أحدث معارك الحرب الباردة بين بكين وواشنطن.. وأمريكا: الصين تسرق أسرار الذكاء الاصطناعي لأغراض التجسس "القصة كاملة"
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
يبدو أننا على مشارف بوادر معركة كبرى جديدة بين العملاقين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وفي تلك المرة الأمر يخص قضايا التجسس، ومحاولة سرقة الأسرار التكنولوجية بين البلدين، وفي أحدث مراحل تلك المعركة، الكشف عن معلومات أمريكية تتحدث عن أنشطة المتسللين الصينيين والتجسس الداخلي لأسرار الذكاء الاصطناعي للشركات الأمريكية.
وبحسب تقرير نشرته إحدى الصحف الأمريكية، فقد تزايدت المخاوف بشأن قدرة الصين على استخدام الذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي، حيث اجتمع مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي وقادة وكالات استخبارات غربية أخرى في أكتوبر مع قادة التكنولوجيا في هذا المجال لمناقشة هذه القضية
تقرير وول ستريت جورنال
وفقا لتقارير في "وول ستريت جورنال"، فإن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق إزاء أنشطة المتسللين الصينيين والتجسس الداخلي لأسرار الذكاء الاصطناعي ، وهو ما نفته الصين، حيث تتنافس القوتان العظميان على التفوق عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، ويستخدمان كل الوسائل المتاحة لهما للحصول على ميزة، وفي يوليو 2018، ألقي القبض على شاب يدعى شياو لانغ تشانغ يعمل لدى شركة آبل في مطار سان خوسيه عندما حاول السفر إلى بكين.
وبحسب ما نشرته الصحيفة الأمريكية، فقد نبه فريق الأمن في شركة أبل السلطات إلى سرقة الأسرار التجارية المتعلقة ببرنامج القيادة الذاتية للشركة، وتم القبض على تشانغ، وهو مهندس سابق في شركة أبل، بتهمة سرقة برامج مفتوحة المصدر ووثائق داخلية وتعليمات العمل، كما اتُهم بمحاولة توظيف موظفين في شركة أبل للعمل في الصين.
18 تهمة للشاب تنتهى بحبس عامين
ووجهت للشاب في نهاية المطاف 18 تهمة، بما في ذلك السرقة التجارية ومحاولة تجنيد عملاء أجانب وانتهاك قانون الأوراق المالية، وأدين بجميع التهم وحكم عليه بالسجن لمدة عامين، وقضية تشانغ هي مجرد واحدة من العديد من الحوادث التي اتُهمت فيها الصين بسرقة الملكية الفكرية الأمريكية، وفي السنوات الأخيرة، تعتبر الصين واحدة من أكثر الدول جاذبية للقراصنة.
وبحسب الصحيفة الأمريكية تخشى السلطات الأميركية من أن تستخدم الصين المعلومات المسروقة لسد فجواتها التكنولوجية، وإذا نجحت في تحقيق التفوق في الذكاء الاصطناعي، فإنها ستتمكن من الريادة في العديد من المجالات، مثل المجال العسكري والاقتصاد والأمن، بالإضافة إلى خوفا من سرقة الملكية الفكرية، تخشى السلطات الأمريكية من أن تستخدم الصين الذكاء الاصطناعي الاصطناعي لجمع وتخزين معلومات عن الأمريكيين على نطاق غير مسبوق، وفقا لتقارير صحيفة "وول ستريت جورنال".
سوابق صينية في سرقة المعلومات
وقد ارتبطت الصين بالكثير من عمليات سرقة المعلومات الشخصية في الماضي، مع إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي "كتعزيز" لمزيد من عمليات القرصنة، فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد أشخاص أو مجموعات معينة من الأشخاص، ومن ثم جمع المعلومات عنهم من مصادر مختلفة مثل شبكات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث وبيانات الهاتف المحمول.
كما أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن الحكومة الأمريكية تعمل على حماية أسرار الذكاء الاصطناعي الأمريكي، ويُزعم أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يركز على حماية شركات تصنيع الرقائق القوية بما يكفي لمعالجة برمجيات الذكاء الاصطناعي، وبدرجة أقل على شركات الذكاء الاصطناعي نفسها، كما تشجع الإدارة الشركات الأمريكية على اتخاذ خطوات لحماية أسرارها، وتشمل هذه التدابير استخدام إجراءات أمنية متزايدة، والحد من الوصول إلى المعلومات الحساسة وتدريب الموظفين على أهمية الحفاظ على السرية.
الذكاء الاصطناعي سلاح خطير
وكشفت دراسة جديدة أجراها مجموعة من الباحثين البريطانيين أن نماذج الذكاء الاصطناعي يمكنها تحديد ما يكتبه المستخدمون في حواسيبهم – مثل كلمات المرور – بدقة عالية جدًا من خلال التنصت على أصوات الكتابة على لوحة المفاتيح وتحليلها، وكذلك حذرت الدراسة، التي نُشرت خلال ندوة (معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات) IEEE الأوروبية حول الأمن والخصوصية، من أن هذه التقنية تُشكل تهديدًا كبيرًا لأمن المستخدمين، لأنها تستطيع سرقة البيانات من خلال الميكروفونات المدمجة في الأجهزة الإلكترونية التي نستخدمها على مدار اليوم.
وأنشأ الباحثون نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه التعرّف على أصوات الكتابة على لوحة مفاتيح حاسوب "ماك بوك برو" (MacBook Pro) من آبل، وبعد تدريب هذا النموذج على ضغطات المفاتيح المسجلة عن طريق هاتف قريب أصبح قادرًا على تحديد المفتاح الذي يُضغط عليه بدقة تصل إلى 95%، بناءً على صوت الضغط على المفتاح فقط، وأشار الباحثون إلى أنه عند استخدام الأصوات التي يجمعها الحاسوب خلال محادثات Zoom لتدريب خوارزمية تصنيف الصوت، انخفضت دقة التنبؤ إلى 93%، وهي نسبة مرتفعة ومثيرة للقلق، وتعتبر رقمًا قياسيًا لهذه الوسيلة.
طرق متاحة لجمع المعلومات
ويقول الباحثون إنه مع تزايد استخدام أدوات مؤتمرات الفيديو مثل: Zoom، وانتشار الأجهزة المزودة بميكروفونات مدمجة في كل مكان، والتطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن أن تجمع هذه الهجمات قدر كبير من بيانات المستخدمين، إذ يمكن من خلالها الوصول إلى كلمات المرور والمناقشات والرسائل وغيرها من المعلومات الحساسة بسهولة.
وعلى عكس (هجمات القنوات الجانبية) Side Channel Attacks الأخرى التي تتطلب شروطًا خاصة وتخضع لمعدل البيانات وقيود المسافة، أصبحت الهجمات باستخدام الأصوات أبسط بكثير نظرًا لوفرة الأجهزة التي بها ميكروفونات وبإمكانها إجراء تسجيلات صوتية عالية الجودة، خاصة مع التطور السريع في مجال التعلم الآلي.
وهذه ليست الدراسة الأولى للهجمات الإلكترونية القائمة على الصوت، إذ إن هناك الكثير من الدراسات التي أظهرت كيف يمكن استغلال نقاط الضعف في ميكروفونات الأجهزة الذكية، والمساعدات الصوتية، مثل: أليكسا، وسيري، و(مساعد جوجل) Google Assistant، في هجمات إلكترونية، ولكن الخطر الحقيقي هنا هو مدى الدقة التي وصلت إليها نماذج الذكاء الاصطناعي، ويقول الباحثون إنهم استخدموا في دراستهم أكثر الأساليب تقدمًا، وهي نماذج الذكاء الاصطناعي وحققت أعلى دقة حتى الآن، كما أن هذه الهجمات والنماذج ستكون أكثر دقة بمرور الوقت.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی وول ستریت
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يقدم هدايا "الكريسماس" للاعبي ليفربول
اقترب عيد الميلاد في المملكة المتحدة، وبدأ لاعبو ليفربول الإنجليزي الاحتفال بهذه المناسبة بطريقة غير معتادة.
وفي أحدث فيديو نشر على الموقع الرسمي لـ"الريدز" اليوم الخميس، قام الثنائي ترينت ألكسندر أرنولد وأندرو روبرتسون بتوزيع الهدايا على زملائهم في الفريق، وذلك بمساعدة تقنية الذكاء الاصطناعي.
تفاوتت جودة بعض الهدايا، لكن الأبرز كان شخصية "سانتا كلوز" التي تغنت بأغنية لويس دياز، مما أضفى جواً من المرح على الحفل.