياة الملايين من البشر والفقراء ممن هم في أشد الحاجة للأدوية واللقاحات الطبية للخطر، مما يفقدها بالتالي تأثيرها الدولي القوي في أي قرارات يتخذها العالم والمنظمة تحديدا في مثل هذه المسائل الصحية الحيوية.
يشار إلى أنه منذ تأسيس منظمة الصحة العالمية في عام 1948 كان حق الناس في الصحة عنصرا جوهريا في رسالتها الرامية إلى تحقيق الصحة للجميع، علما أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قد نص في العام نفسه على الحق في الصحة.
ولإعمال هذا الحق تسعى المنظمة جاهدة في عالم يعاني من أزمات متعددة -من أمراض وكوارث إلى صراعات وتغير في المناخ- إلى أن يكون هذا الحق والخدمات الصحية والتثقيف والمعلومات الصحية متوافرة ومقبولة ومتاحة للجميع وذات جودة عالية أكثر من أي وقت مضى، بما في ذلك أيضا الحصول على المياه الصالحة للشرب والغذاء والسكن الصحي وظروف وبيئة العمل الملائمة للجميع دون تمييز.
إعلان دور محورييذكر أن منظمة الصحة العالمية -التي أنشئت في العام 1948- تضطلع بدور محوري ومهم من حيث التأكيد على أن الصحة حق أصيل من حقوق الإنسان، وضرورة اتباع نهج جماعي مشترك لحماية صحة البشر في جميع أنحاء العالم، ولهذا السبب اختارت المنظمة شعار "صحتي حقي" ليكون موضوع يوم الصحة العالمي لعام 2024.
لكن لن يتم الوفاء بأهداف المنظمة المعلنة بالصورة المطلوبة إلا عبر تضافر الجهود الدولية، دولا وحكومات ومنظمات حكومية وغير حكومية وقطاعات أهلية، بالإضافة إلى حشد التمويل والاستثمارات المالية اللازمة، لتحقيق التغطية الصحية الشاملة في إطار أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، في وقت يواجه فيه -حسب تقارير دولية- أكثر من ملياري شخص مشقة مالية في الحصول على الرعاية الصحية الأساسية فقط.