أول تعليق للأزهر على فتوى تُحرم استخدام «تيك توك» في باكستان
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن تطبيق «تيك توك» صاحب الشعبية الواسعة، ثبتت أضراره الأخلاقية والنفسية والاجتماعية في العديد من الدراسات التي أجراها علماء الاجتماع والنفس، كما أن نتج عن استخدامه مواد سلبية متعلقة بالأطفال تحرض على التنمر الإلكتروني، وتضعف الارتباط بالأسرة، وتستنزف الوقت والطاقة دون جدوى، مع دفعه لمستخدميه إلى الانعزال والتقوقع بعيدًا عن التواصل الاجتماعي الحقيقي والاكتفاء بالشاشات بديلًا لذلك.
وأضاف المرصد أن تطبيق «تيك توك» يعد إحدى وسائل التواصل الاجتماعي التي أثارت الجدل في باكستان للآثار الاجتماعية والنفسية والدينية المترتبة على استخدامه، ففي وقت سابق وصفت هيئة تنظيم الاتصالات الباكستانية محتواه بأنه «غير أخلاقي وفاحش».
وأوضح المرصد أنه قد عاد الجدل إلى الظهور مع إصدار الجامعة البنورية -إحدى أكبر المدارس الديوبندية في مدينة كراتشي– فتوى تحرم استخدام تطبيق «تيك توك»، واصفة إياه بأنه أعظم إغراء في العصر الحديث، مستندين في ذلك إلى عدة أسباب منها تصوير البعض فيديوهات مبتذلة ونشرها على التطبيق، ما يؤدي إلى الانحلال الأخلاقي ونشر الرذيلة والفحش في المجتمع؛ خاصة مع تضمنه مقاطع مصورة تستهزئ بالدين وعلمائه.
وتابع المرصد: «كانت هيئة تنظيم الاتصالات الباكستانية قد حظرت تطبيق تيك توك للمرة الأولى عام 2020م امتثالاً لأمر محكمة صدر استجابة لشكاوى من قطاعات مختلفة من المجتمع بسبب ما وُصِف بأنه يساعد في نشر الرذيلة بين العامة، لكن رفعت الهيئة الحظر في وقت لاحق، وخلال عام 2021م قامت الهيئة بحظر التطبيق ثلاث مرات للأسباب ذاتها لتعلن إدارة تيك توك بعدها عن إزالة أكثر من ستة ملايين مقطع فيديو من خدمتها في باكستان، ليعود التطبيق إلى العمل مرة أخرى».
واستكمل المرصد بأن إسلام آباد حظرت من قبل تطبيقات مشابهة تساعد على نشر الرذيلة في المجتمع مثل تطبيق «تندر» Tinder، ودعت موقع «يوتيوب» التابع لـ«جوجل»، إلى حظر ما وصفتها بـ«المحتويات المبتذلة والخادشة للحياء والمنافية للأخلاق وصور العري وخطاب الكراهية».
وأشار الأزهر إلى أن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أصدر فتوى حول استخدام تطبيق تيك توك في يناير 2023م، جاء فيها: «مما هو معلوم شرعًا أن حفظ مقومات الحياة من الأمور الواجبة شرعًا، ومن بينها المحافظة على الحياء العام وحماية الأعراض سدا لذريعة التخوض فيها أو الوقوع في براثنها، ومن المعلوم أيضًا - أن وسائل توصيل المعلومات تعتبر من أخطر الوسائل التي تستدرج الشباب والمشاهدين إلى طرق الرذيلة، ومن تلك الوسائل ما يعرف بـ (التيك توك)، وما يشابهه من مواقع وتطبيقات حيث يبث مشاهد مختلفة، ومنها المشاهد الجنسية التي تغري الشباب وغيرهم على المفاسد وتحرضهم على النيل من المحرمات والتخوض في الأعراض، بل وقتل أنفسهم في بعض الأحيان، ومن ثم يكون منعها من الأمور الواجبة شرعا».
واختتم بيانه قائلا: «لما كان منع هذه الأمور يدخل ضمن اختصاصات الجهات القائمة على مراقبة البث وحفظ الآداب العامة والأخلاق، فإن هذا المنع يكون منوط بها وفقا للقواعد المقررة بهذا الشأن، ومنها أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، وأن (الضرر يزال)، إعمالا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار، [رواه أبو داود ]، وحفظا لمبادئ الأخلاق في الدول الإسلامية التي تستمد مقوماتها من هدي السماء التي لا تجيز مثل هذه المواد».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التيك توك باكستان وسائل التواصل الاجتماعي تیک توک
إقرأ أيضاً:
تيك توك يتحايل على الحظر الأميركي ويسمح لمستخدمي أندرويد بتنزيل التطبيق من الويب
في محاولته للالتفاف على قانون الحظر الجزئي الذي فرضته الولايات المتحدة منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن تطبيق "تيك توك" عن توفير حزمة تثبيت مخصصة لمستخدمي أندرويد في الولايات المتحدة، مما يتيح لهم تنزيل وتثبيت التطبيق من الويب بدلا من متجر غوغل بلاي، وفقا لموقع رويترز.
وتتيح هذه الطريقة تنزيل تطبيق الفيديوهات القصيرة والاتصال به من خلال حزمة التثبيت الموجودة على موقع "تيك توك" الرسمي، ورغم أن الشركات لا تؤيد هذه الطرق وتعتبرها غير آمنة فإن "تيك توك" حالة خاصة.
وقد ذكرت صحيفة "سي إن إن" الأميركية أنه بسبب قانون حظر "تيك توك" وحذفه من متجر تطبيقات آبل وغوغل بلاي، قام آلاف البائعين على "إيباي" (eBay) بطرح هواتف مستعملة مثبت عليها تطبيق "تيك توك"، مستغلين عدم قدرة المستخدمين الجدد في الوصول إلى التطبيق.
وكانت أسعار هذه الهواتف متفاوتة بين مئات إلى آلاف الدولارات، رغم وجود بعض البائعين المتفائلين للغاية والذين يطلبون مليون دولار وأكثر، ومن المثير للاهتمام أن عمليات البحث عن كلمة "هاتف تيك توك" بلغ أكثر من 27 ألف عملية على متجر "إيباي".
ووقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد توليه منصبه، أمرا تنفيذيا بتأجيل حظر التطبيق الصيني لمدة 75 يوما والذي يستخدمه 170 مليون أميركي، وقال إنه كان في محادثات مع العديد من الأشخاص بشأن شراء "تيك توك".
إعلانومن جهتها، قالت "بايت دانس" (ByteDance) الشركة الأم لتطبيق "تيك توك" إن المسؤولين الأميركيين أخطؤوا في وصف علاقتها بالصين، حيث زعمت أن خوادمها وبيانات مستخدميها مخزنة في الولايات المتحدة على خوادم تابعة لشركة "أوراكل" (Oracle).
كما أنها تلتزم بقرارات تعديل المحتوى ليناسب المجتمع الأميركي، ولم تكن الشركة راضية عن قرارات المسؤولين الأميركيين واتهمتهم بتشويه علاقاتها بالصين.
وقد انتقد المدافعون عن حرية التعبير قانون الحظر بحجة أن هذه الخطوة تستهدف تيك توك بشكل غير عادل بينما تعمل منصات أخرى ذات ملكية أجنبية بحرية في الولايات المتحدة.
وبالمقابل، أثار المشرعون الأميركيون ووكالات الأمن مخاوف من أن بكين قد تجبر "بايت دانس" على تقديم بيانات المستخدمين أو التأثير على محتوى المنصة لصالح الصين، ومع ذلك تؤكد منصة تيك توك أنها تعمل بشكل مستقل مع ضمانات صارمة لحماية معلومات المستخدمين.