متقاعدون عسكريون: نقف خلف الملك في جميع مواقفه المساندة للأشقاء الفلسطينيين
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
العيسوي: الأردن بقيادته الهاشمية يواصل جهوده لوقف العدوان على غزة وضمان تدفق المساعدات
التقى رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، اليوم الاثنين، عدد من كبار المتقاعدين العسكريين من منطقة البادية الشمالية.
اقرأ أيضاً : مندوبا عن الملك وولي العهد العيسوي يعزي عشيرة الضمور
وفي بداية اللقاء، الذي عقد في الديوان الملكي الهاشمي، بحضور مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر كنيعان البلوي، نقل العيسوي إلى الحضور تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني واعتزاز جلالته بهم.
واستهل العيسوي، حديثه، بالإشارة إلى مواقف الأردن وجهود جلالة الملك عبدالله الثاني المكثفة والمتواصلة، التي يبذلها من أجل نصرة الأشقاء في قطاع غزة والضفة الغربية، والدفع لوقف الحرب الظالمة على قطاع غزة.
وأكد العيسوي أن الأردن يقف بكل صلابة في وجه ما يتعرض له الأهل في غزة والضفة الغربية من عقاب جماعي، وهو ما عبر عنه جلالة الملك قولا وجسده فعلا، من خلال توجيهاته وتصريحاته وجولاته واتصالاته، التي يؤكد خلالها بضرورة وقف العدوان الغاشم وضرورة مساندة الأشقاء وإمدادهم بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية.
وأشار إلى أن الأردن دوما، بقيادته الهاشمية، في طليعة المساندين للأشقاء الفلسطنيين، وفي مقدمة المدافعين عن حقوقهم العادلة وتطلعاتهم المشروعة، بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال "منذ بدء الحرب على غزة، يقف الأردن بصلابة، حيث وجه جلالة الملك جميع المؤسسات الوطنية لتقديم كل أشكال الدعم للتخفيف عن الأشقاء، فكانت المستشفيات والمساعدات الإنسانية والإغاثية والإنزالات الجوية لغزة".
ولفت إلى مواقف جلالة الملك الشجاعة والمتقدمة في المحافل الدولية، وجهود جلالته المكثفة والمتواصلة، على كل الصعد، لوقف آلة الحرب الإسرائيلية، والتأكيد على أن الحلول العسكرية والأمنية لن تجلب للمنطقة، إلا المزيد من الدم والدمار، وهو ما أثر على مواقف كثير من الدول تجاه ما يجري في قطاع غزة.
وقال إن الأسرة الهاشمية، بقيادة عميد آل البيت الأطهار، جسدت بمواقفها الشجاعة، مواقف جميع الأردنيين إزاء ما يجري في غزة من قتل ودمار، مستعرضا الدور المهم لجلالة الملكة رانيا العبدالله لجهة إبراز حقيقة الظلم والدمار الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل الاحتلال الإسرائيلي، والذي عبرت عنه من خلال مقابلات متلفزة مع محطات عالمية ومقالات نشرت في صحف عالمية.
وأشار، في هذا الإطار، إلى جهود سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، المساندة للجهد الملكي، في إبراز صلابة الموقف الأردني من خلال إشرافه المباشر على تجهيز وإرسال المستشفى الميداني الأردني الثاني لقطاع غزة، ومتابعة سموه بنفسه عن كثب تأمين المساعدات للأشقاء.
كما لفت إلى شجاعة سمو الأميرة سلمى بنت عبدالله الثاني، عندما شاركت في عمليات إنزال المساعدات الطبية والإغاثية الخامسة للمستشفى الميداني في قطاع غزة، رغم المخاطر والصعوبات التي تواجه عمليات الإنزال في مثل هذا الظروف، مشيرا إلى أن عدد عمليات الإنزال التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية من خلال طائرات سلاح الجو الملكي (7) عمليات.
وأكد أن الأردن، وبتوجيهات من جلالة الملك، سيواصل جهوده لضمان وصول تدفق المساعدات الإنسانية موضحا أن عدد طائرات المساعدات الاردنية، التي تم إرسالها بلغت (22) طائرة، حتى الأن، إضافة على (39) قافلة مساعدات برية، وتسيير يوم أمس الأول (50) شاحنة محملة بالمواد الغذائية، والتي عبرت من خلال جسر الملك حسين على معبر كرم أبو سالم.
وأكد أهمية الدور، الذي يقوم به المتقاعدون العسكريون من القوات المسلحة الأردنية، الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، باعتبارهم رديف للجيش العربي المصطفوي ورفاق سلاح جلالة الملك.
وأشار إلى دور وجهود نشامى القوات المسلحة الجيش العربي، والأجهزة الأمنية الذي يذودون عن حمى الوطن والحفاظ على منجزاته وصون مقدراته، ودورهم الإنساني النبيل في معالجة المرضى والمصابين في غزة ونابلس وجنين.
وقال العيسوي إنه رغم التحديات التي تمر بها المنطقة، إلا أن الأردن قادر على مواجهة كل التحديات وحماية أمنه واستقراره بحكمة قيادته وحرص ووعي الأردنيين، مؤكدا أن الأردن القوي هو الأقدر على مساندة ودعم أشقائه والدفاع عن قضايا أمته العادلة.
من جهتهم، أكد الحضور وقوفهم خلف جلالة الملك عبدالله الثاني في جميع مواقفه من أجل نصرة ودعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
وأشادوا بحكمة جلالته ورؤيته الحكيمة ومواقفه الشجاعة والواضحة في التعامل مع الأزمات، التي تشهدها المنطقة، بما يخدم المصالح الوطنية وقضايا أمته العربية والإسلامية.
وأشاروا إلى أن الأردن، قيادة وشعبا وحكومة، كانَ وسيظل دوما االنصير للشعب الفلسطيني الشقيق، والمدافع الأول عن القضية الفلسطينية، بإعتبارها قضيته المركزية.
ولفتوا إلى الدور المحوري والجهود التي يبذلها الأردنُ، بقيادة جلالة الملك، في هذه الفترة الحرجة، لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وكشف حقيقة الجرائم، التي ترتكب بحق الأشقاء في غزة والضفة الغربية، والتأكيد على حقهم باقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني.
وأكدوا أن مواقف جلالة الملك برفض الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، ونصرة الشعب الفلسطيني والحفاظ على المصالح الوطنية الأردنية العليا، هي مواقف شجاعة وقوية وتاريخية.
وأشادوا بجهود القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي المرابطة على الثغور للحفاظ على أمن واستقرار الأردن، وأن الأردن سيبقى بالتفاف الشعب الأردني حول قيادته الهاشمية الحص المنيع في وجه من يحاول المساس بلحمته االوطنية وتماسك جبهته الداخلية.
وأكدوا وقوفهم في وجه محاولات التشكيك بمواقف الأردن الراسخة حيال القضايا الوطنية، لاسيما قضيته المركزية القضية الفلسطينية، والدفاع عن القضايا العادلة لأمته العربية والإسلامية، مشددين على ضرورة تمتين وتماسك الجبهة الداخلية.
واشادوا بدور جلالة الملكة رانيا العبدالله في توضيح حقيقة ما يجري في غزة والضفة الغربية من دمار وقتل، للرأي العام العالمي، من خلال مقابلات متلفزة مع محطات عالمية.
وقدروا عاليا جهود سمو ولي العهد، وحرصه على مرافقة بعثة المستشفى الميداني الجديد إلى مدينة العريش المصرية، وإشرافه الميداني المباشرعلى إرسال المساعدات الطبية والإنسانية والإغاثية المتواصلة للأشقاء الفلسطينيين.
ولفتوا إلى شجاعة سمو الأميرة سلمى بنت عبدالله الثاني، عند مشاركتها في عملية إنزال جوي لمساعدات ومستلزمات طبية وعلاجية للمستشفى الميداني الأردني في غزة.
وشددوا على أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والحفاظ على عروبتها، مستذكرين تضحيات الجيش العربي المصطفوي في الدفاع عن فلسطين والقدس ومقدساتها.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الملك عبد الله الثاني الديوان الملكي فلسطين قطاع غزة فی غزة والضفة الغربیة عبدالله الثانی القوات المسلحة الجیش العربی جلالة الملک أن الأردن قطاع غزة من خلال
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مقبرة تحتمس الثاني.. الملك الحائر تنام روحه في هدوء
في تطور جديد مفاجئ، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية الأسبوع الماضي اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني المفقودة بالأقصر، وهي المقبرة الملكية الأولى التي يعثر عليها منذ اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون عام 1922.
وبعد مرور أكثر من قرن على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، أعلن الفريق البحثي المصري البريطاني العثور على مقبرة ملكية تعود للملك تحتمس الثاني أحد ملوك الأسرة 18، في إنجاز يعد من أعظم الاكتشافات الفرعونية في القرن الحالي.
جاء هذا التطور المفاجئ على عكس ما أعلن عند اكتشاف المقبرة في 2022 أن المقبرة المكتشفة ربما تخص إحدى الزوجات الملكيات أو الأميرات خلال فترة حكم التحامسة (الأسرة 18) والتي لم يتم الكشف عن عدد كبير منها حتى الآن.
وتكتمل المفاجآت بالعثور على المقبرة في الوادي الغربي لمدينة طيبة بالقرب من مدينة الأقصر، وهي المنطقة المخصصة لدفن الملكات، وأن القبر يعود للملك الفرعون وليس لواحدة من الملكات.
وهذا الكشف الجديد يؤكد أن التاريخ الفرعوني لم يبح بعد بكل أسراره، رغم كل الاكتشافات الأثرية في طيبة والأقصر وجميع أرجاء مصر، وعلماء المصريات ما زالوا في حيرة من كمّ الاكتشافات، فكل اكتشاف جديد يؤدي إلى مزيد من الأسرار وكثير من الألغاز، وأن ما عثر عليه من آثار ليس سوى جزء صغير مما لم يكتشف بعد، وهذه الحقيقة أعلنها الدكتور زاهي حواس خبير المصريات المعروف للجزيرة نت إذ قال "لم نكتشف من آثار الفراعنة سوى النزر اليسير، وما زالت الأسرار الفرعونية الكبرى مركومة تحت التراب".
جاء الكشف خلال أعمال الحفائر والدراسات الأثرية التي تنفذها البعثة الأثرية المصرية الإنجليزية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار بمصر ومؤسسة أبحاث الدولة الحديثة للمقبرة رقم (C4)، حسب بيان صحفي أشار إلى أن مقبرة الملك تحتمس الثاني هي آخر مقبرة مفقودة من ملوك الأسرة 18 في مصر.
إعلانالمقبرة تحتوي على سلم ضخم وممر كبير للغاية، مما يدل على عظمة الملك المدفون، وقد واجه الفريق الأثري صعوبة كبيرة في إزالة الأنقاض من الممرات التي كانت ممتلئة بالحطام نتيجة الفيضانات، واضطروا إلى الزحف عبر ممر ضيق يبلغ طوله 10 أمتار قبل أن يصلوا إلى غرفة الدفن.
الاكتشاف الجديد اهتمت به الصحف والمواقع البريطانية على غير العادة، في إشارة منها إلى أن الاكتشافات المهمة في تاريخ الآثار الفرعونية دائما ما يكون أبطالها إنجليزيين، وهذا ما حدا بموقع صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن يخصص مساحة واسعة عن هذا الاكتشاف الجديد، مشيرًا إلى أن عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر هو أول من كشف أسرار مقبرة توت عنخ آمون في 16 فبراير/شباط 1923م معلنا عن أهم اكتشاف أثري في القرن العشرين؛ تلك المقبرة التي حوت أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية كانت مكدسة بإحكام شديد ولم تمتد إليها أيدي اللصوص، في صورة تحاكي وتعكس نمط الحياة في القصر الملكي الفرعوني.
وعن الاكتشاف التي توصلت إليه البعثة المصرية الإنجليزية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة أبحاث الدولة الحديثة بجامعة كامبردج بالوادي رقم C في منطقة الوديان الغربية بالبر الغربي بالأقصر، أكد الدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أهمية هذا الكشف، ووصفه بأنه أحد أهم الاكتشافات الأثرية في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن القطع الأثرية المكتشفة بالمقبرة تُعد إضافة مهمة لتاريخ المنطقة الأثرية وفترة عهد الملك تحتمس الثاني، حيث يعثر لأول مرة على الأثاث الجنائزي للملك الذي لا يوجد له أي أثاث جنائزي في المتاحف بالعالم.
المقبرة وجدت في حالة سيئة من الحفظ بسبب تعرضها للسيول، إذ غمرتها المياه بعد وفاة الملك بفترة قصيرة، والدراسات الأولية تشير إلى أنه تم نقل محتويات المقبرة الأساسية إلى مكان آخر بعد تعرضها للسيول خلال العصور المصرية القديمة، وأن البعثة تقوم بترميم أجزاء الملاط التي اكتشف عليها بقايا نقوش باللون الأزرق ونجوم السماء الصفراء، وكذلك زخارف وفقرات من كتاب "إمي دوات" الذي يُعد من أهم الكتب الدينية التي اختصت بها مقابر الملوك في مصر القديمة، بحسب محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة من الجانب المصري.
إعلانعثر على جزء من السقف الأصلي للمقبرة الذي كان ما زال سليمًا، وهو سقف مزخرف باللون الأزرق ومرصع بالنجوم الصفراء، وهو عنصر زخرفي لا يوجد إلا في مقابر الملوك، وكانت المقبرة فارغة تمامًا، وذلك يؤكد أن محتوياتها قد نقلت إلى مكان آخر في العصور القديمة بعد أن غمرتها الفيضانات التي تسببت في تدميرها، بحسب الدكتور بيرز ليزرلاند مدير البعثة البريطانية المشاركة في التنقيب.
وعن شعوره عند اكتشاف المقبرة، قال الدكتور بيرز ليزرلاند مدير البعثة الأثرية المشاركة في التنقيب:
"الإحساس الذي يصاحب العثور على شيء غير متوقع هو شعور مذهل، وأصابتني الدهشة الشديدة في تلك اللحظة"، وبعد اكتشاف المقبرة لم يتمكن من التحكم في مشاعره وانفجر بالبكاء عند لقاء زوجته في الخارج.
وعن أهمية هذا الاكتشاف، يقول الدكتور حسين عبد البصير عالم الآثار المصرية للجزيرة نت "كان الأثريون منذ زمن بعيد يمنّون أنفسهم باكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني، لأنه الملك الوحيد في الأسرة 18 الذي لم تعرف الكثير من أسراره ولم تكتشف مقبرته من قبل رغم فترة حكمه القصيرة".
ويؤكد الدكتور عبد البصير أن مقبرة أي ملك من الملوك الفراعنة مهما كانت قوته وسطوته لا تقارن بمقبرة توت عنخ آمون رغم وفاته وهو صغير، كما أنه لم يترك أعمالا ترفعه إلى مصاف الملوك الأقوياء، ولكن لحسن حظه أن مقبرته كانت من المقابر القليلة التي لم يدخلها اللصوص ويسرقوا محتوياتها، وأن كل مقابر الأسر 18، 19، 20 سرقت بالكامل تقريبا، في حين لم تسرق مقابر الأسرة 21، 22 في صان الحجر بمنطقة الدلتا.
وعن أهمية ملوك الأسرة 18 وتاريخهم، يقول الدكتور حسين عبد البصير إن تاريخ هذه الأسرة "يتسم بكثير من آيات التفرد بين ملوك الفراعنة، فقد كانوا أول من خرج عن التقليد الفرعوني بالدفن خارج الأهرامات، وكان الصراع على النفوذ والسلطة أهم ما يميز ملوك هذه الأسرة، مثلما حدث مع الملك تحتمس الثاني وتحتمس الثالث والملكة حتشبسوت".
إعلانكان الملك تحتمس الأول أو "تحوتمس الأول" هو الفرعون الثالث من ملوك الأسرة 18، اعتلى العرش بعد وفاة الفرعون أمنحتب الأول، وقد جاوز الأربعين من عمره، وتزوج الملكة أحمس وأنجب منها ابنا يدعى واج مس، وابنتين هما حتشبسوت ونفروبتي. توفي واج مس قبل والده وتوفيت نفروبتي وهي رضيعة.
وكان للملك تحتمس الأول أيضًا ابن واحد من زوجة أخرى تدعى موت نفرت، يقال عنه إنه ابن غير شرعي، خلفه هذا الابن وعرف باسم "الملك تحتمس الثاني" الذي اكتشفت مقبرته مؤخرا، وهو أخ الملكة حتشبسوت غير الشقيق وزوجها في الوقت نفسه، وهو طقس عائلي معتاد في الأسر الملكية، ليشاركا معا في الحكم بعد موت الأب حلا لمشكلة وجود وريث شرعي له، لكن المرض اشتد عليه بمجرد اعتلائه العرش، وقامت حتشبسوت بالحكم من وراء الستار.
ومن أعمال الملك تحتمس الثاني في الحكم، القضاء على العصيان والتمرد في كوش بالنوبة ونصب لوحة بانتصاراته عند الشلال الثالث، وتأمين حدود مصر الشرقية ومناجم النحاس في سيناء، كما قام بحملة إلى سوريا على البدو (شاسو) الذين يعيشون على الحدود السورية، وكانت فلسطين منطقة نفوذ المصريين وكان الحال فيها آمنا على وجه العموم، إذ إن المصريين لم يتدخلوا في شؤون عبادات سكان البلاد التي فتحت.
ورغم قصر مدة حكمه، فإنه شن الحملة الحربية على النوبيين لتأكيد سيطرته ولإيصال نفوذه إلى المكان نفسه الذي وصل إليه نفوذ من سبقوه من الملوك، كما أسهم تحتمس الثاني في بناء معبد الكرنك حيث أقام البوابة الثامنة ونحت تمثالين له أمام هذه البوابة، وأقام معبدا في شمال مدينة هابو بالأقصر أكمله ابنه تحتمس الثالث.
توفي تحتمس الثاني قبل سن الثلاثين وعثر على جثته في مخبأ بالدير البحري فوق معبد حتشبسوت الجنائزي، وجثمانه موجود في المتحف المصري في القاهرة، وعثر على مقبرته في الوديان الغربية بالقرب من وادي الملكات عام 2022، وقد بُنيت المقبرة تحت شلالات فأدى ذلك إلى حدوث فيضانات دورية ألحقت الضرر بالمقبرة على مر العصور، وقام الفراعنة بنقل جثمانه المحنط في العصور القديمة إلى مخبأة في الدير البحري حيث اكتُشِف في القرن 19، ومع وفاة الملك تحتمس الثاني أصبحت حتشبسوت هي الوصية على عرش ابنه الملك تحتمس الثالث.
ولمكانة الملكة حتشبسوت في حكم الأسرة 18، كانوا يطلقون عليها خليلة آمون المفضلة على السيدات، أو خليلة آمون درة الأميرات، أبرز الملكات اللاتي حكمن مصر وأقواهن نفوذًا، وكان حكمها نقطة بارزة ليس في تاريخ الأسرة 18 فحسب بل في تاريخ مصر القديم كله، وكان للملكة حتشبسوت دور كبير ومؤثر في حياة والدها، ثم في حياة شقيقها وزوجها الملك تحتمس الثاني، ثم في حياة تحتمس الثالث، حتى استولت هي على دفة الحكم في البلاد.
إعلانولدت حتشبسوت في عام 1508 قبل الميلاد، ويأتي ترتيبها الخامس ضمن تسلسل ملوك الأسرة 18، فقد حكمت بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني كوصية على الملك الصغير تحتمس الثالث في البداية، ثم أقصته عن العرش لتصبح هي الملكة وابنة الإله آمون.
بدأت حتشبسوت مساعدة لأبيها في الحكم، والوريثة الشرعية للعرش؛ وكان من المعقول أن تكون هي الفرعون الذي يلي تحتمس الأول على العرش وهي في عمر العشرين، لكن تقاليد البلاط ودسائس الكهنة بدأت تتدخل في الأمور، لأن فكرة حكم امرأة ووضع جميع السلطات في يدها كان أمرًا لا يقبل به الكهنة.
لهذا السبب كان من المحتم أن يشترك معها أخوها غير الشقيق (تحتمس الثاني) في الحكم، ذاك الشخص النحيل المريض، القليل الخبرة بإدارة شؤون البلاد، ليكون شريكها في الملك كفرعون للبلاد، بينما تصبح هي زوجة ملكية لا أكثر.
كانت كل الظروف ضد أن تصبح حتشبسوت ملكة للبلاد، وبزواجها من تحتمس الثاني المريض أصبحت له شرعية الحكم، والحقيقة أن حتشبسوت هي التي كانت تدير أمور الدولة وتحكم البلاد باسمه من وراء ستار، وكانت صاحبة الأمر والنهي، وما وصلنا عن فترة حكمه القصيرة أنه لم يقد الجيش في معاركه مثلما فعل والده، وعندما قام النوبيون بثورة في الجنوب أمر قواده وجنوده أن يكونوا قساة لأبعد درجة مع الخارجين على حكمه.
ولما اشتد عليه المرض، أخذ رجال البلاط وكبار الموظفين يتساءلون عما سيحدث عندما يموت الملك وهو لم يكن له وريث شرعي يخلفه على العرش، وهل ستحكم حتشبسوت البلاد في النهاية بمفردها؟
في أواخر حياته أراد الملك (تحتمس الثاني) أن يصبح ابنه الصغير (تحتمس الثالث) وريثاً للعرش من بعده، وبالفعل قام تحتمس الثالث الذي كان يعيش في معبد آمون بالكرنك كأحد كهنته بالعديد من المؤامرات، مثيرًا الشعور العام بين الكهنة والناس ضد فكرة قيام امرأة بحكمهم، وبالفعل أصبح شريكا في الحكم مع حتشبسوت.
مات تحتمس الثاني عام 1501 قبل الميلاد، وفي اليوم الثالث من شهر مايو/أيار 1501 قبل الميلاد خرج تحتمس الثالث من معبد آمون، ليدخل القصر الملكي حاكما وشريكًا للملكة حتشبسوت في الحكم، وكان عمر حتشبسوت في ذلك الوقت 34 سنة.
لكن لم تسر الأمور على ما يرام، ومنذ اليوم الأول كان هناك صراع ومنافسة من أجل الاستحواذ على الحكم، ولم تلبث حتشبسوت أن وضعت كل السلطات في يدها بمساعدة مناصريها، حتى أصبح الفرعون تحتمس الثالث عاجزا تماما عن حكم البلاد، واضطر إلى إخلاء المكان لحتشبسوت.
وأخيراً تم إعلان حتشبسوت في عام 1478 قبل الميلاد ملكة على الصعيد والدلتا، وحكمت مصر وممتلكاتها في الخارج وحدها كفرعون، وكانوا يمدحونها ويسمونها (حورس الأنثى)، وأضافوا إلى اسمها علامة التأنيث في آخر الكلمة التي تدل على لفظ الجلالة، ووجدت الخانات الملكية مكتوبًا عليها اسم حتشبسوت (ملك الصعيد والدلتا، ابنة الشمس، صديقة آمون حتشبسوت، حورس الذهبي، مانحة السنين، إلهة الإشراقات، هازمة جميع البلاد، التي تحيي القلوب، السيدة القوية)، وقدر المؤرخ المصري القديم مانيتون فترة حكمها بـد21 سنة و9 أشهر.
إعلانولكن، ماذا فعلت حتشبسوت بتحتمس الثالث بعد أن أطاحت به من سدة الحكم؟ يقول البعض إنها قتلته أو نفته إلى مكان بعيد عن مصر، لكن الحقيقة أنها علمته فنون الحرب وإدارة الدولة، ليقود بعض الحملات العسكرية ضد الثائرين على الحكم المصري خارج البلاد في أواخر حكمها، وقد تولى الحكم بعد موتها، عقب زواجه من ابنتها (ميريت رع حتشبسوت)، مما أعطاه شرعية الحكم، وقد كان من أقوى الفراعنة المحاربين الذين حكموا مصر وكوّن أول وأقوى إمبراطورية مصرية عرفها التاريخ.