جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-09@14:04:59 GMT

لعبة الأمم (3-3)

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

لعبة الأمم (3-3)

 

محمد بن حمد المسروري

ذكرت بعض وسائل الإعلام أن أفكار الرئيس الأمريكي جو بايدن تختلف كليًا مع حكومة جذور البصل الصهيونية والمدعوة كذبًا "إسرائيل"، وأنه- أي بايدن- له رؤية خاصة بشأن الشوكة في حلق زعماء إسرائيل - غزة العزة- وأنه يرى تدجين غزة بعد إفراغها من المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها ودمجها في دولة فلسطينية-المدجنة قبلاً  بأفكار  خليفة شارون- منزوعة الإرادة والسلاح والحركة والملزمة بالتخابر مع إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

بينما يرى وزيرا الأمن والدفاع في حكومة التطرف الصهيوني، إبادة الفلسطينيين إبادة كاملة بدأ بغزة ومن ثم الضفة الغربية للانقضاض على ما تبقى من ذكرى "حبيب ومنزل" من فلسطين وأرض فلسطين، وأن على العرب والمسلمين أين ما وجدوا وبكل أعدادهم وممتلكاتهم، البحث عن حوائط مبكى أخرى ليس مثلما للصهاينة من اليهود وليس كمثلما لهم حوائطهم التى اتخذوها للبكاء حينما يودون أن يكذبوا ويمثلوا على ربهم، وهو أعلم بما يضمرون في سرائرهم وسوء الطوية في أعماقهم.

فهل هذا حقًا ينطبق على أفعال بايدن الذي كاد أن يغشى عليه من الضحك وهو يرى صور أطفال فلسطين أشلاء متناثرة بين ركام منازلهم في أحضان أمهاتهم وفي المستشفيات تأثرًا من المشهد الفضيع في حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني المدعوم أمريكيا وبريطانيا بل وأوروبيا، فقرر تجاوز سلطات الكونكرس الامريكي وأرسل حاملات الطائرات والغواصات النووية للبحر الأبيض المتوسط لإفراغ قذارتها من قنابل ذكيها وغبيها، خاصة بتدمير أعماق ما أقيم من بناء على أرض غزة ولتدمير كل شيء قائم على سوقه، ولم يسلم من ذلك الدمار الشامل كبار السن والمعاقون بل والعاملون في المشافي وسيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ.

هذا ما فعله رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الطيب إلى الآن، وهو متأثر جدًا بما عاثه الصهاينة بفكره وأسلحة أمريكية وبأموال دافع الضرائب الأمريكي، فقال  لنتنياهو "أنتم لم تفعلوا ذلك بل الفلسطيون فعلوه بأنفسهم.. أليس كذلك؟" وبطبيعة الحال أكد مجرم اليهود (نتن ياهو) بالقول "نعم سيدي".. كلاهما كذِبَا أمام العالم كله، هذا نموذج فقط للكذب الصهيو-أمريكي اللعين.

وعندما عرض الأمر على مجلس الأمن المتسيد على الأمم المتحدة كانت الولايات المتحدة بأمر من الرئيس بايدن موافقة على رفض القرار لمرتين حتى الآن خلال هذا العام وحده، تاركة الفرصة لمجرمي الحرب النازيين من الحركة الصهيونية العالمية، على الاستمرار في ارتكاب المذابح المتتالية ضد العزل في فلسطين المحتلة، وامتناع الحرباء أم المكائد بريطانيا، لتظهر بجلد المسالم لاتفاقها المسبق مع الولايات الصهيونية المتحدة، لتخرج هي بأقل الخسائر أمام مستعمراتها القديمة المتجذرة والمتجددة بمظهر التماسيح، مع صيغة القرار أمام مجلس الأمن المقدم من الإمارات العربية المتحدة الذي وافق عليه 13 عضوًا من أعضاء مجلس الأمن وامتناع الأفعى تاركة المجال للولايات المتحدة لتقول رأيًا اتفقا عليه قبلًا، فعلى الجميع أن يفقه ويعي أن إسرائيل هي الولايات المتحدة الأمريكية وهي بريطانيا، وكلاهما لاخيار لهما عن سطوة الصهاينة اليهود في بلادهما ماليا وإعلاميا وسياسيا، وإلّا من جاء بالرئيس بايدن للحكم في ولايات قرارها بيد الصهيونية العالمية إلا إذا كان فهم طوعًا أوقهرًا، والأمر كذلك في بريطانيا، التي زودت دولة الصهاينة في آخر محاولة لإنقاذها من المواجهة مع شعب أعزل، بقنابل النابالم وقنابل اليورانيم المخضب المحرمة دوليًا، إلا عليهم مثلما فعلوا في العراق قبل ذلك.

الأمر غير ملتبس على العام قبل الخاص،  هذا هو فعل دول الشر في كل مكان وأينما وجدوا، إنما للحرباء ميزة التلون بغية إيهام الآخرين بأنها الأصدق وهي على كل حال الأكذب على مستوى العالم وليس لها ذمة ولا شرف، فهم لايرقبون في مسلم إلًّا ولا ذمّة. انظر إلى تناقض رؤياهم حول العالم، فهم وحفيدتهم الولايات المتحدة يحاربون روسيا لأنها- من وجهة نظر إعلامية- محتلة لأراض أوكرانية، بينما تقول روسيا إنها أماكن سكن روسية أصلا. أما في حالة فلسطين فإنهم يرون أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لها الحق في قتل الأطفال والنساء والشيوخ وعامة بني البشر الأصليين على تلكم الأرض ليحل محلهم شُذَّاذ الأرض من مدعي الديانة اليهودية لإقامة دولة لأؤلئك الشذاذ المدججين بأسلحة بريطانيا وأمريكا وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية الصليبية بحسب تعريفهم هم.

لكن ستبقى بذات الأسلوب الذي تم به إبادة الهنود الحمر في ما يعرف الآن الولايات المتحدة الأمريكية، المقاومة الفلسطينية برغم سفائن الشهداء اليومية التي تزف إلى المقابر، الجميع يعلم جيدًا أن الدم سينزف دمًا مثله، ولا فكاك للصهاينة من بندقية المقاومة الفلسطينية. ستنتصر المقاومة- باذن الله- وستندحر قوى الشر في أعز أفكارها وإمكانياتها وقوة ما امتلكته أسلحة فتاكه لمواجهة رجال أمنوا بالله وحده وما امتلكوه من أسباب قوة وهبها الله لهم.

هذه ليسة غزة وحدها ولكن نهضة أمة تنطلق- بإذن الله- الى ما أمرها الله به، "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ".. يقول تعالى: "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ" صدق الله العظيم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مقررة أممية: إسرائيل تريد تصفية “الأونروا” باعتبارها رمزا للوجود الدولي في فلسطين

فلسطين – أكدت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز أن إسرائيل تهدف إلى تصفية “الأونروا”، باعتبارها رمزا للوجود الدولي في فلسطين.

وأكدت ألبانيز في مقابلة صحفية أنه لا يمكن لأحد إنهاء “الأونروا” التي وجدت بموجب قرار دولي ومحمية بقواعد ومواثيق الأمم المتحدة.

وأوضحت أن “إسرائيل لا تستهدف الأونروا لإنهاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين، بل تستهدفها لأنها أكبر هيئة تابعة للأمم المتحدة في فلسطين، وبالتالي فإن التخلص منها سيسهل ويسرع التخلص من أي وجود أممي آخر يعارض سياسة تل أبيب القائمة على التطهير العرقي وإخضاع الشعب الفلسطيني”.

وقالت ألبانيز إن “الأونروا لن تختفي لأنها جزء من الأمم المتحدة، وإذا أرادت الدول الأعضاء إنهاء عملها فلا يمكنها فعل ذلك إلا من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وليس من خلال تغيير القوانين أو تجريم الوكالة كما تفعل إسرائيل، ولا عبر قطع التمويل عنها كما فعلت سويسرا وهولندا والولايات المتحدة وغيرها، أما حقوق اللاجئين الفلسطينيين فستظل محفوظة لأن هذه الحقوق منصوص عليها في القانون الدولي”.

وأضافت أن “طلب تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة أمر لا ينبغي إهماله لما قامت به إسرائيل من اعتداء على مؤسسات الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

وتابعت: “عندما طالبت بتعليق عضوية إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ركزت على نقطة محددة ألا وهي أنه حتى لو تجاهلنا الاحتلال غير القانوني ونظام الفصل العنصري الذي هو جريمة ضد الإنسانية، وحتى لو تجاهلنا الإبادة الجماعية، فإن تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة واجب على المجتمع الدولي تنفيذه بسبب ما فعلته خلال الـ15 شهرا الماضية ضد الأمم المتحدة”.

وأردفت: “خلال 15 شهرا دمرت إسرائيل 70% من مقرات الأمم المتحدة في غزة، واستهدفت مدارس الأونروا التي كانت تؤوي اللاجئين، ورأينا أطفالا قُصفوا أثناء بحثهم عن مأوى في منشآت الأونروا، كما جرّمت إسرائيل الأونروا ووصفتها بالإرهاب، واعتبرتني أنا نفسي والأمين العام للأمم المتحدة شخصيات غير مرغوب بها، واتهمت العديد من مسؤولي الأمم المتحدة بمعاداة السامية وتمجيد الإرهاب”.

وخلصت قائلة: “إسرائيل مزقت ميثاق الأمم المتحدة أمام أعضاء الجمعية العامة، ولذلك، وبسبب عدم احترامها لقوانين الأمم المتحدة، فإنها لا تستحق أن تبقى ضمن عضوية الأمم المتحدة حتى تتراجع وتحترم قواعد وقوانين المنظمة الأممية”.

المصدر: وفا

Previous كندا تبحث عن زعيم جديد خلفا لترودو وسط تحديات أوكرانيا ومواجهة ترامب Related Posts كندا تبحث عن زعيم جديد خلفا لترودو وسط تحديات أوكرانيا ومواجهة ترامب دولي 9 مارس، 2025 واشنطن: لن نسمح لطهران بأي قدر من الإغاثة الاقتصادية أو المالية دولي 9 مارس، 2025 أحدث المقالات مقررة أممية: إسرائيل تريد تصفية “الأونروا” باعتبارها رمزا للوجود الدولي في فلسطين كندا تبحث عن زعيم جديد خلفا لترودو وسط تحديات أوكرانيا ومواجهة ترامب واشنطن: لن نسمح لطهران بأي قدر من الإغاثة الاقتصادية أو المالية ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة مع توقعات بأمطار رعدية على الجنوب الغربي مناورة عسكرية مفاجئة في إسرائيل

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • مقررة أممية: إسرائيل تريد تصفية “الأونروا” باعتبارها رمزا للوجود الدولي في فلسطين
  • الإمارات تدين الاعتداء على قوة الأمم المتحدة وقوات جنوب السودان
  • الأمم المتحدة تحذر من تدهور الوضع في جنوب السودان
  • الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لاستقبال مزيد من اللاجئين الأفغان
  • فلسطين تدعو الأمم المتحدة للتحرك ضد جرائم “إسرائيل” في الضفة وغزة
  • فلسطين تدعو الأمم المتحدة للتحرك ضد جرائم إسرائيل في الضفة وغزة
  • تحذير أممي من نقص تمويل الاستجابة الإنسانية في فلسطين
  • أول تحرك اوربي جاد .. بريطانيا تدعو عبر مجلس الأمن يدعو لضمان حظر توريد الأسلحة إلى اليمن وتحديدا الأسلحة الإيرانية
  • بريطانيا تحذر: استمرار الحوثيين في انتهاكاتهم سيدفع اليمن إلى الانهيار الكامل
  • مندوب بريطانيا في مجلس الأمن يدعو لضمان حظر توريد الأسلحة إلى اليمن