قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني الذي بدأ منذ ثمانية أشهر، يحتدم كل يوم بشكل أكبر دون أن تلوح له نهاية في الأفق، وفي الوقت نفسه لم يتم تقديم المساعدات الكافية كما يُحتم الوضع.

ويعود ذلك وفق الصحيفة جزئيا إلي أنه بعد ستة أشهر من بدء القتال في السودان، بدأت إسرائيل حربها على قطاع غزة.



وبحسب الغارديان، فقد توجه العديد من النازحين من الخرطوم إلى مدينة ود مدني، ثاني أكبر مدينة في السودان، ويفرون الآن مرة أخرى بعد أن اقتحمتها قوات الدعم السريع قبل أيام قليلة. كما استؤنفت الاشتباكات في الفاشر، آخر مدينة كبرى في دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش.

وأكدت الصحيفة أن المنظمات الإنسانية الدولية وكذلك المغتربين ينادون بأن احتياجات السودان تتنافس مع الأزمات في غزة وأوكرانيا، حيث سيدخل الغزو الروسي قريباً عامه الثالث.



وقالت الأمم المتحدة إنها تلقت من المانحين 39 بالمئة فقط من مبلغ 2.6 مليار دولار الذي تحتاجه للاستجابة لأزمة السودان، ويأتي حوالي نصف هذه الأموال من الولايات المتحدة. 

ومن بين الدول الغربية، يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها تأخذ زمام المبادرة في محاولة التوسط بين الأطراف المتحاربة، على الرغم من التقارير التي تفيد بأن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، بحسب الصحيفة.

ولم يتم تمويل سوى ثلث ما طالبت به الأمم المتحدة لعام 2023 من أجل السودان، وبالمثل جاءت الاستجابة لنداءات المنظمة من أجل أزمات مماثلة باستثناء أوكرانيا التي بلغت الاستجابة بشأنها 56 بالمئة من التمويل المطلوب، بحسب لوكالة "رويترز".

وتطلب الأمم المتحدة أربعة مليارات دولار للعام المقبل لتلبية احتياجات المتضررين من الحرب داخل السودان وخارجه.

وبينت الصحيفة أن البيت الأبيض يجري مفاوضات مطولة مع الكونغرس بشأن الموافقة على المساعدات العسكرية لكل من إسرائيل وأوكرانيا، لكن رغم تفكك السودان خلال الأشهر الثمانية الماضية، لم يعين الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مبعوثا خاصا للبلاد، كما فعل أسلافه.

وتابعت أنه خلال الأسبوع الماضي، اقترح كبار المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين في لجنتي مجلسي النواب والشيوخ الذين يتعاملون مع الشؤون الخارجية قرارات تدعو إدارة بايدن إلى تعيين مبعوث خاص إلى السودان، ومعاقبة الأطراف المتحاربة والتحقيق في الفظائع التي ارتكبت.

وقال كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، جيم ريش: "رغم التركيز العالمي على الأزمات في أوروبا والشرق الأوسط، فإن الوضع المزري في السودان، الذي يتسم بالمعاناة الشديدة والدمار واسع النطاق والجرائم المروعة، لا يجب التغاضي عنه".



وأوضحت الصحيفة أنه بعيدا عن محاصرة المدنيين وتدمير البنية التحتية في بلد يعاني بالفعل من ارتفاع معدلات الفقر، اتهم المراقبون الدوليون كلا الجانبين بارتكاب جرائم حرب.

وتظهر الأدلة أيضا أن قوات الدعم السريع وحلفائها ارتكبوا مذبحة ضد أفراد من مجموعة عرقية أفريقية في غرب دارفور، ما قد يكرر الإبادة الجماعية التي وقعت هناك قبل عقدين من الزمن.

ووفقا للصحيفة، فر سبعة ملايين شخص من منازلهم بسبب القتال الذي بدأ في أبريل، وفقا للأمم المتحدة.

ويقدر مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها، وهي مجموعة لرسم خرائط الأزمات مقرها ويسكونسن، أن 12190 شخصا قتلوا، بحسب الصحيفة.

وأردفت أن ذلك من المحتمل أن يكون أقل من العدد الحقيقي نظرا لأن العديد من المناطق التي يدور فيها القتال لا يمكن للمراقبين المستقلين الوصول إليها.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن المناطق التي مزقتها الحرب قد تواجه "مجاعة كارثية"، بحلول أيار/مايو المقبل، ما لم يتم وصول المزيد من المساعدات الغذائية.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 30 مليون شخص، أي ما يقرب من ثلثي السكان، يحتاجون للمساعدة في السودان، وهو مثلي العدد قبل اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل، وفقا لوكالة "رويترز".



ويذكر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة، أن نحو 18 مليون شخص يحتاجون بشكل عاجل إلى مساعدات إنسانية غذائية، وهو أعلى رقم مسجل لموسم الحصاد الأكثر وفرة في البلاد.

ويتمركز أولئك في العاصمة الخرطوم، حيث يواجه أكثر من نصفهم انعداما حادا للأمن الغذائي، وفي المدن والبلدات المكتظة التي شهدت قتالا في إقليمي دارفور وكردفان.

وتعلن الحكومات حالة المجاعة عندما يكون 20 بالمئة من الأُسر في منطقة جغرافية معينة في مرحلة كارثية. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الدعم السريع السوداني الجيش الحرب مجاعة السودان انتهاكات الجيش مجاعة نزوح صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

اشتباكات بين الجيش و الدعم السريع داخل مدينة النهود غربي السودان

 

اندلعت صباح اليوم الخميس اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني و القوات المساندة له ضد قوات الدعم السريع في مدينة النهود بولاية غرب كردفان.

التغيير ـــ النهود

وأفاد مصدر خاص لـ «التغيير» أن قوات الدعم السريع   سيطرت على أجزاء واسعة من المدينة عقب انسحاب الجيش السوداني إلى منطقتي عيال بخيت شمال غرب النهود وود بندة جنوبها.

وأشار المصدر إلى أن الدعم السريع فرض سيطرته على عدد من المواقع الحيوية من بينها بنك الخرطوم، مبنى المحلية أمانة الحكومة ومقر إمارة «المستنفرين» الذين يقاتلون إلى جانب القوات المسلحة.

وفي الوقت ذاته بثت حسابات تابعة لعناصر من الدعم السريع مقاطع فيديو تظهر  توغل داخل المدينة بعد مواجهات مع الجيش والقوات المساندة له.

ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من القوات المسلحة السودانية بشأن الوضع في النهود.

وكان والي غرب كردفان المكلف محمد آدم قد صرح في وقت سابق بأن مدينة النهود «عصية على الدعم السريع» مشددا على أن جميع مكونات المجتمع المحلي تواثقت على الدفاع عنها .

و يذكر أن الهجوم الأخير شنته قوات الدعم السريع من ثلاثة محاور رئيسية هي الجنوب، الشمال والغرب، في محاولة للسيطرة الكاملة على المدينة.

الوسومالجيش الدعم السريع المستنفرين غرب كردفان مدينة النهود

مقالات مشابهة

  • مفوض حقوق الإنسان: الرعب الذي يتكشف في السودان لا حدود له
  • السودان.. "الدعم السريع" يسيطر على مدينة استراتيجية بكردفان
  • اشتباكات بين الجيش و الدعم السريع داخل مدينة النهود غربي السودان
  • مصدر عسكري: قوات الدعم السريع تقصف القصر الجمهوري في الخرطوم بمدفعية بعيدة المدى
  • ???? من أشعل الحرب في السودان ؟ الجيش السوداني أم الدعم السريع؟
  • القوة المشتركة: عازمون على القتال للقضاء على آخر مليشي ومرتزق في أرض السودان
  • السودان يطالب الصين بتوضيح حول كيفية حصول قوات الدعم السريع على مسيرات صينية
  • تحقيق أممي في وصول صواريخ تملكها الإمارات إلى الدعم السريع
  • الجيش السوداني: سقوط 41 مدنيا وإصابة عشرات بقصف مدفعي للدعم السريع في الفاشر
  • السودان.. 20 قتيلًا في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم "أبو شوك"