خطة سنوية لأعمال المجالس البلدية وربطها بمستهدفات رؤية عُمان 2040
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
أكدت ندوة المجالس البلدية في ختام أعمالها اليوم، على أهمية تضافر الجهود بين المجالس البلدية والجهات الحكومية والقطاع الخاص بهدف تحقيق الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - نحو تمكين المجالس من القيام بأدوارها التنموية والمجتمعية وفقا للاختصاصات المنوطة بها في نطاق المحافظات، وتطبيق كافة أحكام قانون المجالس البلدية ولائحته التنفيذية وتفعيل الاختصاصات بما لا يتعارض مع نظام المحافظات.
وأوصت الندوة بضرورة استمرارية اطّلاع المجالس البلدية على مستجدات رؤية عُمان ٢٠٤٠ لربط أعمالهم المحددة قانونًا بمستهدفات الرؤية لزيادة تكاملية أعمال تلك المجالس، ووضع خطة سنوية لأعمال المجلس البلدي ومتابعة سير أدائها.
كما أوصت الندوة باعتماد معايير واضحة ومحددة لقياس أداء المجالس البلدية تتناسب مع الاختلافات الديموغرافية والجغرافية بين المحافظات، والتأكيد على تفعيل دور لجان المجالس البلدية الدائمة وفقًا للأحكام المنصوص عليها في قانون المجالس البلدية ولائحته التنفيذية.
كما أشارت التوصيات إلى إعادة النظر في تشكيل لجان الشؤون البلدية في الولايات؛ لأهميتها في دراسة وبحث الاحتياجات التنموية ذات الصلة بعمل المجلس البلدي للمحافظة في مختلف القطاعات، وأكدت على أهمية قيام المجالس البلدية بتفعيل تطبيق تنمية الذي سيعزز من التواصل والشفافية ما بين المجتمع العُماني وتلك المجالس وإبراز دورها.
وأوصى المشاركون بتكثيف التوعية الإعلامية وإبراز أدوار المجالس البلدية للمحافظات، وضرورة مشاركة أعضاء المجالس البلدية في المهمات الرسمية والمؤتمرات والندوات وحلقات العمل في إطار اختصاصاتهم، واستمرار عقد مثل هذه الندوات لأعضاء المجالس البلدية لإطلاعهم بالمستجدات ولتبادل الخبرات ووضع الرؤى المستقبلية لتنمية المحافظات.
رعى إعلان التوصيات وختام الندوة معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية وعدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة، حيث أعلن معالي وزير الداخلية عن رفع مكافآت أعضاء المجالس البلدية، مؤكدا معاليه أنها تأتي من منطلق قناعة الحكومة بأهمية تمكين أعضاء المجالس من أداء أدوارهم وممارسة عملهم، معربًا عن أمله في أن تسهم الزيادة في تعزيز دور أعضاء المجلس في خدمة مجتمعهم وعملهم البلدي و زيادة تفاعلهم ونشاطهم بالعمل بما ينسجم مع تطلعات الحكومة والمجتمع مع أدوارهم المهمة.
كما قام معالي السيد وزير الداخلية بتكريم المتحدثين في الندوة ومقدمي أوراق العمل، التي تناولت عددًا من الجوانب القانونية والإعلامية والأدوار الفعلية لأعضاء المجالس البلدية، و تجارب في عدد من المحاور ذات الصلة بالعمل البلدي.
وشهدت فعاليات اليوم الثاني من الندوة جلسة حوارية، تحدّث صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار في الجلسة عن تكامل أدوار أعضاء المجالس البلدية مع المحافظين، من عدة منطلقات منها تحقيق (اللامركزية)، التي تشمل مستويات استراتيجية وقيادية وتنفيذية بما تحويه من مؤسسات وقطاعات.
واستعرض سموه تكاملية الأدوار بين القطاعات المختلفة لتعزيز العمل البلدي، والعلاقة بين القطاعات التنفيذية الإدارية والمالية واستراتيجيات القطاعات وعلاقة المجالس البلدية مع دوائر ومؤسسات الدولة بمختلف المحافظات.
وبيّن محافظ ظفار أهمية تفعيل الاستراتيجية المشتركة بين القطاعات والدوائر الحكومية والمجالس البلدية، وضرورة قيام هذه الدوائر باطلاع المجالس على مشروعاتها وخططها وبرامجها التنموية، ليتمكن أعضاء المجالس من ممارسة أعمالهم ومسؤولياتهم وأدوارهم في متابعة هذه الخطط والبرامج والمشروعات.
وأكد سموّه أهمية عقد اجتماعات بين أعضاء المجالس والمعنيين في الجهات الخدمية، والتحاور في المشروعات المتأخرة والمتعثرة إن وجدت وإيجاد آلية مشتركة للتغلب على التحديات وتجاوزها وإيجاد البدائل بالشراكة في الأفكار.
من جانبه تحدث سعادة السيد خليفة بن المرداس البوسعيدي الأمين العام في وزارة الداخلية، عن جهود التنسيق بين الوزارة والمجالس البلدية، موضحًا أن للمجالس البلدية استقلالية في قراراتها، والوزارة تتابع الأداء والتقييم، والدور الذي تمارسه المجالس البلدية في عملها الخدمي وقيامها بالتنسيق معه بقية الجهات ذات العلاقة من أجل مواصلة التنمية.
وشهدت الجلسة مناقشات من أعضاء المجالس البلدية تركزت حول إيجاد ممكنات للأعضاء فيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الأعضاء في ممارسة عملهم البلدي، ورفع المخصصات المالية، موضحين أن بعض الأعضاء يقطنون في مناطق بعيدة عن مركز المحافظة، وبالتالي فإن تنقلهم بين ولاياتهم ومكتب المحافظ بعيد ويتطلب إمكانيات مالية.
كما أكد الأعضاء أهمية تفعيل لجان الشؤون المحلية بالولايات، لممارسة أدوارها المهمة ضمن نطاق ولاياتهم بالتنسيق مع بقية دوائر المؤسسات الحكومية.
كما تطرق الأعضاء في مناقشاتهم إلى تمكين المرأة في المجالس البلدية وإعطائها مجالا واسعا لتولّي بعض المهام في رئاسة اللجان.
الإعلام والمحافظات
وقدّم المكرم الدكتور عبدالله بن خميس الكندي أستاذ الصحافة والنشر الإلكتروني بجامعة السلطان قابوس ورقة عمل بعنوان الحضور الإعلامي لأعضاء المجالس البلدية في سلطنة عُمان، حيث تناول عددًا من المحاور المهمة في هذا المجال والبيئة الإعلامية المعاصرة والعلاقة بين وسائل الإعلام والمجالس ومبادئ ومهارات التعامل مع وسائل الإعلام.
وتحدث الكندي عن تأثير وسائل الإعلام على الجمهور المتلقي، ومكانة البيئة الإعلامية المعاصرة والطفرات المتلاحقة التي حققتها.
وأشاد الكندي بالمشروعات الإعلامية التي تنفذها وزارة الإعلام متملثة في (ملحق المحافظات) الذي تصدره (عُمان) ونشرة المحافظات لوكالة الأنباء العمانية، وأخبار المحافظات عبر تلفزيون سلطنة عُمان، مؤكدا أن هذه الخطوات مهمة في تطوير إعلام المحافظات، معربًا عن أمله في أن يتم نشر المحتوى الصحفي عبر وسائل الإعلام الحديثة التي أصبح الناس يتابعونها، كما أوضح أهمية الاستمرار في تطوير المحتوى والتوجه نحو المحتوى الرقمي، و تجويد نوعية المحتوى الذي يتناول شؤون المحافظات.
وثمّن المشاركون في الندوة ما تطرقت إليه أوراق العمل، موضحين أن أعضاء المجالس البلدية بحاجة إلى عقد مثل هذه الندوات التي تسهم في تعزيز عملهم والارتقاء بمستوى العطاء تجاه تنمية البلاد.
وقال سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الداخلية: إن الندوة في محتواها أثرت العديد من الجوانب لدى المجالس البلدية، موضحا أن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ حثّ دائما على تعزيز تنمية المحافظات، من خلال انتهاج اللامركزية.
مؤكدا أن مثل هذه الندوات تسهم في تعزيز العلاقة بين المجالس البلدية والمؤسسات الحكومية وتفضي إلى مزيد من التكاملية بين كافة الجهات للوصول إلى الغاية الرامية لخدمة الوطن.
وثمّن سعيد بن سالم القطيطي عضو المجلس البلدي بشمال الباطنة، ما تم مناقشته في الجلسات على مدى يومين، مؤكدا أن الندوة حملت في مضامينها العديد من المحاور التي تصب في تعزيز دور المجالس البلدية، و تضع على الأعضاء مسؤوليات كبيرة تجاه ممارسة عملهم في إطار الولاية و المحافظة.
وقال القطيطي: إن العمل البلدي يحتاج إلى تكامل بين الأعضاء والمؤسسات، وما خرجت به التوصيات يؤكد حجم التفاهم لتحقيق الأهداف الوطنية المتمثلة في تبسيط الإجراءات واتخاذ القرار بالنسبة للمؤسسات والمجالس، كما أسهمت الندوة في تعزيز الشراكة بين الأعضاء والمسؤولين بالمؤسسات الحكومية لما فيه تحقيق المصلحة العامة و خدمة المجتمع.
من جانبها قالت دينا هاشم الزدجالية عضوة المجلس البلدي بمحافظة مسقط: إن الندوة أوجدت مظلة للمجالس البلدية التي ضخت مزيدا من الثقة في الأعضاء، وصولا إلى تكاملية بين المجالس والجهات، بحيث أوجدت جسرا من التعارف بين الأعضاء والمسؤولين في الجهات الخدمية ذات العلاقة المباشرة مع عمل المجالس البلدية، وأوضحت بأن الندوة بحثت العديد من الموضوعات المهمة التي تصب في صلب اختصاصات أعضاء المجالس البلدية التي بدورها ستشكل انطلاقة لمرحلة جديدة في العمل البلدي.
وأشادت الزدجالية بتطبيق (تنمية) الذي تم تدشينه في الندوة، مؤكدة أن التطبيق سيسهم في توضيح العمل البلدي للأعضاء وأيضا يسهم في تعزيز التواصل مع المجتمع، وإعطاء مؤشرات مهمة حول الجهود التي تبذل من قبل المجالس، ليتم من خلالها رسم الخطط المستقبلية ووضع التصورات والدراسات التي ستسهم مستقبلا في تعزيز العمل الوطني.
وأعرب عبيد بن سعيد الجنيبي عضو المجلس البلدي بمحافظة الداخلية عن ثقته في أن التوصيات التي خرجت بها الندوة سيتم العمل على تحقيقها، مشيرا إلى أن الندوة حظيت باهتمام وحضور من قبل العديد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة والمسؤولين من مختلف الجهات، حيث ستسهم المشاركة في إيجاد مزيد من جسور التواصل لتحقيق الأهداف المنشودة لخدمة المواطن والتسهيل عليه وتبسيط الإجراءات خاصة في المشروعات الخدمية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المجالس البلدیة فی المجالس البلدیة المجلس البلدی وسائل الإعلام العمل البلدی العدید من فی تعزیز
إقرأ أيضاً:
أعضاء "الشورى" يطالبون وزير العمل بوضع "حلول جوهرية" لتثبيت المُستفيدين من "مبادرات التوظيف المُؤقتة"
◄ تأكيد أهمية تفعيل مبادرات توظيف في الحكومة ذات جدوى واستدامة
◄ باعوين: الوزارة مُلتزمة بترجمة مقترحات ومناقشات أعضاء "الشورى"
◄ بيان عاجل حول "تمديد مدة صرف بدل الأمان الوظيفي"
◄ المنذري: نناشد جلالة السلطان إيقاف قرار "تمديد صرف بدل الأمان الوظيفي"
◄ بيان عاجل حول مساكن التعويضات للمتأثرين بأعمال "طريق الباطنة الساحلي"
◄ مساكن التعويضات تقع في منطقة تجمُّع لمياه الأمطار والأودية
◄ إقرار الرغبة حول "تطبيق العمل عن بُعد لعدد من الوظائف بوحدات الجهاز الإداري للدولة"
◄ إحاطة أعضاء "الشورى" بمشروعي قانوني تحصيل مستحقات الدولة وحقوق "ذوي الإعاقة"
مسقط- الرؤية
استضاف مجلس الشورى، أمس، خلال جلسته الاعتيادية الثالثة من دور الانعقاد العادي الثاني (2024-2025) للفترة العاشرة (2023- 2027)، معالي الأستاذ الدكتور محاد بن سعيد باعوين وزير العمل؛ لمناقشته بشأن موضوع "مبادرات التوظيف المؤقتة".
وترأس الجلسة سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى، وحضور سعادة الشيخ أحمد بن محمد الندابي الأمين العام بالمجلس، وأصحاب السعادة أعضاء المجلس. وتأتي الجلسة تفعيلًا لإحدى أدوات المتابعة؛ وذلك وفقًا لما نصت عليه المادة (68) من قانون مجلس عُمان التي حددت إجراءات طلب المناقشة، بأنه يجوز بناءً على طلب كتابي موقع من خمسة أعضاء على الأقل، وبعد موافقة مجلس الشورى بأغلبية الأعضاء الحاضرين، طرح أحد الموضوعات العامة التي تدخل في اختصاص المجلس للمناقشة وتبادل الرأي فيه مع وزراء الخدمات، وعلى رئيس مجلس الشورى إبلاغ مجلس الوزراء بطلب المناقشة؛ لدعوة الوزير لحضور جلسة المناقشة التي يتم تحديدها بالاتفاق بين المجلسين، وللمجلس أن يصدر في شأن الموضوع المطروح للمناقشة ما يراه مناسبًا من توصيات أو رغبات.
وفي بداية الجلسة رحب سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى بمعالي الوزير الأستاذ الدكتور محاد بن سعيد باعوين وزير العمل، داعيا أصحاب السعادة أعضاء المجلس لتقديم الرؤى والمقترحات التي تتوافق مع الأهداف الوطنية، وتوحيد الجهود وتوجيه الإمكانات لتحقيق الصالح العام.
طلب المناقشة
وقدم معالي الدكتور وزير العمل بيانًا مختصرًا عن مبادرات العمل المؤقتة والتي تمكن في مبادرة 2000 عقد عمل، ومبادرة مليون ساعة ومبادرة "ساهم"؛ حيث استعرض معاليه مؤشرات عن طبيعة البرنامج وأعداد المستفيدين وكلفته المالية، كما قدم ملخصًا عن أعداد المستفيدين وتخصصاتهم العلمية وتوزيعهم الجغرافي.
وأكد أصحاب السعادة أعضاء المجلس خلال مناقشتهم لمعالي وزير العمل، ضرورة تقديم حلول جوهرية من خلال تثبيت المستفيدين من تلك المبادرات بما يحقق لهم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.وتركزت مناقشات أصحاب السعادة أعضاء على نتائج تطبيق عقود العمل الحكومية المؤقتة بأنواعها على المواطنين، وخطط الوزارة لتطوير هذه العقود، إلى جانب نتائج تطبيق بقية أنواع عقود العمل بالقطاع الخاص والتحديات الماثلة أمام الوزارة.
وتساءل أصحاب السعادة الأعضاء عن مستقبل عقود العمل المؤقتة القائمة والمستقبلية وخطة الوزارة في التعامل معها في ظل تطبيق قانون العمل، ورؤية الوزارة بشأن الإطار القانوني والإداري لعقود العمل المؤقتة في ظل مؤشرات "اقتصاديات سوق العمل" المتأرجحة ومتطلبات التقنية والذكاء الاصطناعي.
وناشد أصحاب السعادة أعضاء المجلس معالي الوزير إلى ضرورة أن تقوم الوزارة بتقييم ومتابعة الآثار الإيجابية والسلبية، أثناء تطبيق مبادرات التشغيل المؤقتة على بيئة العمل والقوى الوطنية العاملة بقطاعيه العام والخاص؛ حيث أكد أصحاب السعادة على مطلب إنشاء قاعدة بيانات للقوى العاملة الوطنية، والذي من شأنه أن يساهم في تقييم الأثر أو تقويم المبادرات التشغيلية، وبحث انعكاساتها على الباحثين عن عمل والمجتمع بشكل عام.
وشهدت الجلسة التأكيد على أهمية استغلال الموارد المالية التي تُصرف على المبادرات المؤقتة لتفعيل مبادرات توظيف ذات جدوى واستدامة في الجهات الحكومية المختلفة.
وأكد معالي الدكتور وزير العمل خلال جلسة المناقشة، أن مبادرات التوظيف المؤقتة تسهم في تعزيز فرص العمل لتوظيف الباحثين عن عمل، وتساعد على تمكين الشباب العُماني، ورفع جاهزيتهم لدخول سوق العمل بتنافسية أكبر. وأوضح معاليه أن الحوار حول هذا الموضوع يعكس الحرص المشترك على صياغة توجهات تُسهم في استدامة النمو، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
وأكد معالي الدكتور وزير العمل أن الوزارة ملتزمة بترجمة المقترحات والمناقشات التي قدمها أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى إلى خطوات عملية تأخذ بعين الاعتبار كافة الملاحظات؛ لتكون ركيزة أساسية تدعم تحقيق أهداف النهضة المتجددة، وتفتح آفاقًا جديدة لأبناء هذا الوطن الغالي.
بيان عاجل
وخلال الجلسة، قدم سعادة يونس بن علي المنذري رئيس لجنة الشباب والموارد البشرية، بيانًا عاجلًا بشأن قرارِ تمديد مدة صرف بدل الأمان الوظيفي لمدة سنة كاملة لجميع المستفيدين الذين أكملوا 6 أشهر من الاستحقاق مع تخفيض البدل تدريجيًا. وأكد خلاله أن "هذا الأمر بالغ الأهمية، والذي يتمثل في التداعيات السلبية والمعاناة اليومية والأثر النفسي والاجتماعي المُترتِّب على آلاف المُستحقين من بدل الأمان الوظيفي، الذين يُلامسهم القرار الصادر من وزارة العمل الصادر في شهر يوليو من العام الجاري، بالتعاون مع صندوق الحماية الاجتماعية؛ حيث تضمَّن القرار تمديد مدة صرف بدل الأمان الوظيفي لمدة سنة كاملة لجميع المستفيدين الذين أكملوا 6 أشهر من الاستحقاق، مع تخفيض البدل تدريجيًا، وصولًا إلى تحديد مقدار البدل ليصل إلى ما لا يزيد عن 115 ريالًا عُمانيًا، وهو الحد الأدنى المُحدَّد بالمادة (119) من قانون الحماية الاجتماعية". وقال سعادته في البيان العاجل: "إننا نثمن التوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وقرارات تمديد صرف بدل الأمان الوظيفي مرات مُتكرِّرة ومتعددة، ونقدِّر جهود الجهات المختصة في تنفيذها، كما نتفهم المُبرِّرات التي أوردتها الجهات المعنية في إصدار قرار التمديد مع التخفيض، والتي منها: عدم الجدية لدى بعض المستفيدين في البحث عن عمل، واحتمال عدم القدرة على تلبية متطلبات الأمان الوظيفي من خلال التأثير على حجم المخصصات المالية المرصودة له، نتيجة تجاوز مدد صرف البدل المقررة قانونًا مع تزايد أعداد المستحقين الجُدد لها". واستدرك بالقول: "إنه مع بدايات تنفيذ مرحلة التخفيض الأولى والثانية لعدد 15437 مُستحِقًا- وفقًا لإحصائيات صندوق الحماية الاجتماعية الصادرة في شهر أغسطس 2024- بنسب 30% و50%، وما سيعقبها من تنفيذ مرحلة أخرى للتخفيض وقرب انتهاء فترة التمديد لهم في شهر يونيو من العام المقبل؛ أي بعد 6 أشهر من الآن، يظل الوضع قاتمًا على حياة آلاف الأسر العُمانية من أبناء هذا الوطن العزيز".
وأضاف المنذري أنه وفقًا للمادة (117) من قانون الحماية الاجتماعية والتي نصت على أن تتولى وزارة العمل الإشراف على الجانب الإداري لفرع تأمين الأمان الوظيفي، من حيث إدارة تسجيل المؤمن عليهم والتدريب وعرض فرص العمل وتقرير استحقاق بدل الأمان الوظيفي وإيقافه، ومع تطبيق القرار، "يحق لنا أن نتساءل عن جهود وزارة العمل في هذا الشأن، وفيما اتبعته من إجراءات قبل سريان الاستقطاعات لنحو 15437 مُستحِقًا، وهل تم إعطاء هذه الفئة أولوية التنافس على فرص العمل؟ وهل قامت الوزارة خلال الستة أشهر من سريان تطبيق القرار بعرض فرص العمل المناسبة وفق المعايير المحددة لكل حالة من قوائم آلاف المُستحِقين؟".
وقال سعادته: "إنه ومراعاة للحد من التداعيات السلبية الناجمة عن قرار تخفيض نسب البدل على الفئات المُستهدَفة اجتماعيًا ونفسيًا، وما ينتج عنها من استنزاف للموارد المالية للدولة، وتعطيل للطاقات الوطنية الفتيّة وضياع خبراتها العملية والعلمية، عليه فإننا ومن خلال مجلس الشورى، فإننا نناشد مقام مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بإصدار توجيهاته السامية لإيقاف سريان تطبيق القرار مؤقتًا، ريثما تخطو الحكومة خطوة جادة في التوظيف والإحلال، كما نطالب مجلس الوزراء ووحداته المعنية ذات العلاقة بالتجاوب مع توجُّه الدولة في التوظيف والإحلال وتطبيق العقوبات على الشركات المخالفة في القطاعين العام والخاص".
مساكن التعويضات
وقدم سعادة عبد الله بن سرور الكعبي ممثل ولاية شناص بالمجلس بيانًا عاجلًا حول مساكن التعويضات التي صُرِفَت في بطون أودية وخِيران، كتعويضٍ عن تأثُّر منازلهم بأعمال طريق الباطنة الساحلي. ونوه سعادته في بيانه العاجل إلى خطورة الأوضاع حول المخططات السكنية والتي جرى استحداثها كتعويض جراء تأثر منازلهم بأعمال الطريق الساحلي والذي أنشئ قبل نحو 15 عامًا. وأكد سعادته أن المواطنين يدفعون الثمن لسوء التخطيط وسوء التنفيذ وعدم مراعاة التبعات، خصوصًا خلال الحالات الماطرة. وأضاف سعادته في البيان أن مساكن التعويضات تقع في منطقة منخفضة يطلق عليها محليًا "السباخ"، وهي منطقة تتجمع فيها الأمطار وتجري فيها الأودية، كما إنها قريبة من البحر وبالتالي تتأثر بملوحته.
إقرار رغبة
وجرى خلال الجلسة أيضًا، إقرار تقرير لجنة الشباب والموارد البشرية بشأن الرغبة المبداة حول "تطبيق العمل عن بعد لعدد من الوظائف بوحدات الجهاز الإداري للدولة"؛ حيث تهدف الرغبة إلى تطوير آلية نظام "العمل عن بُعد"؛ باعتباره وسيلةً مثاليةً لحمايةِ الموظفين والحفاظ على استمرارية العمل خلال فترة الأزمات، كما يسهم النظام في تسريع التحول الرقمي للأنظمة الحكومية، وتقليل التكاليف المالية لجهات العمل والموظفين. وزيادة رضا الموظفين.
وتابع أن النظام عن بُعد من شأنه أن يقود إلى مواكبة مُتطلبات المستقبل والتوجهات العالمية في علم الإدارة في تبني تطبيق نظام العمل عن بعد في الأعمال، وإيجاد نظام عمل مرن يراعي الظروف الإنسانية الخاصة، كما يسمح المقترح بمراعاة الظروف الخاصة والحالات المرضية للموظفين وذلك وفقًا لطبيعة عملهم الإداري وبما لا يؤثر على مستوى الإنتاجية. كما يساعد التقليل من الازدحام المروري بالطرق أثناء أوقات العمل.
ومن ضمن مبررات الرغبة المبداة كذلك مساهمة العمل عن بعد في تمكين الموظفين وتطوير إمكاناتهم للقيام بأنماط العمل الحديثة، وذلك من خلال تنمية المهارات الجديدة التي اكتسبوها بالعمل عن بعد واستخدام التكنولوجيا بشكل أوسع، كما يساعد على تحسين بيئة العمل، ورفع معنويات الموظفين، والتغلب على التحديات الإدارية المتمثلة بتقليل نسب الغياب المتكرر لدى بعض الموظفين.
من جانب أخر، وخلال أعمال الجلسة تم إحاطة أعضاء المجلس بمشروع قانون تحصيل مستحقات الدولة ومشروع قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة المحالين من الحكومة؛ حيث تم إحالتهما إلى اللجان المختصة للدراسة واستضافة المختصين للاستئناس بآرائهم وملاحظاتهم.