رأي اليوم:
2025-03-04@17:23:19 GMT

صالح عوض: انها فلسطين.. وليست ارض السلطة فقط

تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT

صالح عوض: انها فلسطين.. وليست ارض السلطة فقط

صالح عوض كيف بدأت الفضيحة التي انتهت بان فلسطين هي ارض السلطة الوطنية.. كنت مديرا عاما بالسلطة يوم قدم لي مستشار قانوني جملة قوانين كان يعدها لعملنا الجديد وقد وضع تعريفات ضرورية كان أولها تعريفه لفلسطين فكتب بلغة قانونية: هي الأراضي التي تخضع لإدارة السلطة الفلسطينية.. لم أشعر في حياتي بخزي وعار وانكسار مثل هذا.

فتح وحماس وأخواتهما.. هل لازالت مبررات الخيارات السياسية موجودة؟ أيهما أصعب التساؤل حول التنظيم وسياساته ام الوطن والقضية وحدودهما؟ إنها عملية صعبة لفض الاشتباك رغم أن الجميع يتكلم عن التنظيم كأداة لكنه في واقع الحال أصبح لدى الكثيرين ضامن مصالح شخصية او فئوية او صنما.. لا يمكن لأحد ان يغطي شمس الواقع بغربال الدعاية الديماغوجية، فالانسداد في المسيرة الفلسطينية بلغ مداه على أكثر من صعيد داخليا وموضوعيا مما يعني ان هناك مشكلة عميقة تبدد جهودنا؟ والسؤال هنا الذي ينبغي طرحه بصوت عال أين تكمن المشكلة؟ لا داعي أن يتسرع أحد فيقول انه الانقسام فالمشكلة ليست الانقسام فهذا عرض للمرض وليس هو المرض.. ما هي المشكلة التي تواجه الكفاح الفلسطيني وتجعل محصلته دماء وتضحيات واستيطان وتدمير مخيمات ومدن؟ في مقابل انجازات هشة لا يعول عليها؟ هل المشكلة تكمن في الأداء ام التفكير والرؤية والبرنامج؟ أين هي نقطة البداية في مناقشة مشكلة العقل الفلسطيني.؟ ماهي القضية الفلسطينية؟: انه أمر صعب وبالغ المرارة عندما نطرح هذا السؤال.. ماهي قضية فلسطين؟ يعني مجددا نحتاج لتعريف للقضية، نحن ندرك ابعادها وامتداداتها وليس عن ذلك نسأل مع أهميته انما نسأل بلسان الفلسطيني المعني بواقعه ومستقبله والذي يقدم ابناءه في الملحمة ويعرض استقراره وامنه وحياته لكل انواع الاعتداءات.. ما هي قضية فلسطين التي بذلنا من اجلها دماء وتعرضنا لابشع عملية عنصرية منذ قرن من الزمان. وببساطة تامة نستطيع ادانة كل الروايات التي تجعل بديلا عن روايتنا الفلسطينية فهذه فلسطين الجغرافية بلدنا وموطننا التاريخي وليس لاحد سوانا الحق فيه وان الكيان الصهيوني هو محصلة غزاوت استعمارية من خلال تغطية كاملة من قبل الاستعمار العالمي للعصابات الصهيونية المتولدة في الغرب.. ولقد تمت العملية بالقتل والمؤامرة والجريمة المنظمة.. وجدنا انفسنا مقسمين على جهات الارض.. ولنا في هذه الرحلة وقائع وشواهد كما هي الشمس بمعنى اكثر بساطة ان روايتنا واضحة شهودها لازالوا يحيون ويكتبون عنها كما نحن نتوارثها و هنا بالضبط وقع خلل العقل السياسي الفلسطيني. لقد اندفع العقل السياسي الفلسطيني الى اللعبة السياسية بدون اتقاء المحرمات.. صحيح انه وقع تحت ضغوط اقليمية ودولية رهيبة ولكن الم يطرح على نفسه سؤالا ان الثورات تمر بمراحل عسر شديد وحصار خانق ومدى صمودها يؤهلها للانتصار.. وحتى لو لم يكن انتصار الغلبة فهو انتصار معنوي واخلاقي كبير يحتاجه الجيل القادم. منذ إقرار البرنامج المرحلي ذي النقاط العشر الذي تبناه المجلس الوطني الفلسطيني في 1974 بناء على نصائح بعض الحكام العرب والأصدقاء السوفييت بدأت رحلة التيه الفلسطيني والجري خلف السراب.. وخلال عشرين سنة أي حتى 1993 كان لابد من زعزعة اليقين الفلسطيني والقوة الثورية الفلسطينية ودخول الأمريكان على خط التفاوض الاستراتيجي مع قيادة المنظمة لتهيئتها لقبول صفقة سياسية ليس فيها أي شيء واضح سوى الاعتراف بالكيان الصهيوني وشرعية وجوده.. وهكذا ارتكب العقل السياسي الفلسطيني الخطيئة الكبرى بأن يقر للغزاة بحقهم في 80 بالمائة من أرض فلسطين، وارتكب خطيئة سياسية كارثية بأنه لم يتم الحصول مقابل ذلك على أي شيء الا وعود ملغمة ومحاطة بتفسيرات إسرائيلية وقت الحاجة، ورغم كل المحاولات التي بذلها ياسر عرفات لتثبيت اركان مؤسسات دولة وليدة يمكن ان تقوم بمهمات حقيقية لصالح الشعب الفلسطيني الا انه كان كمن يغرس العصي في الرمال في يوم عاصف.. وبموته انتهى الإصرار الفلسطيني الرسمي على تكريس عناوين الدولة وشيئا فشيئا تحولت السلطة المنجزة بناء على اتفاقيات اوسلو الى مؤسسة ترفع عن الاحتلال اعباء جسيمة ليست فقط امنية بل وحتى القيام بواجبات على الاحتلال نحو الشعب المحتل بموجب القرارات الدولية. لقد اعتبر العقل الفلسطيني المعاصر الرسمي ان القضية بدأت مع احتلال اسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة وان عليه التعامل مع القرارات الدولية الخاصة بذلك وبصورة بهلوانية تم القفز عن قرارات دولية تمنح الفلسطينيين إضعاف ذلك وتشترط الاعتراف بإسرائيل بناء على التزامها بها وفق قرار التقسيم.. تنازل السياسي الفلسطيني مجانا عن تلك القرارات الدولية والتي تمتلك وجاهة في المنظمات الدولية اقوى من أي اتفاق جديد.. ومن هنا بدا الامر على ان القضية رهينة بذلك التاريخ 4 حزيران 1967؟ وهذه زحزحة خطيرة وكبيرة للعقل والفعل الفلسطيني السياسي الرسمي والفصائلي سواء تتجلى آثارها في كل السلوك السياسي الفلسطيني للقوى الفلسطينية فيما بعد! لا يملك العدو الصهيوني حتى في اوراقه المزيفة وكتبه المحرفة أي مبرر عقائدي او سياسي لاحتلاله عكا وحيفا ويافا والمجدل والناصرة وصفد والرملة وبئر السبع وسواها من المدن والقرى والأرض الفلسطينية.. وكان على مدار احتلاله لهذه القرى حريصا ان لا يحدث فيها تغييرات جوهرية ولازالت مئات القرى الفلسطينية مهجورة حتى جاء اوسلو ومنح الفلسطينيون اعترافا لإسرائيل بشرعية وجودها في 80 بالمائة من أرض فلسطين بعد ذاك نشطت الحملة الاستيطانية في السبع والجليل والضفة بجنون. من جديد سؤالنا المطروح ما هي القضية الفلسطينية؟ لن نسمع إجابة واحدة.. وعندما نطرح ما هو المطلوب سنسمع إجابات مختلفة كذلك.. وهنا تكمن المشكلة هنا يصبح واضحا ان العقل الفلسطيني أصيب بعطب خطير.. وانه لم يعد لروايته الجديدة أي قيمة واي وجاهة فلقد أصبح الفلسطينيون بهذه الرواية الأخيرة مشكلة إسرائيلية تحل اما بحكم ذاتي او بحكم اكبر من حكم ذاتي واقل من دولة او كما نحن نرى اليوم حيث تحول الوجود الأمني الفلسطيني الى ان يصبح متماهيا مع الأمن الإسرائيلي. لم تكن المشكلة فقط في العقل السياسي الذي بدأ عملية التسوية بل امتد ليشمل الجميع فهاهي حماس -بعد ان تعاملت مع اهم عناصر عملية أوسلو الانتخابات التشريعية للحكم المؤقت- تقبل بحل دولة فى الضفة وغزة تماما كما سبقتها فتح لذلك وهي في هذه الرؤية تسير على خطى السلطة في ضبط ايقاع المقاومة وامن الحدود الى حد كبير في غزة وتم اختبارها ثلاث مرات حين استفردت القوات الإسرائيلية بأحد الفصائل، وها هي تدخل في لعبة الوسطاء أصدقاء إسرائيل والتفاصيل لا تفيد هنا.. وهنا تظهر أزمة العقل السياسي الفلسطيني مجددا بل أكثر من ذلك لقد اجتمع كل الأمناء العامين الفلسطينيين وفوضوا الرئيس الفلسطيني في لقاء بالقاهرة بالمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي على التسوية السلمية ومن الواضح لهم جميعا ان المفاوضات ليست على استرداد فلسطين انما في حدود ماتم في اتفاقية اوسلو. من جديد يبرز السؤال بعد كل الفوضى والعبث ومضيعة العمر ما هي قضية فلسطين وماهي الرواية الفلسطينية؟ وبجملة بسيطة نعيد الى الأذهان بداية روايتنا فلسطين لأهلها الفلسطينيين بكل مكوناتهم الثقافية والدينية والكيان الصهيوني نتاج غزوة استعمارية عنصرية غربية يجب مواجهتها لكسرها وإلغائها وإعادة فلسطين لسياقها التاريخي.. أما كيف ومتى فعلى هذه الأسئلة إجابات العقل والتدبر.. هذا هو السياج الممنوع على أي أحد تجاوزه. مرحلة التفكر والتخطيط والإعداد: هناك مرحلة لابد منها قبل الاندفاع في أي معركة.. وهناك مرحلة لابد منها بعد كل معركة في انتظار المعركة القادمة.. بكل وضوح نحن لم نتصالح مع الزمن وسننه ولهذا لم تكن حركته في صالحنا، أي بالتحديد غاب عنا إدراك تلك المرحلة الفاصلة بين العدوان والرد عليه وغاب عنا تجهيز المطلوب فيها.. والاستفادة منها كمرحلة انتقالية.. فتساوت أيامنا وأخذنا باللهاث خلف السراب. الفوضويون سيقولون ليس لدينا وقت، وكأن الوقت الذي انقضى منذ بداية هجوم المشروع الصهيوني كان قصيرا وعبثا.. وكأنهم على أبواب القدس أو كأنهم ليسوا هم من ضيع الوقت.. لقد استغرق الجميع من عمر الشعب ودمه ومعاناته الشيء الكثير والذي كان يكفي لتحرير دول عديدة.. الا أننا نجزم بأننا لازلنا في بداية المعركة.. لابد ان نأخذ وقتنا كاملا في التأمل والإعداد والتهيؤ لمعركة هي معركة فلسطين بما تمثله من عناصر وطبيعة.    كفاحنا الفلسطيني أحد أهم ثوابت هذا الزمن واكثرها تعقيدا وتشابكا لذا باختصار لا يمكن تخيل ان نصل الى الجولة النهائية كما لو كنا في اي موقع جغرافي اخر في العالم.. ومن هنا ايضا لابد ان ندرك ان التدبر والتأمل والنقد والتصحيح ادوات لابد ان ترافقنا دوما لكي لا نستزلق للمتاهات التي تخرجنا عن كفاحنا.. وهذا يعني أن يصار دوما للتفكير في كل خطوة ومرحلة وبعيدا عن ردات الفعل  وذلكعلى أرضية عقائدية واضحة أن فلسطين هي ارض الشعب الفلسطيني وان أي محاولة للعب في هذه العقيدة ليس فقط خلل اخلاقي وانما على صعيد المصلحة القريبة والبعيدة ولعلنا ادركنا الان كم هي الخسارات فادحة  التي مني بها شعبنا وكفاحه في طريق التنازلات. تتمثل الخطوة الاولى في استعادة جملتنا الحضارية الانسانية: فلسطين الواحدة لشعبها الواحد.. ونحشد على هذه الارضية كل ادواتنا الثقافية والاعلامية والمادية ونضع الخطط والرؤى والبرامج التي تأخذ في الاعتبار طبيعة المعركة وحقيقتها وانها معركة مغالبة بعناصر قوة مادية واستدراج للعدو لساحات لا يستطيع احداث التفوق فيها.. هنا يصبح كل فعل لنا انما هو شق للطريق الصعب وهنا يصبح كل انجاز هو تراكم صحي لمصلحة الشعب والقضية.. بعد ذلك يكون التعامل مع الكل الفلسطيني بتحصينه من الانهيار الاخلاقي والسياسي وحشد كل الطاقة بكل حزم في اتجاه محدد انه تحرير كل فلسطين وعدم الاعتراف بجريمة القرن المعنونة بالكيان الصهيوني وهذا يعني اننا نقدم خدمة انسانية للضمير الانساني والوعي البشري بعدم مشاركة المظلوم لظالمه في الجريمة العنصرية.. ما هو موجود اليوم من توجهات سياسية” مفاوضات السلطة المعطلة او التقوقع في حدود غزة المحاصرة” على ارضية التعامل بان فلسطين هي ارض السلطة  يحتاج اما الى استبدال او ترميم او تطوير عليه.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”

صنعاء ـ يمانيون
عُقد بصنعاء اليوم، المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير” بمشاركة واسعة من أكثر من 50 ناشطً وباحثًا وأكاديميًا من مختلف دول العالم، تأكيدًا على رفض مؤامرة التهجير، وانتصارًا للمقاومة.
وفي افتتاح أعمال المؤتمر، أكد عضو اللجنة العليا لنصرة الأقصى ضيف الله الشامي، أهمية المؤتمر الدولي لتدارس قضية الصراع العربي الإسرائيلي، والموقف اليمني المساند لعملية “طوفان الأقصى”، والانتصار للشعب والقضية الفلسطينية.
واستعرض قضية الصراع العربي الإسرائيلي في فكر الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.. مبينًا أن المسيرة القرآنية انطلقت في يوم القدس العالمي في 27 رمضان 1422هـ الموافق 12 ديسمبر 2001م، ومحاضرة يوم القدس العالمي التي تُعد أول المحاضرات في سلسلة محاضرات تعتبر هي المشروع الثقافي للمسيرة القرآنية
وأوضح الشامي، أن قضية فلسطين لم تغادر فكر وتوجهات السيد القائد منذ انطلاق المسيرة القرآنية عام 2001م، وعلى خطى أخيه الشهيد القائد مضى السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في هذا الطريق بالقول والفعل وكان حقًا سيد القول والفعل.
وتطرق إلى شواهد من اهتمام السيد القائد بالقدس والقضية الفلسطينية وطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، حيث لا تكاد تخلو محاضرة أو خطاب دون أن يركز على هذه القضية، والدعوة للجهاد بالمال والكلمة والنفس.
كما استعرض أبرز مراحل الصراع العربي الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين حتى عملية “طوفان الأقصى”، ومنها انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل – سويسرا في أغسطس 1897م برئاسة تيودور هرتزل الذي حدد في خطاب الافتتاح أن هدف المؤتمر هو وضع حجر الأساس لوطن قومي لليهود وما تلاه من مؤتمرات واجتماعات وصولاً إلى إعلان نشأة الكيان الإسرائيلي عام 1948م، بعد انتهاء الانتداب البريطاني.
وعرّج عضو اللجنة العليا لنصرة الأقصى، على الموقف اليمني المساند لعملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية وانطلق معها الموقف اليمني لدعمها ومساندتها بالموقف السياسي والعسكري والشعبي، على لسان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عقب انطلاق العملية مباشرة وبكل شجاعة وصدق وقوة وثبات.
وبين أن السيد القائد أعلن عن منع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي من العبور عبر البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، وبالاتجاه المحاذي لجنوب أفريقيا نحو كيان العدو الغاصب.. مؤكدًا أن إعلان قائد الثورة للموقف اليمني، جاء في وقت تفرج العالم العربي والإسلامي والدولي على ما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر وحرب إبادة جماعية وانتهاكات وتدمير وقتل للنساء والأطفال بغزة في سابقة لم يشهد لها تاريخ الصراعات مثيل.
وقال “يكاد الموقف اليمني هو الوحيد الذي انتهج هذا النهج وقرر المضي قدَما وفي مراحل تصعيدية حتى إيقاف العدوان الصهيوني على غزة “.. مستعرضًا نبذة عن الموقف اليمني المساند لغزة والمتضمن استمرار القوة الصاروخية بالقوات المسلحة اليمنية في إطلاق الصواريخ المجنحة والباليستية والطائرات المسيرة على أهداف عسكرية إسرائيلية مختلفة في أم الرشراش ومناطق جنوب فلسطين المحتلة.
وبين الشامي، أن الموقف اليمني المساند لغزة، تضمن أيضًا استمرار إغلاق البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي والمحيط الهندي أمام حركة الملاحة الإسرائيلية سواء للسفن الإسرائيلية أو تلك السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة وكذا استمرار استهداف السفن والبوارج الأمريكية والبريطانية المتواجدة أو العابرة للبحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي في إطار الدفاع عن النفس والرد على العدوان بمثله، والتأكيد على أن حرية الملاحة البحرية آمنة ومفتوحة لجميع دول العالم عدا الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل.
وفي افتتاح المؤتمر الذي حضره وكيل وزارة الخارجية السفير إسماعيل المتوكل، ورئيس الفريق الوطني للتواصل الخارجي السفير الدكتور أحمد العماد، أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بصنعاء معاذ أبو شمالة، أنه بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، ما يزال العدو الصهيوني يماطل في تنفيذ الاتفاق، مستغلًا الأزمة الإنسانية لتحقيق مكاسب عجز عن تحقيقها في الحرب كتهجير أهل فلسطين عن أرضهم وهذه جريمة ضد الإنسانية.
وأوضح أن العدو الصهيوني يمنع دخول المساعدات الإنسانية لأهل غزة أمام مرأى ومسمع العالم، بدعم أمريكي واضح، وهذا انقلاب على الاتفاق وابتزاز رخيص.. مؤكدًا الحرص على الوحدة الفلسطينية وهو موقف ثابت بأن اليوم التالي للحرب لن يكون إلا فلسطينيًا خالصًا ورفض أي مشاريع أخرى أو أي شكل من الأشكال غير الفلسطينية، وكذا رفض تواجد القوات الأجنبية على قطاع غزة.
وقال “إننا نرسل رسالة إلى الملوك والرؤساء العرب الذين سيجتمعون غدًا في قمتهم ونؤكد لهم أننا معكم في الموقف الرافض لتهجير شعبنا من غزة والضفة الغربية، وأن هذا المشروع وغيره من المشاريع تهدف لتعزيز سيطرة العدو على الأقصى والأرض الفلسطينية”.
واعتبر أبو شمالة، تلك المشاريع جرائم ضد الإنسانية تعززّ شريعة الغاب.. مؤكدا أن أفضل الوسائل لمواجهة المشروع الصهيوني الإجرامي، يتمثل في الضغط لاستمرار وصول مواد الإغاثة للشعب الفلسطيني المنكوب والمشاركة الفاعلة في إعادة إعمار قطاع غزة.
كما أكد أن معركة “طوفان الأقصى” ستبقى خالدة في تاريخ الشعب الفلسطيني كونها تكللت بترسيخ حق فلسطين في المقاومة أمام آلة الإجرام الصهيونية، وكسرت هيبة العصابة الصهيونية بتدمير المقاومة الفلسطينية لفرقة غزة في ساعات محدودة.
وأفاد ممثل حركة حماس بصنعاء، بأن “طوفان الأقصى”، أحيا في الأمة روح العزة والكرامة عندما شاهد الجميع البطولات الأسطورية للمقاومة الفلسطينية والصمود الذي أذهل العالم.
وألقيت كلمات من قبل أكاديميين وباحثين وناشطين وحقوقيين وسياسيين من مختلف أنحاء العالم، أشارت في مجملها إلى أهمية الحديث باسم الضمير الإنساني العالمي لحماية حقوق الإنسان ودعم الحق المشروع لإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس والوقوف بحزم ضد مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة.
وأكدت أن معركة طوفان الأقصى هي امتداد لحركة النضال للشعب الفلسطيني منذ 76 عاماً لمقاومة التهجير والتطهير العرقي ومصادرة حقوقه الوطنية في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وأشارت الكلمات إلى المعاناة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وغيرها من المناطق الفلسطينية، وما يفرضه العدو الصهيوني من حصار على السكان، ما يتطلب تكاتف الجهود لدعم صمود الشعب الفلسطيني وإسناد مقاومته.
وشددت على ضرورة رفض مخططات التهجير للفلسطينيين من أرضهم وبلادهم، والتأكيد على حقهم في الحياة والحرية والاستقلال وفقًا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي.. معبرة عن التطلع لحل عادل وشجاع للقضية الفلسطينية والعمل على رفع معاناة الفلسطينيين وتحقيق سلام مستدام يضمن لهم السيادة والاستقلال.
ودعا المتحدثون من مختلف دول العالم، المجتمع الدولي للوفاء بالتزامته في حماية الشعب الفلسطيني وحقه في العودة إلى بلاده بأمان والتأكيد على الحل والسلام الدائم.. لافتين إلى ضرورة توحيد أصوات أحرار العالم والناشطين ورفض الخطة الأمريكية للتهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم ووطنهم.
واعتبرت الكلمات مؤامرات التهجير للفلسطينيين، جريمة مخالفة لجميع المبادئ والقيم والمواثيق الإنسانية والقانون الدولي الإنساني.. مشددة على ضرورة تعزيز دور المقاومة الفلسطينية وإسنادها بما يسهم في الحفاظ على القضية الفلسطينية ومنع التهجير.
وأكدت أن معركة “طوفان الأقصى” جاءت رداً على الانتهاكات والأعمال الإرهابية الصهيونية وضد سياسة التطهير العرقي والفصل العنصري للكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
وتطرق المتحدثون إلى الاعتداءات الصهيونية المستمرة على الفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس، وما يُمارسه من انتهاكات تجاوزت كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية، ضاربًا بها عُرض الحائط.. داعين المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بدوره وتحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة والوقوف ضد مخططات التهجير الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وأشادت الكلمات بالإنجازات التي حققتها القوات المسلحة اليمنية في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني تحت شعار “لستم وحدكم” وفي إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، التي تُوجت بمسيرات مليونية وتبرعات شعبية وتعبئة عامة وصلت إلى أكثر من 14 ألفًا و720 مظاهرة ومسيرة مليونية، وتخريج أكثر من مليون متدرب ضمن مسار التعبئة وصولاً إلى مواجهة في البحرين الأحمر والعربي والوصول إلى المحيط الهندي.
وتطرقت إلى مسارات الجبهة اليمنية في دعم وإسناد غزة التي أثمرت عن إطلاق أكثر من 1150 صاروخا وطائرة مسيرة وعشرات الزوارق البحرية خلال عام أطلقتها القوات المسلحة اليمنية على السفن التابعة للكيان الصهيوني والمرتبطة به وكذا السفن الأمريكية والبريطانية وصولاً إلى استهداف أكثر من 213 سفينة منها أربع حاملات طائرات أمريكية نتج عنها تعطل كامل لميناء “أم الرشراش” بنسبة 100 بالمائة، فضلاً عن تمكن العمليات الجوية اليمنية من إسقاط 13 طائرة أمريكية “أم كيو9″، أربعة أضعاف ما تم إسقاطها خلال العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي على اليمن في تسع سنوات.
تخلل المؤتمر الذي حضره ممثلو الأحزاب والتنظيمات والمكونات السياسية والفصائل الفلسطينية، عرض عن الموقف اليمني المشرف في مساندة الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة، وإسناد مقاومته الباسلة، ومراحل الصراع العربي الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين حتى عملية “طوفان الأقصى”.

مقالات مشابهة

  • «الرئيس الفلسطيني »: رؤيتنا تتضمن أن تتولى الدولة الفلسطينية مهامها في غزة
  • «الرئيس الفلسطيني»: نشيد بالخطة المصرية الفلسطينية العربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير
  • عباس: السلطة الفلسطينية هي صاحبة الولاية السياسية والقانونية على غزة (شاهد)
  • «الرئيس السيسي»: مصر تعكف على تدريب الكوادر الفلسطينية الأمنية التي ستتولى الأمن في غزة
  • فلسطين للأمن القومي: قمة القاهرة محطة تاريخية لمواجهة تحديات القضية الفلسطينية
  • أحمد موسى: على حماسس التنحي عن السلطة في غزة.. والموقف العربي من القضية الفلسطينية ثابت
  • الخارجية الفلسطينية تدين التحريض الصهيوني على استئناف العدوان والتهجير القسري
  • الخارجية الفلسطينية تدين التحريض الصهيوني لاستئناف حرب الإبادة والتهجير
  • صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين
  • صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”