قال صادق الخضور، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، إن الحياة التعليمية فى قطاع غزة توقفت، وأكثر 600 ألف طالب لا يداومون على المدارس، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الطلاب الجامعيين منذ بدء العدوان الإسرائيلى فى أكتوبر الماضى.

كيف أثر العدوان على العملية التعليمية فى غزة؟

- هناك فجوة فى التعليم لدى طلاب غزة، بسبب التفلت من المدارس منذ بداية الموسم الحالى، وعدم وجود جدول زمنى واضح لعودتهم إلى الدراسة، مع استمرار الغارات الجوية والهجمات والأعمال العدائية من قبل قوات الاحتلال، وفى الحقيقة فإن العدوان الإسرائيلى أدى إلى تعطيل التعليم فى قطاع غزة، حيث جرى تدمير 270 مبنى مدرسياً كلياً وجزئياً، من أصل 307 مدارس فى المدينة المنكوبة، وهو ما يعادل تضرر 70% من المنشآت التعليمية فى القطاع.

وماذا عن آثار العدوان على العملية التعليمية على المدى البعيد؟

- من الممكن أن يتسبب فى ارتفاع نسب التسرب من التعليم لاحقاً وهو ما يتسبب فى مخاوف من ارتفاع معدلات الأمية بين السكان، لصعوبة عودة الطلاب إلى التعليم بعد هذا الكم الهائل من الدمار والخراب، وكيف سيعودون وقد فقدوا كل مقومات الدراسة والحياة بشكل تام! كما أنّ الخطط التى كانت تحمل شعار «التعليم للجميع» والتى كانت تهدف إلى ارتفاع نسب الالتحاق بالمدارس والجامعات، أصبحت فى مهب الريح فى ظل استمرار العدوان الغاشم على المدنيين، وأشير إلى أنّه يصعب الحديث الآن عن ملامح خطة التدخلات التعليمية لما بعد العدوان فى ظل هذه الآثار الشاملة، ولكن وزارة التربية والتعليم تؤكد أن الأولوية حالياً تتمثل فى وقف آلة القتل وحماية الأبرياء، ومن ثم يمكن وضع خطط لإعادة الطلاب إلى المدارس.

ما التدخلات النفسية التى يمكن تقديمها للطلاب فى غزة؟

- فى حال جرى التوصل لوقف إطلاق النار فلا بد من التدخلات النفسية، والتى تشمل أنشطة تهيئة وتدخلات مختصة وتحقيق التكامل بين التعليم وتفريغ الطاقة السلبية، بما يتيح استعادة الرغبة فى التعلم وتجاوز الآثار التى خلفها العدوان، وبالتأكيد فإن تجاوز تراكمات أيام صعبة كالتى يعيشها أبناء غزة لا يتحقق بتدخلات عابرة، بل يتطلب مناهج عمل ودوراً فاعلاً للمرشدين التربويين، علماً بأن الآثار الصعبة لا تقتصر على الطلبة بل تطال المعلمين فهم جزء من الاستهدافات التى يرتكبها الاحتلال على مدار ما يقرب من 3 أشهر.

كما نحذر من التبعات النفسية للحرب على الطلاب، وأبرزها ما يسمى بـ«اضطرابات ما بعد الصدمة»، وننوه إلى أنّ العودة للمسار الطبيعى المكتمل للعملية التعليمية ستستغرق وقتاً، ومع انتهاء الحرب يمكن الحديث بشكل محدد عن طبيعة التدخلات ومراحلها، كما أنّ الوقف الشامل لإطلاق النار يتيح الاضطلاع بدراسة شمولية لواقع الحال فى غزة، لأن الأضرار التى تعرض لها قطاع التعليم غير مسبوقة قياساً بما سبق من اعتداءات.

ما أهمية الفصول الدراسية التى يقيمها البعض داخل خيام النازحين؟

- الفصول التى نرى صورها على مواقع التواصل الاجتماعى، صورة رمزية والهدف منها التخفيف عن الطلاب، واحتواء صدمتهم جرّاء الحرب وفقدان مقاعدهم الدراسية، وهو أمر محمود ومؤثر، والدليل على ذلك التفاعل الذى نشاهده من الطلاب بخاصة من هم فى الصفوف الأولى للتعليم الأساسى، وفرحتهم بالعودة للإمساك بأقلامهم، وهذه الخطوة هى إحدى الطرق التى يمكن من خلالها تهيئة الطلاب نفسياً لتقبل الوضع الحالى بما يحمله من فظاعات ودمار وأشلاء.

وأرى أنه لضمان عودة العملية التعليمية لمسارها الطبيعى فلا بد من توقف العدوان، وتوفير الأمن والأمان والمقومات الأساسية، وهو ما يهيئ الحياة للطلاب فى مراحل التعليم الثلاث وهى رياض الأطفال والتعليم الأساسى والمرحلة الجامعية، من أجل الدراسة وهذا الأمر منعدم فى ظل ما يقوم به الاحتلال من قصف وقتل واعتقال.

مدارس «الأونروا»

تحول ما يقرب من 150 مدرسة تابعة للأونروا و130 مدرسة أخرى تديرها السلطات المحلية إلى ملاجئ، بالإضافة إلى استهداف الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر والقدس وتفجير أجزاء كبيرة منهم، وهناك آثار للعدوان على المدى القريب والبعيد، تشمل تعطيل الدراسة ووجود ضحايا من شهداء ومصابين من المعلمين والطلاب، بالإضافة إلى تشريد الطلاب وإشغال المدارس، والمدارس التى لم يطلها القصف فى المرحلة الأولى من العدوان استُخدمت كمراكز إيواء حتى اللحظة بسبب نزوح مئات الآلاف من المواطنين عن منازلهم وأماكن إقامتهم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة طلاب غزة

إقرأ أيضاً:

مناهج حديثة وتخصصات تكنولوجية لأول مرة.. الحكومة تستعرض تطوير المنظومة التعليمية

نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، فيديو على منصاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، سلط من خلاله الضوء على جهود الدولة في تطوير المنظومة التعليمية، عبر مناهج علمية حديثة وتخصصات تكنولوجية تواكب متطلبات سوق العمل المستقبلية.

يأتي ذلك ضمن استراتيجية طموحة لبناء جيل من الكوادر المؤهلة علميًا وعمليًا، قادر على التعامل مع أدوات العصر في مجالات عدة، من بينها الرياضيات والفيزياء والذكاء الاصطناعي والرقمنة، وتُعد هذه الجهود جزءًا من رؤية «مصر 2030»، التي تضع التعليم في صدارة أولوياتها باعتباره الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وبناء مجتمع رقمي مبتكر.

وخلال الفيديو، استعرض عدد من مديري المدارس التكنولوجية نماذج واقعية لما تشهده المنظومة من تطور، حيث أوضح مدير مدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا، أن المناهج الدراسية تعتمد على مخرجات تعلم متكاملة، تحفز الطلاب على مواجهة تحديات محددة، مع التركيز على تخصصات بعينها لكل فصل دراسي لإيجاد حلول علمية مبتكرة لتلك التحديات، إلى جانب المواد الأساسية.

كما أشار مدير مدرسة «ابدأ» الوطنية للعلوم التقنية إلى أن مدارس التكنولوجيا التطبيقية تتيح للطلاب فرص التعلم في تخصصات الذكاء الاصطناعي، وتمثل نقلة نوعية في تطوير التعليم الفني، حيث يجمع النظام بين الجانب النظري والتطبيق العملي، بما يتيح للطلاب اكتساب المهارات اللازمة للمنافسة في سوق العمل محليًا ودوليًا.

من جانبه، أكد المدير الأكاديمي لمدرسة we «للتكنولوجيا التطبيقية» أن نظام الدراسة بهذه المدارس يعتمد على الربط بين المواد الثقافية والتخصصات الفنية، حيث تبدأ الدراسة بالمحتوى النظري داخل الفصول، يليها التطبيق العملي داخل المعامل حسب التخصص، إلى جانب التدريب الميداني للطلاب سواء داخل المدرسة أو خارجها، بهدف صقل مهاراتهم العملية وتأهيلهم لسوق العمل.

وفي ختام الفيديو، استعرض عدد من طلاب مدارس «المتفوقين» والمدارس التكنولوجية تجاربهم التعليمية، مؤكدين أن ما يميز هذه المنظومة هو الربط الفعال بين المناهج النظرية والتطبيق العملي، إلى جانب التركيز على التخصصات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي والبرمجة، وأشار الطلاب أن هذه المدارس تؤهلهم للمشاركة في مسابقات علمية متخصصة، وتنمي لديهم مهارات الابتكار والتفكير النقدي وحل المشكلات، وتحديد الأهداف والعمل على تحقيقها.

اقرأ أيضاًوزير قطاع الأعمال: فرص استثمارية واعدة أمام المستثمرين الكويتيين مع توافر كافة التسهيلات

مجلس الأعمال المصري-الكندي: التوجيهات الرئاسية بفرض الشريبة الموحدة تعزز بيئة الاستثمار

وزير الري يُشدد على الالتزام بالمواصفات الفنية والقياسية لتأهيل القناطر والخزانات

مقالات مشابهة

  • سيئون تهتف لغزة: وقفة شعبية حاشدة ترفض العدوان وتؤكد دعم القضية الفلسطينية
  • وزير التعليم: انضباط المنظومة التعليمية بمدارس الشرقية يعكس الجهود المبذولة من المعلمين والإدارة المدرسية
  • مناهج حديثة وتخصصات تكنولوجية لأول مرة.. الحكومة تستعرض تطوير المنظومة التعليمية
  • وزير التعليم يُشيد بانضباط المنظومة التعليمية خلال جولته بمدارس الشرقية
  • وزير التعليم: انضباط المنظومة التعليمية بمدارس الشرقية يعكس الجهود المبذولة في تطوير المنظومة
  • وكيل وزارة التعليم بأسيوط يتفقد مدارس إدارة الغنايم التعليمية
  • وزير التعليم يتفقد مدارس الشرقية في جولة مفاجئة لمتابعة انتظام الدراسة
  • التعليم تعلن ضوابط امتحانات نهاية العام لصفوف النقل
  • التعليم: مراجعات مكثفة ودعم للطلاب المتعثرين قبل الامتحانات
  • جولة مفاجئة لوزير التعليم بعدد من المدارس بمحافظة الشرقية