في 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، تقريراً تعلن فيه أن الكيان الصهيوني بدأ بالفعل إغراق أنفاق المقاومة الفلسطينية في غزة. ونقلت عن مسؤولين أمريكيين مطّلعين على عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن هذا الإجراء يهدف إلى تدمير البنية التحتية التي تستخدمها المقاومة في عملها.

وقبل ذاك، في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، قالت ذات الصحيفة الأمريكية أن جيش الاحتلال جمَّع نظاماً ضخماً من المضخات من أجل إغراق شبكة أنفاق المقاومة الفلسطينية.

بالمقابل، تتحدث تقارير إعلامية أخرى عن أن الملياردير الأمريكي ومؤسس مرتزقة "بلاك ووتر"، إيريك برينس، هو الذي أقنع القيادة العسكرية الإسرائيلية بمخطط إغراق الأنفاق، بل وورّد لها هذه المضخات التي تستخدم عادة في الأعمال المنجمية. وليست علاقة إسرائيل بالمقاول العسكري الأمريكي وليدة اليوم، بل تمتد لسنوات طويلة من الشراكة المالية والاستخباراتية والعسكرية.

مهندس إغراق الأنفاق

في تقرير نشرته صحيفة تايمز البريطانية، في 5 ديسمبر/كانون الأول، قالت إن المقاول العسكري الأمريكي الخاص إيريك برينس قد زار إسرائيل أياماً قليلة بعد هجوم "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتقى هناك عدداً من القيادات الإسرائيلية.

وأضافت الصحيفة البريطانية أن برينس أقنع إسرائيل بشراء المضخات المتطورة التي تستخدم باعتبارها معدات تعدين من أجل إغراق أنفاق حماس التي يبلغ طولها 300 ميل في غزة.

ولقي مقترح برينس ردود فعل إيجابية في إسرائيل، وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إن غمر الأنفاق فكرة جيدة، لأن المقاومة الفلسطينية "تتوفر لها بنية تحت أرضية كبيرة في غزة، وكنا نعلم أنه سيكون لديها هناك كثير من الأنفاق. وجزء من هدف (هذه العملية) هو تدمير هذه البنية التحتية".

وفي مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كانت أول مرة تبلغ فيها القيادة الإسرائيلية نظراءها في الولايات المتحدة بخيار إغراق الأنفاق، حسبما ذكرت وول ستريت جورنال. ونفى مسؤولون أمريكيون وقتها علمهم بمدى تقدّم إسرائيل في تنفيذ هذا الخيار، لكن العملية في مجملها لقيت انتقادات من داخل إدارة بايدن.

وحسب تايمز، حذرت إدارة بايدن من أن تورط برينس كان بمثابة "علم أحمر" إنذاري، وطالبت بمزيد من الدراسة حول التأثير الذي يمكن أن تحدثه الفيضانات على المياه الجوفية ومرافق الصرف الصحي في غزة. ونقلت عن مصدر أمريكي قوله إن "إيريك جمهوري، لذا هناك اختلافات سياسية واضحة".

مَن إيريك برينس؟

يعرف إيريك برينس بأنه رجل أعمال أمريكي يعمل في مجال المقاولات الدفاعية والأمنية. وهو أصغر أبناء رجل الأعمال إدغار برينس، الذي ورث عنه إيريك جزءاً من ثروته، ليشغلها في أعماله لاحقاً.

ودخل إيريك برينس مجال المقاولة الدفاعية، بعد أن تلقى تعليمه في أكاديمية البحرية الأمريكية، وبعدها عمل في الجيش قائد الفرقة القتالية الجوية والبرية بالبحرية الأمريكية. وفي عام 1997، أسس أول شركة تعهد أمني باسم "بلاك ووتر"، التي قاتلت إلى جنب القوات الأمريكية في عدد من المناطق التي غَزَتها، ووظفتها وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) في اغتيالات عابرة للحدود.

واشتهر مرتزقة "بلاك ووتر" بأداء أعمال وحشية وجرائم حرب بحق المدنيين. ومن بين أبرز هذه الجرائم، ما عرف بـ مذبحة ساحة السنوار" في العاصمة بغداد، عام 2007، إذ قتل مرتزقة الشركة بقتل 17 مدنيّاً عراقيّاً وجرح عشرات آخرين، ومن بين الضحايا كان رجل وزوجته وابنهما الصغير ذو التسع سنوات.

وبعد انتشار أخبار هذه الجرائم، غيّرت "بلاك ووتر" اسمها إلى "إكس إي سيرفيسز". وعادت في عام 2011، وغيرت اسمها مرة أخرى إلى "أكاديمي"، بعدما استحوذت عليها مجموعة شركات منافسة، ثم ضمت إلى مجموعة "كونستليس القابضة"، ولكن برينس كان قد استقال من رئاسة الشركة في عام 2009.

ومنذ أن ترك "بلاك ووتر"، قام برينس ببيع والترويج لسلسة الإمدادات الحربية الخاصة به في ما لا يقل عن 15 دولة. وأسس برينس مجموعة "فرونتيير سيرفس" للخدمات الأمنية ونقل الثروات والأموال.

لكن برينس استقال من رئاسة المجموعة بعد حديث عن علاقات مالية وسياسية مشبوهة بينه وبين الرئيس السابق دونالد ترمب. وحسب نيو يورك تايمز عمل برينس على التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح حملة ترمب، ونجح في توظيف عميل استخباراتي من أجل اختراق المؤتمر التمهيدي للديمقراطيين.

ما علاقة برينس بإسرائيل؟

تمتد علاقات المقاول الأمريكي إيريك برينس بإسرائيل إلى ما قبل الحرب الأخيرة، وتدخله لإقناع الحكومة الإسرائيلية بإغراق أنفاق غزة. وتتنوع هذه العلاقات ما بين علاقات مالية والسمسرة والوساطات الاستخباراتية والأمنية.

وفي عام 2014، عمل برينس في ترويج منتجات وخدمات المراقبة الاستخباراتية، إذ عرض على بعض زملائه في شركة "فرونتير سيرفس" برنامج تحديد الموقع الجغرافي للهواتف المحمولة، الذي قال إنه حصل على ترخيص له من شركة إسرائيلية.

وأدى برينس دور الوسيط لشركة الاستخبارات الإسرائيلية "Psy-Group"، المتخصصة في التلاعب بالانتخابات باستخدام حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، التي عملت على دعم حملة المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب عام 2016.

واشتغل برينس لصالح شركة "Carbyne" الاستخباراتية الأمريكية، التي جمعت نخبة من سماسرة السلطة وشخصيات استخباراتية من مناطق عديدة حول العالم، بما في ذلك روسيا والصين والولايات المتحدة، حسب تقرير سابق لـTRT World.

وحسب ذات التقرير، قدمت شركة "Carbyne" حلولاً عالية التقنية لمراكز الطوارئ، وكانت لديها إمكانية وصول غير مسبوق إلى المعلومات الشخصية لمستخدمي تطبيقاتها.

وجمعت شبكت العلاقات حول الشركة كلّاً من برينس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء السابق إيهود باراك. ويعد كل من باراك وبرينس أعضاء مؤسسين للشركة، ومثّل رئيس الوزراء الإسرائيلي دور منفذ الشركة إلى المخابرات الإسرائيلية.

وكشف تحقيق لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن المتعهد الأمني الأمريكي إيريك برينس تجمعه علاقات وطيدة بآري هارو، المدير السابق لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ اشترك الاثنان في عدد من الأعمال التجارية في إسرائيل.

وأضافت الصحيفة أن برينس يتمتع أيضاً بعلاقات طويلة الأمد مع الممول الإسرائيلي دوريان باراك، الشريك التجاري السابق لهارو. وحسبها، فقد حاول باراك إثارة اهتمام برينس بالاستثمار في مشروع للسكك الحديدية في إفريقيا، وفي استثمار مشترك مع الملياردير اليهودي فنسنت تشنغويز، كما كانا شريكين في شركة تعدين تدعى "ألوفر".

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: إغراق الأنفاق فی عام فی غزة

إقرأ أيضاً:

بعد “لام شمسية”.. أحمد السعدني يكشف تطور علاقته بابنه

متابعة بتجــرد: فى لقاء له ببرنامج et بالعربي، كشف الفنان أحمد السعدني عن مدى تأثره بقضية مسلسل “لام شمسية” الذي يناقش قضية التحرش بالأطفال، وعرض في رمضان المنقضي، وتداعيات هذه التجربة عليه مع أسرته وتحديدًا ابنه الأصغر ياسين.

قال السعدني: “وجدت هذا العمل فرصة لتعزيز التواصل مع ابنى ياسين من خلال القضايا المهمة التي يطرحها العمل”.

أضاف: “حرصت على مشاهدة الحلقة الأولى من المسلسل مع ابنى، مما أدى الى فتح باب النقاش حول العديد من القضايا الحساسة التي يتناولها العمل، مثل حماية الأطفال من التحرش”.

وأوضح: “استغللت الفرصة لتقديم التوعية اللازمة لابنى، وأهمية الحديث مع الأطفال حول مثل هذه الأمور لضمان فهمهم لها بشكل صحيح”.

وأكد السعدني أن ابنه ياسين حضر معه التصوير في إحدى المرات، وشارك في أحد المشاهد الى جانب مجموعة من الأطفال، وهو ما ساعده على فهم أجواء العمل الفني عن قرب، مضيفاً أن التجربة جعلته يدرك أهمية التواصل المستمر مع الأبناء والاستماع إليهم، مشددًا على أن “لام شمسية” لم يكن مجرد عمل فني بالنسبة له، بل تجربة شخصية أثرت فيه.

مسلسل “لام شمسية” يضم عددًا كبيرًا من الفنانين، من أبرزهم أمينة خليل، ياسمينا العبد، أحمد السعدني، يسرا اللوزي، محمد شاهين، أسيل عمران، صفاء الطوخي، ثراء جبيل، وغيرهم من الفنانين، وهو من تأليف مريم نعوم وإخراج كريم الشناوي، ويتكون من 15 حلقة، وتدور أحداثه في إطار تشويقي، حيث يناقش مجموعة من القضايا الاجتماعية الحساسة، من بينها العلاقات الزوجية غير الصحية، وأثرها السلبي على الأفراد والأسرة. كما يسلّط الضوء على قضية التحرش الجنسي بالأطفال، مؤكداً أهمية التوعية بهذه القضية رغم حساسيتها، لتفادي صراعات نفسية واجتماعية قد تهدد استقرار العائلات.

View this post on Instagram

A post shared by ET بالعربي (@etbilarabi)

main 2025-03-30Bitajarod

مقالات مشابهة

  • مرتزقة العدوان يعاودون اغلاق منفذ القصر الكمب
  • يرتدون الحلق والزمام .. كيكل يكشف هوية سارقي منازل المواطنين
  • اليمن وغزة في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني
  • الداخلية تحبط محاولات إغراق البلاد بـ 100 مليون قطعة ألعاب نارية| صور
  • وزير الدفاع الأمريكي يعلن بدء المرحلة الأولى من تطوير القيادة الأمريكية في اليابان
  • جامعة هارفارد الأمريكية تقيل مسؤولاً بسبب مواقفه الرافضة لحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة
  • قيادي في حماس: تصريحات نتنياهو تثبت المخطط الأمريكي الصهيوني للتهجير
  • بعد “لام شمسية”.. أحمد السعدني يكشف تطور علاقته بابنه
  • مسلسل وتقابل حبيب الحلقة 29.. «كريم فهمي يكشف لشقيقه علاقته بـ ليل»
  • حسن مالك يواجه مصيره مع نهاية أحداث منتهي الصلاحية