فريق «كورال السمسمية» للمكفوفين في السويس.. خطوة جديدة لإحياء التراث
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
يعزف مجموعة من المكفوفين بمركز شباب المدينة في محافظة السويس، أوتار السمسمية، بعد أن عادت إلى الرنين من جديد، بواسطة الفنانين والعازفين والعاشقين لهذا الفن الذي يعد هوية فنية لأهل السويس، وشاهدات على الانتصارات والاحتفالات والأحزان أيضا، إلى جانب كونه يعتبر إحياء للتراث، من خلال فريق قارون بإبداع.
تشكل فريق كورال السمسمية من المكفوفين في إطار مشاركة جميع فئات الشعب السويسي في إحياء التراث، من خلال مشروع السمسمية حياة، بإشراف الفنان تامر ريكو، المنسق العام للمشروع، وفي إطار اهتمام وزارة الشباب والرياضة بذوي الهمم.
قال «ريكو» إنّ إنشاء أول فريق كورال سمسمية بالسويس للمكفوفين وضعاف البصر بمركز شباب المدينة بالأربعين، يأتي في إطار عمل المشروع الخاص بإحياء تراث فن السمسمية، لمختلف فئات وأعمار المواطنين علي أرض المدينة الباسلة يتولى التدريب به الفنان إبراهيم السني، عازف السمسمية وأمر من لعب على الأوتار بالسويس، داري الفريق إيمان محمد، وبرعاية الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، وإشراف عادل الشميمي، وكيل وزارة الشباب والرياضة.
وتابع أن مشروع السمسمية حياة لإحياء تراث فن السمسمية، أقيم برعاية اللواء عبد المجيد صقر محافظ السويس والنائبة عفاف زهران عضو مجلس النواب، التي دعمت المدرسة والعازفين بآلات السمسمية، مشيرا أنه جرى تدشين مشروع السمسمية حياه لإحياء التراث، وأولى خطوات المشروع مدرسه تعليم السمسمية بقياده فنان السمسمية موسى أحمد موسى، والفنان إبراهيم السني، واللذين يعدا من أمهر عازفي السمسمية.
فكرة كورال المكفوفين للسمسميةأوضح «ريكو» أن إنشاء كورال المكفوفين يعد تمهيدا لعمل كورال لذوي الهمم بمختلف تصنيفاتهم لإدماج تلك الشريحة الهامة في الفن والمجتمع، وأشار أن مدرسه تعليم العزف هي المرحلة الأولى ويتم تكوين فريق فني لإحياء التراث بشكله الصحيح من خلال فنانين سوايسة لهم باع طويل في هذا الفن على مثال عبده الدشناوى سمير الغرباوي وشعبان إبراهيم وحسان جاد ووليد خلاف وعماد بكار ومحمود حسن وإبراهيم السني وموسى أحمد موسى.
وكشف أن المدرسة بصد التنسيق مع تعليم السويس وجامعة السويس، لزياره المدارس والأندية والكليات، لنشر هذا الفن ومحاربة الإسفاف.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
نوادر رمضان.. كيف ظهر الشهر الكريم في التراث العربي؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
منذ القدم، ارتبط شهر رمضان بمظاهر احتفالية فريدة، ولم تخلُ رؤية الهلال من القصص الطريفة والمواقف النادرة، حيث كانت تتم بالعين المجردة، مما جعلها مجالًا للكثير من النوادر والمواقف الغريبة التي سجلها الكاتب أحمد الصاوي في كتابه "رمضان زمان".
يروي الصاوي أن الصحابي أنس بن مالك، وكان قد قارب المائة عام، حضر مع جماعة لرؤية هلال رمضان، فأقسم أنه رآه وظل يشير إليه، بينما لم يره أحد سواه. وعندما فحصه القاضي إياس، المعروف بذكائه الحاد، لاحظ أن شعرة بيضاء من حاجب أنس قد انثنت فوق عينه، فقام بتسويتها، ثم طلب منه أن ينظر مرة أخرى، فقال أنس: "الآن لا أراه"!
وفي موقف آخر، اجتمع الناس لرؤية الهلال، وبينما لم يره أحد، صاح رجل مؤكدًا أنه رأى الهلال، فتعجب الحضور من حدة بصره. لكنهم فوجئوا به يضيف قائلاً: "وهناك هلال آخر بجواره!"، فضحكوا منه، وعرفوا أنه كان يبالغ في ادعائه.
كما يُروى أن صبيًّا هو أول من شاهد الهلال، وعندما أخبر الحاضرين، قال له أحدهم مازحًا: "بشّر أمك بالجوع المضني"، تعبيرًا عن بدء الصيام.
أما أحد الظرفاء، فقد سئل ذات مرة: "أما تنظر إلى هلال رمضان؟"، فأجاب ساخرًا: "وما حاجتي إليه؟! إنه مجرد مُحصّل ديون، ومُقرب للأحزان، ومؤذن بالجوع!".
لم يكن استطلاع الهلال مجرد حدث ديني، بل كان مناسبة احتفالية كبرى، خصوصًا خلال العصر الفاطمي. فقد بلغ اهتمام الحاكم بأمر الله بإنارة المساجد في رمضان أنه أمر بصناعة تنور ضخم من الفضة الخالصة لإضاءة محراب الجامع الأزهر، وكان ضخمًا لدرجة أن القائمين لم يتمكنوا من إخراجه بعد انتهاء الشهر إلا بعد هدم الحائط المجاور!
أما في عهد محمد علي باشا، وحتى أواخر القرن التاسع عشر، فقد كانت احتفالات رؤية الهلال مشهداً مهيباً. كان الموكب الرسمي ينطلق من محافظة القاهرة إلى المحكمة الشرعية، وسط عزف الموسيقى، وقرع الطبول، ومشاركة الجنود. وعند ثبوت رؤية الهلال، تُطلق المدافع، وتُضاء المآذن، وتُشعل الألعاب النارية، ثم يطوف الموكب في شوارع القاهرة ليعلن بداية الصيام وسط أجواء احتفالية رائعة.
لم يكن رمضان مجرد شهر صيام، بل كان مناسبة يعم فيها الفرح، حيث تتنوع الطقوس بين الجدية والطرافة، ويظل استطلاع الهلال لحظة مميزة تُحيط بها النوادر، التي جعلت من رمضان شهرًا له نكهته الخاصة في ذاكرة المصريين عبر العصور