فعالية خطابية ووقفة تضامنية مع فلسطين بكلية الهندسة جامعة صنعاء
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
الثورة نت|
نظمت كلية الهندسة بجامعة صنعاء بالتعاون مع ملتقى الطالب الجامعي فعالية خطابية ووقفة تضامنية مع القضية الفلسطينية وطوفان الأقصى ودعماً وتاييداً لعمليات الجيش والقوات البحرية ضد الكيان الصهيوني الغاصب تحت” شعار لستم وحدكم”.
وفي الفعالية، أكد رئيس الهيئة العليا للتكنولوجيا والابداع والإبتكار، الدكتور منير القاضي، أن الكيان الصهيوني وهو يرتكب حرب الإبادة بحق أبناء غزة دون أن يحرك العرب والمسلمين ساكناً يدرك أن الأمة العربية والإسلامية اليوم تعيش أسوا حالتها من الذلة والهوان والخذلان والانتكاسة التي لم تشهدها على مر التاريخ الحديث والمعاصر.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني الغاصب منذ نشأته بتواطئ حكام العرب انذاك قام على إرتكاب أبشع الجرائم وسفك الدماء بحق أبناء فلسطين من دير ياسين وصبرا وشاتيلا مروراً بجنين وكذلك الجرائم التي ترتكبها اليوم بحق المدنيين والأطفال والنساء بالمستشفيات والمدارس والمخيمات وأماكن الايواء واستهداف المنازل وتدميرها على رؤوس ساكنيها في مخالفة صريحة لقوانين الحرب وشرائع الأرض والسماء.
ولفت الدكتور القاضي إلى أهمية دور المؤسسات التعليمية والفكرية في توضيح حقيقة الصراع العربي مع العدو الصهيوني ووضع التصورات والسيناريوهات المحتملة وطرق المواجهة طويلة الأجل وفي مقدمتها استخدام سلاح المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الصهيونية والأمريكية وإيجاد البدائل الممكنة .
من جانبه أشار نائب عميد كلية الهندسة بجامعة صنعاء، الدكتور عبد الوهاب النونو، أن عملية طوفان الأقصى مثلت محطة فارقة في مسار الصراع العربي الصهيوني وتطورا نوعيا أعاد للأمة العربية والإسلامية الكرامة والعزة وحطم الغطرسة الإسرائيلية وكشفت عن حقيقة اسطورة الجيش الذي لايقهر وأظهرته بأنه أوهن من بيت العنكبوت.
وأكد الدكتور النونو أن العملية شكلت صدمة قاسية للعدو وكشفت ضعفه وعجزه أمام الإرادة الحرة للمقاومة الفلسطينية مما جعله يستنجد بأمريكا والغرب في أيامه الأولى ، وعبّر عن فخر واعتزاز الشعب اليمني بما يسطره أبطال المقاومة الفلسطينية في غزة من ملاحم بطولية لم يسبق لها مثيل داخل الأراضي المحتلة .
واستنكر النونو المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق المدنيين من أبناء غزة في ظل صمت دولي وتواطؤ عربي وبدعم أمريكي وغربي ، مباركاً موقف اليمن المشرف بقيادته الحكيمة الداعم والمساند للقضية الفلسطينية والمشارك في معركة الجهاد المقدس بشتى السبل المتاحة.
فيما أشار الناشط الثقافي الدكتور غالب عامر، إلى أن الحرب على غزة هو عدوان عالمي بقيادة أمريكا التي سقطت اخلاقياً وإنسانياً وأنتهت دعواتها عن حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها وكشفت حقيقة الجيش الذي لايقهر بفضل سواعد المقاومة الفلسطينية وكتائب عز الدين القسام .
وأكد أهمية دور الجامعات في ترسيخ وعي الأجيال بأهمية فلسطين كقضية مركزية للأمة وأساسها ومخاطر اليهود والاحتلال الصهيوني الذي تم زرعه في قلب الأمة عام 1948 م، منوها ً بالثبات والصمود الأسطوري لأبطال المقاومة الفلسطينية وحقهم المشروع في النضال والرد على جرائم الاحتلال وانتهاكاته المستمرة بحق الفلسطينيين والأقصى الشريف والمقدسات الإسلامية بكل السبل والإمكانيات المتاحة.
تخلل الفعالية، التي حضرها قيادات الكلية وأعضاء هيئة التدريس والكادر الإداري وجمع من الطلاب والطالبات، فقرات فنية وقصيدة شعرية معبرة عن طوفان الأقصى.
إلى ذلك نظم أكاديميو وطلاب كلية الهندسة بجامعة صنعاء وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ومساندة أبطال المقاومة في غزة الذين يسطرون أروع الملاحم البطولية في مواجهة الكيان الصهيوني.
ورفع المشاركون في الوقفة العلم الفلسطيني واللافتات والشعارات والهتافات المنددة بالمجازر الوحشية والإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق أطفال ونساء وشيوخ غزة في عملية إجرام لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
وأعلن المشاركون التفويض الكامل والمطلق للقيادة الثورية في القرارات التي اتخذتها ، للمشاركة الفعلية في معركة الجهاد المقدس مع أبطال المقاومة الفلسطينية في غزة ، مباركين العمليات العسكرية التي نفذتها قواتنا البحرية ضد سفن الكيان الصهيوني في البحر الأحمر.
وأدان بيان صادر عن الوقفة بأشد العبارات الصمت المخزي للدول العربية و الإسلامية التي تركت غزة تباد دون أن يحركها انتمائها الإيماني ولا العروبي ولا الإسلامي والإنساني، مستنكرين استمرار الغرب في دعم الكيان الصهيوني بالأسلحة المحرمة لقتل الأطفال والنساء العزل .
ودعا البيان الشعب اليمني بكل شرائحة ومكوناته إلى المقاطعة الاقتصادية والنفير العام والدخول في دورات وورش عسكرية للاستعداد للجهوزية وخوض المعركة لمواجهة العدو في أي وقت .
وأشاد البيان بموقف دولة ماليزيا في منعها شركة النقل الإسرائيلية زيم من الدخول إلى موانئها .
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: طوفان الاقصى المقاومة الفلسطینیة الکیان الصهیونی
إقرأ أيضاً:
المقاومة الفلسطينية بين حرب التحرير وتغريدة البجعة
في الأيام الأخيرة اندلعت مظاهراتٌ غاضبةٌ ضد حماس في قطاع غزة، أو في القدر الضئيل المهشم المهدم، الذي تبقى منه، إذا شئنا الدقة؛ كالعادة، وكأي ظاهرةٍ أو تطورٍ يتعلق بالقضية والنضال الفلسطينيين، لم يتأخر الفرقاء والخصوم في ركوب الظاهرة، بين مؤيدٍ يرى في ذلك الدليل الدامغ على فشل حماس، والرفض الجماهيري لتسلطها وحماقتها واندفاعها واستبدادها بالقرار، الذي حدد مصير هذا الشعب وقضيته، ومن يرفض هذه المظاهرات ولا يرى فيها سوى المؤامرات والأصابع الخارجية.
بعيداً عن أي انحيازٍ مسبق مع أو ضد فكرة وفلسفة ونهج المقاومة المسلحة، متحلين بقدرٍ من الحيادية الباردة، كأن هذه القضية لا تخصنا، فلنطرح سؤالاً بسيطاً للغاية: هل من العجيب للغاية، والمدهش لأقصى مدى، ومن غير المتصور بأي حال، أن ينقسم الفلسطينيون، أصحاب الشأن أنفسهم، إذا جاز التعبير (منحين جانباً لبرهة كون الكثيرين يؤمنون إيماناً عميقاً بأن القضية الفلسطينية شأننا جميعاً) على هذا النهج تحت القصف، نهباً للتشريد والهلاك وخسارة الأهل؟ هل من الغريب أن يفيض بهم؟ فينفجروا غاضبين، ويلقوا اللائمة على من قد يرى البعض أنه فتح أبواب الجحيم؟
ربما الغريب هو تأخر ظهور ذلك الخلاف، ولعل السبب في ذلك بديهيٌ للغاية بقدر ما هو محزن: فهم لم يملكوا رفاهية الخلاف إذ كانوا يقاومون ويُجلون ويدفنون ذويهم.
إن المحنة الفلسطينية تدخل هذه الأيام حقبةً أقسى من كل ما عرفنا من قبل، في رأيي صحيح أنها عرفت من قبل تشريداً وتطهيراً عرقياً، إلا أنني أزعم أن حجم الدمار ووحشيته والأسلحة المستخدمة، تجعل التطهير العرقي هذه المرة أوسع وأبشع من كل ما سبق، خاصةً أنه يجري في ظل تآمرٍ وتواطؤٍ من النظام الرسمي العربي مع الصهاينة، لم يسبق له مثيل في مداه. التظاهر إذن ليس غريباً، على الإطلاق، بل هو متأخر، وكذلك الخلاف طبيعي، بل صحي وإنساني. كأي مسيرةٍ ثورية من الطبيعي للثورة الفلسطينية أن تمر بتعرجاتٍ عديدة، انتصاراتٍ وتقدمٍ وانتكاساتٍ من المفترض أن تتعلم من أخطائها وتُعلم الناس، في كل مكان، فالتجربة الثورية تجربة إنسانية أممية بامتياز، ولعل أول الدروس التي تأخر بنا الوقت لتعلمها، أو على الأقل القبول بها هو تنوع وثراء الواقع، هو معقدٌ فوق ما نحب أو نتمنى، يفرض علينا صوراً ضبابية وأسئلةً عويصة وكلاهما محير، وهناك من يستثمر في خلط الأوراق والإبقاء على الحالة الضبابية والغموض، بل زيادتها باختلاق الأكاذيب والتدليس والافتراءات. من الطبيعي أن يوجد من يختلف ويشكك في جدوى وعقلانية قرار السابع من أكتوبر، من دون أن يعني ذلك خيانته أو تواطؤه، لكن المرفوض، غير الطبيعي والمشبوه لأقصى درجة هو الهجوم على الشعب الفلسطيني، بينما تدكه آلة الدمار والإبادة الصهيونية.
من هنا، فأيا كان الرأي أو الخلاف فإن موقفاً أخلاقياً واحداً هو المقبول: التضامن التام مع الشعب الفلسطيني، صاحب الحق الذي يقاوم إلى أن تصمت المدافع.
اللافت في هذا السياق، والأخطر في نظري والمشبوه للغاية، هو تسليط الضوء على مظاهرات غزة عوضاً عن الحدث الحقيقي والممتد: ضلوع الأنظمة العربية وتعاونها مع المسعى الصهيوني والأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية. في زمنٍ غير هذا المهزوم حيث سلمت الأنظمة العربية كل أسلحتها وتماهت جميعاً، بشكلٍ أو بآخر، مع المشروع النيوليبرالي الغربي، كان من شأن السابع من أكتوبر أن يكون شرارةً تضرم حراكاً أكبر وأعنف، وعلى الأقل لا تتآمر عليه كل الأنظمة المجاورة: هذه هي المحنة الحقيقية في رأيي، وما يستوجب النظر والتركيز والتحليل والتغيير والفعل الثوريين
نبيلٌ ومشرف التضامن مع المقاومة، والتعاطف والألم والرثاء للشهداء والمصابين، والدمار، فإنه يكشف عن فطرةٍ وبوصلةٍ لم تنجح كل محاولات الأنظمة في إفساد الوعي، من تلويثها وتفريغها، ومفهومة فورة العواطف والحماسة، لكن إذا كنا لا ندرك أن ذلك وحده يضر بالقضية الفلسطينية فهنا تكمن المشكلة.
في النهاية، ينبغي أن لا يجرفنا الحماس بعيداً عن شاطئ الواقع، حيث النتيجة الحتمية هي الغرق، فلن تسعفنا العواطف والمشاعر الطيبة. لقد بذلت المقاومة والشعب الفلسطيني وتحملا ما يفوق مقدرة البشر، إلا أننا لا بد أن ندرك، مهما يكلفنا ذلك من ألم وإهانة وما يثيره من غضبٍ ويبثه من يأس، أن العدو في الحساب الختامي يملك من العدد والعتاد، ما يمكنه من تحمل الخسائر بقدرٍ أكبر ولمدةٍ أطول، ونحن هنا نعني بالعدو الغرب متحداً وإسرائيل في القلب جزءٌ لا يتجزأ منه، في حين أن أحداً لا يقف مع المقاومة.
ما من جولةٍ تستعر بين المقاومة وإسرائيل إلا ونؤكد أنه ما من سبيلٍ للنصر دون استعادة الحاضنة الإقليمية، وما يفترض أن يكون الامتداد الطبيعي للمقاومة؛ الشاهد أن العدو الصهيوني والأنظمة العربية تراهن دائماً على الوقت والنسيان؛ بالوقت نعني أنه كلما طالت المعارك، استنُزِفت المقاومة بمواردها الأقل (التي لا تقاس مقارنةً بالعدو بطبيعة الحال)، أما النسيان فينطبق على الأنظمة العربية التي تحاول دائماً امتصاص موجة الغضب التي تسري في الشارع العربي لدى كل جولة من التدمير والإبادة العرقية، ذلك الشارع المحاصر من الأساس، حيث المجال العام مطاردٌ مغلقٌ وحبيس، معتمدةً على مرور الوقت وضيق الحال وتكالب المشاغل التي سرعان ما ستلهي الناس وتنسيهم، وريثما يحدث ذلك، فهم يجتمعون ويثرثرون ويصرحون بحق الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة، وضرورة الحل السلمي دون أن يجرؤ أي نظامٍ منهم على كسر الحصار.
إن النضال الفلسطيني فرض عين لا فرض كفاية على هذه الأمة (بالمعنى الواسع الفضفاض لهذه الكلمة): هذا ما ينبغي إدراكه، إن التعاطف والحماسة التي تكتفي بالتصفيق والتهليل وتصور انتصاراتٍ عسكرية، لم ولن تحدث ولا ينبغي لعاقلٍ أن ينتظرها من المقاومة، ومن يفعل فإنه لا يخدمها ولا يخدم قضيتنا العادلة، بل يكلفها ما لا تملك ولا تستطيع ويوردها موارد الهلاك، لا بد من أن يصاحب نضال المقاومة الضغط على هذه الأنظمة، ولنكن صريحين استبدالها بأنظمة تمثل الشعوب لا الغرب ومصالحها الضيقة. يوماً ما، عقب النكبة، أدركت مجموعةٌ من الضباط، أياً كان رأينا فيهم، أن المشكلة وسبب الهزيمة يكمن في العاصمة، القاهرة، أي في النظام الذي خذلهم. للأسف، عقب قرابة الثمانين عاماً لم تتغير هذه المشكلة، بل لعل الواقع زاد رداءة. صوب عواصم الركود والانهزام العربية لا بد أن تتجه الأنظار لا الفلسطينيين الذين يفاوضون وسط الدمار ويتشبثون بالحياة بأظافرهم وأسنانهم، منتظرين نفساً يحييهم في صورة كسرة خبزٍ ومزقة ثوبٍ وزجاجة دواء، قاربت صلاحيته على الانتهاء وجميعها مساعدات، وليست دعما مستحقا من أصحاب القضية الواحدة الموزعين بعيداً عن ميدان المعركة أو خطها الأساسي. إن حماس ومن يتظاهرون ضدها كلاهما يعبران عن الفقدان والخذلان ويصرخان من الألم، كلٌ على طريقته، أما المحنة الحقيقية فتكمن فيمن يفترض فيه أن يدعم بحق، لكنه يبذل كل ما في وسعه لتصفية القضايا وتحويل الصمود والمعارك الباسلة إلى «تغريدة بجعة» أو رقصة وداع.
إن المعركة المقبلة لا بد أن تدور لاستعادة الحاضنة الشعبية العربية وإعادة ترتيب المنطقة، بما يخدم إعادة البناء الإقليمي واستعادة مفهوم حرب التحرير، وإلا ستتحول كل جولة مقبلة من الصراع المسلح إلى مهرجانٍ دمويٍ لاستنزاف واستهلاك المادة البشرية الفلسطينية.
(القدس العربي)