اعتبرت منظمة الصحة العالمية الجمعة أن "أسبرتام" (Aspartame) -مُحَلٍ اصطناعي غير سكريّ يُستخدم في المشروبات الغازيّة- "من المحتمل أن يكون مسرطِنا للبشر"، دون أن تغيّر مقدار الجرعة اليومية الآمنة.

وأسبارتام هو مُحلّ اصطناعي (كيميائي) لا قيمة غذائية له يُستخدم على نطاق واسع في مختلف منتجات الأغذية والمشروبات منذ ثمانينيات القرن العشرين، ومنها مشروبات الحمية والعلكة والجيلاتين والمُثَلّجات ومنتجات الألبان وحبوب الإفطار ومعجون الأسنان والأدوية مثل قرص السُّعال والفيتامينات القابلة للمضغ.

وقال مدير إدارة التغذية وسلامة الأغذية في المنظمة الدكتور فرانشيسكو برانكا خلال عرضه نتائج دراستين مخصصتين لتقويم هذا المُحلّي الاصطناعي، "لا ننصح الشركات بسحب منتجاتها، ولا ننصح المستهلكين بالتوقف تمامًا عن استهلاكهم".

وأجرت الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية للمرة الأولى تقويما لمستوى "خطر السرطنة المحتمل وغيره من المخاطر الصحية المرتبطة باستهلاك أسبارتام". وخلص الخبراء الذين اجتمعوا من 6 إلى 13 يونيو/حزيران 2023، إلى تصنيف أسبارتام على أنه "من المحتمل أن يكون مسرطِنا للبشر".

وطمأن أستاذ وبائيات السرطان في مركز "سيدرز سيناي" الطبي في لوس أنجلوس بول فارواه، بأن "عامّة الناس يجب ألا يقلقوا من مخاطر الإصابة بالسرطان المرتبطة بمواد كيميائية مصنّفة على أنها من المجموعة 2 – باء".

وأوضح أن من بين المنتجات الأخرى المصنّفة في هذه المجموعة مستخلص الصبار أو حمض الكافيين.

واستند قرار التصنيف هذا إلى "بيّنات محدودة على إصابة البشر بالسرطان (سرطان الخلية الكبدية تحديدا، وهو نوع من أنواع سرطان الكبد)"، بحسب المنظمة.

كما أشارت المنظمة إلى وجود "بيّنات محدودة أيضا على إصابة حيوانات التجارب بالسرطان وبيّنات محدودة في ما يتعلق بالآليات المحتملة التي قد تسبّب السرطان".

و"تستند البيّنات المحدودة المتعلقة بسرطان الخلية الكبدية إلى 3 دراسات" أجريت في الولايات المتحدة و10 دول أوروبية.

وقالت الدكتورة ماري شوباور-بيريغان من برنامج الدراسات المتخصصة في الوكالة الدولية لبحوث السرطان لوسائل الإعلام إنها الدراسات الوبائية الوحيدة التي تتناول سرطان الكبد.

وشدد برانكا على ضرورة "إجراء المزيد من الدراسات ذات نوعية أفضل" للتحقيق في "بعض الآثار المحتملة" التي لوحظت.

أما لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية والمعنية بالمواد المضافة إلى الأغذية فاجتمعت من 27 يونيو/حزيران إلى 6 يوليو/تموز لتقويم المخاطر المرتبطة بـ"أسبارتام".

وخلصت اللجنة المشتركة إلى أن "البيانات التي خضعت للتقويم لا تشير إلى وجود سبب كاف لتعديل مدخول أسبارتام اليومي المقبول" المحدد عام 1981 "والذي يتراوح من 0 إلى 40 مليغراما لكل كيلوغرام من وزن الجسم". وبناءً على ذلك، أكدت اللجنة مجددا "أن من المأمون للفرد أن يستهلك أسبارتام ضمن هذه الحدود كل يوم".

وأضافت المنظمة، في بيانها، "على سبيل المثال، كي يتجاوز الشخص البالغ الذي يزن 70 كيلوغراما المدخول اليومي المقبول من أسبارتام، عليه أن يستهلك أكثر من 9 إلى 14 علبة من مشروبات الحمية الغازية المحتوية على 200 أو 300 مليغرام من أسبارتام يوميا، على افتراض عدم وجود أي مدخول آخر من مصادر غذائية أخرى".

وأوضح برانكا أن "المشكلة تتعلق بكبار المستهلكين" للمنتجات التي تحتوي على أسبارتام ، لكنّه أوضح أن نتائج التقويم "لا تشير إلى أن الاستهلاك العرضي يشكل خطرا".

وعلّقت الرابطة الدولية للمُحَليات على الدراستين، مذكِّرةً بأن المجموعة "2-باء" التي أُدرج فيها أسبارتام تضم أيضا الكيمتشي وخُضرا مخللة أخرى.

واعتبرت الأمينة العامة للرابطة فرانسيس هانت وود أن اللجنة المشتركة "أكدت مجددا سلامة أسبارتام بعد إجراء دراسة معمقة وشاملة ودقيقة علميا".

واعتبرت منظمة الصحة العالمية أخيرا أن المُحَلِيات الاصطناعية التي تُستخدم كبديل للسكر الأبيض في منتجات كثيرة غير مفيدة في إنقاص الوزن، وقال برانكا "بين الكولا مع التحلية والكولا بالسكر، من المستحسن التفكير في خيار ثالث: شرب الماء".

ووفقًا لموقع "الصحة العالمية" فإنه يتم تصنيف المواد وفقًا لاحتمالية تسببها بالسرطان إلى عدة مجموعات هي:

المجموعة الأولى: مواد مسرطنة للإنسان (Carcinogenic to humans) وهي التي أظهرت الدراسات الوبائية أدلة قطعية على تسببها بمرض السرطان للإنسان، أو توفرت أدلة كافية من دراسات حيوانية مع وجود مؤشرات على تسببها بالسرطان للإنسان. المجموعة الثانية:

أ) مواد من المرجح أن تسبب السرطان (Probably carcinogenic to humans) وهي التي أظهرت دراسات وجود رابط بينها وبين حدوث السرطان للإنسان، وتوفرت أدلة كافية على تسببها للسرطان في حيوانات المختبر أو أظهرت الدراسات المخبرية دليلا قويا على إسهامها بآلية ما في تطور السرطان عند الإنسان.

ب) مواد قد تسبب السرطان (Possibly carcinogenic to humans) وهي التي أظهرت دراسات وجود رابط بينها وبين حدوث السرطان للإنسان أو توفرت أدلة كافية على تسببها للسرطان في حيوانات المختبر، أو أظهرت الدراسات المخبرية دليلا قويا على إسهامها بآلية ما في تطور السرطان عند الانسان. وتحقق أي من هذه الشروط يضع المادة ضمن هذه المجموعة.

المجموعة الثالثة: مواد غير قابلة للتصنيف (Not classifiable)، وهي التي لا يوجد دليل كاف على أنها مسرطنة للإنسان، ولا برهان على تسببها في سرطان محدود ولا يوجد دليل مخبري يشير إلى أنها مسرطنة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة وهی التی

إقرأ أيضاً:

منظمة الصحة العالمية تدعو لتكثيف الجهود للقضاء على الملاريا

المناطق_واس

دعت منظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي للملاريا الذي يوافق 25 أبريل من كل عام، إلى تكثيف الجهود على جميع المستويات لتسريع التقدم نحو القضاء على الملاريا، حيث وضع قادة العالم في أواخر التسعينات حجر الأساس لتقدم ملحوظ في مكافحة الملاريا عالميًا، بما في ذلك منع أكثر من ملياري حالة إصابة بالملاريا ونحو 13 مليون حالة وفاة.

وأفادت المنظمة أن 45 دولة خالية من المرض، ولاتزال العديد من الدول ذات العبء المنخفض للملاريا تتقدم بثبات نحو هدف القضاء على المرض، ومن بين البلدان الـ 83 المتبقية الموبوءة بالملاريا، أبلغت 25 دولة عن أقل من 10 حالات إصابة في عام 2023، وعلى الرغم من المكاسب الكبيرة، لاتزال الملاريا تمثل تحديًا رئيسيًا للصحة العامة، حيث تسبب المرض في عام 2023 في وفاة ما يقرب من 600 ألف شخص، وتعد المنطقة الأفريقية الأكثر تضررًا وتتحمل 95% من عبء الملاريا سنويًا.

أخبار قد تهمك منظمة الصحة العالمية تحذر من خطر تراجع الولادات الصحية 12 أبريل 2025 - 10:29 صباحًا تكثيف جهود المنظمات الدولية للاستجابة الإنسانية لزلزال ميانمار 4 أبريل 2025 - 2:11 مساءً

ودعا مدير عام المنظمة الدكتور تيدروس ادهانوم إلى الالتزام السياسي القوي، والاستثمار المستدام، والعمل متعدد القطاعات، والمشاركة المجتمعية لدحر الملاريا.

مقالات مشابهة

  • «الصحة العالمية» تكشف حصيلة ضحايا زلزال ميانمار
  • طقس الجمعة..نزول زخات رعدية من المحتمل أن تكون مصحوبة ببرد محلي
  • منظمة الصحة العالمية تدعو لتمويل الاستجابة في ميانمار
  • منظمة الصحة العالمية تدعو لتكثيف الجهود للقضاء على الملاريا
  • “الصحة العالمية”: منع زواج الأطفال سيوقف حالات الحمل المميتة للمراهقات
  • "الصحة العالمية": منع زواج الأطفال والتعليم هما مفتاح الحد من وفيات حمل المراهقات
  • منظمة الصحة العالمية تتعهد بإعادة تأهيل النظام الصحي في السودان
  • الصحة العالمية: خفض إدارة ترامب للمساعدات أجبرنا على إعادة هيكلة
  • خفض المساعدات الأميركية يجبر منظمة الصحة العالمية على تقليص الوظائف
  • الصحة العالمية تعترف بتأثرها الكبير من خفض التمويل الأمريكي