البرلمانيون الذين إستمتعوا برحلة دبي من المال العام يدافعون عن وزيرة الطاقة التي إصطحبت 800 شخص
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
زنقة 20. الرباط
دافع عدد من البرلمانيين الذين إستمتعوا برحلة دبي خلال مؤتمر المناخ، عن وزيرة الإنتقال الطاقي، ليلى بنعلي في جلسة اليوم الاثنين.
البرلمانيون الذين كانوا ضمن الوفد الضخم الذي إصطحبته وزيرة الإنتقال الطاقي إلى دبي، والذي تجاوز 800 شخص، إستغلوا أخذ الكلمة في جلسة اليوم الاثنين ليس لطرح الإشكالات التي يعانيها المغاربة مع التلوث و المطارح العمومية، بل للدفاع والتطبيل لوزيرة الانتقال الطاقي، واصفين من كشفوا سفريات 800 شخص من المال العام بالأبواق، كما كشف عن ذلك سؤال لفريق الحركة الشعبية المعارض الذي قال أن الوزيرة صرفت أزيد من مليار و200 مليون على هذه السفريات.
جدير بالذكر، أن عدداً من رؤساء مجالس الجهات وعمداء المدن فضلوا الإقامة في دبي، رغم نهاية مهمتهم في تمثيل المملكة وحضور بعض الورشات على هامش مؤتمر المناخ كوب 28.
وهكذا فإن رؤساء مجالس جهات ورؤساء مجالس عمالات وأقاليم وعمداء مدن كبرى كالدارالبيضاء مدّدوا مقامهم في دبي، بينما تعم الفوضى وتنتشر الأزبال بالمدينة الضخمة، حيث أصبح المواطنون يستنجدون بوالي الجهة ومصالح الولاية لإنقاذهم من الأزبال المنتشرة والفوضى العارمة وضياع مصالحهم الإدارية.
الوفد الضخم الذي تجاوز عدده 840 شخص، كلف ميزانية الدولة مئات الملايين، حيث التنقل من الدارالبيضاء نحو دبي للشخص الواحد لا يقل عن 20.000 درهم لتذكرة الشخص الواحد، دون إحتساب تكاليف الإيواء الخيالية في مدينة كدبي وفي مناسبة عالمية.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال درس التراويح اليوم الأحد بالجامع الأزهر، أن الشريعة الإسلامية بُنيت على التيسير، حتى قال علماؤنا: «الشريعة لا يفارقها التيسير»، مشيرًا إلى أن آيات الصيام تحمل في طياتها معالم بارزة لهذا التيسير الإلهي، حيث قال الله تعالى في وسط آيات الصيام: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾.
وأوضح أن من مظاهر التيسير في تشريع الصيام أن الله تعالى بدأ بفرضه على الأمة كلها، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، ثم استثنى أصحاب الأعذار الطارئة، كالمريض والمسافر، فأباح لهما الفطر مع وجوب القضاء بعد انتهاء الشهر، فقال: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾. كما رخص الله تعالى لأصحاب الأعذار الدائمة، ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، فجعل لهم رخصة الإفطار مع دفع الفدية، فقال: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾.
وأشار إلى دقة التعبير القرآني في قوله: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ»، حيث لم يقل «لا يطيقونه»، وذلك تأدبًا مع الله، ولئلا يُشعر الإنسان بعجزه المطلق، فهو يريد الصيام لكنه لا يطيقه، فخفف الله عنه بهذه الصيغة الراقية، وهذا أدب قرآني راقٍ، يعلمنا كيف نخاطب الآخرين، ونتعامل بلطف مع كبار السن ومن لا يستطيع الصيام، فلا نقول لهم مباشرة: «أنت لا تطيق الصيام»، بل نخفف العبارة ونراعي مشاعرهم.
وبيَّن أن من معالم التيسير أيضًا، أن الله سبحانه وتعالى وصف أيام الصيام بأنها «أيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ»، واستخدام جمع القلة في كلمة «معدودات» يدل على قلة العدد، رحمةً من الله بهذه الأمة، كما أن الصيام فُرض في النهار دون الليل، حيث قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ﴾، ثم قال: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾. فبهذا أباح الأكل والشرب في الليل، مما يخفف عن الإنسان مشقة الامتناع التام لو كان الصيام ليلًا ونهارًا.
وبيَّن أن القرآن الكريم شبَّه النهار بالخيط الأبيض، والليل بالخيط الأسود، ليعلمنا أن أمور حياتنا ينبغي أن تُبنى على اليقين لا على الشك والتخمين، فالحياة التي تقوم على الشك حياة متزعزعة لا ثبات لها.
وضرب مثالًا آخر على التيسير في التشريع الإسلامي، وهو تخفيف الصلاة، حيث فرضها الله خمسين صلاة، ثم خففها إلى خمس في العدد، لكنها تبقى خمسين في الأجر والثواب. وكذلك الحج، فقد قال الله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾، ثم خفف على المحصر ومن لا يستطيع، فقال: ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾.
وختم حديثه خلال درس التراويح بالجامع الأزهر في الليلة الثالثة من شهر رمضان المبارك بقول النبي ﷺ: «إنَّ هذا الدِّينَ متينٌ فأوغلوا فيه برِفق، فإنَّ المُنْبَتَّ لا أرضًا قطعَ ولا ظَهرًا أبقَى»، وقوله ﷺ: «إنَّ الدِّينَ يُسرٌ»، مؤكدًا أن التيسير سمة٥ أصيلة في التشريع الإسلامي، وأن الله سبحانه وتعالى أراد بهذه الأمة اليسر في كل أمورها، لا العسر والمشقة.