بغداد اليوم - بغداد

اعتبر المحلل السياسي علي فضل الله، اليوم الاثنين (25 كانون الأول 2023)، ان انخفاض أسعار صرف الدولار في السوق المحلي جاء بفعل ضربات الفصائل المسلحة ضد الأهداف والمصالح الامريكية.

وقال فضل الله، لـ"بغداد اليوم"، ان "الفصائل المسلحة لديها اهداف ولديها معيار لاستهداف الامريكان وأغراض تسعى لتحقيقها من خلال عمليتها ضد القوات الامريكية"، مبينا ان "عمليات الفصائل ضد الامريكان حققت اهدافا كثيرة على مستوى الجبهة الداخلية".

وأضاف ان "هذه الضربات حققت مكاسب لحكومة السوداني وتحرير القيود وبفضل هذه الضربات دفعت بالجانب الأمريكي بالتعامل مع السوداني وحكومته بمرونة عالية وخاصة بجانب ازمة الدولار ولهذا شهدنا تراجعا بأسعار الصرف".

وكانت تقارير صحفية قد كشفت عن توجيه الجانب الامريكي تحذيرات للحكومة العراقية عقب استهداف السفارة الامريكية، بامكانية فرض عقوبات اقتصادية وكذلك سحب شركات النفط الامريكية العاملة في العراق، في حال عدم توقف الاستهدافات على المصالح الامريكية.

وانخفضت وتيرة العمليات العسكرية في العراق مؤخرا تجاه المواقع والقواعد التي تضم قوات امريكية، فيما تجاوز عدد الاستهدافات الـ105 استهدافات منذ 17 اكتوبر في العراق وسوريا.

بالمقابل، عبرت السفيرة الامريكية في العراق الينا رومانوسكي عن "الرضا الامريكي" تجاه الاداء الاخير للمصارف العراقية وارتباطها مؤخرا ببنوك دولية، مؤكدة التزام الجانب الامريكي في تدفق الدولار للعراق.

ويشهد سعر صرف الدولار منذ نحو اسبوعين انخفاضا مستمرا حيث انخفض من 1600 الى 1480 بشكل تدريجي، في الوقت الذي عبر مختصون في الاقتصاد عن عدم وضوح الرؤية او وجود سبب مباشر لانخفاض اسعار الصرف، بل هي مؤشرات واسباب كثيرة متراكمة ومتضافرة مع بعضها ادت الى قلة الطلب على الدولار في السوق الموازي.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: فی العراق

إقرأ أيضاً:

العراق أمام مفترق طرق.. تفكيك الفصائل المسلحة أو مواجهة الاستهداف - عاجل

بغداد اليوم - خاص

أصبح العراق اليوم في مواجهة تحدٍ مصيري يتطلب اتخاذ قرارات حاسمة بشأن التعامل مع الفصائل المسلحة، هذا ما أكده الخبير الأمني والاستراتيجي مخلد حازم، الذي حذر من أن العراق يواجه أحد خيارين لا ثالث لهما: إما حل الفصائل وتفكيك سلاحها أو مواجهة استهداف قد يتجاوز قدرة العراق على التصدي له.

رسائل أمريكية مباشرة وواضحة

يشير الخبير مخلد حازم في تصريحات متلفزة، إلى أن الرسائل الأمريكية المتعلقة بملف الفصائل المسلحة وصلت إلى العراق بوضوح، بل وبالأسماء، وتُظهر أن الوضع الحالي بات يشكل مصدر قلق كبير للولايات المتحدة، التي ترى في بعض الفصائل المسلحة تهديدًا لاستقرار العراق ومصالحها في المنطقة.

وأوضح حازم أن أي محاولة للعمل بعكس هذه التوجيهات الأمريكية ستقابل باستهداف مباشر، خاصة مع المتغيرات الكبيرة التي طرأت على المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، وعودة أجواء التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وإعادة تشكيل التحالفات الإقليمية بما يتضمن مصالح متشابكة ومعقدة.

أصل المشكلة

يعاني العراق منذ سنوات طويلة من وجود فصائل مسلحة تعمل خارج إطار الدولة، وتملك أسلحة ثقيلة وخفيفة تمنحها نفوذًا عسكريًا وسياسيًا كبيرًا. 

وقد تعزز وجود هذه الفصائل بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حيث نشأت العديد من المجموعات المسلحة كرد فعل على الاحتلال، ومع الوقت تطورت لتصبح قوى مؤثرة داخليًا وخارجيًا.

بعد القضاء على تنظيم "داعش"، برزت هذه الفصائل كجزء من قوات الحشد الشعبي، الذي اعترف به رسميًا كجزء من المؤسسة الأمنية العراقية. 

ضغط أمريكي متزايد وتصعيد محتمل

تصاعدت الضغوط الأمريكية على الحكومة العراقية في السنوات الأخيرة، حيث دعت واشنطن إلى تحجيم دور الفصائل المسلحة، وخصوصًا تلك التي تصنفها "إرهابية" أو ترى أنها تشكل تهديدًا لمصالحها. 

وقد نفذت الولايات المتحدة عدة ضربات جوية ضد مواقع الفصائل، كما اغتالت قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في أوائل عام 2020، وهو ما أثار توترات كبرى بين الجانبين.

وفي ظل المتغيرات الإقليمية، ترى الولايات المتحدة أن وجود هذه الفصائل يعرقل جهود تحقيق الاستقرار في العراق، ويعقد دور بغداد كطرف محايد في الصراعات الإقليمية، خاصة بين واشنطن وطهران.

تحديات تواجه الحكومة العراقية

الحكومة العراقية تجد نفسها اليوم في موقف حرج، من جهة، يمثل حل الفصائل المسلحة وتفكيك سلاحها تحديًا سياسيًا وأمنيًا هائلًا، إذ تتمتع هذه الفصائل بقاعدة دعم شعبية وسياسية، وقد يؤدي أي تحرك ضدها إلى ردود فعل عنيفة. 

ومن جهة أخرى، فإن تجاهل الضغوط الدولية، وخاصة الأمريكية، قد يعرض العراق لعقوبات واستهداف عسكري مباشر، بالإضافة إلى تقويض مكانته الدولية.

بالإضافة، الى أن العراق يعاني من وضع اقتصادي هش وبنية تحتية متدهورة، ما يجعل أي تصعيد جديد عبئًا إضافيًا يصعب تحمله.

خيارات محدودة وآفاق غير واضحة

أمام هذه المعطيات، يبدو أن العراق أمام خيارين كلاهما صعب، الأول، هو محاولة حل الفصائل تدريجيًا من خلال دمج عناصرها في المؤسسات الأمنية أو نزع سلاحها بشكل سلمي، وهي مهمة تحتاج إلى توافق سياسي ودعم دولي واسع. 

أما الخيار الثاني، وهو المواجهة المباشرة مع هذه الفصائل، فقد يؤدي إلى انزلاق البلاد نحو صراع داخلي جديد.

ويبقى العراق في مفترق طرق حاسم يتطلب اتخاذ قرارات جريئة ومتكاملة، فالتحديات التي تواجه البلاد ليست أمنية فحسب، بل تمتد إلى الجوانب السياسية والاجتماعية، حيث يجب على الحكومة العراقية أن تعمل على تحقيق توازن دقيق بين متطلبات الأمن الوطني والضغوط الدولية، مع الحفاظ على سيادة الدولة واستقرارها الداخلي.

السؤال الأهم الآن: هل يمتلك العراق الإرادة السياسية والقدرة العملية لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب؟ أم أن الجمود سيبقي البلاد في دائرة التوترات المستمرة؟، الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.


إعداد: قسم الشؤون السياسية في "بغداد اليوم"

مقالات مشابهة

  • النفط.. مكاسب مُهدَّدة وأرقام صادمة: الدولار الواحد خسارة للعراق بمليار سنويا- عاجل
  • انخفاض أسعار الدولار في بغداد
  • انخفاض أسعار الدولار في بغداد وكوردستان
  • إعلان انخفاض نسبة الفقر والبطالة في العراق.. هل يعكس الواقع الكامل على الأرض؟ - عاجل
  • انخفاض صرف الدولار في بغداد واربيل مع إغلاق الكفاح والحارثية
  • لأول مرة منذ اشهر.. انخفاض للدولار في العراق - عاجل
  • العراق أمام مفترق طرق.. تفكيك الفصائل المسلحة أو مواجهة الاستهداف - عاجل
  • الفصائل العراقية وعُقدة إيران - المرجعية.. كيف ستحل الحكومة التشابك؟ - عاجل
  • الذهب يفتتح تعاملات الأسبوع على انخفاض
  • الدولار يحلق في بغداد ويهبط بأربيل.. تعرف على سعر الصرف