لجريدة عمان:
2024-12-25@19:11:11 GMT

المؤسسات الثقافية الخاصة وأدوارها الوطنية

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

يفرض علينا الموقف ذكر المؤسسات الثقافية العمانية الخاصة التي سلكت طريق العمل الاحترافي في الإدارة الثقافية وتقديم خدمات للمستفيدين؛ لأن العمل في الشأن الثقافي والاستثمار فيه لا يزال حديث النشأة، إلا أننا نود أن نسلط الضوء على المؤسسات المساهمة في التنشيط الثقافي خاصة، وهي ما سنتحدث عنها لاحقا. أما المؤسسات الناشطة في السياحة الثقافية مثل المتاحف الشخصية وبيوت الإقامة والمعارض الفنية (الجاليريهات) فقد بدأت بالعمل والنشاط وحصلت على رضا الجمهور، بيد أنها تحتاج إلى المزيد من المزايا والفرص لتستقل بذاتها وتسهم في قيام صناعات ثقافية أخرى تتوزع في مناطق سلطنة عمان.

والدعم المقترح هنا هو إعادة إدراج المؤسسات الثقافية الخاصة ضمن البرامج والخطط التنفيذية للجهات الرسمية، على سبيل المثال: وضع المتاحف الشخصية ضمن برامج زيارات الوفود الرسمية، وتسكين بعض ضيوف المؤتمرات الراغبين في خوض تجربة مغايرة في هذه البيوت القديمة التي تحكي تاريخ الحياة على هذه الأرض، ناهيك عن إشراك هذه المؤسسات في المهرجانات السياحية، وإسناد بعض الفعاليات الثقافية والترفيهية للمؤسسات القادرة على تنفيذها.

أما المؤسسات الثقافية الخاصة المحترفة في عُمان فأذكر -على سبيل التمثيل- مكتبة الأطفال العامة ومؤسسة بيت الزبير. ومبعث ذكري لهاتين المؤسستين هو اطّلاعي عن كثب على برامج المكتبة بسبب واجبات العمل، ورغبتي في الاستفادة من خبرات الكادر البشري العماني، والتعرُّف على برامج المؤسسة المعنية بثقافة الطفل، كما قادني السرد إلى المشاركة في بعض فعاليات بيت الزبير، قبل زيارة المتحف والتجوُّل بين أروقة المؤسسة التي أصبحت معْلما من معالم البُنى الثقافية في سلطنة عمان، فقد تعرفت على أنشطة بيت الزبير عندما حضرتُ ورشة تدريبية عن قصص الأطفال قدمتها الكاتبة والأكاديمية أمامة اللواتية في صلالة عام 2018، بعد ذلك زُرت مقر المؤسسة في مدينة مسقط القديمة، والتقيت بكل من الشاعر الدكتور محمد بن عبدالكريم الشحي مدير عام مؤسسة بيت الزبير، والكاتبة الدكتورة منى حبراس مديرة الفعاليات الثقافية والإعلام -الحائزة على جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب عن المقالة 2022- وكنت متابعا للأنشطة والفعاليات النوعية التي تقدمها مؤسسةٌ أسّسها شغفٌ فردي تمثّل في شخص المستشار المتقاعد محمد بن الزبير -مستشار جلالة السلطان للتخطيط الاقتصادي سابقا (1984-2020)- المحب لتوثيق الزمن بعدسة كاميرته. رجل قاده حبه للفنون والثقافة إلى تأسيس بيت الزبير، وقد ذكّرني برجل الأعمال الأمريكي من أصل إسكتلندي أندرو كارنيغي (1835-1919) الذي قاده شغفه بالمكتبات إلى تخصيص جزء من ثورته إلى أعمال خيرية في دعم التعليم ورعاية المكتبات، ومن يود الاطلاع على تجربته عليه مطالعة كتاب (المكتبة في الليلة) للكاتب الكندي من أصل أرجنتيني ألبيرتو مانغويل (75 عاما).

ونظمت مؤخرا مؤسسة بيت الزبير فعالية ثقافية للسرد حملت عنوان (الرواية والسلطة) شارك فيها العديد من الكتاب والكاتبات من أنحاء الوطن العربي والمهجر، ورغم الحدث الطارئ وإعلان حالة الحداد في وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ نواف الأحمد الصباح (1937-2023) قبل انطلاق الفعالية بساعات، إلا أن الفعالية التي نُفذت بعد الانتهاء من الحِداد، نجحت في تحقيق أهدافها، والأهم من كل ذلك هو انطباع الضيوف عن سلطنة عمان وشعبها، والتعرُّف عن قُرب على الثقافة العُمانية وكتّابها الذين نالوا جوائز مهمة في الرواية والشعر.

إن نجاح أي مؤسسة ثقافية عمانية عامة كانت أو خاصة هو نجاح عماني بامتياز، ولذلك فإننا ننتظر ونترقب مشاريع ثقافية مماثلة تسهم في نجاح الخطط والاستراتيجيات الثقافية والرؤى الوطنية للنهوض بالإنسان العماني وثقافته وتحقيق طموحه.

محمد الشحري كاتب وروائي عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المؤسسات الثقافیة بیت الزبیر

إقرأ أيضاً:

شراكة ثقافية أم لعبة سياسية؟ تحركات العراق في واشنطن تثير التساؤلات!

ديسمبر 23, 2024آخر تحديث: ديسمبر 23, 2024

المستقلة/- في خطوة جديدة نحو تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، أجرى السفير العراقي لدى واشنطن، نزار الخير الله، سلسلة لقاءات مع مسؤولين أمريكيين ركزت على الشراكة في التعليم وحماية الآثار. ولكن هل هذه اللقاءات تمثل تحركًا استراتيجيًا لتعزيز مكانة العراق دوليًا، أم أنها مجرد جهود شكلية لملء الفراغات الدبلوماسية؟

التبادل الثقافي أم سياسة المصالح؟

التصريحات التي أدلى بها السفير الخير الله حول تعزيز التعاون في إطار قانون التبادل التعليمي والثقافي (MECEA) تثير التساؤلات حول جدية الولايات المتحدة في دعم هذه المبادرات. فبينما يدعو العراق لتوسيع الشراكات التعليمية، تبرز مخاوف من أن هذه الجهود قد تصطدم بمصالح واشنطن السياسية والإقليمية.

استعادة الآثار: تعاون أم استغلال؟

لقاء السفير برئيس وحدة مكافحة تهريب الآثار، ماثيو بوغدانوس، جاء ليؤكد التزام العراق بمكافحة التجارة غير القانونية بالآثار. ولكن هنا يبرز التساؤل: هل ستتعاون الولايات المتحدة بجدية في إعادة الآثار العراقية المهربة، أم أن العراق سيجد نفسه في مواجهة عقبات بيروقراطية قد تعيق استعادة تراثه الثقافي؟

شراكة المتاحف: إبراز التراث أم تهميشه؟

اجتماع السفير مع رئيس متحف المتروبوليتان، ماكس هولين، لبحث التعاون مع المتحف الوطني العراقي يحمل طابعًا إيجابيًا، لكن البعض يخشى أن يؤدي هذا التعاون إلى استغلال الولايات المتحدة للتراث العراقي لأغراضها الثقافية دون أن يكون للعراق دور فعّال في الاستفادة الحقيقية من هذه الشراكة.

الأحداث الإقليمية: هل يتم تجاهل صوت العراق؟

إلى جانب القضايا الثقافية، ناقش السفير مع عضو الكونغرس سيث مولتون تطورات الأوضاع في سوريا. لكن هل تملك بغداد تأثيرًا فعليًا في هذه الملفات، أم أن دورها يقتصر على الاستماع والتنسيق من دون قدرة على صنع القرار؟

رسالة إلى العراق والعالم

على الرغم من الإشادة بهذه الجهود، يبقى السؤال الأهم: هل سينجح العراق في تحويل هذه اللقاءات إلى شراكات حقيقية تعزز مكانته الإقليمية والدولية، أم أن هذه الخطوات ستبقى مجرد تحركات بروتوكولية؟

الشارع العراقي ينتظر نتائج ملموسة من هذه الزيارات، فالتاريخ مليء بوعود لم تتحقق، وشراكات لم تسفر إلا عن زيادة التبعية. فهل يمكن للعراق أن يكسر هذه الحلقة؟

مقالات مشابهة

  • هنو: قصور الثقافة ذراعنا بالمحافظات ونطورها لتحقيق تنمية ثقافية مستدامة
  • غدًا.. بدء التصويت لاختيار الهوية الوطنية الترويجية لسلطنة عُمان
  • السلطات السورية تحل مؤسسة أسماء الأسد
  • الوطنية للتربية والثقافة تناقش إبراز دور سلطنة عمان في حماية التراث الثقافي
  • توحيد خطبة الجمعة المقبلة للحديث عن أضرار المخدرات في إطار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإدمان
  • الشباب والرياضة تعقد اجتماعها التنسيقي الثالث لإعداد بروتوكول تعاون مع المؤسسات الوطنية
  • 10.3 مليار ريال مساهمة المؤسسات الخاصة النشطة في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية
  • المتاحف وأدوارها في التنمية الثقافية
  • شراكة ثقافية أم لعبة سياسية؟ تحركات العراق في واشنطن تثير التساؤلات!
  • فتح التصويت المجتمعي لمشروع الهُوية البصرية الوطنية الترويجية الموحدة