صورة بانورامية على منطقة الخليج عشية العام الجديد
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
يوشك عام ٢٠٢٣ أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد الكثير من الأحداث الدراماتيكية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط والتي سيكون لها تأثيرات كبيرة على مجريات الأحداث في العام القادم ٢٠٢٤ سواء على منطقة الخليج العربي أو العالم.
وفي ضوء المعطيات السياسية والاقتصادية والعسكرية فإن دول مجلس التعاون الخليجي تقع في مشهد جيواستراتيجي متغير في اتجاهات مختلفة.
ستكون حرب غزة أحد أكثر الأحداث تأثيرا على منطقة الخليج العربي سواء من الناحية السياسية أو من الناحية الاقتصادية.. فرغم العلاقات الاستراتيجية بين دول الخليج وأمريكا التي يتوقع أن تستمر على حالها من الناحية الاستراتيجية خلال العام القادم، ولسنوات طويلة قادمة إلا أن الخطاب الشعبي الذي يُحمّل أمريكا مسؤولية الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في غزة قد يؤثر، ولو بشكل طفيف، على مسارات الخطاب السياسي؛ ولذلك لا يتوقع أن تحقق استراتيجية التطبيع مع إسرائيل التي تقودها أمريكا أي تقدم في العام القادم، دون أن يتأثر بشكل حقيقي ما أنجز منها.. وستعمل أمريكا على التأكيد لحلفائها في الخليج أن العلاقات الاستراتيجية بينها وبين المنطقة ما زالت على حالها ولن تسمح لأطراف أخرى أن تملأ المكان.. ورغم الحضور العسكري الكثيف لأمريكا في الوقت الحالي إلا أنه سيبقى مرحليا ومرتبطا بالأحداث في غزة والتحولات التي تحدث في البحر الأحمر دون أن ينتقل اهتمام أمريكا الأساسي من منطقة الإندو ـ باسيفيك التي تحظى بالأهمية الاستراتيجية الأولى بالنسبة لأمريكا على المدى البعيد.
وفي الجانب الاقتصادي فإن دول الخليج العربي في انتظار تحقيق نمو اقتصادي متنامٍ خلال العام القادم يقدر بحوالي ٣.٦٪ وفق تقديرات صندوق النقد الدولي، ويرتكز هذا النمو على جهود التنويع وانتعاش الطلب العالمي على النفط، والذي من المتوقع أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط.
وستبقى المملكة العربية السعودية بشكل خاص ودول الخليج العربي بشكل عام خلال العام القادم مؤثرة بشكل أساسي على مسار أسعار النفط عبر مركزية القرار السعودي في تجمع «أوبك+» لكن سيبقى الأمر في حدود إحداث توازن في السوق.
وتشير المعطيات السياسية والاقتصادية إلى أن العلاقات الخليجية الصينية ستبقى في تنامٍ مستمر خلال العام القادم خاصة في المجال الاقتصادي، وستبقى الصين أحد أهم المستوردين للنفط الخليجي وخاصة من سلطنة عمان، ولذلك سيكون دور الصين أساسيا في النمو الاقتصادي الخليجي.
أمّا العلاقات الخليجية الإيرانية فمن المتوقع أن تشهد تناميا خلال العام القادم سيما في الجوانب السياسية مدعومة بتطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران.. على أن هذا الأمر سيبقى مرهونا بالتحولات السياسية والعسكرية التي تشهدها المنطقة.. لكن سيبقى الأمر دون تحولات حادة صعودا أو هبوطا.
ورغم كل ذلك فإن منطقة الخليج العربي شديدة الحساسية بالصراعات التي تحيط بها، فهي متأثرة بالصراع في غزة سواء من حيث إن أغلب دول الخليج تتعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية عربية مركزية أو من حيث علاقاتها بالأطراف الفاعلة في الصراع بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر.. كذلك هي متأثرة بشكل كبير جدا وجوهري بالخلاف الكبير بين أمريكا وإيران حول الملف النووي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: خلال العام القادم الخلیج العربی منطقة الخلیج دول الخلیج
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يثمن الطفرة التي تشهدها العلاقات المصرية الإيرلندية
استقبل الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، اليوم الأربعاء 9 إبريل وزير الدولة المعنى بالهجرة بوزارة العدل الإيرلندية «كولم أيون بروفى»، وذلك على هامش المؤتمر الوزاري لعملية الخرطوم.
وثمن وزير الخارجية الطفرة التي تشهدها العلاقات المصرية الإيرلندية وأهمية البناء على مخرجات الزيارة الرئاسية الناجحة لإيرلندا في ديسمبر 2024، والعمل على مواصلة الزيارات واللقاءات المتبادلة بين مسئولي البلدين لمواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.
وأعرب وزير الخارجية عن التطلع للمضي قدماً للتوقيع علي مذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين في مجال التدريب المهني والتوظيف وانتقال العمالة المصرية الماهرة لأيرلندا.
وأشار إلى أن ذلك سيسهم في وصول العمالة المصرية للسوق الايرلندي بصورة شرعية، مستعرضاً في هذا السياق الجهود التي تبذلها مصر للتصدي للهجرة غير الشرعية، ومعرباً عن التطلع لقيام ايرلندا بتقديم الدعم من خلال برامج للتدريب والتأهيل المهني للعمالة المصرية.
اقرأ أيضاًبدر عبد العاطي يترأس اجتماعاً استعداداً لاستضافة الاجتماع الوزاري الثاني لعملية الخرطوم
بدر عبد العاطي يثمن لنائب برلمان وزير خارجية اليابان التعاون المشترك بين الدولتين
بدر عبد العاطي يلتقي وزيرة الدولة للتنمية بوزارة خارجية بريطانيا