بوابة الوفد:
2024-06-30@01:29:37 GMT

أسواق‭ ‬بلا‭ ‬رقابة‭!‬

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

لا‭ ‬حديث‭ ‬يعلو‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬فوق‭ ‬غلاء‭ ‬الأسعار،‭ ‬بعد‭ ‬انفلات‭ ‬عقالها‭ ‬فطال‭ ‬معظم‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬السكر‭ ‬والأرز‭ ‬والزيت‭ ‬والبصل‭ ‬والخضراوات،‭ ‬ولا‭ ‬نقول‭ ‬اللحوم‭ ‬أو‭ ‬الدواجن،‭ ‬وإنما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬سلع‭ ‬ضرورية‭ ‬ننتج‭ ‬معظمها‭ ‬بل‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتى‭ ‬من‭ ‬بعضها‭ ‬بنسب‭ ‬كبيرة‭ ‬كالأرز‭ ‬والسكر‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭.


والمثير‭ ‬للدهشة‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬التموين‭ ‬لا‭ ‬تترك‭ ‬مناسبة،‭ ‬إلا‭ ‬وتؤكد‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬السلع‭ ‬متوافرة‭ ‬بالأسواق‭ ‬والمخزون‭ ‬آمن،‭ ‬والفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬ستشهد‭ ‬استقرارا‭ ‬فى‭ ‬الأسعار،‭ ‬وينتظر‭ ‬المستهلك‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تأت،‭ ‬فيما‭ ‬تواصل‭ ‬الأسعار‭ ‬صعودها‭ ‬بجنون‭ ‬فى‭ ‬غياب‭ ‬الرقابة‭ ‬الواجبة‭.‬
إن‭ ‬انعدام‭ ‬الرقابة‭ ‬واقع‭ ‬يؤكده‭ ‬حسن‭ ‬الفندى‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭ ‬السكر‭ ‬باتحاد‭ ‬الصناعات‭ ‬بقوله‭: ‬إن‭ ‬صناعة‭ ‬السكر‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬87‭% ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلى،‭ ‬ومن‭ ‬السهل‭ ‬التحكم‭ ‬فى‭ ‬أسعاره‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ضبط‭ ‬الأسواق‭ ‬متوقعا‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬يعود‭ ‬لتراجع‭ ‬كميات‭ ‬السكر‭ ‬التى‭ ‬تضخها‭ ‬المصانع‭ ‬بالسوق،‭ ‬مما‭ ‬سهل‭ ‬على‭ ‬التجار‭ ‬ممارسة‭ ‬الاحتكار‭ ‬وشجع‭ ‬الرغبة‭ ‬فى‭ ‬الجشع‭.‬
سلعة‭ ‬أخرى‭ ‬كالأرز‭ ‬الذى‭ ‬سجل‭ ‬أعلى‭ ‬معدل‭ ‬سعر‭ ‬منذ‭ ‬15‭ ‬عاما،‭ ‬بينما‭ ‬سعره‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالأسعار‭ ‬العالمية،‭ ‬فهناك‭ ‬وفرة‭ ‬من‭ ‬إنتاجه‭ ‬تكفى‭ ‬حتى‭ ‬سبتمبر‭ ‬القادم‭ ‬مع‭ ‬دخول‭ ‬المحصول‭ ‬الجديد،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬أسعاره‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬30‭ ‬جنيها‭ ‬للكيلو،‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬تراجع‭ ‬فيه‭ ‬سعر‭ ‬طن‭ ‬أرز‭ ‬الشعير‭ ‬من‭ (‬20000‭ ‬جنيه‭ ‬إلى‭ ‬17‭.‬5‭) ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬مما‭ ‬يكشف‭ ‬غياب‭ ‬دور‭ ‬الأجهزة‭ ‬الرقابية‭!‬
لذلك‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬وراء‭ ‬ما‭ ‬أعلنته‭ ‬اللجنة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬عن‭ ‬مناقشة‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية‭ ‬الأسبوع‭ ‬القادم،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فشلت‭ ‬الحكومة‭ ‬فى‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬أسعارها،‭ ‬وحتى‭ ‬السكر‭ ‬المدعم‭ ‬أعاد‭ ‬ظاهرة‭ ‬الطوابير‭ ‬أمام‭ ‬السلاسل‭ ‬التجارية‭ ‬الكبرى،‭ ‬التى‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬المشترى‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬السكر‭ (‬المسعر‭ ‬بـ27‭ ‬جنيها‭) ‬للكيلو،‭ ‬مع‭ ‬سلع‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬قيمتها‭ ‬عن‭ ‬150‭ ‬جنيها‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يحمل‭ ‬المواطن‭ ‬أعباء‭ ‬جديدة‭! ‬
وحتى‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬فقد‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬التموين‭ ‬فى‭ ‬14‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضى‭ ‬مبادرة‭ ‬لخفض‭ ‬أسعار‭ ‬سبع‭ ‬سلع‭ ‬أساسية‭ ‬بنسبة‭ ‬تخفيض‭ ‬25‭%‬،‮ ‬ورغم‭ ‬نجاح‭ ‬التجربة‭ ‬بضعة‭ ‬أيام،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التجار‭ ‬عادوا‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬مغالاتهم‭ ‬فى‭ ‬الربح،‭ ‬لذلك‭ ‬ينبغي‭ ‬ضرورة‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬الشوادر‭ ‬الحكومية‭ ‬والأسواق‭ ‬الصغيرة‭ ‬التى‭ ‬تبيع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الحكومة‭ ‬منتجاتها‭ ‬مباشرة،‭ ‬دون‭ ‬وسطاء‭ ‬من‭ ‬التجار‭ (‬جملة‭ ‬أو‭ ‬تجزئة‭) ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يقع‭ ‬المستهلك‭ ‬فريسة‭ ‬بينهما‭.‬
باختصار‭ ‬إن‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬يرجع‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬من‭ ‬أبرزها،‭ ‬احتكار‭ ‬التجار‭ ‬للسلع،‭ ‬وقلة‭ ‬المعروض‭ ‬منها‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب‭ ‬عليها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬السبب‭ ‬الأهم‭ ‬وهو‭ ‬الرقابة‭ ‬الغائبة‭ ‬عن‭ ‬الأسواق‭!!‬
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عبدالعظيم الباسل الأسعار ضبط الأسواق

إقرأ أيضاً:

حلم شاب.. والحكومة الرشيدة (٣)

عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة ليلًا.. كنت عائدًا من عملى متجها نحو منزلى.. فجأة... اقترب منى شاب لا يزيد عمره عن العقد الثانى، نحيل الجسم، ضعيف البنية، قواه منهكة متعب، يحمل فوق كتفة كرتونة ضخمة، يتحرك بصعوبة بسبب إعاقة ألمت به، لا يستطيع رفع صوته من التعب والإجهاد الواضح على وجهه المجهد.
أسرعت إليه لأحمل عنه جزءا مما يحمل على كتفه النحيلة، محاولة منى لأخفف عنه، ولكن لم استطع أن أحركها من على كتفه لثقل ما بها، ورفض رفضًا قاطعًا أن أساعده.
وكان بيدى علبة من عصير الجوافة فتحتها وحاولت بكل إلحاح ان يشربها لتسد جزءا من عطشه المميت، ويبلل ريقه الذى جف بسبب ارتفاع درجات الحرارة القاتلة، ورفض أن يأخذها ولكن أمام إصرارى أخذها منى ولكن لم يشربها، وشكرنى بكل أدب ثم قال: «أستسمحك تدلنى على هذا العنوان الموجود فى هذه الورقة» نظرت للورقة وقلت له هذا العنوان فى العمارة التى بجانبى، تعالَ معى أدلك عليها، ولن أخفى سرا فالعنوان المدون بالورقة بعيد عن منزلى، وتعمدت الا أصارحه بالحقيقة حتى لا يرفض أن أصاحبه فى الطريق ليصل إلى العنوان المشار إليه، نعم سيرفض لأنه رأى إصابتى وما أعانيه، فقد كنت متكئا على عكاز بسبب الكسر الذى أصاب قدمى.. وعندما قلت له إن المنزل الذى يبحث عنه فى العمارة الملاصقة لمنزلى فرح وتهلل وجهه ووافق على الفور.
ترجلنا سويا بخطوات بطيئة، وللوهلة الأولى شعرت بأن هذا الشاب فى أشد الحاجة للتحدث لأى شخص يخفف عنه معاناة يومه التى لا يعلم تفاصيلها إلا الله، فبادرته بالحديث وسألته عن اسمه ليرد وقد بدت على أساريره ارتياح وطمأنينة، ودار بيننا حوار مبكٍ هذا تفاصيله
أنا اسمى أيمن
بتشتغل ايه يا أستاذ أيمن؟
أنا بشتغل دليفرى من سنة، قبل كده اشتغلت حاجات كتير كلها متعبة ومرهقة، والحمد لله إنى مستور أنا وأمى وأخوتى
أنت ساكن فين؟
أنا ساكن فى عين شمس
وجاى من عين شمس إلى مدينة نصر فى الحر ده ازاى؟.. أنا بخرج من بيتى يوميًا الساعة ٧ صباحًا، أتوجه بعدها إلى مخزن الشركة لأستلم البضاعة المقررة لى، وأنا وحظى فى خط السير الذى يتحدد بعد الاتصال بالزبائن.
استلمت البضاعة وحملتها على كتفى، وتوجهت إلى عربة الفول علشان أفطر، تخيل يا أفندم أن ساندوتش الفول سعره ٨ جنيه وأحيانا ١٠ جنيه، يعنى أنا محتاج كل يوم ٣٠ جنيه على الأقل علشان أفطر نص بطن، الحمد لله ربنا كبير، المهم وأنا بفطر لازم أتصل بالزبائن، علشان أعرف أحدد خط السير، وأنا وحظى، يا ترى مين اللى هيرد ومين اللى وقته يسمح بالذهاب إليه أولا بالبضاعة المطلوبة، وبعد عدة اتصالات تحركت أولا من عين شمس متجهًا إلى مدينة ١٥ مايو، ثم بعد ذلك توجهت إلى منطقة المقطم ثم عدت إلى مدينة حلوان، ومن حلوان توجهت لمنطقة زهراء المعادى، حتى وصلت إلى مدينة نصر.. ثم التقط أنفاسه واستكمل حديثه قائلًا: تخيل يا أفندم.. مفيش حاجة دخلت بطنى من الصبح حتى الآن غير ساندوتشين فول وطعمية، وأنتهى من عملى يوميًا فى الثانية صباحًا.. اندمج الشاب فى الحوار وأحسست بالفطرة السليمة والطيبة التى تنساب من حروف كلامه وعزة نفسه التى تناطح السحاب.
يا سادة.. تخيلوا معى، فهذا الشاب يعانى من إعاقة قوية وواضحة فى قدمه تعيقه بشكل شبه كلى فى المشى، ورغم ذلك لم يقترب من قريب أو بعيد عن وجعه اللانهائى الذى أصاب قدمه، رأيت بعينى حركته البطيئة، ورغم ذلك يتحرك بكل ألم حاملًا على كتفه حملا ثقيلا يلازمه يوميًا منذ الصباح الباكر.
هل أنهيت التعليم يا أستاذ؟
نعم.. أنا حاصل على ليسانس الآداب قسم عبرى بتقدير تراكمى جيد جدًا، وبحثت فى كل مكان عن فرصة عمل ولم أجد إلا السراب، وعملت بحرف كثيرة وكان العائد بسيطا جدًا، وجلست بالشهور فى البيت دون عمل فقررت إلا أجلس فى البيت مرة أخرى مهما حصل وخاصة أن حالتنا المادية صعبة جدًا وزادت الصعوبة فى ظل تلك الظروف التى يعانى منها معظم البيوت المصرية، أسكن بالإيجار مع والدتى وأخوتى، والدى متوفى وأنا كنت فى الثانوية العامة، لى ثلاثة من الأشقاء ولد واحد وبنتان كلهم فى مراحل التعليم المختلفة.
وهنا أحسست بالألم الذى عاوده مرة أخرى، فقطعت حواره، ليخرج من هذه الكآبة، وسألته عن أحلامه التى يتمنى أن يحققها، فكانت إجابته صاعقة لم استطع استيعابها حتى هذه اللحظة.
قال: كل ما أتمناه وأرجوه من الله أن يعينى حتى أستطيع أن أدبر مبلغًا من المال أشترى به موتسيكل حتى ولو بالتقسيط.. «ياااااه يا أستاذ نفسى أقدر أحقق الحلم ده، لأنه هيوفر عليا حاجات كتير، تعب ووقت ومجهود، وطبعا دخلى هيزيد لأنى ساعتها هقدر أتحرك لاى مكان بسهولة ويسر».
تبسمت فى وجهه وقلت له «إن شاء الله سوف تحقق حلمك العادل».
وهنا انتهى من سرد حلمه وأمانيه البسيطة، فى نفس لحظة انتهاء طريق الوصول إلى العنوان الذى يريده، وقف ليشكرنى، ولمعت عينيه فرحا ربما لأنه وصل إلى مشواره الأخير لينهى عذاب يومه، أو لربما بسبب تفريغه شحنات سلبية كانت مكبوتة ومكتومة بداخله، شحنات سلبية متراكمة كادت أن تقضى عليه نفسيًا وإنسانيا.
ودعت الشاب على وعد باللقاء قريبًا بصحبة الموتسيكل الذى يتمناه.
أيتها الحكومة الرشيدة هذا الشاب لم يقصر ولم يكنّ يومًا عبئا عليك، متى يسترد هذا الشاب حقه العادل.
هل تعى الحكومة الرشيدة إحساس هذا الشاب بعدم الثقة والانتماء الذى عشش فى كل جوارحه.
هل تعلم الحكومة الرشيدة أن هناك الملايين من الشباب تبخرت أحلامهم وانهارت دون رحمة وضاعوا دون رجعة.
وأخيرًا.. رسالة الشاب الشفهية الموجهة لكل مسئول فى الحكومة الرشيدة إليكم نص الرسالة «أنا شاب عمرى ٢٣ سنة فقدت الأمل ولم يكن عندى ثقة فى شيء، فكل سبل الحياة أمامى مغلقة تماما، ولم يكن أمامى سوى سراب أحلام، هل أستطيع حماية أمى وأخوتى من السؤال والتشرد، حلمى بسيط، فهل أستطيع ان أحققه!!
أيتها الحكومة الرشيدة ماذا أعددت لهذا الجيل من الشباب، فعليًا نحن أمام أزمة حقيقية يعانى منها نصف المجتمع الذى هو حاضر ومستقبل هذه الأمة.. فماذا أنتم فاعلون؟

 

مقالات مشابهة

  • محافظ المنيا يتابع استمرار طرح مواد غذائية مدعمة بمطاي
  • أسعار البقوليات اليوم السبت 29-6-2024 في أسواق ومحال محافظة قنا
  • أسعار اللحوم اليوم  السبت 29-6-2024 في أسواق محافظة البحيرة
  • أسعار المكرونة اليوم السبت 29-6-2024 في أسواق ومحال المنيا
  • أسعار اللحوم اليوم  الجمعة 28-6-2024 في أسواق محافظة البحيرة
  • أسواق الذهب تنتظر تصريحات البنك الفيدرالي الأمريكي.. تؤثر في الأسعار
  • أسعار البقوليات اليوم الجمعة 28-6-2024 في أسواق ومحال محافظة قنا
  • حلم شاب.. والحكومة الرشيدة (٣)
  • أسعار اللحوم اليوم الخميس 27-6-2024  في أسواق محافظة البحيرة
  • التموين تكشف عن الاحتياطيات الاستراتيجية لـ « السكر - القمح - الزيت - الدواجن»