جريدة الوطن:
2025-03-27@07:16:08 GMT

مستقبل العلاقات الغربية الصينية

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

مستقبل العلاقات الغربية الصينية

شهدت العلاقات الصينية-الأمريكية نهاية هذا العام 2023، العديد من الأحداث والتصريحات التي في مجملها يمكن أن تؤشّر، للمرة الأولى ومنذ فترة ليست بالقصيرة، على بوادر إخماد ما بات يوصف بـ”حرب باردة جديدة” بين البلدين.
ومن أهم مؤشرات التهدئة والتعاون بين الجانبين في الفترة الأخيرة دعوة وزير الخارجية الصيني إلى تنمية سليمة ومطّردة ومستدامة للعلاقات الصينية-الأمريكية، وذلك خلال محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بناءً على طلب الأخير.

كما يبدو أن الاجتماع الأخير نهاية هذا العام بين الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الأمريكي جو بايدن في كاليفورنيا كان قد وضع رؤية لمستقبل العلاقات الأمريكية-الصينية مؤسسة على وضع معيار مفاده أن المنافع والتعاون المتبادل هي أساس العلاقات بين البلدين.
ولكن برغم التهدئة الحالية في العلاقات بين البلدين، فلا يجوز نسيان أن هناك كثيرًا من المشكلات العميقة والهيكلية والعديد من المخاطر والتحديات التي يتعين معالجتها بشكل مشترك، فالاجتماع الأخير بين الرئيسين ينبغي ألا يكون خط النهاية، بل نقطة انطلاق جديدة.

فعلى سبيل المثال، وبالرغم من وصول مستوى التجارة بين الولايات المتحدة والصين آخر عام 2023 إلى مستوى قياسي، يبدو أن تحقيق التوازن بين الأمن القومي والمصالح التجارية صعب التحقق بين البلدين؛ مما سيؤدي -ربما في قابل الأيام- إلى تجدد المظاهر التنافسية الحادة بين البلدين. فذوبان الجليد في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين هو نتاج تلاقي “المنافسة بين الطرفين” مع “الاعتماد المتبادل لكليهما على الآخر”.
على مستوى العلاقات الصينية-الأوروبية، يمكن القول بأنها مازالت تتراوح بين التنافس والتعاون والتمايز عن العلاقات الأمريكية-الصينية، ولكن غلب عليها مؤخرًا مؤشرات على تزايد وتيرة التعاون بين الجانبين، مثل لقاء الرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين أول ديسمبر 2023 رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، في إطار قمة بين الاتحاد الأوروبي والصين، عُقد خلالها أكثر من 70 اجتماعًا أو حوارًا مؤسسيًّا.
وفي سياق تلك القمة أكد الرئيس الصيني أنه في الوقت الذي تسعى فيه بلاده لتحقيق تنمية عالية الجودة وانفتاح عالي المستوى، فإنها ترى في الاتحاد الأوروبي شريكًا رئيسيًّا للتعاون الاقتصادي والتجاري، وشريكًا مفضلًا للتعاون العلمي والتكنولوجي، وشريكًا جديرًا بالثقة للتعاون في مجالَيْ السلاسل الصناعية وسلاسل الإمداد. فيما أعرب القادة الأوروبيون عن أنهم لا يريدون الانفصال عن الصين، ويعتقدون أن التنمية المستقرة طويلة الأجل للاقتصاد الصيني تصب في مصلحة أوروبا. كما تعهد الجانبان الصيني والأوروبي بالتمسك بالتعددية وممارستها، وتعزيز التنسيق داخل الأمم المتحدة وغيرها من الأطر متعددة الأطراف، ودفع إصلاح منظمة التجارة العالمية، والعمل معًا لمواجهة التحديات العالمية؛ مثل: الأمن الغذائي، وتغير المناخ، والصحة العامة.
وبالرغم من أن الكثير من المراقبين يرون أن اجتماع قادة الصين وأوروبا قد أرسل إشارة إيجابية من الحوار والتعاون لمواجهة التحديات المشتركة -وهو أمر مرحَّب به في ظل الاضطرابات المتزايدة التي يشهدها العالم – فإن الملفّات التي تباعد بين الصين والاتّحاد الأوروبي (الصين وأوروبا أكبر شريكين تجاريين، حيث تتدفق بينهما بضائع تقدر قيمتها بنحو 100 مليون دولار أمريكي كل ساعة) لاتزال كثيرة، وفي مقدّمها العجز التجاري الكبير بين الطرفين، والحرب في أوكرانيا. كما أن هناك إشارات مقلقة أخرى، مثل انسحاب إيطاليا من خطة “الحزام والطريق” رسميًّا.
فهل ستأخذ قمَّتا كاليفورنيا وبكين العلاقات الصينية الغربية إلى مرحلة جديدة من التعاون برغم المعوقات والتنافس؟ وحده عام 2024 هو الذي يستطيع الإجابة عن هذا السؤال.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: بین البلدین

إقرأ أيضاً:

سيناتور مؤيد لترامب يلتقي رئيس وزراء الصين في بكين

التقى السيناتور الجمهوري الأميركي ستيف داينس، أمس الأحد، برئيس مجلس الدولة الصيني (رئيس الوزراء) لي تشيانغ في بكين، في أول زيارة لعضو في الكونغرس للصين منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني.

وداينس مؤيد قوي لترامب وعضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وشارك بشكل كبير في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين خلال ولاية ترامب الأولى وقام برحلات متعددة إلى الصين بصفته عضوا في مجلس الشيوخ.

وحضر اللقاء إلى جانب داينس 7 مسؤولين تنفيذيين أميركيين، وجاء بعد قمة سنوية للأعمال في العاصمة الصينية بمشاركة رؤساء تنفيذيين أجانب كبار.

وذكر تقرير إعلامي أن داينس كان يرافقه كريستيانو آمون الرئيس التنفيذي لشركة كوالكوم، وألبرت بورلا الرئيس التنفيذي لشركة فايزر، وبرايان سايكس الرئيس التنفيذي لشركة كارجيل، وبريندان نيلسون نائب الرئيس الأول لشركة بوينغ، وغيرهم من المسؤولين التنفيذيين في قاعة الشعب الكبرى ببكين.

وتسعى بكين إلى حوار رفيع المستوى مع الإدارة الجديدة وإلى جذب الاستثمارات الأجنبية على أمل تعويض أثر ضغوط الرسوم الجمركية الأميركية وتباطؤ اقتصادها المحلي.

إعلان

ومن المتوقع أن يطلق ترامب في أوائل أبريل/نيسان جولة جديدة من الرسوم الجمركية على جميع الدول التي تفرض رسوما على الواردات الأميركية، ومنها الصين على الأرجح.

وقال داينس في أثناء تقديمه لرؤساء الشركات التنفيذيين وفق ما جاء في نص مشترك "تتمتع هذه الشركات السبع مجتمعة بخبرة تزيد على 275 عاما في ممارسة الأعمال التجارية في الصين".

اللقاء مع لي تشيانغ حضره إلى جانب داينس 7 مسؤولين تنفيذيين أميركيين (رويترز)

ووصف داينس الاجتماع بأنه فرصة لرؤساء الشركات التنفيذيين لنقل آرائهم في بيئة الأعمال بالصين مباشرة إلى لي.

وعادة ما ينظر الرؤساء التنفيذيون للشركات الأجنبية إلى الاجتماع السنوي المغلق مع رئيس الوزراء على أنه أحد أبرز أحداث القمة في ظل شكاواهم المتكررة من عدم تكافؤ الفرص والعقبات التنظيمية وصعوبة الوصول إلى السوق الصينية.

وتناولت المحادثات بين الجانبين العديد من المواضيع الخلافية مثل تدفق الفنتانيل والمواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع هذه المادة المخدرة من الصين إلى الولايات المتحدة.

دعوة إلى الحوار

من جهته، قال لي للسيناتور الأميركي خلال اجتماعهما "لا رابح في الحرب التجارية"، مشددا على أهمية العلاقات الاقتصادية والتجارية في العلاقات الأميركية الصينية بشكل عام.

وأضاف أن على بكين وواشنطن اختيار الحوار بدلا من المواجهة، في ظل تصاعد التوترات بين البلدين بشأن الرسوم التجارية، وأشار لي إلى أن العلاقات بين البلدين "وصلت إلى منعطف مهم".

وقال "يجب أن يختار الطرفان الحوار بدلا من المواجهة، والتعاون القائم على الربح المشترك بدلا من المنافسة الصفرية"، وأضاف أن الصين تأمل أن تعمل الولايات المتحدة معها لتعزيز التنمية المستقرة والمستدامة للعلاقات بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يطلق مشاريع تعدين لوقف اعتماده على الصين
  • وزيرة التخطيط تبحث مع سفير دولة أرمينيا تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين
  • رئيس الإمارات وملك الأردن يبحثان العلاقات الثنائية بين البلدين
  • رئيس الدولة والرئيس الأميركي يبحثان هاتفياً العلاقات الإستراتيجية بين البلدين
  • جراي: استمرار الفوضى في المعابر الليبية التونسية يهدد العلاقات بين البلدين
  • الصين: ننظر إلى أوروبا باعتبارها قطباً مهماً
  • تعزيز الشراكة الاستراتيجية.. آخر مستجدات تطور العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي
  • الأمن الأوروبي غير ممكن بدون تركيا
  • الاتحاد الأوروبي يؤجل فرض رسوم جمركية على السلع الأمريكية
  • سيناتور مؤيد لترامب يلتقي رئيس وزراء الصين في بكين