الوطن:
2024-11-24@15:00:51 GMT

«طلاب غزة».. حاضر مؤلم ومستقبل مجهول تحت جحيم الاحتلال

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

«طلاب غزة».. حاضر مؤلم ومستقبل مجهول تحت جحيم الاحتلال

جامعات مدمرة ومدارس مهدمة ورائحة موت نفّاذة تفوح من بين مقاعد الدراسة وطرقات الفصول، طائرات الاحتلال لا تتوقف عن قصف البنى التحتية وتستهدف صواريخها المنازل والمكتبات فيهرع الغزاويون إلى انتشال كتبهم ودفاتر محاضراتهم وحقائبهم المدرسية قبل أن تحرقها نيران القذائف، ويحدّثون أنفسهم «كلها يومين وبنرجع لدراستنا وحياتنا»، إلاّ أنّ هذه الجملة مرّ عليها أكثر من 80 يوماً، بات فيها مئات الآلاف من الطلاب بلا تعليم وأحلامهم صارت محبوسة تحت ركام مبانى المدارس والمنازل المنهارة.

وتزامناً مع اشتداد الأزمة وزيادة وطأة الحرب، تبدد الأمل فى نفوس الكثيرين لمواصلة العام الدراسى الذى غابت ملامحه ولطخته دماء أكثر من 10 آلاف شهيد وجريح من الدارسين، ليقوم النازحون بإقامة حصص لمواد مختلفة داخل الخيام ومدارس الإيواء، فى محاولة منهم للتخفيف من الآثار النفسية على الأطفال الذين أصبحوا وقود ذلك العدوان.

«الوطن» سلطت الضوء على تضرر قطاع التعليم بجميع مراحله وفئاته فى غزة جرّاء الحرب الإسرائيلية التى لم تفرق حممها بين السكان والطلاب، وتواصلت مع المتحدث باسم الوزارة للوقوف على المخاوف من ارتفاع نسب التسرب من التعليم بالإضافة إلى انهيار الخطط الحكومية لزيادة أعداد الملتحقين بالمدارس والجامعات، والتقت عدداً من الطلاب المشردين واستمعت إلى مخاوفهم وأمنياتهم فى الحصول على منح دراسية، ورصد انتهاكات الاحتلال بحق الأطفال وأثر العدوان على حالتهم النفسية والصحية فى الوقت الحالى والمستقبل، ووثق بالأرقام والإحصائيات الرسمية عدد الشهداء والمصابين والنازحين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة طلاب غزة

إقرأ أيضاً:

طلاب غزة يأملون اجتياز الثانوية العامة رغم الحرب وتدمير مدارسهم

غزة– داخل خيمة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، يُذاكر الشاب محمود أبو حصيرة دروسه، للتقدم لامتحان الثانوية العامة "التوجيهي الفلسطيني"، وسط ظروف بالغة القسوة.

وتسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2023، في ضياع العام الدراسي الماضي (2023-2024) بالكامل على "محمود" وأقرانه، ويخشى أن يفقد العام الدراسي الحالي أيضا.

وأنعش إعلان وزارة التربية والتعليم (مقرها رام الله) نيتها تنظيم امتحان لطلاب "التوجيهي" خلال عام 2025 آمال محمود في اجتياز هذه المرحلة.

لكنّ الوزارة لم تحدد كيفية تنظيم الامتحانات في ظل استمرار الحرب، مفضّلة الانتظار لحين اتضاح الصورة، من دون أن تستبعد إمكانية عقدها "إلكترونيا".

جميع مدارس غزة التي سلمت من التدمير تحوّلت إلى مراكز إيواء ولم تعد صالحة للتعليم (الجزيرة) "شبه مستحيلة"

ونظرا لعدم وجود مدارس، فإن على الطلبة الاعتماد على أنفسهم بشكل كامل، والدراسة الذاتية في الأماكن التي يعيشون فيها أو نزحوا إليها.

وتختزل الخيمة، بمساحتها الضيقة، بالنسبة لمحمود، كل معاني الشقاء، حيث تتكالب عليه كل الظروف كي تمنعه من الدراسة، حسبما يقول.

ففي فترة النهار، تكون الخيمة مثل فرن مشتعل بعد أن حوّلتها أشعة الشمس إلى ما يشبه الدفيئة الزراعية، لكنها في الليل باردة كثلاجة.

أما الذباب الذي تجذبه الخيام الدافئة، فكأنه جيش لا يكلّ ولا يملّ، حيث تدور أعداد لا تُحصى منه في الهواء، تحط على الوجه واليدين، تلتصق بالكتب المستعملة التي حصل بالكاد عليها. وبسبب الحرب، لا تتوفر الكتب، ولا القرطاسية اللازمة للعملية الدراسية.

وفي ليل نوفمبر/تشرين الثاني، الخريفي الطويل، يشعر محمود بأن الظلام بسواده الثقيل يتآمر مع بقية العوامل على سرقة بقية ساعات اليوم المتبقية، فلا توجد إنارة ولا تدفئة تساعدانه على المذاكرة.

وداخل الجدران القماشية، كان محمود يواجه صعوبة أخرى، من ضجيج الحديث والسمر، حيث يعيش مع أسرته المكونة من 6 أفراد، الذين أصواتهم تعلو وتتناقص، يتحدثون عن الحرب، عن الموت، عن الذكريات التي لم يعد لها مكان.

ومع غياب الكهرباء والإنارة، لا يتمكن محمود من الدراسة سوى ساعات محدودة من اليوم، تتمثل في ساعات الصباح الباكر، وما قبل الغروب.

نقابة الصحفيين تقدم حصصا تعليمية بالمجان لأبناء منتسبيها لمساعدتهم على التحصيل العلمي (الجزيرة) معاناة شاملة

تُعد الطالبة آية العرقان محظوظة، لأنها لا تُقيم في خيمة، بل في غرفة كانت في الماضي صفا تعليميا، بمدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء.

لكنّ معاناة آية مع الدراسة لتقديم امتحان "التوجيهي" غير يسيرة أيضا، كما تقول، حيث تعيش مع عائلتها الكبيرة المكونة من أسرة أبيها وأُسر أعمامها الأربعة.

ووسط ضجيج الأطفال والأمهات، وانقطاع الكهرباء والإنترنت، يجب على آية الاستعداد للامتحان. وفي الليل، وبعد أن ينام الجميع، تنزوي في ركن الغرفة وتُشعل شمعة كي تدرس على نورها الخافت.

ومن أهم المشاكل التي تعاني منها آية غياب المدارس والقرطاسية والكتب، واعتمادها على نفسها، بالإضافة إلى بعض الدروس الخاصة المُكلفة.

وأطلقت وزارة التربية والتعليم مدارس افتراضية عبر الإنترنت لجميع الصفوف الدراسية، لكنّ الدراسة الإلكترونية "غير عملية"، كما تقول آية، إذ إنها تعتمد على توفر الإنترنت والكهرباء المفقوديْن منذ بداية الحرب.

وتشكو آية كثيرا من نفقات الدراسة، التي تبدأ من شراء الشمع للإنارة، ودفع تكاليف شحن الهاتف اليومي بغرض الدراسة، وشراء بطاقات إنترنت يومية تُقدم خدمة رديئة للغاية، ودفع ثمن بعض الدروس الخصوصية، وشراء قرطاسية ومَلازم بأسعار باهظة.

تحصل آية العرقان على دروس ضمن مبادرة مجانية لمساعدتها على اجتياز امتحان التوجيهي (الجزيرة) بين المطرقة والسندان

يشعر فؤاد عطية، المشرف التربوي في مديرية غرب مدينة غزة بالحزن الشديد على الحال التي وصل إليها طلبة "التوجيهي" بالقطاع. ويرى أن من أهم العقبات التي تواجههم هي "عدم الشعور بالأمن والأمان على الإطلاق وحركة النزوح المتكررة وغياب الاستقرار".

كما ذكر عطية أن غياب المدارس وانعدام التواصل بين الطالب والمعلم، تزيد من ضعف التحصيل العلمي للطلاب وتضاعف مشاكلهم، مضيفا "لا مرجعية واضحة للطالب، يراجعها ويستفسر منها حول المشاكل التي تواجهه".

وأضاف أن "الطالب يعيش حالة من التشوّش والضبابية الكاملة هو وأهله، وحتى الأهالي الذين يرسلون أولادهم لأخذ دروس خصوصية في بعض المراكز، يخشون ألا يعودوا أحياء بسبب العدوان".

وأبدى عطية تشاؤمه حول إمكانية عقد امتحان التوجيهي لهذا العام، لأن الواقع يشير إلى غير ذلك، حيث يضيف "الحرب مستمرة، والعدوان لا يتوقف". وختم عطية حديثه بالقول إن "طالب التوجيهي وقع بين المطرقة والسندان".

طلبة التوجيهي يدرسون ذاتيا دون الذهاب إلى مدارسهم التي تحولت إلى مراكز إيواء (الجزيرة) تسخير كل الإمكانات

يقول الناطق باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية صادق الخضور إن الوزارة جنّدت مقدراتها لمساعدة طلاب قطاع غزة، خاصة "التوجيهي" وتنظيم الامتحانات لهم.

وذكر في هذا الصدد أن الوزارة طورت رُزما تعليمية تغطي كافة المباحث (مع اختصارها والتركيز على النقاط المهمة مراعاة لظروف الطلبة) علاوة على اعتماد مدارس افتراضية عبر شبكة الإنترنت، والبدء في التحضير لعقد دورة خاصة لمن لم يتمكنوا من تقديم التوجيهي العام الدراسي الماضي، كما أطلقت منصات تعليمية تضم الدروس كافة "مُسجلة".

ويضيف أن نحو 31 ألف طالب توجيهي في غزة ملتحقون حاليا بالمدارس الافتراضية، كما تم شمولهم بالمادة التعليمية عبر منصة "وايز سكول" (wise school) بالتعاون مع جامعة العلوم الإسلامية العالمية.

وذكر الخضور أن الطلبة الذين لم يتمكنوا من تقديم الامتحان العام الدراسي الماضي (مواليد 2006) سيتقدمون للامتحان نهاية فبراير/شباط 2025 القادم، أما طلاب العام الدراسي الجاري (مواليد 2007) فسيتقدمون للامتحان في يونيو/حزيران القادم. ولم تقرر الوزارة شكل الامتحان حتى الآن، نظرا لاستمرار الحرب.

وقال الخضور في هذا الصدد إن "شكل الامتحان غير واضح بسبب استمرار الحرب، والخيار الأول هو عقده وجاهيا، وإذا تعذر، فسيعقد إلكترونيا، وإذا تعذر، فلدينا خطط طوارئ من ضمنها إنشاء بنك أسئلة عبر منصات خاصة كي يتقدم الطلبة للامتحان في أوقات متعددة وليس في وقت موحد".

وأشاد الخضور بتجربة المدارس الافتراضية، عادا إياها خطوة رائدة، مضيفا أن "الأعداد الملتحقة غير قليلة، كما أن مدى التفاعل بين المعلمين والطلبة يعبر عن أن هذا التعليم أعاد الأمل للطلبة".

واستدرك "صحيح أن هناك تفاوتا في الحضور يوميا بسبب الوضع الميداني، لكن أن يناهز عدد الحضور الإجمالي ربع مليون طالب فهذا إنجاز".

وحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن عدد الطلاب الذين حُرموا من تقديم امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" بسبب الحرب بلغ 39 ألف طالب. كما ذكر في بيانات سابقة أن الاحتلال دمر خلال الحرب 117 مدرسة وجامعة بشكل كلي، و332 بشكل جزئي.

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي: 27008 طلاب في القوائم النهائية لانتخابات الاتحادات الطلابية
  • طلاب غزة يأملون اجتياز الثانوية العامة رغم الحرب وتدمير مدارسهم
  • وزير التعليم العالي: 27008 طلاب في القوائم النهائية لانتخابات الاتحادات الطلابية
  • حملة للكشف عن المخدرات بين طلاب جامعة قناة السويس
  • انتحار أمام الضباط وهروب من مدرعة أثناء القتال.. جحيم نفسي لجيش الاحتلال بغزة‏
  • صحف عبرية: قلق متزايد بشأن حالات انتحار الجنود الإسرائيليين وتأثيرات الحرب النفسية
  • صدقة جارية وحب الخير.. مصروف طلاب «ابتدائي» في كفر الشيخ لمرضى الكبد
  • الزميل وديع العبسي يحصل على إحدى جوائز مهرجان الشهيد
  • طلاب اليمن في أورانج آباد يحتجون على تأخر صرف المستحقات
  • يونيسف: أكثر من 17 مليون طفل سوداني حرموا التعليم بسبب الحرب