الوطن:
2025-01-30@07:13:31 GMT

أحمد الدريني يكتب: هوامش على متن «جاكرتا»

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

أحمد الدريني يكتب: هوامش على متن «جاكرتا»

لم تكد طائرتى تحط فى «جاكرتا»، حتى انتحى بى شاب إندونيسى مهذب ليسألنى عن نصر حامد أبوزيد!

بدا سؤاله وبدت ملامحه كما لو كان يسأل رجلاً جاء فى قافلة من بلاد بعيدة، ويستفسر منه عن أخبار القوم الذين هو منهم والقوم الذين مر عليهم.. وفى عينيه شغف عظيم.

الدولة الإندونيسية تولي اهتماماً بالغاً بالمؤتمر «الصوفى العالمى» تمثل فى حضور رئيسها ووزير دفاعها وكبار مسئوليها فعاليات الافتتاح

جلست معه فى صالة كبار الزوار التى تستقبل فيها الدولة ضيوف المؤتمر الدولى الذى ينظمه «المجلس الصوفى العالمى»، وأنا بالكاد أحاول الإفاقة من ساعات السفر الطويلة تارة، وأزوِّده بما أفهمه عن «نصر حامد» تارة أخرى.

كان ينظر لى ككنز يسير على قدمين.. ولم أكن أدرى أن هذه بداية الملمح الذى ربما سيدمغ هذه الرحلة حتى آخرها.

 

حين صدحت مكبرات الصوت بنقل صلاة العشاء فى جاكرتا قرأ الإمام الآيات على نسق مصرى كأنك فى القاهرة

(1)

فى قلب العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وحين صدحت مكبرات الصوت بنقل صلاة العشاء، بالقرب من «جراند مول»، قرأ الإمام الآيات على نسق مصرى تماماً، حتى لوهلة تحس أنك فى القاهرة.

فهذا اللسان إما قد تربى على مشايخنا الأكابر، أو أن هذه الأذن لم تسمع سوى قُرّائنا القمم. بلا لكنة ولا لحن ولا شُبهة تأثر بمدرسة أخرى سوى المصرية.لم تكن طريقة قراءة القرآن هى أول ما ينبئنى عن الروابط العميقة بين القاهرة وجاكرتا،

كان لافتاً لى الاستقبال الحافل والأحاديث التى ينخرط فيها الجميع معك - لأنك مصرى - حتى لكأنك «كل مصر»

فالاستقبال الحافل من مخرج الطائرة، والأحاديث التى ينخرط فيها الجميع معك -لأنك مصرى- حتى لكأنك «كل مصر»، بدت لافتة لى. فكل من التقيتهم فى المطار، بعد الابتسام والترحيب، يسألون عن مصر أو يحكون عن ذكرياتهم فى مصر أو عن خططهم للذهاب إلى مصر.

وكلمة السر هنا ليست «الأزهر الشريف» فحسب، بل الحالة العلمية والفكرية الدينية المصرية عموماً، فهذا الشاب الذى رافقنى فى صالة كبار الزوار وأخذ يسألنى بشغف عن نصر حامد أبوزيد، لأنه يعد رسالة علمية عنه، كان يتصور بحسن نية بالغ أننى لمجرد مصريتى لا بد أعرف نصر حامد أبوزيد، ولا بد متقن لفهم أفكاره، ولا بد أنا من خير المتحدثين عنه.. وأُدرك طرحه والمآخذ التى يصوِّبها خصومه لطرحه، والاستدراكات التى طرأت على مشروعه، والتطورات التى اكتنفت مسيرته.. لا بد أننى أدرك كل هذا.. لا بد!

وهو جزء من الصورة الذهنية عنك -عموماً- وسأتطرّق لها لاحقاً.فهناك من يأنس لعربيتك التى يراها ميزة عظمى حباك الله إياها.. وهناك من يتلصص على مصر التى بدت لى هناك هائلة ضخمة عظيمة فى الأعين.. وهناك من يبحث فيك عن شىء ما لست تدركه أنت، ولا غالباً هو، لكنه الهوى على عواهن الهوى.

(2)

حين ضغط المعالج الإندونيسى على موضع بعينه بين السبابة والإبهام من يدى اليسرى، تألمت حتى كدت أصرخ.

نظر لى نظرة خبير وقال: هناك مشكلة فى معدتك.. أنت تؤخر طعامك.. أنت تأكل متى تريد لا متى ينبغى.

ثم استمر فى الضغط على مواضع بعينها من الظهر والساق والرأس.. ومع كل موضع يستشف شيئاً ما، ثم يخبرنى به، فبدا لى كأنه يعيش معى منذ عشرين عاماً، من فرط ما شخّص تشخيصاً دقيقاً مذهلاً فى كل شىء!

هادتنى الأقدار بهذا الشاب الأريب الذى يتقن العلاج الإندونيسى التقليدى، والذى كثيراً ما تاقت نفسى لتجربته، فهذه البقعة من الشرق الآسيوى لطالما فعلت العجائب بطبها القديم ومهارة معالجيها الذين توارثوا هذه العلوم بانضباط صارم.

لم أدرِ كيف أكافئه بعد جلستين للعلاج من آلام الصداع المبرح الذى عصف برأسى بسبب السفر المتواصل من القاهرة لجدة، ومن جدة لجاكرتا، ومن جاكرتا لبكالونجان.

الإندونيسيون أنزلوا الدين من نفوسهم موضع الإجلال وأحبوا العرب بصدور صافية ونفوس شفيفة متواضعة ودودة

فى ساعات بدت لى سنين عدداً.

فكرت فى مهاداته بشىء، لأنه أخضعنى لعلاجه حباً لا تكسُّباً لمال، لكنه حسم الأمر حين لوّحت له برغبتى فى إعطائه شيئاً ما.

قال بصرامة ودودة للغاية: الدعاء فقط يا شيخ.. الدعاء!

حاولت أن أشرح له أننى لست شيخاً، حتى وإن كنت مدعواً للمؤتمر العالمى «التصوف فى عالم متجدد» الذى ينظمه المجلس الصوفى العالمى فى إندونيسيا برعاية رئيس الدولة شخصيا، وبحضور وزير الدفاع وكبار رجال الدولة.

إلا أنه، إكراماً لعربيتى ولمصريتى، أصر على موقفه بود وحياء شديدين هما الغلاف العام الذى يحيط بالمعاملة التى تتلقاها فى هذه البلاد الطيبة.

فعربيتك تعنى أنك من القوم والعرق الذى بُعث فيه (صلى الله عليه وسلم)، وعربيتك هى لسان عربى مبين يفهم الدين ونصوصه بغير عناء ولا لبس.. فكأنك -فى نظرهم- أقرب فهماً للوحى والحديث الشريف منهم.. مهما اجتهدوا ودرسوا ومهما فرطت أنت أو تكاسلت!

وعربيتك قد تعنى انتماءً هاشمياً للبيت النبوى المبارك، من النسل الحسنى والحسينى المشرّف، ومن ثم فأنت لفافة من القداسات المحتملة تسير على قدمين.

وهذا لأنهم أنزلوا الدين من نفوسهم موضع الإجلال، وأحبوا العرب، بصدور صافية ونفوس شفيفة متواضعة ودودة.

مصر بلد الأزهر الشريف الذي درسوا في جنباته وتربوا على مشايخه وتوارثوا حكاياه فألهبت خيال أجيال وأجيال عن هذه البقعة المباركة

وفى القلب من كل هذا أنت من مصر، بلد الأزهر الشريف، الذى درسوا فى جنباته وتربوا على مشايخه، وتوارثوا حكاياه فألهبت خيال أجيال وأجيال عن هذه البقعة المباركة وهذا الصرح المهيب.

أذكر أحدهم وقد مال علىَّ وقال لى بكل فخر: ابنى ذاهب للأزهر الشريف للدراسة.قالها وملء شدقيه ابتسامة تُنير جاوة الوسطى بأكملها.

ولأنى المصرى العربى، الذى نشأ فى بلد الأزهر، وتوسموا من حديثه على منصة فعاليات المؤتمر سلامة لغته، انتحى بى رجل فى العقد السادس من العمر تقريبا جانبا من جوانب فندق سانتيكا فى مدينة بكالونجان، وقال لى كأنما يساررنى بسر يستحى أن يبوح به، إنه لا يفهم معنى حديث شريف بعينه.

قاله الرجل بنطق سليم وبلسان تملؤه هدجة التقوى فى الصوت.. لكنه لا يستقيم فى ذهنه لغةً ومن ثم لا يستقيم منطقاً.

«أنقذنى أيها العربى!».

هكذا أحسست دواخل الرجل تجأر.مِلتُ عليه وقلت له: المعنى كذا وكذا.. فانفرجت أساريره وانزاحت عن صدره صخرة كؤود.

فهمت، بطبيعة الحال، كيف استشكل عليه المعنى لتركيب الجملة، ودخول عناصر الشرط والنفى فى بنيتها، ما أربك قدرته على الاستيعاب الكامل.

وساعتها كأن المشهد أشرق كاملاً أمامى.. هم ينظرون لنا على نحو عجيب من الإجلال.. لأننا أقدر إبحاراً وأفهم لهذا اللسان، ومن ثم هذا الدين الحنيف.

(3)

مِلتُ على صديقى العزيز، فضيلة الدكتور أسامة الأزهرى، أحد علماء الأزهر الشريف ومستشار السيد رئيس الجمهورية للشئون الدينية، وقلت له: الضجة التى صاحبت صورك حين نُشرت للمرة الثانية (بعد أشهر طوال من أول مرة نُشرت فيها صور شبيهة!) بينما يحملك الناس على الأعناق.. هى ضجة من لم يأتِ لهذا المكان، ولم يستوعب هذا التكوين النفسى وهذه النظرة عميقة التقدير والعرفان لنا.. مصريين وعرباً.

لقد كففتُ أفواها شريفة انكبّت على يدى لتُقبلها لحسن ظنهم بى.. لصحبتى لعلماء شريعة وشيوخ طرق وباحثين تراثيين.

لقد ظنونى أحد هؤلاء العلماء، وعربية ملامحى ولسانى أذكت أوار التقدير فى النفوس، وما أنا إلا مشارك فى الفعاليات فى محور الإعلام وصناعة المحتوى، لى كلمة وبحث، ألقيها من منظور إعلامى بحت، فكيف بهم معك وأنت العالم الشيخ الأزهرى العَلَم؟كنت أهمس له بهذه الملاحظة بينما يلاحقه طلبة العلم من إندونيسيا، ليجيزهم فى رواية بعض الأحاديث النبوية المشرّفة.

يطاردونه على مداخل الفنادق ومحطات القطار وأمام الأسانسير وفى قاعة الطعام.. حتى مللتُ للرجل.

إلى أن قادنى طالع السعد والسعادة، حين كنت موجوداً وقد انتحى بثلة منهم جانباً، ليجيزهم فى رواية الحديث الشريف بعدما يقرأونه عليه، فيقر لهم الأخذ عنه ويقول لهم تفصيلاً عمن أخذ هذا الحديث وعمن أجيز بروايته من حفاظ وعلماء شتى فى بقاع العالم الإسلامى.

بدا وهو يسرد لهم هذه الوحدات الزخرفية المتصلة من النقل والرواية، كمن يرسم صورة أرابيسكية دقيقة لشبكات من العلم والتواصل بين الأفراد والأجيال والأمم والمدارس فى نقل الحديث الشريف وفى فهم سياقاته.

وبدت لى إبحاراً عابرا للزمان والمكان، وفهما لسلاسل النقَلة الكرام، ومؤشراً لكيفية استيعاب أجيال من الأمة لمحورية ومفصلية الحديث النبوى المطهّر المشرّف فى بنيان هذا الدين.

ووسط إجازتهم أُجزت أنا والحاضرون برواية هذه الأحاديث المشرّفة.. فصرت من الرواة المشرّفين بنقل أعظم الكلم على مدار العصور.

«عربيتك» قد تعني انتماءً هاشمياً للبيت النبوي المبارك من النسل الحسنى والحسينى المشرّف

(ولهذا إيضاح فى مقال مستقل، إذ أريد أن أتوسع فى شرح معنى الإجازة والرواية على النحو الذى فهمته من موقعى «غير الشريعى» تخصصا، ولتوضيح زائد فى حالتنا هذه، إذ إن الإجازة كانت فى أحاديث مسلسلة، وهو نمط من الأحاديث المشرفة نُقلت على هيئة بعينها وبتسلسل وشرط بعينه من راوٍ إلى راوٍ على مدار خمسة عشر قرناً من الزمان، ولها خصوصية وسط عملية النقل والرواية بوجه عام).

إندونيسيا الدولة الإسلامية الأكبر تعداداً حول العالم.. والتصوف ضرورة حتمية لاحتواء ومواجهة تيارات التطرف المتسللة للمجتمعات المسلمة

(4)

جرت فعاليات المؤتمر الذى توليه الدولة الإندونيسية اهتماماً بالغاً، تمثل فى حضور رئيسها ووزير دفاعها وكبار مسئوليها، فعاليات جلستها الافتتاحية.

الحبيب لطفى نموذج لم أصادف مثيلاً له اليوم فى دولة عربية.. والحالة الوحيدة المشابهة له هو المرشد الأعلى للثورة الإيرانية

الثقل الأكبر للمؤتمر ينبع من رعاية الحبيب محمد بن لطفى بن يحيى بن هاشم، شيخ الطريقة النهضية المعتبرة، ومستشار رئيس الدولة للشئون الدينية، لهذا المؤتمر.

والحبيب محمد بن لطفى ينتمى نسباً للسادة آل باعلوى، ذوى الأصول اليمنية والنسب الحسينى المبارك.

وقد جاءوا قبل أجيال بعيدة إلى هذه البلاد وأدخلوا فيها الإسلام حتى صاروا سدنته وشُرّاحه والقائمين على تفاصيله وتعليمه والعناية به والمنغمسين فى خدمته جيلاً بعد جيل.

وللحبيب محمد بن لطفى (الذى يتحدث الإندونيسية كأهلها، بوصفه ابن هذه البلاد، ويتحدث العربية حديث من تربى منذ نعومة أظافره فى بوادى العرب وحواضرهم) ثقل هائل فى المجتمع الإندونيسى ككل.. وتقدير من الجميع.

حتى إن رئيس الدولة السيد جوكو وديدو خرق البروتوكول أكثر من مرة مع الحبيب «لطفى» وهو ينهض له ليسند حركته أو ليتأبط ذراعه أو ليستقبله.

وهذه الحالة من خرق البروتوكول هى قرينة جاه وسلطان عظيم للحبيب لطفى على نفوس الجميع، حتى ليبدو مستثنى من كل القواعد، بل فوقها.. باتفاق ضمنى ورضاء عام بين الجميع.

فدولة إندونيسيا، وهى الدولة الإسلامية الأكبر تعداداً حول العالم، لم يكن التصوف والاعتدال خيارها العقائدى وميلها الذوقى ومشربها الروحى فحسب، بل كان ضرورة حتمية لاحتواء ومواجهة تيارات التطرف والدواعش والمتسلفنين وخلافهم من الذين يتسللون لكل مجتمعات الدول المسلمة.

فقبل واحد وعشرين عاماً شهدت إندونيسيا واحدة من أكثر الحوادث مأساوية على الإطلاق والتى لا تزال تُلقى بظلالها الكئيبة إلى اليوم، وهى «تفجيرات بالى» التى نفذها إرهابيو القاعدة عام ٢٠٠٢ فى جزيرة بالى الإندونيسية السياحية الشهيرة، فراح ضحيتها مئات الأبرياء والضحايا.

بل فى شهر أغسطس الفائت، وقبيل انعقاد المؤتمر بأيام، ألقت السلطات القبض على مشتبه فى انتمائه لداعش، وجدت وحدة مكافحة الإرهاب الإندونيسية فى بيته رصاصاً وعلَماً لتنظيم الدولة وأغراضاً أخرى.

ومن ثم فإن التصوف فى هذه البلاد، باعتداله وانضباط موازينه الشريعية، خيار صلب للدولة ككل.. وخيار مجتمعى يطابق التكوين النفسى لهذا الشعب المضياف الكريم المهذب الودود.

ومن ثم يجىء ثقل الحبيب «لطفى»، رأس التصوف الأبرز فى هذه البلاد، كضرورة تاريخية وواقعية.. عاطفية وعلمية.. دولتية ودينية.

والحبيب لطفى، من واقع مشاهدتى له عن قرب، رجل محير، يتصرف ببساطة، ويتحرك بتلقائية، ويسلم على الجميع، ويبتسم، ويكرم ضيفه.

وإذا أردت أن تفتش فيه عن شىء استثنائى يفسر هذه المكانة الهائلة، لن تجد حقيقةً شيئاً ما على هذه المسافة من التعرف، فبعض الرجال يُخفون خطرهم وعِظَم أمرهم داخل العادية المفرطة، وبعضهم يتمترس بالمظهرية الأخاذة لإخفاء نقصه، وبعضهم تتسق إطلالتهم الاستثنائية مع حالهم الاستثنائى.

إلا أن الحبيب لطفى، فيما يبدو، قد اختار الخيار الأول وهو يدرك قبل عقود أنه سيصير مفصلاً دقيقاً من مفاصل الحالة الإندونيسية.

أو هكذا بدا لى، هو ونموذجه الذى لم أصادف مثيلاً له اليوم فى دولة عربية.

بل ربما أقول إن الحالة الوحيدة المشابهة له هى حالة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، بكل ما يحال لهذا المنصب من صلاحيات وخصوصيات.

غير أن إندونيسيا لها خصوصيتها ووضعها بمعادلاته المختلفة كلية، وبجغرافيتها وما تمليه عليها.. فضلاً عن أن تحدى إندونيسيا داخلى بحت.

أو هكذا فهمت من الحالة العامة للبلاد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إندونيسيا مصر الأزهر الشريف الأزهر الشریف هذه البلاد ومن ثم

إقرأ أيضاً:

مصر دولة الحقوق والحريات.. الحكومة تستعرض في جنيف تقريرها الشامل لتحسين أوضاع مواطنيها

فى قلب مدينة جنيف، حيث تُصاغ القرارات المؤثرة وتُناقش قضايا حقوق الإنسان على أعلى المستويات داخل المجلس التابع للأمم المتحدة، استعرضت مصر تقريرها الوطنى الذى يعكس وضوح الرؤية الثاقبة لـ«الجمهورية الجديدة»، فى السعى نحو تحقيق تنمية شاملة ومستدامة لتحسين معيشة مواطنيها وترسيخ دعائم دولة الحقوق والحريات، بدعم وإيمان وإرادة وطنية خالصة من قِبل القيادة السياسية، ممثلةً فى الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وجاء تقرير مصر، الذى تم طرحه أمام 140 دولة، شاملاً وواقعياً، شمل التحولات الجذرية التى شهدتها مصر فى مجال حقوق الإنسان منذ الاستعراض الأخير فى 2019، فكان بمثابة شهادة على التقدم الذى أحرزته الدولة فى ظل التحديات الراهنة، وخلال الاستعراض الدورى الشامل حظيت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التى أطلقها الرئيس السيسى فى سبتمبر 2021 بإشادة كبيرة من الدول المشاركة، حيث أكدت العديد من الدول فعاليتها وأثرها العميق فى تحسين الوضع الحقوقى فى مصر، وهو ما يبرز رؤية القيادة السياسية الساعية لتحسين واقع حقوق الإنسان فى مصر ووضع الملف على رأس الأولويات.

وأظهر الوفد المصرى فى الاستعراض تناغماً مذهلاً بين مختلف مؤسسات الدولة، حيث عملت كل جهة بتنسيق تام لضمان أن تظل حقوق الإنسان فى صدارة الأولويات الوطنية، فكل إنجاز تم تحقيقه، من تعزيز الحريات العامة وتفعيل لجنة العفو الرئاسى، إلى إطلاق الاستراتيجيات الوطنية لحقوق الإنسان، جاء ترجمةً حقيقية للإرادة الشعبية والسياسية التى تهدف إلى بناء مجتمعٍ أكثر عدلاً وحرية.

مقالات مشابهة

  • «ادفعوا للناس».. كتاب أمريكي جديد عن نصائح «المليونيرات»
  • مصر دولة الحقوق والحريات.. الحكومة تستعرض في جنيف تقريرها الشامل لتحسين أوضاع مواطنيها
  • لبنان: قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرق الهدنة.. إصابة 36 في غارات على الجنوب
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • سيناء الغزاوية وسوريا الداعشية والأحزاب الإخوانية!
  • د.حماد عبدالله يكتب: حياتى فى منطقة "المغربلين" !!
  • جناح القوات المسلحة بمعرض الكتاب.. شاشات عرض لتوضيح الخدمات وعرض الوثائقيات
  • البابا تواضروس وحديث الوحدة الوطنية
  • الفن.. والتحريض على القتل!
  • القوات المسلحة تشارك بجناح مميز في معرض القاهرة الدولي للكتاب