بدأت شركات الملاحة البحرية اليابانية تغيير مساراتها بعد استهداف الحوثيين سفنا تجارية في البحر الأحمر إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل. وأوضحت قناة "إن إتش كيه" اليابانية الرسمية أن شركتي "نيبون يوسين" و"ميتسو أو إس كيه لاينز" غيرتا مسار سفنهما المتجهة لأوروبا والقادمة منها لتجنّب احتمال استهداف السفن من قِبل الحوثيين بالبحر الأحمر، لافتة إلى أنه تم توجيه السفن لسلوك طريق رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.

وأفادت وسائل إعلام يابانية أخرى بأن شركتي "كي لاين" و"أوشن نيتوورك إكسبريس" غيرتا أيضًا مسار سفنهما لنفس السبب.

وتقول جماعة الحوثي في اليمن إنها تسعى -باستهداف السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل– إلى السماح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر الذي يتعرض لعدوان متواصل من الاحتلال الإسرائيلي أدى لتدمير كبير جدا ومقتل أكثر من 20 ألفا وإصابة أكثر من 54 ألفا آخرين.

بذلك تبعت الشركات اليابانية أخرى اتخذت الإجراءات نفسها، منها "سي إم إيه- سي جي إم" الفرنسية، شركة ناقلات النفط البلجيكية "يوروناف"، إيفرغرين التايوانية، فرونت لاين وغرام كار كاريرز (النرويج)، هاباغ لويد الألمانية، "إتش إم إم" الكورية الجنوبية، هوغ أوتولاينرز النرويجية، "إم إس سي" وأوشن نتورك إكسبرس (اليابان)، وأورينت أوفرسيز كونتينر لاين (هونغ كونغ)، لينيوس فيلهلمسن النرويجية، يانغ مينغ التايوانية، وغيرها.

ميرسك ترجع

في المقابل، قالت شركة الشحن الدانماركية "ميرسك" -أمس- إنها تستعد لاستئناف عملياتها في البحر الأحمر وخليج عدن، بعد نشر قوة عسكرية بقيادة الولايات المتحدة تهدف إلى ضمان سلامة التجارة في المنطقة.

وكانت شركة الشحن العملاقة هذه قد أوقفت مؤقتا إرسال السفن عبر مضيق باب المندب هذا الشهر بسبب الهجمات على سفنها.

وأطلقت الولايات المتحدة -الثلاثاء الماضي- عملية متعددة الجنسيات تحت اسم "حارس الازدهار" لحماية التجارة في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين بالطائرات المسيرة والصواريخ على سفن.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) -الخميس- إن أكثر من 20 دولة في المجمل وافقت على المشاركة في التحالف. ومع ذلك، فإن العدد الإجمالي الجديد يشير إلى أن 8 على الأقل من الدول التي قررت الانضمام لتلك الجهود ترفض الكشف عن مشاركتها علنا، في إشارة إلى الحساسيات السياسية لهذه العملية.

وقالت "ميرسك" -في بيان- إنها تلقت تأكيدا، اعتبارا من أمس الأحد، بأن المبادرة الأمنية المتعددة الجنسيات المعلن عنها مسبقا قد تأسست ونشرت للسماح للتجارة البحرية بالمرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن.

وأضافت "مع تفعيل هذه المبادرة، نستعد للسماح للسفن المتجهة إلى الشرق والغرب باستئناف العبور عبر البحر الأحمر".

وقالت ميرسك إنها ستعلن المزيد من التفاصيل الأيام المقبلة، لكنها أشارت إلى أنها قد تلجأ مرة أخرى لتحويل مسار السفن من البحر الأحمر، وفقا لظروف السلامة.

الحوثيون لدى سيطرتهم على "غالاكسي ليدر" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (الفرنسية) شكوك

ويعني ذلك أن ميرسك من بين شركات أخرى ما زالت متشككة بشأن نتاج عمل التحالف الجديد، إذ نقلت رويترز الأسبوع الماضي عن كوري رانسلم الرئيس التنفيذي لشركة درياد غلوبال البريطانية لاستشارات المخاطر البحرية والأمن، قوله إن عددا من الأمور ما زالت مجهولة فيما يتعلق بالتحالف، منها قواعد الاشتباك الخاصة بالقطع الحربية البحرية، وخطة الحماية الفعلية التي ستوفرها.

وأضاف أن منطقة الحوادث صغيرة إلى حد ما، ومع ذلك فإن توفير الحماية للسفن التجارية في هذه المنطقة يمكن أن يكون مهمة كبيرة اعتمادا على عدد السفن، إلى جانب أي تغييرات في تكتيكات الهجوم للحوثيين.

وتوقع رانسلم أن يستمر التهديد الذي يواجه الشحن البحري في المستقبل المنظور ما دامت الحرب مستمرة في غزة.

سيناريو خطير

وقال الخبير اللوجستي وائل قدور -للجزيرة نت- إن توترات حركة الشحن في البحر الأحمر يمكن أن تتوقف فور انتهاء الحرب على غزة، لكن استهدافات جماعة الحوثي لن تتوقف على الأرجح، إذا استمرت الحرب، وبالتالي سيعمل التحالف على اعتراض المسيرات أو المقذوفات تجاه السفن.

لكنه استبعد أن ينجح التحالف في اعتراض الهجمات كلها، وهذا ما يعني أن الخطر قد يظل قائما وهو "سيناريو خطير".

وأضاف أنه لحماية السفن، بالنظر إلى حالات مشابهة سابقة، يمكن أن تتم لكل سفينة بصورة فردية، وهذا أمر مكلف، وقد تتخذ شكل قوافل، مما يعني أن كل مجموعة سفن تحميها عدد من السفن الحربية.

في هذا السياق، قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام أمس إن سفينة حربية أميركية حاولت إطلاق النار على طائرة استطلاع تابعة للجماعة، كانت تنفذ نشاطا "استطلاعيا" بالبحر الأحمر، لكن أحد الصواريخ انفجر بالقرب من سفينة متجهة جنوبا.

وأضاف" "البحر الأحمر سيكون ساحة مشتعلة إذا استمرت أميركا وحلفاؤها على النحو الذي هم عليه من البلطجة، وعلى الدول المشاطئة للبحر الأحمر أن تدرك حقيقة المخاطر التي تهدد أمنها القومي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

ناشيونال إنترست: اليمنيون يفرضون معادلة بحرية جديدة والبحرية الأمريكية منهكة وغير قادرة على المواجهة

يمانيون../
في تقرير مطوّل حمل عنوان “كيف تفوق الحوثيون على واشنطن”، كشف موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي المتخصص في قضايا الدفاع والأمن، عن إخفاق الولايات المتحدة في مواجهة ما وصفه بـ”النجاح التكتيكي والاستراتيجي” للقوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، رغم حشدها لأكبر قوة بحرية في العالم.

اليمن يفرض حصاراً فعلياً على باب المندب
الكاتب الأمريكي رامون ماركس أوضح في تقريره أن البحرية الأمريكية، التي استعانت بحاملتي طائرات وقوات بحرية ضخمة لتأمين الملاحة في مضيق باب المندب، فشلت في تحقيق أهدافها، حيث تمكن اليمنيون من فرض حصار فعلي على المضيق لأكثر من عام، الأمر الذي أجبر مئات السفن التجارية الدولية على تغيير مسارها نحو طريق رأس الرجاء الصالح، رغم كلفته العالية وطوله الزمني الكبير.

أسلحة بسيطة.. وفعالية غير متوقعة
ماركس أشار إلى أن القوات اليمنية استخدمت تقنيات عسكرية وصفها بـ”الرخيصة والفعالة”، مثل الطائرات المسيّرة، والصواريخ المضادة للسفن، لتهديد السفن الأمريكية وتعطيل الملاحة في البحر الأحمر، مؤكدًا أن هذه الأسلحة البسيطة نسبيًا غيّرت قواعد اللعبة البحرية، وقلبت موازين التفوق التقليدي، حيث لم تعد حاملات الطائرات والسفن المتطورة قادرة على صد هجمات تأتي من آلاف الكيلومترات بوسائل ذكية ومنخفضة التكلفة.

الإرهاق ينهك البحرية الأمريكية
التقرير لم يكتف بالحديث عن التفوق اليمني الميداني، بل ذهب أبعد من ذلك بالإشارة إلى الإرهاق الذي أصاب البحرية الأمريكية نتيجة الانتشار الواسع والمهام المتعددة، وخصوصًا في ظل التصعيد مع الصين في المحيط الهادئ، وانخراط واشنطن في حماية كيان الاحتلال الصهيوني.

وحذّر ماركس من أن الولايات المتحدة تواجه اليوم أسطولًا صينيًا يفوقها عدداً، بينما تعاني أحواض بناء السفن الأمريكية من عدم القدرة على مجاراة وتيرة الإنتاج الصيني، ما يعني أن القدرة البحرية الأمريكية آخذة في التآكل.

الفشل الجوي.. وضيق الخيارات
ورغم لجوء واشنطن إلى التصعيد الجوي عبر غارات مركزة باستخدام قاذفات B2 المتطورة على مواقع يمنية، إلا أن الكاتب أشار إلى أن هذه الهجمات لم تُحقق نتائج ملموسة، رغم تجاوز تكلفة الذخائر المستخدمة حاجز المليار دولار خلال أسابيع قليلة.

ومع تصاعد الهجمات اليمنية، بدأ الحديث في الأوساط الأمريكية عن إمكانية الانسحاب من البحر الأحمر وترك المهمة للقوى الأوروبية، التي تمتلك مجتمعة أكثر من ألف سفينة حربية، ولديها ارتباط اقتصادي أوثق بممرات البحر الأحمر.

لكن ماركس نبّه إلى أن أي انسحاب أمريكي سيُنظر إليه كإشارة ضعف جديدة، على غرار الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، الأمر الذي سيمنح اليمنيين تفوقًا معنوياً واستراتيجياً إضافياً.

أمريكا أمام خيارين مرّين
في ختام تقريره، قال ماركس إن واشنطن اليوم تقف أمام خيارين أحلاهما مرّ:

تصعيد شامل قد يقود إلى مواجهة برية محفوفة بالمخاطر.

أو انسحاب يوجه ضربة قاسية جديدة للهيبة الأمريكية.

وختم بالقول إن اليمنيين أدخلوا البحرية الأمريكية في “لعبة ضرب الخلد” (Whack-a-Mole) بلا نهاية، حيث تتلقى السفن الأمريكية الضربات المتكررة دون نصر حاسم، وهو ما يضع الهيبة الأمريكية على المحك الجاد لأول مرة منذ عقود.

ويبدو أن اليمن، بقوة الإرادة وابتكار الأساليب، قد أصبح لاعباً محورياً في المعادلة الجيوسياسية للمنطقة، وجعل من البحر الأحمر ساحة اختبار قاسية للتفوق الأمريكي التقليدي.

مقالات مشابهة

  • شركات الشحن الصهيونية تشكو تأثيرات الحصار البحري اليمني
  • ناشيونال إنترست: اليمنيون يفرضون معادلة بحرية جديدة والبحرية الأمريكية منهكة وغير قادرة على المواجهة
  • تولت مصر قيادته.. ما علاقة القوة البحرية “تحالف الراغبين” بالأحداث في البحر الأحمر
  • استمرار إزالة المنازل العشوائية الخطرة وتسليم وحدات بديلة بالبحر الأحمر
  • مصر تنضم رسميًا لتحالف أمريكا في البحر الأحمر.. بثمن باهظ
  • "التموين" تنشئ مركز سجل تجاري متميز بالبحر الأحمر
  • المؤبد لـ7 متهمين والسجن لـ9 آخرين.. أحكام مشددة في أكبر قضايا تهريب المخدرات بالبحر الأحمر|تفاصيل
  • السيسي: مصر خسرت 7 مليارات دولار خلال عام 2024 نتيجة أزمة البحر الأحمر
  • تضاف لتأثيرات البحر الأحمر.. رسوم ترامب تضغط على حركة الشحن العالمية 
  • مسؤول أمريكي: “الحوثيون” لا يزالون يحتفظون بقدراتهم لشن هجماتٍ في البحر الأحمر