بوابة الوفد:
2024-11-22@17:16:50 GMT

إعدامات أون لاين

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

فى الحروب ترتكب كل الموبقات وتستخدم كل الوسائل القذرة والأسلحة المحرمة دوليا، وغيرها من جرائم الحرب فى الخفاء كونها تجاوزات غير مقبولة، ومن يرتكبها يستتر خوفا من افتضاح أمره، أو تحويله بما اقترفت يداه إلى محكمة العدل الدولية وغيرها من المنظمات التى ملأت الدنيا صراخا بحقوق الإنسان، وأهميتها والقصاص من المتجاوزين.

لكن ماذا لو كان ارتكاب هذه الجرائم اللاإنسانية واللاأخلاقية يذاع على الهواء مباشرة بإعداد وتخطيط وتصوير أون لاين لبث الرعب فى قلب أهالى المغدور بهم، بل وقذف الرعب فى قلوب العالم أجمع من التتار المغول الجدد والنازيين الذين يفعلون ما يريدون ولديهم ثقة تامة بأنهم فوق العقاب والمساءلة.

الحكاية أن جيش الاحتلال الذى استخدم كل وسائل التعذيب والتدمير والحرق والمجازر، وما تعنيه كلمة الإبادة من جرائم حرب أقبل على طريقة بشعة فى صورة إعدامات ميدانية لأحياء على مرأى ومسمع من العالم، بل يقوم بتوثيقها من باب التباهى والتفاخر على أن هؤلاء الشهداء حلال فيهم القتل بهذه الصورة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وصل عدد الإعدامات الميدانية منذ انطلاق الحرب فى السابع من أكتوبر الماضى إلى 137 عملية إعدام قام جيش الاحتلال الإسرائيلى بتنفيذها فى القطاع وبالتحديد فى محافظتى غزة والشمال.

عملية الإعدامات المأساوية تتم بصورة نازية عبر عمليات تطهير عرقى، حيث يقوم جنود الاحتلال بحفر مقابر كبيرة ويضع فيها عشرات الفلسطينيين المكبلين أحياء ويقوم بإعدامهم من خلال إطلاق الرصاص المباشر عليهم وإهالة التراب فوقهم بالجرافات.

ومن جانبه دعا المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إلى إجراء تحقيق دولى عاجل، وطالب بتشكيل فرق دولية للتحقيق فى جرائم الحرب التى يرتكبها الاحتلال وفى إعداماته الميدانية التى خالفت كل قوانين الحرب والتعامل مع الأسرى وحمايتهم.

وفى سياق متصل، قال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة فى القطاع، إن الأسبوع الجارى شهد استشهاد العشرات وإعدام عشرات آخرين فى الشوارع، خلال عمليات الجيش الإسرائيلى البرية فى جباليا ومناطق أخرى بشمال قطاع غزة.

وكشف خلال الدقران، مدير الطوارئ بمستشفى شهداء الأقصى، أن جيش الاحتلال ينفذ عمليات إعدام ميدانى بشكل يومى فى قطاع غزة بطريقة وحشية تتنافى مع كافة مواثيق حقوق الإنسان.

من جانبها جددت حركة المقاومة مطالباتها للجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة التحرك والتحرى لكشف مصير مئات الفلسطينيين المختطفين على يد قوات الاحتلال فى غزة، وهل مازالوا على قيد الحياة، أم أنهم تعرضوا للإعدامات الجماعية والدفن أحياء؟.

ومازال مصير المدنيين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال وقامت ببث صور لهم بعد تجريدهم من ملابسهم وتكدسهم بطريقة غير إنسانية فى شاحنات مفقودا حتى الآن، حيث تم اقتيادهم إلى أماكن غير معروفة، ما يعنى أنهم يواجهون مصيرا مجهولا وربما باتوا فى عداد الشهداء.

باختصار.. جرائم الاحتلال فى غزة أغلبها يرتقى إلى جرائم الحرب، وسوف تكشف الأيام المقبلة فظاعة أعمالهم الإجرامية فى حق الأشقاء الفلسطينيين، فالعدو ارتكب ما يصدقه العقل وما يصعب تصديقه، ويفوق أفلام الرعب والكائنات الفضائية.

تبقى كلمة.. إسرائيل اخترقت عن عمد القانون الإنسانى ودنست كل بنوده، بما فيها حماية المدنيين والطواقم الطبية والعاملين فى مجال الإغاثة، والأسرى والجرحى خلال الحرب، والتى يعتبر اختراقها جريمة حرب تستوجب المساءلة والعقاب أمام محكمة العدل الدولية.

ولأنها دولة همجية لا تعرف الإنسانية ولا تخضع لقوانينها، فقد تعالت شطحاتها إلى الإعدامات الميدانية -فمن آمن العقاب أساء الأدب- وما يحدث تجاوز كل تعاليم الأديان والمفاهيم الأخلاقية والقوانين الوضعية، وللأسف المسئول عنه ليست إسرائيل وحدها.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار جيش الاحتلال حقوق الإنسان قوات الاحتلال فى غزة

إقرأ أيضاً:

كيف تؤثر الحرب وعنف الاحتلال على الصحة النفسية لأطفال القدس؟

القدس المحتلة- بينما يستعد العالم للاحتفاء باليوم العالمي للطفل، الأربعاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني، لا بدّ من إطلالة على الصحة النفسية لأطفال القدس، ومدى تأثرهم سلبا نتيجة الضغوطات النفسية المتزايدة بسبب الأوضاع المتوترة في المدينة المقدسة منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

التقت الجزيرة نت بأخصائية التربية الخاصة شيماء عبد ربّه -التي تُنظم فعاليات تفريغ نفسي للأطفال- للحديث عن عمق تأثير الحرب على صحة الأطفال النفسية. فاستهلت حديثها بالقول إن أطفال المدينة تأثروا بشكل ملحوظ في ظل تصاعد التوترات والعنف في المنطقة.

وأضافت أن هذه الفئة تعيش تحت ضغوطات نفسية متزايدة بسبب الأجواء الأمنية المتوترة والحواجز والإغلاقات المتكررة، والتي تحد من حريتها في التنقل وتؤثر على قدرتها على الاستمتاع بطفولتها بشكل طبيعي.

ووفق الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فإن 164 طفلا فلسطينيا قُتلوا في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب على غزة، بينهم 22 في القدس. في حين تشير معطيات لجنة أهالي الأسرى إلى اعتقال 350 طفلا مقدسيا لم تتجاوز أعمارهم 18 عاما، بالإضافة لـ35 طفلا دون سن الـ12 خلال نفس الفترة.

شيماء عبد ربّه:  أطفال القدس يفتقدون الشعور بالأمان مما ينعكس بشكل واضح على تصرفاتهم اليومية (الجزيرة) صدمات نفسية

أشارت الأخصائية المقدسية إلى تزايد حالات الصدمات النفسية "لأن الأطفال يعايشون مشاهد العنف والصراع في بيئتهم القريبة، الأمر الذي ينعكس على صحتهم النفسية وسلوكياتهم الاجتماعية".

وتابعت "مع انخفاض فرص التعليم واللعب الآمن، تزداد تحديات التنمية السليمة لهؤلاء الأطفال، مما يتطلب جهودا كبيرة من العائلات والمجتمع المحلي والمؤسسات لتوفير بيئة آمنة وداعمة لتخفيف الآثار النفسية والاجتماعية على حياتهم اليومية".

وتطرقت شيماء -التي تميل لتعريف نفسها دائما كأم لطفلين هما كنز وكِنان- إلى أن فقدان الأطفال المقدسيين، الشعور بالأمان؛ ينعكس بشكل واضح على تصرفاتهم اليومية في بيئة يغلب عليها الخوف والتوتر، كما أظهر بعض الأطفال سلوكيات انعزالية، حيث يميلون إلى البقاء قريبين من الأهل ويتجنبون الأماكن المفتوحة أو المزدحمة التي قد تثير لديهم مشاعر الخوف.

كما أن بعض الأطفال، -والحديث للأخصائية- يعانون منذ اندلاع الحرب من اضطرابات النوم كالأرق أو الكوابيس، إضافة إلى تزايد حالات القلق وعدم الاستقرار النفسي، وظهور سلوكيات عدوانية لدى بعضهم لتعبيرهم من خلالها عن التوتر الداخلي والغضب تجاه أقرانهم أو أفراد عائلاتهم.

"الأطفال الذين يعيشون في خوف قد يعانون من اضطرابات نفسية مثل القلق المزمن والاكتئاب، ما يضعف قدرتهم على التأقلم مع التحديات الحياتية ويجعلهم أكثر عرضة للضغوطات النفسية في المستقبل"، كما تضيف الأخصائية المقدسية.

وتابعت أن تجربة الخوف المستمر تؤثر على بنية الدماغ، خاصة في السنوات الأولى من الحياة، مما يؤثر سلبا على وظائف الأطفال الإدراكية وقدرتهم على التركيز والتعلم، بالإضافة إلى أن الخوف يُضعف الثقة بالنفس ويولد عدم الشعور بالأمان الاجتماعي، الأمر الذي يعيق تكوين علاقات صحية مع الآخرين لأن الطفل يرى العالم مكانا مليئا بالتهديدات.

آليات التدخل

وعند سؤالها عن الآليات التي يمكن اتّباعها لمساعدة الطفل المقدسي في ظل هذه الأوضاع الصعبة، قالت إنه يجب التركيز على تقديم دعم نفسي واجتماعي له للتخفيف من آثار البيئة المتوترة وإعادة قدر من الشعور بالأمان للطفل من خلال بعض الإستراتيجيات:

الدعم النفسي: تقديم جلسات دعم نفسي للأطفال من خلال مختصين لمساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم، وفهم مصادر خوفهم، وتعليمهم تقنيات الاسترخاء وإدارة القلق. وتعتبر جلسات اللعب العلاجي وسيلة فعالة في تمكين الأطفال من معالجة مشاعرهم بطريقة آمنة. تقوية الروابط العائلية: تشكّل العائلة ملاذ الأمان الأول للطفل، ومن المهم توعية الأهل بكيفية دعم أطفالهم عاطفيا، والاستماع لمخاوفهم دون استنكار أو تقليل من شأنها، وإيجاد وقت للأنشطة الترفيهية والتعليمية. بيئة تعليمية داعمة: يمكن أن تكون المدارس والمراكز التعليمية مصدرا مهما للاستقرار، عبر توفير بيئة تعليمية آمنة تشجع الأطفال على التعلم واللعب والتفاعل مع أقرانهم بسلام، مع تفهم المعلمين للتحديات التي يمر بها الأطفال ودورهم في دعمهم نفسيا. تطوير مهارات التأقلم: تعليم الأطفال مهارات التأقلم مع الظروف الصعبة، مثل التفكير الإيجابي، وإدارة الضغوط، والتفاعل السلمي مع الآخرين، ويمكن إدخال هذه المهارات من خلال الأنشطة الترفيهية أو الورش التفاعلية. التوعية المجتمعية: رفع وعي المجتمع والمحيط بأهمية حماية الأطفال وتوفير بيئة داعمة وآمنة لهم، وإنشاء برامج مجتمعية تركز على تقوية الدعم الاجتماعي وتطوير برامج للأطفال توفر لهم أوقاتا من اللعب والترفيه بأمان بعيدا عن مناطق التوتر. التدخلات العلاجية عند الحاجة: قد يحتاج بعض الأطفال إلى تدخلات علاجية أكثر تخصصا، سواء كانت علاجا سلوكيا أم نفسيا، خاصة إذا ظهرت عليهم أعراض مثل اضطرابات النوم أو العدوانية الزائدة.

وختمت أخصائية التربية الخاصة حديثها للجزيرة نت بالقول إن توفير هذه الأساليب المساندة يمكن أن يساعد الأطفال المقدسيين على مواجهة الظروف الصعبة، والتكيّف معها بطريقة صحية تمنحهم قدرا من الأمل والشعور بالأمان على الرغم من التحديات الكبيرة.

مقالات مشابهة

  • العفو الدولية تبارك مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت.. هذا ما قالته
  • حكومة الاحتلال: نتنياهو لن يخضع للضغوط ولن يتراجع حتى تحقيق أهداف الحرب
  • الجنائية الدولية: جرائم الحرب المنسوبة لنتنياهو وجالانت تشمل القتل والاضطهاد
  • فون دير لاين تعمل كطبيبة على متن رحلة إلى زيورخ
  • حماس: عمليات الهدم القسري بالقدس جرائم تطهير عرقي
  • كل ما تحتاج معرفته لاختيار منصة العاب أون لاين موثوق وآمن
  • مقتل 5 جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال معارك بجنوب لبنان
  • طالت عربا وأكرادا وأفغانيين.. موجة إعدامات بدواعي مختلفة في إيران
  • هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية: الاحتلال اعتقل 15 مواطنًا بالضفة الغربية خلال الليلة الماضية
  • كيف تؤثر الحرب وعنف الاحتلال على الصحة النفسية لأطفال القدس؟