موقفنا واضح ولن نتخلى عنه.. الرئيس الجزائري يجدد دعم بلاده للقضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
جدد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اليوم الإثنين، دعم الجزائر للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن بلاده ستواصل الدفاع عن مبادئ ثورتها التحريرية ولن تتخلى عن "الدول الضعيفة".
الرئيس الفلسطيني: أي حل سياسي يجب أن يكون شاملًا لكامل أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الأردن: العدوان الإسرائيلي الجبان سينتهي وسينعم أهلنا في فلسطين بالحرية والاستقلالجاء ذلك خلال الخطاب، الذي وجهه للأمة الجزائرية أمام أعضاء غرفتي البرلمان، اليوم، بالجزائر العاصمة، والذي سرد فيه حصيلة 4 سنوات من فترة قيادته للبلاد، معددًا مختلف جهود الإصلاح على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وفيما يتعلق أيضًا بالسياسة الخارجية.
وقال تبون إن "صوت الجزائر أصبح مسموعًا في كل المحافل الدولية وسنواصل الدفاع بشراسة عن مبادئ ثورتنا التحريرية المجيدة ولن نتخلى عن الدول الضعيفة".
وجدد الرئيس الجزائري التأكيد على أن الجزائر "مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، مضيفًا أن "موقف بلادنا من القضية الفلسطينية واضح ولن نتخلى عنه".
وفي سياق متصل، توجه الرئيس تبون بالشكر إلى 184 دولة التي صوتت لصالح الجزائر لتولي منصب عضو غير دائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة، معتبرًا أن هذا "الإجماع الدولي يشرف الجزائر التي ستقوم بدورها لصالح البلدان الأفريقية والعربية وكل الأشقاء".
وفي سياق متصل أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، وأن أي حل سياسي يجب أن يكون شاملا لكامل أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس.
جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماعًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مساء الاثنين، لمُناقشة آخر التطورات المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
وأكد أبو مازن أن الأولوية الوطنية اليوم هي وقف العدوان، وقفا شاملا ودائما، وتأمين جميع الضرورات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، والتصدي لمؤامرة التهجير التي تستهدف وجودهم في وطنهم، ومواصلة النضال حتى تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في الحرية والتخلص من الاحتلال، وتجسيد الدولة المُستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وحل قضية اللاجئين وعودتهم وفق القرار 194.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سوريا طهران إسرائيل راضي موسوي الرئيس الجزائرى دعم الجزائر عبد المجيد تبون الجزائر
إقرأ أيضاً:
جنين.. واللحظة المصيرية للقضية الفلسطينية
ما يحدث في مخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية ليس جديدا رغم أنه «كارثي» كما وصفته اليوم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وكما تنقله شاشات الفضائيات العالمية، إنه امتداد للجرائم الإسرائيلية التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة، واستمرار لسلوك دولة الاحتلال تجاه الأبرياء والمدنيين واحتفاء بسفك الدماء الطاهرة. ويكشف ما يحدث في جنين اليوم السلوك السياسي لدولة الاحتلال التي لا تستطيع أن تتمسك بأي التزام أخلاقي أو سياسي حتى لو كانت مكشوفة أمام العالم أجمع.. وليس شرطا أن يحدث ذلك من موقع قوة، بالضرورة، ولكنه ينبع من ثقافة وسلوك راسخ لا يمكن تغييره.
لقد حوَّل الاحتلال مخيم جنين إلى «مدينة أشباح» وكأنه يلحقه بما حدث في غزة بعد أن دمّر الطرق والمرافق والبنية الأساسية وعمد أخيرا إلى تدمير المباني على رؤوس ساكنيها دون أي إنذار مسبق في إشارة إلى تحوُّل الاحتلال إلى مرحلة جديدة من العنف والوحشية في الضفة الغربية قد تصل إلى مستوى عنفه الاستثنائي في قطاع غزة. وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها مخيم جنين مثل هذه المجازر؛ فقد حدث ما هو أبشع منها خلال الانتفاضة الثانية حينما اجتاحت قوات الاحتلال المخيم في عام 2002 ونتج عن ذلك الاجتياح استشهاد أكثر من 500 فلسطيني وتهجير ربع سكان المخيم، وما زالت ندوب ذلك الاجتياح وتلك الدماء التي سالت في المخيم باقية في نفوس الفلسطينيين وهي اليوم تتعمق وتزداد فوق بعضها بعضًا في تراكم لا ينتهي.
لكن الأمر يطرح سؤالا مهما وأساسيا يتمثل في ماذا يريد الاحتلال من هذه العملية بهذا العنف وبهذا المستوى من الإجرام؟
يبدو واضحا أن الاحتلال يسعى إلى تحقيق ما يمكن أن يسمى «صورة نصر» تعوّض إخفاقاته في غزة عبر استهداف الضفة الغربية، وخاصة مخيم جنين.. وكل هذا يأتي ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تفريغ المخيم من سكانه وتحويله إلى «جزء من الذاكرة» وإلى بناء لحظة رمزية في سياق استراتيجية «التهجير» التي ارتفع حضورها في الخطاب الإسرائيلي وفي خطاب الداعم الدولي له.
ويبدو واضحا أن إسرائيل ستعود إلى استراتيجية كانت قد تحدثت عنها من قبل تهدف إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية قبل أن يتعثر المشروع في خضم أحداث حرب غزة لكن المشروع يستعيد زخمه الآن لتحقيق أهداف كثيرة سابقة على حرب غزة ولاحقة له ومتداخلة معه.
وهذا المخطط ليس جديدا على الفلسطينيين الذين يدركون تماما أبعاده وآليات تنفيذه، أمّا نجاحه فهو مرهون بمستوى الوعي الفلسطيني والقدرة على المواجهة الموحدة بعيدا عن المواجهات المتفرقة. ويدرك الفلسطينيون في هذا المنعطف التاريخي الذي يمرون به منذ بدء حرب غزة أهمية وجود قيادة موحدة تقدمهم للعالم وتحمل رسالة قضيتهم وإلا سيجدون الاحتلال يمضي قدما في تنفيذ مخططاته سواء في ضم أجزاء من الضفة الغربية أو تهجير من بقي على قيد الحياة من سكان قطاع غزة.
هذه لحظة مصيرية تضع الشعب الفلسطيني على المحك الداخلي هذه المرة للوصول إلى رؤية واضحة لمسار النضال خلال المرحلة القادمة من عمر القضية الفلسطينية.