قضايا وآراء في الصحافة العالمية
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
العمانية: تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بحاجة قارة إفريقيا إلى طفرة في ريادة الأعمال والتصدي للأخبار المزيفة. فنشرت مؤسسة «بروجيكت سينديكيت» مقالا بعنوان «قارة إفريقيا بحاجة إلى طفرة في ريادة الأعمال» بقلم الكاتب «هيبوليت فوفاك» وهو خبير اقتصادي سابق في البنك الدولي، وباحث مشارك في مركز الدراسات الإفريقية بجامعة هارفارد الأمريكية.
وأشار إلى أن اعتماد القارة الإفريقية على الاستيراد في المقام الأول يعزى إلى ندرة رواد الأعمال الصناعيين الأفارقة، كما أن النمو السكاني المتوقع في إفريقيا وازدهار الطبقة المتوسطة يشير إلى أن هذا الاعتماد لن ينمو إلا في الأمد المتوسط، مع ما يصاحب ذلك من عواقب كبيرة على استقرار الاقتصاد الكلي.
وأوضح أن المشكلة لا تكمن في نمو الواردات المستدام في حد ذاته، وخاصة عندما يؤدي صعود سلاسل القيمة العالمية وزيادة تجزئة الإنتاج إلى تقليص قوة الصادرات بصفتها محركا للطلب في الأمد القريب. وذكر الكاتب أن القضية الرئيسة تتلخص في أن البلدان الإفريقية تشارك في سلاسل القيمة العالمية إلى حد كبير من خلال أنشطة متخلفة إلى حد ما، وتصدير الموارد الطبيعية والسلع الأولية واستيراد السلع المصنعة، الأمر الذي يمثل خللًا في التوازن ويتسبب في استنزاف الثروة بعيدا عن القارة الإفريقية.
علاوة على ذلك، ذكر الكاتب أنه في عصر العولمة المفرطة حيث تمثل السلع الوسيطة 50% من التجارة العالمية، أدى المستوى العالي لمشاركة البلدان الإفريقية في سلاسل القيمة العالمية إلى تقويض احتمالات التحول الهيكلي وتقليص حصة القارة من التجارة العالمية إلى حوالي 3%.
ورغم الإشارة إلى محدودية فرص الحصول على التمويل باعتبارها عائقا ملزما أمام التنمية الاقتصادية في قارة إفريقيا، فماذا لو كان العجز المزمن لدى رواد الأعمال مقيدا بنفس القدر؟ ففي نهاية المطاف، أصبحت ريادة الأعمال، التي تعمل على تحسين القدرة التنافسية وكفاءة الأعمال من أجل خفض الأسعار بالنسبة للمستهلكين، محركا رئيسا للإبداع والنمو في العديد من البلدان في العقود الأخيرة. وأضاف أن قارة إفريقيا تتخلف في هذا المجال؛ ففي الإصدار الأخير من مجلة «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت» لأفضل البلدان في ريادة الأعمال، جاءت جنوب إفريقيا، الدولة الأعلى تصنيفا في القارة، والمركز الرابع والأربعين عالميًّا. وقال الكاتب في ختام مقاله: إن من شأن زيادة ريادة الأعمال في القارة الإفريقية أن تعمل على توليد الثروة بشكل أكثر استدامة، وتوسيع فرص العمل، والحد من تدفقات الهجرة، وفي العديد من البلدان الإفريقية يستطيع أصحاب المشروعات الصناعية بشكل خاص أن يساعدوا في تنويع مصادر النمو، وتحسين توازن الحساب الجاري، وتوسيع القاعدة الضريبية وهذا بدوره من شأنه أن يؤدي إلى توسيع الحيز المالي المتاح للبلدان، وتحسين القدرة على تحمل الديون، وتخفيف القيود المرتبطة بندرة رأس المال تدريجيًّا».
من جانبها، نشرت صحيفة «ميل آند جارديان» التي تصدر في جنوب إفريقيا مقالا بعنوان «التصدي للأخبار المزيفة في قارة إفريقيا» بقلم الكاتبة «ريثابيل تسيبي» وهي كاتبة محتوى وباحثة. استهلت الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أن الفرصة أتيحت لها خلال مشاركتها في أحد الملتقيات العالمية بالالتقاء بالعديد من المؤثرين في مجال التكنولوجيا البارزين والأكاديميين والصحفيين ورواد الأعمال وممثلي وسائل الإعلام ومتخصصي الواقع المعزز. وأضافت أن ذلك الملتقى ضم أكثر من 120 من المهنيين الطموحين للتواصل حول أفضل السبل لإيجاد حلول للتحديات الرقمية المعقدة التي تواجهها قارة إفريقيا.
وأوضحت أن بعض التحديات والفرص التي تمت مشاركتها ومناقشتها شملت الجرائم السيبرانية ومخاطر الأمن السيبراني، والمعلومات المضللة والتحقق من الحقائق، ومكافحة الأخبار المزيفة. وترى الكاتبة أن القارة الإفريقية تزخر بالعديد من المبدعين والأذكياء ذوي المهارة الذي يقومون بدور كبير في المجال الرقمي المتعلق بالتحقق من صحة الأخبار و«مقاطع الفيديو» والقصص التي يتم نشرها، خصوصا تلك التي التي تتم مشاركتها على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة. وحذرت من أن قدرة مشاركة المعلومات بكل سهولة زادت من إمكانية انتشار المعلومات المضللة والخاطئة، وما يزيد من تعقيد هذه المشكلة هي احتمالية تدخل منظمات مختلفة في تمويل مثل هذه المجالات.
وترى الكاتبة أن هناك العديد من المعلومات المضللة التي تؤدي لتزايد المخاوف لدى الناس مثل نظريات المؤامرة التي لا تكون مبنية على دلائل فعلية، وقد تؤدي مثل هذه المعلومات إلى قيام بعض الناس ببيع ممتلكاتهم أو القيام بأفعال أخرى قد تضرهم. ونوهت إلى معدل انتشار الأخبار المزيفة الذي من المرجح أنه مستمر في الارتفاع لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي التي غيرت من المعادلة. واستطردت القول: إن الافتراض المحتمل من هذه الأفعال هو أن الذين يقومون بتضليل الناس يهدفون للقيام بذلك كوسيلة للانتقام، وقد تكون خلف هذه الممارسات أهداف تستفيد من إيقاع الخوف في قلوب الناس، وهو ما يعني أن هنالك احتمالية أن تكون عمليات نشر المعلومات المضللة عمدًا، أمرًا مرتبطًا باضطرابات الصحة العقلية. وفي هذا الصدد، تعتقد الكاتبة بأن الطريقة التقليدية لسرد القصص يمكنها أن تسهم في القضاء على التحيز وأن تكون حلاً لهذه المشكلة. واختتمت الكاتبة مقالها بالتأكيد على أن السرد التقليدي والفن كلها أمور يمكن توظيفها بصفتها حلا مبتكرا وغير مستغل لمواجهة بعض التحديات الاجتماعية والأخبار المزيفة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: البلدان الإفریقیة المعلومات المضللة القارة الإفریقیة ریادة الأعمال قارة إفریقیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
بن حبتور: الراحل حسن عبد الوارث كان شخصية استثنائية حمل أوجاع المجتمع وطموحاته
شارك عضو المجلس السياسي الأعلى، الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور، اليوم، في أربعينية تأبين الأديب والصحفي البارز حسن عبد الوارث، رئيس تحرير صحيفة الوحدة، التي أحياها منتدى الحداثة والتنوير الثقافي وأسرة الفقيد.
وألقى عضو المجلس السياسي الأعلى، كلمة عبر فيها عن الشكر لكافة المفكرين والمثقفين والإعلاميين وكافة الحضور الذين اجتمعوا اليوم لتأبين الشاعر والأديب والكاتب حسن عبدالوارث.
وأشار إلى أن هذا الحضور اللافت يعبر عن حالة الاعتزاز بهذه الشخصية التي جمعت هذه الكوكبة من مثقفي اليمن، والذي كان دوما منتميا إلى هذا الوطن.
و قال: “سعداء في لحظة حزن، لأن الوفاء ما زال قائمًا في أوساط الناس في ظل الظرف الصعب الذي يمر به الوطن نتاج تسع سنوات ونيف من العدوان والحصار” .. مؤكدًا أن الفقيد كان شخصية استثنائية في عالم الصحافة والأدب والنقد البناء وحرية الفكر وجزء من هذا المجتمع المعقد الذي يعيش الجميع فيه بأوجاعه وطموحاته وأحلامه.
ولفت الدكتور بن حبتور إلى أن الجميع يعيش في لحظة تاريخية في ظل العدوان الذي يفرض نفسه اليوم في حياتنا من خلال مختلف المظاهر التي نعيشها كنتيجة لتداعياته وآثاره.
وأكد أن صاحب الفكر المستنير غالب كونه هو واسع في رؤيته لقضايا وطنه ومجتمعه، كما أن تفاعله معها يكون من منظور أوسع من الشخصنة والتأثيرات السياسية والمجتمعية، مشيرًا إلى أنه مع تقدم العمر تنضج الفكرة والرؤية ويصبح المرء أكثر واقعية وحكمة في نظرته لمختلف القضايا.
وأوضح أن تقييم تجربة الماضي أمر ممكن لاستخلاص أفضل ما فيها وحتى لا نظل نكرر التجارب الخاطئة في واقعنا اليوم وفي المستقبل.
ومضى بن حبتور قائلا ” قضية الوفاء هي من العملات النادرة وينبغي أن ننميها فيما بينا، والوفاء لحسن عبدالوارث هو أن نجمع أعماله ومقالاته وشعره لكي يتم طباعتها ولكي يظل حاضرا ومخلدا في الذاكرة الثقافية للأمة”.
وبين عضو المجلس السياسي الأعلى، أن صنعاء مكان آمن للفكرة الجميلة وفيها مساحة للتنوع والتقاء مختلف أطياف المجتمع والمشارب السياسية والثقافية وتلاقح الفكر، سائلا الله الرحمة والغفران للفقيد عبدالوارث.
كما ألقيت كلمات وشهادات عن الراحل من كل من: عبدالباري طاهر، هدى أبلان، نور باعباد، ياسين المسعودي، عبدالرحمن مراد، طارق سلام، وابتسام المتوكل، أكدت خصوصية تجربة الراحل على صعيدي علاقته الإبداعية بالصحافة والأدب والكتابة عمومًا، علاوة على تجربته الإنسانية والوطنية، وعلاقته باليمن كوعي ثقافي وطني خالص وصادق ونبيل.
ونوهت الكلمات والشهادات بما كان يتمتع به حسن عبدالوارث من سمات وسجايا عززت من مكانته ورصعت عناوين حياته بحروف ومعان من نور وبهاء؛ وهي العناوين التي عكست مدى تلازم الإنسانية والابداعية في تجربة الأسماء العظيمة في حياتنا العامة.
واستعرضت بعضًا من محطات حياته، وما تميزت به تجربته الصحافية، وما حققه خلالها من نجاح وتميز، أصبحت من خلالها هذه التجربة منعطفًا هاما من منعطفات الصحافة اليمنية، متوقفة أمام بعض سمات تجربته مع الكتابة، وتحديدا كتابة العمود، وما كان يتميز به عموده من جزالة وتكثيف وخصوصية، برز من خلالها جسن عبدالوارث من أهم كتاب العمود الصحفي في اليمن.
وتطرقت الكلمات والشهادات إلى تجربة حسن عبدالوارث الأدبية وتحديدًا في علاقته مع الشعر، وما كان يتميز به في علاقته بالناس والاقتراب من المجتمع، والتعبير عنه من خلال صور صادقة ونبيلة وعلى قدر من الاختلاف والخصوصية ، تصبح من خلالها حياة الراحل فصلًا مضيئا من فصول الصحافة والأدب في اليمن، ودرسًا من دروس الوطنية والانسانية.