طوفان الأقصى… اليمن يصنع التاريخ
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
يمانيون – متابعات
ما بين تصريحي رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال افتتاح مؤتمر “السلام والأمن في الشرق الأوسط” في نوفمبر 2019م في العاصمة البولندية “وارسو” والذي أرسل رسائل التطبيع بين اليمن و”الكيان الصهيوني” بجملة كتبها نتنياهو في منصة “x” “نحن نصنع التاريخ” رسمتها صورة للمقعدين المتجاورين لوزير خارجية حكومة المرتزقة خالد اليماني ونتنياهو، وتصريحه المغاير عام 2023م، والذي هدد فيه وتوعد باستهداف اليمن إثر تدخل الأخيرة رسميا لمساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في الحرب التي شنت في السابع من أكتوبر الماضي وفرض اليمن خلالها معادلة ردع اسقطت الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية، وفرضت حصارا اقتصاديا للموانئ الأراضي المحتلة عبر منع مرور السفن المتجهة لـ”الكيان الصهيوني” سواء كانت تابعة لكيان العدو أو لشخصيات مرتبطة به أو تلك التي تدعم “إسرائيل” وإغلاق باب المندب كليا.
انقلب المشهد من التلميح والهمز واللمز لتطبيع يرسم في الخفاء إلى المجاهرة بالعداء قد يصل إلى حد شن حرب اقليمية إذا ما تهورت “إسرائيل” وأمريكا وحلفاؤها في الغرب باستهداف اليمن.
اليمن و”الكيان الصهيوني” عداء متجذر
في القرن الماضي صوت اليمن ضد الدولة الصهيونية وتحديدا في نوفمبر 1949 م اعتراضا على إعلان “كيان إسرائيل” الذي أجبر الفلسطينيين على الهجرة إلى أنحاء العالم وتوسع أكثر في سيطرته على الأراضي الفلسطينية.
وبعد ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المجيدة التي كان من أهدافها تصحيح وتصويب المواقف تجاه القضايا الإسلامية والقومية، تصدرت القضية الفلسطينية أولويات أهداف الثورة، وأكدتها خطابات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لتكون القدس القضية الفلسطينية المحورية يولي لها اهتمام خاص من الجانبين الرسمي والشعبي، وكما أكدت خطابات السيد القائد أن عداء اليمن لإسرائيل ترسخ عبر المواقف الداعمة وتكوين مقاومة كبرى في المنطقة لصد إجرام هذا الكيان بحق أبناء الشعب الفلسطيني وأراضيه المحتلة.
لم تكن القضية الفلسطينية ضمن اهتمام النظام السابق حسب ما كشفه المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع في تصريح سابق ونقلته وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” عن مخطط تسليم اليمن للعدو الإسرائيلي وعلاقات النظام السابق بالكيان الصهيوني.
تصريح العميد سريع أكد ما ورد في أحد خطابات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي من أن اليمن يواجه عدوانا يسعى بشتى الوسائل إلى تحقيق الأهداف الإسرائيلية في بلادنا من خلال العلاقة السرية بين سلطة النظام السابق والكيان الصهيوني والزيارات المتبادلة بين الجانبين، وكذا الملفات المطروحة على طاولة اللقاءات والمباحثات والمراسلات إما بشكل مباشر أو عن طريق وسطاء.
وحرصت ثورة الواحد والعشرين على اعتبار “إسرائيل” خطرا على الأمة كشعوب ودول وتهديدا حقيقيا للوحدة الأمة الإسلامية.
اليمن يُحرم العلاقات مع الكيان
يعتبر قطع العلاقات الدبلوماسية هو التعبير السياسي الأعلى الذي يعبر عن تفاقم الخلاف والعداء بين دولتين إلى حد يكاد يلامس حدود المواجهة المفتوحة ويكون أحيانا نذيرا ومؤشرا على قيام صراع مسلح حسب تقنين المعاهدات الدولية وأبرزها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام “1961”.
وكما هو معلوم للجميع ليس لليمن و”كيان إسرائيل” علاقات دبلوماسية رسمية بل علاقات توتر وعداء كبيرين من خلال عدم اعتراف اليمن بـ”بالكيان الصهيوني” ووفقا لقانون كيان الاحتلال الذي يعتبر اليمن دولة معادية.
وبما أن العالم لا يعترف إلا بالأطر القانونية ليثبت أحقية الدولة في السيادة واستعمالها لهذا الحق الذي يعد مظهرا من مظاهر الوجود الدولي والقانوني لاستقلالها في مواجهة الدول الأجنبية الأخرى، سارع مجلس النواب اليمني بالعاصمة صنعاء إلى وضع الإطار القانوني لتحريم العلاقة مع “الكيان الصهيوني” بحظر وتجريم الاعتراف به والتطبيع معه فيما وقع رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط على القانون الذي يتضمن 15 مادة توزعت على أربعة فصول ويهدف إلى حظر وتجريم الاعتراف بكيان العدو الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية وغيرها من الأراضي العربية المحتلة أو التطبيع معه، ومنع إقامة العلاقات الدبلوماسية أو السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية أو الثقافية أو أي علاقات أخرى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
القدرات العسكرية اليمنية تهز عرش الكيان
شهدت القدرات الصاروخية اليمنية قفزات نوعية منذ العام 2015م كشفتها تصريحات المتحدث الرسمي العميد سريع في مناسبات عدة خلال حرب تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي والتي تحدثت عن تطور القدرات العسكرية لليمن القياسية والنوعي للأسلحة والصواريخ والمسيرات وأسمائها، وكذا ما أبرزته العروض العسكرية الكبيرة والتي تناقلتها وسائل الإعلام والصحف العالمية عن تطور قدرات الجيش اليمني الفريدة من نوعها من خلال الردع اليمني العملي حيث استهدفت القوات المسلحة اليمنية عدد من المواقع في السعودية أو الإمارات ردا على احتلالها مناطق جنوبية وموانئ وجزر الجمهورية اليمنية، واليوم تمثل عمليات القوات المسلحة ضد عدوان الكيان الصهيوني بقطاع غزة عمليات مرتبطة بشكل مباشر في فك الحصار ووقف العدوان بشكله النهائي.
ومنذ أكثر من شهرين لم تكتف اليمن بوضع “الكيان الصهيوني” في مرمى الصواريخ والمسيرات التي وصلت إلى عمق الكيان المحتل بل تعداها إلى أن جعلت البحرين الأحمر والعربي التهديد الأكبر مستخدمة ورقة ضغط اقتصادية مهمة لشريان الحياة، ورسمت قواعد اشتباك جديدة إذا لم تدخل المواد الغذائية والدواء إلى غزة فلن ينتهي المأزق الاقتصادي لـ”إسرائيل”، وفي الواقع أن أمريكا وبريطانيا وحلفائها الغربيين يخشون من استهداف اليمن ردا على استهداف حركة المرور للسفن الإسرائيلية في المياه الإقليمية اليمنية، كما أن اليمن يعد أحد أطراف دول محور المقاومة والذي التزم بوحدة الساحات، لذلك لا يمكن أن يترك اليمن وحيدا اذا ما تعرض لعدوان غادر من أمريكا وحلفائها، فتوسيع دائرة الحرب لن تتحمل تداعياته وستفتح نار جهنم عليها وعلى مصالحها وستنتهي بإغلاق باب المندب الذي يعتبر شريان الحياة للتجارة العالمية ومرور النفط والذي سيؤدي إلى حدوث أزمة وقود عالمية حادة ستضر بالاقتصاد العالمي والإسرائيلي على حد سوء خاصة وأن الكيان يعتمد اعتمادا كليا في السياسية الاقتصادية على الواردات عبر سفن الشحن من بقية دول العالم، وهذا ما أكدته مؤخرا وسائل إعلام عبرية أن اليمن نجحت في تحقيق الهدف الذي وضعته وهو تعطيل التجارة البحرية إلى “الكيان الصهيوني”.
السياسية / صباح العواضي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی
إقرأ أيضاً:
ضباط إسرائيليون سابقون: الوحدة 8200 تشهد أسوأ أزمة في تاريخها بعد الفشل في إحباط “طوفان الأقصى”
سرايا - نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن ضباط استخبارات إسرائيليين سابقين أن الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي تشهد “أسوأ أزمة في تاريخها بعد فشل أكتوبر”، في إشارة إلى هجوم طوفان الأقصى الذي شنته المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وبحسب 3 ضباط كبار سابقين في الوحدة، فإن الوحدة تحتاج إلى العمل الاستخباراتي الأساسي الذي لا يعرف الكثير من العاملين فيها اليوم كيفية القيام به، وبدون ذلك فإن الفشل سوف يكرر نفسه.
وأضاف هؤلاء بأن تعيين أوري ستاف قائدا للوحدة 8200 هو “إحياء لذكرى الفشل الذي أدى إلى تخلف 7 أكتوبر”، مؤكدا أنها خطوة غير كافية لإصلاحها وترميمها.
وقال أحد كبار المسؤولين السابقين، إن القائد الجديد للوحدة أوري ستاف فشل في التأثير على قائد الوحدة السابق يوسي شارييل، “ولم يوقف الغباء الذي أدى إلى الكارثة”.
وذكر الموقع أن الضباط السابقين الثلاثة اتفقوا على أنه رغم أن ستاف تدرج في المناصب التقنية داخل الوحدة، إلا أنه ليس رجل استخبارات، وهو ما تحتاجه الوحدة في الوقت الحالي، مشيرين في الوقت نفسه إلى أنه ظل نائبا لرئيس الوحدة السابق على مدى 3 سنوات، ومن ثم فهو مشارك في اتخاذ القرار والإخفاقات التي أدت إلى الفشل.
وقال المسؤولون الثلاثة السابقون إنه من أجل التغلب على الفجوة في مجال الاستخبارات، سيكون من الضروري تعيين نائب قائد يأتي من مجال الاستخبارات، خصوصا أن هناك حاجة لإعادة بناء الوحدة من الصفر تقريبا.
ويعتقد المسؤولون السابقون أنه سيكون من الضروري تشكيل فريق استشاري من جنود الاحتياط ذوي الخبرة في مجال الاستخبارات الذين سيعملون بشكل وثيق مع قائد الوحدة ونائبه وقائد مركز المخابرات في عملية إعادة التأهيل.
وفي 12 سبتمبر/أيلول الماضي، أبلغ يوسي شاريئيل رئيس الأركان هرتسي هاليفي، استقالته من منصبه بعد مسؤوليته عن الإخفاقات الاستخباراتية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وما قبلها.
وتداولت منصات عبرية خطابا منسوبا لقائد الوحدة 8200، يؤكد فيه استقالته قائلا: “في 7 أكتوبر فشلت في مهمتي.. اليوم بعد الانتهاء من التحقيقات الأولية، أود أن أمارس مسؤوليتي الشخصية وأسلم القيادة إلى من بعدي”.
وتُعد الوحدة 8200 كبرى الوحدات في مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وتأخذ على عاتقها مهمة جمع المعلومات الرئيسة، إضافة إلى تطوير أدوات جمع المعلومات وتحديثها باستمرار، مع تحليل البيانات ومعالجتها، وإيصال المعلومات للجهات المختصة، وكثيرا ما تشارك هذه الوحدة وتمارس عملها من داخل مناطق القتال.
إقرأ أيضاً : صحيفة أمريكية تكشف تفاصيل الاتفاق بين "إسرائيل" ولبنان لوقف إطلاق النار .. هدنة لـ60 يومًا وانسحاب تدريجيإقرأ أيضاً : بوتين: روسيا تواجه تهديدات ولا توجد وسيلة في العالم يمكنها منع صاروخ “أوريشنيك” وسنواصل اختبار أنظمة أسلحة جديدةإقرأ أيضاً : بعد الغارات "الإسرائيلية" على العاصمة اللبنانية .. وسم "بيروت" يعتلي منصات التواصل الاجتماعي
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #روسيا#العالم#اليوم#العمل#بوتين#رئيس#الوحدات
طباعة المشاهدات: 1609
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 23-11-2024 12:53 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...