"لم ينته الأمر بعد" بهذه الكلمات علق النائب في البرلمان الفرنسي مائير حبيب على تنديد رئيس لجنة المالية في البرلمان إريك كوكرال بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وهو الأمر الذي أثار غضب برلمانيين طالبوا بمعاقبته.

وحبيب نائب فرنسي إسرائيلي يُعرف بصوت إسرائيل داخل فرنسا، وهي صفة أطلقها الإعلام الفرنسي عليه، بسبب علاقتهِ الوطيدة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وهو يُعد شخصية مثيرة للجدل في فرنسا، حيث تصدر عناوين الصحف هذا الأسبوع بعد مقاطعته لمداخلة رئيس لجنة المالية إريك كوكرال النائب عن حركة "فرنسا الأبية" حين ندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وقتل آلاف الفلسطينيين في غزة، حيث قال مائير "ولم ينته الأمر بعد".

ورفع بعد ذلك 39 نائباً من "فرنسا الأبية" لائحة إلى رئيسة البرلمان يائيل بيفيه، من أجل مباشرة إجراءات لمعاقبة حبيب، بتهم تمجيد وتبرير جرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة، لكن بيفيه رفضت رفع الحصانة عن النائب.

وبررت رئيسة البرلمان رفضها اتخاذ إجراءات عقابية بشأن حبيب بقولها "اللائحة التي قدمها نواب من فرنسا الأبية وتحالف اليسار لرفع الحصانة عن النائب غير قانونية، لأن الوحيد القادر على تحريك دعوى لرفع الحصانة هو النائب العام".

في المقابل، علقت النائبة عن "فرنسا الأبية" فرانشيسكا باسكويني، عبر حسابها على منصة إكس، بتغريدة كتبت فيها "رئيسة البرلمان لم تكن دقيقة خلال ردها على اللائحة، ولم تقم بإدانة التصريحات المشينة وغير المقبولة لمائير حبيب".

وكانت رئيسة البرلمان قد فرضت قبل أيام عقوبات على نواب من "فرنسا الأبية" احتجوا على قانون الهجرة الجديد برفع لافتات، وتمت معاقبة النائب عن الحزب ذاته أنطوني ليامون، بسبب وصفه نواب حزب التجمع الوطني بالنازيين.

ازدواجية معايير صادمة

وحظي رفض رئيسة البرلمان معاقبة النائب بتفاعل واسع رصد برنامج شبكات (25/12/2023) جانبا منه، ومن ذلك ما كتبه الصحفي نيلز ويلك "حجتها تتعارض مع العقوبة المتخذة ضد النائب توماس بورت بفضل حيلة إجرائية كان من الممكن تطبيقها على حبيب.. ازدواجية المعايير صادمة".

بينما غرد النائب عن "فرنسا الأبية" توماس بورت بالقول "المؤيدون غير المشروطين لمجرمي الحرب الإسرائيليين يحمون بعضهم البعض، وهنا يستطيع عضو البرلمان أن يبرر بهدوء جرائم الحرب. يا للعار".

أما عز الدين طايبي، وهو عمدة مدينة ستان، فقال "رئيسة البرلمان تسارع لإنقاذ الجندي حبيب.. ولكن إلى متى سيُفلت هذا المتطرف من العقاب؟ "لم ينته بعد!": مائير ينجو من رفع الحصانة النيابية بعد تبريره جرائم الحرب".

وكتبت رينا "هذا الرجل ندفع له أموالنا ليتحدث باسم الصهاينة تحت قبة البرلمان، يا له من عار حقيقي، لم يفتح فمه للحديث عن الفظائع الإسرائيلية لكنه لا يتردد في اتهام زملائه بالإرهاب".

ورد النائب على المطالبات بفرض عقوبات عليه بقوله "أصر على قولي: لم ينتهِ الأمر! ستقضي إسرائيل على حماس، وأنا أدين التلاعب الصارخ الذي قام به هؤلاء النواب، خطوتهم هذه محاولة للتغطية على تمجيدهم للإرهاب وإنكارهم لمعاداة السامية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رئیسة البرلمان فرنسا الأبیة لم ینته

إقرأ أيضاً:

كاتب إيطالي: إسرائيل تلعب ورقة الطائفية كما فعلت فرنسا قبل قرن

ذكر تقرير نشرته صحيفة "إل مانيفستو" الإيطالية أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من وزرائه بأنهم مستعدون لحماية الدروز، والحديث عن إمكانية منحهم تصاريح عمل في إسرائيل، وتوزيع مساعدات إنسانية في السويداء، كلها مساع تندرج ضمن إستراتيجية تقوم على تقسيم المنطقة طائفيا حتى تسهل السيطرة عليها.

وقال الكاتب لورينزو ترومبيتا إن وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر عبّر بأوضح طريقة ممكنة عن رؤية حكومة نتنياهو لكيفية تحقيق الهدف الإستراتيجي لإسرائيل وضمان استمرار تفوقها في الشرق الأوسط؛ عندما قال تعليقا على خبر توزيع مساعدات إنسانية إسرائيلية على الدروز في جنوب سوريا "في منطقة سنكون فيها دائما أقلية، من الصواب والضروري دعم الأقليات الأخرى".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما جيش تحرير بلوشستان الذي خطف "القطار الدامي" بباكستان؟list 2 of 2واشنطن بوست: على الولايات المتحدة رفع العقوبات عن سورياend of list أسلوب فرنسي

وأوضح الكاتب أن فرنسا عملت خلال الحقبة الاستعمارية على تطبيق سياسة مماثلة لتلك التي تنتهجها إسرائيل حاليا، إذ سعت إلى تأجيج الانقسامات الطائفية في سوريا ولبنان لإبقاء هذين البلدين ضعيفين ومجزأين داخليا عبر خطوط صدع عرقية مستمرة حتى الآن.

لكن الاتفاق التاريخي الأخير بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية، وكذلك المفاوضات الجارية بين الحكومة المركزية ونخب الطائفة الدرزية في السويداء، كلها خطوات تقوض الجهود الإسرائيلية، وفقا للكاتب ترومبيتا.

إعلان

ويتابع أن الحكومة السورية الجديدة تعمل جاهدة على رأب الصدوع الداخلية التي خلفتها عقود من الاستبداد و14 عاما من الحرب الطاحنة، وعلى إرساء أسس دولة قادرة على ضمان حقوق جميع المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية.

حليف محتمل

ويمضي الكاتب موضحا أنه في ظل ما تعانيه الدول العربية منذ عقود من أزمات طائفية، قدمت عدة أطراف خارجية نفسها حامية لهذه الطائفة أو تلك، بهدف توسيع النفوذ واستغلال الموارد.

ففي هذا السياق، تصر الحكومة الإسرائيلية -حسب ترومبيتا- على تقديم نفسها حامية للدروز السوريين الذين يتركز وجودهم في منطقة السويداء جنوب غربي البلاد، وعلى بعد بضع عشرات من الكيلومترات من الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل.

وكان الجيش الإسرائيلي قد استغل الفراغ الذي خلفه سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي وسيطر على قمة جبل الشيخ الذي يطل على دمشق، ووسع وجوده وصولا إلى نهر اليرموك، أحد روافد بحيرة طبريا.

وأكد الكاتب أن إسرائيل تنظر إلى دروز السويداء على أنهم حليف محتمل قد يمكّنها من تعزيز نفوذها شرق الجولان، في مناطق كانت تشهد حضورا من إيران وحزب الله اللبناني حتى 3 أشهر مضت.

جهود إسرائيلية

وإذا كانت إسرائيل تتبع في أماكن مثل غزة سياسة الأرض المحروقة والتهجير القسري، فإنها تنتهج في مناطق أخرى مثل جنوب سوريا سياسة أقل عنفا وأكثر مرونة، حسب تعبير الكاتب.

ففي هذه المنطقة لا توجد هجمات جوية ومدفعية لتدمير البنية التحتية وطرد السكان، بل يتم احتلال بعض المناطق بعناية.

وذكر الكاتب أن العديد من شهود العيان السوريين أكدوا أن كبار الضباط الإسرائيليين يتواصلون مع نخب قرى القنيطرة ووادي اليرموك ويتحدثون العربية بطلاقة، إذ تختار إسرائيل ضباطا دروزا من الجليل وآخرين ينحدرون من دمشق وحلب للتفاوض في أجواء ودية مع السكان المحليين.

إعلان

وقال ترومبيتا إنه لا توجد حتى الآن إشارات على أي انفتاح تجاه إسرائيل في مدن القنيطرة وبلداتها.

مقالات مشابهة

  • الأزمة تتصاعد..الجزائر ترفض استقبال مطرودين من فرنسا
  • الجزائر ترفض استقبال رعايا تريد فرنسا ترحيلهم
  • انخفاض الدولار مع تصاعد الحرب التجارية فهل ينقلب الأمر على اقتصاد أميركا؟
  • ترامب: سأتحدث مع بوتين الثلاثاء لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • نائب:تعديل قانون الانتخابات ما زال قائما
  • نائب:الحكومة تأخرت كثيراً في إرسال موازنة 2025 إلى البرلمان
  • نائب:البرلمان العراقي الحالي فاشل ويجب حله
  • نائب: الحق في الملكية الخاصة واحد من حقوق الإنسان الأساسية
  • لتحسين صورة فرنسا.. رئيسة حزب التجمع الوطني مارين لوبان تزور تشاد
  • كاتب إيطالي: إسرائيل تلعب ورقة الطائفية كما فعلت فرنسا قبل قرن