«جيروزاليم بوست»: إسرائيل تواجه أزمة ديبلوماسية كبيرة
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
يواجه الاحتلال الإسرائيلي أزمة ديبلوماسية كبرى في الوقت الحالي، على نحو ما ذهبت إليه عضوة الكنيست السابقة والباحثة الأكاديمية سوزان هاتيس رولف.
وقالت سوزان في مقالها بصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، إن الأمم المتحدة رفضت إدانة حماس، موضحة أن جزءاً من المشكلة يكمن في أن العديد من الدول والمنظمات والأفراد يصدقون حماس عندما تنكر «الفظائع التي تقول إسرائيل إن الحركة ارتكبتها».
«القناة 12 الإسرائيلية»: إقالة قائد الكتيبة 51 من لواء غولاني بعد تعريضه جنوداً للخطر في الشجاعية منذ 20 دقيقة ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 20674 شهيداً منذ ساعة
واعتبرت أن هذا الموقف يمثل مشكلة ديبلوماسية كبرى بالنسبة لإسرائيل، نظرا لأنه حتى داخل إسرائيل هناك عرب إسرائيليون، مثل عضوة الكنيست إيمان خطيب ياسين، أنكروا كل الفظائع المزعومة، أو على الأقل جزءاً منها.
وطالبت العضوة السابقة في الكنيست بأن تحمي إسرائيل المدنيين في غزة، معربة عن أملها في أن تهدأ المشاعر قليلا بعد انتهاء الحرب، مشيرة إلى أن «20 في المئة من سكان إسرائيل من العرب، و40 في المئة من سكان القدس من العرب، في حين أن ما يقرب من 50 في المئة من سكان إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة هم من الفلسطينيين. بطريقة ما، سيتعين علينا إعادة خلق نوع من التسوية المؤقتة الجديدة مع السكان العرب. لكن ذلك لن يكون سهلا».
المصدر: الراي
إقرأ أيضاً:
لماذا يكره العرب إسرائيل؟!
د. عبدالله الأشعل **
هذا السؤال تردد كثيرًا في إسرائيل وأمريكا: لماذا يكرهوننا؟ وبعد ملحمة غزة وتوحُّش إسرائيل ومُساندة أمريكا لإسرائيل في جرائمها، آن الآوان لكي يعرفوا بالتفصيل أسباب كراهيتنا لهم وهذه الأسباب هي:
أولًا: أن إسرائيل خدعت العالم والعرب طويلاً بأنَّ الصهاينة فيها يهود وطبيعي أن الكتب المقدسة مقدسة عند المُسلمين .
ثانيًا: أن إسرائيل تقوم بإبادة العرب والفلسطينيين بانتقام ولذلك أي عربي يكره إسرائيل وأمريكا حتى أولئك المقيمين في الغرب لأنهم ينتمون إلى نفس العرق ونفس الثقافة وأنهم أمة عربية واحدة.
ثالثًا: أن إسرائيل صهيونية ومرتبكة بين اليهودية والصهيونية وهذا الارتباك أحدث أزمة داخلية وخارجية في إسرائيل.
رابعًا: أن إسرائيل تريد كل فلسطين وتريد الأراضى العربية لإقامة إسرائيل الكبرى كما وعدهم ترامب والصهاينة جاءوا إلى فلسطين وسوقوا مجموعة من الأكاذيب من ناحية هم لصوص تابعين للمشروع الصهيوني ومن ناحية أخرى هم قتلة ولذلك خدعوا المجتمع الدولي وساعدتهم بريطانيا على ذلك من خلال مقالات أوضحنا فيها هذه الحقائق.
خامسًا: أن جوهر العلاقة بين أمريكا وإسرائيل أمران؛ الأمر الأول هو أن الأمريكيين أبادوا سكان البلاد الاصليين في أمريكا الشمالية، وأن الصهاينة تساعدهم أمريكا في إبادة العرب سكان البلاد الأصليين في فلسطين، فإذا كانت أمريكا قضت على سكان البلاد الأصليين، فإن إسرائيل لن تتمكن من ذلك بسبب تطور الوعي العالمي والإقليمي والتطور التكنولوجي. وعلى سبيل المثال فإن الأمريكيين أبادوا سكان البلاد الأصليين سرًا دون أن يعرف أحد، بينما إسرائيل تبيد سكان فلسطين تحت سمع وبصر العالم كله، كما إن الجنود الصهاينة بسبب انحياز الغرب لإسرائيل سجلوا جرائمهم على وسائل التواصل الاجتماعى ويفخرون بجرائمهم ويعتبرونها بطولة فلايمكن للمنطقة أن تقبل الصهاينة بعد اليوم ولا بُد أن يفيق العالم العربى من غفوته وأن الشعوب أدركت أبعاد اللعبة.
سادسًا: أن المصريين بالذات عانوا من جرائم إسرائيل كما إن فلسطين تعد البوابة الأمامية للأمن المصري ولا بُد أن تتصرف حكومات القاهرة مع إسرائيل على هذا الأساس، بقطع النظر عن المزايا الشخصية التي تلوح بها أمريكا لبعض الحكام.
سابعًا: أن إسرائيل والصهيونية العالمية تريد أن تحُل هوية المنطقة الصهيونية محل الهوية العربية الإسلامية، وأن الأمة العربية حقيقة صمدت لكل المؤامرات، ولا بُد أن تنتصر في معركتها ضد الهوية الصهيونية، ويُعبَّر عنها بـ"الشرق الأوسط الجديد" في مواجهة كل ما هو عربي، خاصة مؤسسات العمل العربي المشترك؛ ولذلك فإن قرار الجامعة العربية- في وقت سابق- بوصم بعض أطراف المقاومة ضد إسرائيل بالإرهاب مثّل كبوةً وعدم مناسبتها للروح العربية.
ثامنًا: أن إسرائيل والولايات المتحدة أفسدتا العلاقة بين الحاكم والمحكوم في المنطقة العربية، كما إن إسرائيل وأمريكا سعيتا إلى إحباط الثورات العربية ضد بعض الحكام.
تاسعًا: لأن إسرائيل تسببت في جميع المآسي العربية وتُخطِّط لإنهاء دور مصر ووجودها على الخريطة، ويُطلقون مزاعم كاذبة للاستيلاء على مصر!
عاشرًا: تعاون إسرائيل وأمريكا على نهب الموارد العربية وخلق عدو وهمي يزعمون أنهم يحمون الخليج منه تارة، كان جمال عبدالناصر وتارة أخرى كان صدام حسين وتارة ثالثة كانت إيران!
حادى عشر: أن إسرائيل تريد ارتكاب أم الجرائم وهي التخلص من المقاومة العربية لإسرائيل؛ لأن هذه المقاومة تعبيرٌ عن رفض العالم العربي للصهاينة، كما إنها أداة مهمة لتقرير مصير العالم العربي، وإسرائيل هي المسؤولة عن عدم تعاون بعض الحكام مع المقاومة والتصرف وفق موجبات العروبة، ولذلك فإن تفكيك إسرائيل والقضاء على الظاهرة الإسرائيلية يُغيِّر قواعد العلاقات الدولية على الأقل في المنطقة العربية.
قد يقول قائل إنَّ المنطقة تتعرض لصراع محتدم بين مشروعات ثلاثة، كل منها يريد أن يحصل على جثة العالم العربي، بعد اضطرار مصر إلى التخلي عن دورها في قيادة المنطقة العربية أيام الرئيس أنور السادات، وهذه بداية ثمار عدوان 1967، الذي أحدث نتائج واسعة؛ أهمها: تحويل الدور المصري من صخرة ضد المشروع الصهيوني إلى مُسالِم أمام تمدُّد هذا المشروع، وهذه السياسة تُناقِض جوهر نظرية الأمن المصري؛ سواء فهم حكام مصر هذه الحقيقة أم غفلوا عنها. وقد يقول قائل إن إزالة إسرائيل سوف تُمكِّن المشروعين الإيراني والتركي من السيطرة على المنطقة، ولكنى أقول إنَّ جوهر المشكلة يكمُن في غياب المشروع العربي، ولا بُد أن يتركَّز الجهد العربي على بناء مشروع عربي يُنافس المشروع التركي أو المشروع الإيراني، أو يتعاون معهما، ولذلك نؤكد أن زوال إسرائيل يفتح الباب أمام ميلاد المشروع العربي.
** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا
رابط مختصر