الدور المصرى الفاعل تجاه الشعب الفلسطينى
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
الدور المصرى فاعل جدًا فى الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة، وليس الآن فقط وإنما منذ نشاط الحركات الصهيونية حتى الوصول إلى إقامة وطن لليهود فى فلسطين من خلال وعد بلفور اللعين وحتى استيلاء الصهيونية على الأرض الفلسطينية، والحقيقة أن مصر تحمل على كاملها عبء الدفاع عن القضية الفلسطينية بشكل كبير جدًا فمنذ الحرب الأخيرة التى بدأت يوم 7 أكتوبر الماضى، قد تيقنت الدولة المصرية من كارثة حقيقية تقوم بها إسرائيل بمساندة المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تصفية القضية الفلسطينية وضياعها إلى الأبد.
ولذلك فإن دور مصر كان ولا يزال واضحًا جدًا ويقوم على مبادئ الشرعية الدولية التى تمرمغت فى التراب على يد المجتمع الدولى وأمريكا.
لقد نجحت القاهرة فى إعادة القضية الفلسطينية إلى بؤرة الاهتمام العالمى، وفوتت الفرصة على إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وتنبهت القيادة السياسية المصرية والدبلوماسية الرائعة التى تقوم بها القاهرة، من أجل وأد حلم إسرائيل فى تصفية القضية الفلسطينية. ويأتى على رأس ذلك إحباط المخطط الجهنمى البشع الذى أعدته إسرائيل وأمريكا بتهجير الفلسطينيين قسرًا من غزة إلى سيناء، ومن الضفة الغربية إلى الأردن. وكان المجتمع الدولى يعول على هذا المخطط الجهنمى لتصفية القضية الفلسطينية، وهذا لم يكن سرًا لأن إسرائيل نفسها قد أعلنت عنه بشكل وقح، ولا ننسى أبدًا تصريح الحاخام وزير المالية الإسرائيلى المتطرف الذى عرض على العالم، أن يستضيف الفلسطينيين فى بلاد الدنيا المختلفة من أجل تصفية القضية تمامًا، ما يعنى أن الهدف الرئيسى هو القضاء على فلسطين تمامًا، وضرب الشرعية عرض الحائط، وعدم تنفيذ حل الدولتين ومنع إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967.
إلا أن الدولة الوحيدة فى العالم التى تنبهت إلى هذا المخطط التآمرى، هى مصر بحنكتها السياسية ورؤية قيادتها السياسية الحكيمة، كشفت كل هذه الآلاعيب، وأعلنت رفض عملية التهجير القسرى تمامًا، ومازالت عند هذا الرأى ولن تخالفه لمنع تصفية القضية الفلسطينية وضياع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وكلنا يتذكر الخطاب المهم الذى ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسى ليكشف هذه الآلاعيب التى تتم فى الخفاء ضد الفلسطينيين. إضافة إلى ذلك لقد نجحت مصر نجاحًا باهرًا فى تعرية المجتمع الدولى وأمريكا بشأن هذا المخطط الجهنمى الذى كان سيقضى على الأخضر واليابس، ولأن إسرائيل قد تكشفت نواياها تمامًا، مازالت تمارس الجرائم الإرهابية ضد الفلسطينيين على مرأى ومسمع العالم، ولم ينجح مجلس الأمن الدولى فى وقف حرب الإبادة وعمليات التطهير العرقى التى تجرى فى غزة، بسبب حق «الفيتو» الذى تمارسه واشنطن لمنع وقف هذه الحرب الإجرامية البشعة.
كل ذلك يؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك، أن المؤامرة الصهيونية - الأمريكية تصر على تصفية قضية فلسطين.
ولم تهدأ القاهرة أمام كل هذه الآلاعيب بل تواصل المساعى من أجل وقف الحرب، وقد نجحت فى تنفيذ أكثر من هدنة وحتى الآن تواصل كل المساعى من أجل الوقف الدائم للحرب الصهيونية، ومازال هذا هو الهدف الذى تسعى إليه مصر من أجل الوصول إلى مفاوضات السلام والجلوس على طاولة المفاوضات من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وفى هذا الإطار تواصل مصر مساعيها الدؤوبة مع كل فصائل المقاومة الفلسطينية، من أجل وضع رؤية موحدة فى هذا الإطار؛ ولذلك وجب على كل الفصائل الفلسطينية توحيد موقفها وكلمتها حتى الوصول إلى كلمة سواء، تمهيدًا لبدء مفاوضات السلام مع الجانب الإسرائيلى المتعنت.
وكذلك فإن هناك دورًا فاعلاً ومهمًا للقاهرة بشأن وصول المساعدات الإنسانية والوقود إلى غزة، ومارست مصر ضغوطًا شديدة على كل دول المجتمع الدولى من خلال دبلوماسية حكيمة ورشيدة، لضمان نفاذ المساعدات إلى الأشقاء فى فلسطين ومازالت تمارس هذا الدور. والحقيقة أن حجم المساعدات التى قدمتها مصر يعادل ما قدمته دولة العالم أجمع سواء كانت عربية أو غربية.
ولأن الدور المصرى كان رائدًا ومهمًا فى هذا الإطار فقد نجحت القاهرة فى تغيير الصورة لدى دول العالم قاطبة، وباتت القضية الفلسطينية فى بؤرة الاهتمام، بعدما كانت أمريكا والمجتمع الدولى يخططان لتصفية القضية والقضاء تمامًا على الشعب الفلسطينى. ولن تسكت مصر الحامية للأمن القومى العربى، عن موقفها فى الدفاع عن حق الشعب الفلسطينى حتى تعود إليه أرضه ويقيم عليها دولته المستقلة. نعم نجحت مصر فى تحقيق المكانة التى تليق بها فى هذه الحرب الإجرامية، وفوتت على كل المتآمرين مخططاتهم لتصفية القضية الفلسطينية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني القضية الفلسطينية الرئيس عبدالفتاح السيسي تصفیة القضیة الفلسطینیة المجتمع الدولى لتصفیة القضیة تمام ا من أجل
إقرأ أيضاً:
خارج السرب(خارج السرب)
فى رائعة أناتول فرانس، «الرجل الذى تزوج امرأة بكماء»، نجد أحد القضاة ذوى السمعة الحسنة والعقل الراجح قد تزوج بإحدى النساء ذوات الحسب الرفيع، لكنها للأسف كانت بكماء لا تنطق بكلمة، فتمنى من شغاف قلبه أن يعالجها، فقد كانت غاية فى الفتنة والأنوثة، وكل ما كان ينقصها هو صوتها الذى تخيله عذباً رقراقاً وكان على استعداد أن يضحى بالغالى والنفيس فى سبيل أن تستعيد قدرتها على التحدث، وبالفعل حقق الله أمنيته إذ عثر على مبتغاه فى صورة طبيب بارع استطاع أن يعالج تلك الزوجة الفاتنة.
ولكن -واأسفاه- فقد تبخرت أحلام الزوج فى السعادة، إذ فوجئ بأن زوجته الفاتنة تلك ما إن استعادت صوتها حتى تحولت إلى كائن ثرثار أنانى، إذ كل ما كان يشغل عقللها زينتها وملابسها وأحدث الصيحات.. إلخ. وطفقت تثرثر طوال الوقت فيما ينفع وما لا ينفع فبدت له كائناً أجوف يعذبه بالثرثرة الفارغة التى كاد يفقد عقله على أثرها!! ولم يجد حلاً لإنهاء عذابه هذا سوى بأن جعل الطبيب الذى عالج زوجته من قبل يعطيه دواء أصابه بالصمم، كى لا يسمع زوجته الثرثارة إلى الأبد!!
وبعيداً عن سخرية «أناتول» اللاذعة فى روايته تلك وإظهاره للمرأة فى تلك الصورة التى قد تغضب عزيزاتى ذوات تاء التأنيث، نجد أن المرأة كاىٔن محير منذ أن خلقه الله من ضلع آدم الأعوج، وبغض النظر عن أنها كانت سبباً رئيسياً فى خروج آدم من الجنة، فإنه لا يمكن أن تختزل كل مثالبها في مجرد الثرثرة.
فالمرأة قد تكون سبباً في أن يعيش الرجل حياة أشبه بالنعيم وتزخر بالنجاح بما حباه الله لها من الفطنة والعقل والذكاء يصدق فيها قول رسولنا الكريم: «خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة»، أو تكون على النقيض من ذلك، إذ تحول حياة الرجل إلى عذاب مقيم، فتكون سبباً فى شقاىٔه الأبدى، بكثرة طلباتها ونزواتها وغيرتها ممن حولها من النساء، وتكون غير قنوع بما رزقها الله به، للدرجة التى قد يجن معها الزوج، خصوصاً فى هذا الزمان الأغبر الذى طال فيه الغلاء كل شىء وتحول الرجل إلى مجرد كائن مسكين إزاء متطلبات المعيشة التى تكوى الجباه وتحنى الظهور، ما جعل حديث رسولنا الكريم «رفقاً بالقوارير» ينطبق على الرجال قبل النساء!!
وقد شاع العديد من النظريات والافتراضات الطريفة فى محاولة لفهم المرأة ومدى اختلافها عن الرجل، ولعل أطرفها ما تصوره الطبيب النفسى الأمريكى جون جراى من أن النساء قادمات من كوكب مغاير للذى جاء منه الرجال، فالنساء جئن من كوكب «الزهرة»، فى حين أن الرجال أتوا من «المريخ»، لذا فهما كائنان من كوكبين مختلفين صفاتهما مختلفة ومشاعرهما مختلفة رغم تشابههما فى نسق التكوين العام، فعقل المرأة يختلف كلياً عن الرجل ومشاعر المرأة جياشة تختلف تماماً عن الرجل الذى يميل إلى التفكير بعقله لا من خلال العاطفة، لذا يجب ألا تقاس الأمور من خلال منظور واحد لأى منهما، فهما كائنان مختلفان تمام الاختلاف ينتميان إلى كوكبين مختلفين، التقيا على كوكب ثالث وهى الأرض، لذا فكل منهما يجب أن يقدم على فهم الآخر باعتبار أنه كائن مغاير له فى كل شىء ومن هنا يتلاقيان فى نقطة مشتركة يسودها التفاهم والود والتعاطف ما يحقق السعادة لكل منهما على السواء.
لذا لا تجزع أيها الرجل، فبعيداً عن ثرثارة أناتول فرانس التى أفقدت زوجها عقله، فثمة فرصة سانحة كى تحيا بسعادة مع ذلك المخلوق الزهرى المحير المسمى بـ«المرأة» دون أن تصاب بالصمم!!