الزكاة بعمران تدشن مشروع الغارمين لـ 156 غارماً ومعسراً
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
وفي التدشين الذي حضره محافظ المحافظة الدكتور فيصل جعمان ووكيل المحافظة محمد المتوكل ورئيس نيابة الاستئناف بالمحافظة القاضي عبد الباري الوزير، اشار أمين عام محلي المحافظة صالح المخلوس إلى مشروع الغارمين الذي يمثل أحد مصارف الزكاة الشرعية.
وقال "عندما يدفع الغني زكاته ويأخذها الفقير فهي يد تأخذ ويد تعطي وهو تجسيد حقيقي للزكاة من خلال مشاريع الإحسان التي تنفذها هيئة الزكاة.
ولفت المخلوس إلى أن المجتمع بعمران يعاني من قضايا يتطلب التعاون لحلها، ومنها قضية المعسرين والغارمين التي تُعتبر جزءاً مما يعانيه أبناء المحافظة نتيجة الأوضاع الصعبة جراء العدوان والحصار، مطالباً هيئة الزكاة بزيادة الدعم للمحافظة.
ونوه بالجهود التي تبذلها هيئة الزكاة في تنفيذ المشاريع التي تستهدف الفقراء والمحتاجين ضمن مصارف الزكاة الشرعية، مؤكداً أهمية تعاون الجميع لدعم جهود هيئة الزكاة التي أصبحت مشاريعها ملموسة للجميع من خلال استمرار تنمية مواردها وتحقيق الكفاءة في تحصيلها ونشر الوعي المجتمعي بفريضة الزكاة ودورها في ترسيخ التكافل الاجتماعي.
فيما اعتبر وكيل هيئة الزكاة علي السقاف، مشاريع الزكاة رقماً مهماً في جبهة التكافل المجتمعي لمساعدة الفقراء والمساكين وتقديم مساعدات سواء كانت مالية أو عينية أو صحية ومساعدة الغارمين وابن السبيل وغيرها من شرائح المجتمع ضمن مصارف الزكاة الشرعية.
وأفاد بأن ملفات المعسرين والغارمين يتم التدقيق فيها وفق الضوابط الشرعية .. مبيناً أن هناك من الغارمين والمعسرين من عليهم مبالغ كبيرة والزكاة لا تستطيع التكفل بها، ما يتطلب من الجميع التعاون مع الهيئة في هذا الجانب.
وتطرق السقاف إلى المشاريع التي تتبناها هيئة الزكاة ومنها العرس الجماعي والعاجزين وغير القادرين عن العمل .. مشدداً على ضرورة التحقق من الأسماء التي ترفع بحيث لا يتم حرمان المستحقين.
وبين أن موارد الزكاة تصرف بحسب آلية منها 50 بالمائة للمديرية و25 بالمائة عبر المكتب للمديريات المحرومة و25 بالمائة عبر ديوان الهيئة تصرف للمحافظات الأقل إيراداً .. مشيراً إلى أن مشاريع الهيئة أصبحت ملموسة في خدمة الفقراء والمحتاجين وغيرها من الشرائح المجتمعية ضمن مصارف الزكاة الثمانية ومنها مشروع الغارمين.
بدوره أوضح مسؤول في الإدارة العامة للغارمين بهيئة الزكاة حفظ الله زايد أن تدشين المرحلة السابعة من مشروع الغارمين يستهدف الإفراج عن 156 معسراً منهم 13 شخصاً على قضايا مدينة تم دفع مبلغ 26 مليوناً و318 ألف ريال و34 معسراً محبوساً على قضايا جنائية بـ 144 مليوناً و750 ألف ريال و53 غارماً ممن تم سجنهم بقضايا قتل وتم حلها بمبلغ 117 مليوناً و590 ألف ريال.
ونوه بكل من تعاون مع هيئة الزكاة في تدشين المشروع الذي يجسد مبدأ التكافل والتراحم بين أبناء المجتمع. من جانبه أكد مدير مكتب هيئة الزكاة بالمحافظة، محمد الشهراني، أهمية المشروع الذي أعاد البسمة لأسر المعسرين بتقديم هيئة الزكاة ما عليهم من أموال.
وحث التجار ورجال الأعمال على المبادرة في دفع زكاة أموالهم لمكتب الهيئة كما أوجب الله تعالى ليتسنى للهيئة تخفيف معاناة الفقراء والمساكين ضمن مصارفها الشرعية الثمانية ومنهم الغارمين والمعسرين.
في حين أشادت كلمة العلماء التي ألقاها العلامة عبدالمطلب الماخذي بمبادرة هيئة الزكاة في تدشين مشروع الغارمين وإحياء الركن الثالث من أركان الإسلام وتجسيد التراحم والتكافل الاجتماعي، سيما في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها الوطن جراء العدوان الحصار.
كلمة الغارمين ثمن اهتمام القيادة الثورية بالمعسرين في الإصلاحيات وجهود هيئة الزكاة ومكتبها في المحافظة في هذا الجانب. تخلل التدشين بحضور مدير مكتب التربية والتعليم زيد رطاس ونائب رئيس هيئة رفع المظالم بالمحافظة عبدالقادر الغماري ومدير التوعية والإعلام بالهيئة العامة للزكاة محمد الموشكي ومدراء المكتب التنفيذي ومدراء المديريات عرض ريبورتاج حول مشروع الغارمين وأهدافه وأوبريت إنشادي.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: مشروع الغارمین هیئة الزکاة
إقرأ أيضاً:
توجه العراق نحو الليبرالية الجديدة
كتب الدكتور بلال الخليفة
ان العالم في سياسته الاقتصادية يذهب باتجاهين نحو تطبيق النظام الاقتصادي وهما الفكر الاقتصادي الشيوعي والفكر الاقتصادي الرأسمالي (الليبرالي) وكما يوجد حلقة وسطية بين الاثنين وهو الفكر الاشتراكي فهو مشتق من الشيوعية وتكون الدولة تسيطر على القطاعات المهمة في الدولة مع وجود قطاع خاص في غير ذلك.
الفكران الشيوعي والرأسمالي شهدا حربا باردة كبيرة بسبب التعارض بين الفكرين وان الغرب ومنها أوروبا تتبنى الفكر الليبرالي وجعلت أمام عينيها في العداء الدول الشيوعية لكن الفكر الشيوعي انحسر كثيرا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي لكن العداء ازداد من شدته نحو الصين رغم ان فكرها الشيوعي مختلف شيء ما عن الفكر الشيوعي السوفييتي.
اما النيو ليبرالية فمن الممكن اختصارها في جملة وهي (خضوع الدولة للأغنياء) اي تحكم أصحاب رؤوس المال في اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية وهذا واضح جدا من خلال تتبع تلك القرارات ومن الامثلة على ذلك هو اعطاء ارض للاستثمار في انشاء مجمع سكني في منتصف بغداد لرض عالية الكلفة لشركة يكون صاحبها نفوذ في اتخاذ هكذا قرار حيث كان من المفروض ان تكون تلك الأرض خارج المدينة لاحياء اراضي ميته وبنفس الوقت تقليل الازدحام داخل المدينة.
للعلم ان اساس الديمقراطية بني على يد أصحاب الشركات الكبيرة في انكلترا حيث استخدموا سياسة (سلطة الدولة) لخدمة مصالحهم ونتج عن ذلك بعد وجود للمصلحة الوطنية، حيث ان مصالح الامة عبارة عن مصالح متضاربة تضاربا حادا أنتج ذلك ان في الامة طيفية تكونت من اناس تملك الكثير من المال وأخرى تكدح من اجل الحصول على لقمة العيش او راتب بسيط يسد مصاريف الحياة اليومية.
يقول بول كريغمان ( ان الأفكار السيئة عادة ما تخدم الفئات المتنفذة وهذا ما يحدث بلا شك) فنحن الان نعيش قرارات سياسية واقتصادية ل تخدم المواطن بشيء بل تخدم القادة السياسيين او تكون تلك الافكار شعبوية الغرض منها حشد الأصوات للانتخابات المقبلة.
فالليبرالية الجديدة تركز على مصلحة الأغنياء عن طريق تسخير الديمقراطية والحكومة لمصالحهم وهذا ينتج بالاخير زيادة في اموالهم وبالتالي زيادة في سلطتهم وبالاخير سينتج ان هؤلاء المتنفذون تكون مصلحتهم مرتبطة بالمال الغربية ووجودهم من وجودها.
الليبرالية الجديدة (النيوليبرالية) مدعومة غربيا بل هي هدفها الذي تسعى من أجله واما شعارها بالديمقراطية فهو لا يغدوا للاستهلاك الاعلامي والشواهد كثيرة حول الموضوع بمحاربة الغرب انظمة ديمقراطية لا تعطي فرص للأغنياء بالتأثير على قرارات تلك الانظمة، للعلم ان الاغنياء المقصود بهم هم أصحاب المصارف العالمية والشركات الكبرى واما الاغنياء المحليون ما هم الا وسطاء لتمشية امور الشركات الكبرى.
ان النظام اليبرالي الجديد يخلق طبقة وتمايز كبير جدا في المجتمعات التي تتبنى ذلك النظام وهذا ملاحظ في مجتمعنا في السنوات الاخيرة وادى الى ذوبان الطبقى الوسطى وتقلصها يوم بعد يوم واما الطبقة الفقيرة فهي في ازدياد وهذا هدف مهم للاغنياء (الطبقة الحاكمة) لعدة اسباب منها : -
1 – وجود الفقراء يعني بقاء احتياجهم للاغنياء السياسيين في مد يد العون ومساعدة او تعيين او تسهيل امر.
2 – ان وجود الطبقة الفقيرة يعني وجود أيدي عاملة في خدمة مصالحهم.
3 – ان العمل على زيادة الفقراء يعني زيادة الأموال الداخلة لجيوب السياسيين الأغنياء عن طريق رضاهم بالاجور والرواتب البسيطة لان الاغنياء لا يعملون باجور منخفضة.
4 – منع اي زيادة في رواتب وأجور الفقراء لان ذلك سيكون خلاف مصلحتهم وللعلم نحن نعيش هذه النقطة بشكل واضح جدا حيث ان رواتب الموظفين في العراق قد شرع عام 2009 ونحن الان في عام 2025 اي بعد 15 عام من التضخم والارتفاع الكبير في الأسعار ولم يشهد الراتب اي زيادة يتناسب مع وضع السوق، في الأمر فائدة لهم كي لا يكون الراتب عبء على خزينتهم.
5 – ان وجود الفقراء يعني تشكيل كارتل من السياسيين الاغنياء الذين يتحكمون في مصير الفقراء المواطنين بسهولة تامة.
6 – ان وجود الفقراء يضمن عدم ظهور منافسين جدد للأغنياء السياسيين.
بالتالي، ان النيوليبرالية تسخر الحكومة والسياسات في خدمة أصحاب المال وجعل الاقتصاد خاضع تماما للسوق الحر دون تدخل الحكومة لا بل تكون الحكومات راعية لذلك. ورغم ذلك من الممكن ان تستطيع الأمم التي لديها قادة حقيقيون من تجاوز سلطة الساسة الأغنياء مثل اليابان وكوريا الجنوبية التي رفضت نظام النيوليبرالية وكرست سياستها على تطور الاقتصاد وبأيدي محلية وبرعاية الحكومة حيث تلاحظ وتدرس ما هي الخبرات التي يحتاجها الاقتصاد والتدخل في سد احتياجه ورفده بالخبرات (للعلم ان الحوكمة ترسل آلاف الطلبة للدراسات للخارج لكن هل ان الاختصاصات هي مدروسة ضمن خطة لتطور الاقتصاد؟...لا نعلم) .