محلل إسرائيلي: إيران لا يمكنها الحفاظ على مظهرها كصناع سلام لفترة طويلة
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
قال محلل شؤون الشرق الأوسط الإسرائيلي زيفي بارئيل، إن اتهام الولايات المتحدة الصريح لإيران بشن هجوم بطائرة بدون طيار على سفينة تابعة لإسرائيل في المحيط الهندي، بمثابة اختراق لستار الإنكار الذي ترفعه إيران حول دورها في الموجة الحالية من الصراع في الشرق الأوسط.
واعتبر بارئيل في تحليل نشره بصحيفة هاآرتس العبرية، أن إيران هي المحرك الرئيسي لجزء كبير من الصراع الإقليمي، ولا يمكنها الحفاظ على مظهرها كصانعة للسلام لفترة طويلة.
وذكر أن إيران جنت مكاسب دبلوماسية جمة في الشرق الأوسط خلال الفترة الأخيرة الماضية، وتمثل ذلك في ابرامها اتفاقية لتطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع السعودية، إلى دفع الحوثيين للموافقة على ترتيبات لوقف إطلاق كامل للنار في اليمن، إلى السعي لاستعادة علاقاتها مع مصر، وحضور قمة إسلامية عربية في الرياض.
وتابع أنه بالرغم أنه حتى الآن لا يزال ينظر إلى إيران على أنها تدير وكلائها فقط، مثل حزب الله، أو الميليشيات الشيعية في العراق، أو الحوثيين، كوحدات عملياتية تخدم مصالحها، لكن يبدو أن الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس تمنحها الفرصة لاستخدام تلك المنظمات نفسها للتمركز دبلوماسياً في المنطقة.
وفي هذا السياق، يزور القاهرة هذا الأسبوع وفد من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وهي منظمة مرتبطة بإيران برعاية وتمويل عسكريين، على حد قول المحلل الإسرائيلي
بالإضافة إلى ذلك، وقبل وقت قصير من زيارة قيادة حماس للقاهرة الأسبوع الماضي، تحدث زعيمها إسماعيل هنية مطولاً مع وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان.
ولفت إلى أن إيران توضح للعالم أنها يجب أن تكون منخرطة في كل شؤون الشرق الأوسط، مهما كانت الأطراف المعنية وأيا كانت الساحة.
وأشار إلى أنه بالرغم أن إيران لا تستطيع السيطرة على حماس بشكل مباشر، فيما يتصل بحربها ضد إسرائيل، فإنها تستطيع تشكيل الجهود الدبلوماسية أو العسكرية من خلال القنوات الخلفية والقوات الأخرى التابعة لها، مثل الجهاد الإسلامي أو حزب الله.
كما أن إيران لا تسيطر بشكل كامل على الحوثيين، الذين لديهم أجندتهم الخاصة، لكنها يمكن أن تدعم توقيعهم على اتفاق مع السعوديين، مما يمكنها من تقديم نفسها كصانع سلام والقوة الأهم في الشرق الأوسط حتى لو كان الوسيط الفعلي هو سلطنة عُمان
اقرأ أيضاً
أمريكا تتهم إيران بمساعدة الحوثيين في هجمات البحر الأحمر.. ما قصة سفينة التجسس؟
ومع ذلك، بحسب المحلل الإسرائيلي لم تنجح كل مبادرات طهران، فخلال الحرب الحالية في غزة، قوبل طلب إيران قدمته لمصر فتح معبر رفح الحدودي بشكل كامل للسماح بمرور غير محدود من المساعدات الإنسانية، برفض تام ولم تسمح القاهرة لإيران بإدخال مساعدات إنسانية لغزة تلبية لطلب إسرائيلي.
كما طالبت إيران تركيا بقطع علاقاتها مع إسرائيل بشكل كامل وعدم الاكتفاء باستدعاء سفير إسرائيل، وعندما لم تفعل تركيا ذلك، ألغى الرئيس رئيسي اجتماعه المقرر مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي الوقت نفسه، تواصل إيران العمل في مساحة الإنكار المقبول والتي بموجبها لا تشارك بشكل مباشر في العمليات العسكرية ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة، وأنها لا تقرر لهذه المنظمات التي تعمل "بشكل مستقل" ما تفعله.
وذكر المحلل أن مساحة الإنكار المقبول هذه ذات أهمية دبلوماسية كبيرة، لأنها تتيح قبول طهران إقليميا كدولة ذات عقلية دبلوماسية، كدولة لا تختلف أهدافها عن الدول العربية فيما يتعلق بالفلسطينيين وغزة، وتبعد إيران، في الوقت الحالي، من الاضطرار إلى دفع ثمن تدخلها العسكري غير المباشر.
وعقب بارئيل "لكن ستار الاحترام والإنكار هذا قد تم اختراقه يوم السبت عندما أعلنت الولايات المتحدة، لأول مرة منذ بداية الحرب، أن الطائرة بدون طيار التي هاجمت "سفينة مرتبطة بإسرائيل" بينما كانت تبحر في المحيط الهندي، انطلقت من الأراضي الإيرانية.
لا يزال يتعين تحديد من أطلق الطائرة بدون طيار بالفعل، وعلى أي مستوى تم اتخاذ القرار، وما إذا كان هذا حدث لمرة واحدة.
ولكن إذا كانت الولايات المتحدة قد امتنعت حتى الآن عن استهداف إيران، فإنها تبعث الآن برسالة واضحة لا لبس فيها إلى العالم مفادها أن إيران تشكل أيضاً جزءاً من هذه الفوضى برمتها.
اقرأ أيضاً
إعلام عبري: مسيرة إيرانية نفذت الهجوم على سفينة إسرائيلية قبالة سواحل الهند
المصدر | زيفي بارئيل/ هاآرتس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مسيرة إيرانية سفينة إسرائيلية المحيط الهندي حرب غزة الولایات المتحدة الشرق الأوسط أن إیران
إقرأ أيضاً:
إيران تخترق دفاعات إسرائيل عبر هجمات الحوثيين
أثار فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، في التصدي لآخر موجتين من الهجمات التي شنتها ميليشيا الحوثي على إسرائيل، تساؤلات بشأن مدى استفادة إيران من ثغرات في طبقات الحماية التي تشغلها إسرائيل للتصدي للهجمات الجوية.
وتسبب هجومان خلال الأيام الأخيرة في سقوط صاروخين بشكل مباشر على مناطق مأهولة في إسرائيل، ما أدى لإصابة عدد من الإسرائيليين، وفتح تحقيق حول فشل اعتراض الصواريخ الحوثية.وقال موقع "والا" الإسرائيلي إنه "بعد اعتراض الهجومين الصاروخيين الإيرانيين في أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول)، كان لدى المؤسسة الأمنية شعور بأن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، الذي تم بناؤه باستثمار مليارات الدولارات، سيخلق بالفعل جداراً ضد إيران".
فشلت محاولات اعتراضه.. سقوط صاروخ أطلق من اليمن قرب تل أبيب - موقع 24قال الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إن صاروخاً أطلِق من اليمن أصاب الأراضي الإسرائيلية قرب تل أبيب، بعد فشل محاولات اعتراضه. وأضاف الموقع: "أُطلقت مئات الصواريخ على إسرائيل، وكانت الأضرار طفيفة، لكن الهجمات الحوثية الأخيرة تثير المخاوف من أن الإيرانيين يعرفون أيضاً كيفية استخلاص الدروس من ساحة الاختبار الكبيرة، سواء في عمليات الإطلاق من إيران نفسها، أو في عمليات الإطلاق الآتية من اليمن التي ينفذها الحوثيون".
ويتكون نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي حالياً من 4 طبقات، صواريخ أرو-3 الاعتراضية، التي تعمل في الفضاء، وصواريخ أرو-2 الاعتراضية، التي تعمل في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وهي مصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية.
كما تضم منظومة الدفاع الجوي منظومة "مقلاع داود"، وهو نظام اعتراض مصمم للتصدي للصواريخ الباليستية قصيرة المدى وصواريخ كروز، وكذلك منظومة القبة الحديدية، التي من المفترض أن تعترض الصواريخ البدائية والطائرات بدون طيار.
وبحسب الموقع الإسرائيلي "يركز التحقيق الأكثر شمولاً الذي تجريه القوات الجوية بالتعاون مع مديرية الدفاع الجوي بوزارة الدفاع وصناعة الطيران وشركة رافائيل على مسألة الخطأ الذي حدث بالضبط، وخاصة ما إذا كان حادثاً لمرة واحدة أم أنه سلاح يكسر قواعد اللعبة قدمه الإيرانيون للحوثيين". إسرائيل تكشف سبب فشل اعتراض صاروخ أطلقه الحوثيون - موقع 24كشفت القناة 12 العبرية، السبب وراء فشل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض صاروخ حوثي، أسفر عن إصابة 16 شخصاً في تل أبيب. وأضاف أن "حقيقة العديد من الصواريخ الاعتراضية فشلت في تدمير الهدف تقلل من احتمال حدوث خلل فني في الصواريخ الدفاعية نفسها، ما يشير لاحتمالات أخرى".
وتابع: "التحقيقات الاولية تشير إلى أن الصواريخ التي استخدمتها ميليشيا الحوثي مؤخراً هي تطوير للصاروخ الإيراني القديم شهاب 3، لكن إيران تمتلك أيضاً صواريخ باليستية أكثر تقدماً، مثل "عماد" و"خيبرشكن"، وكلاهما تقول إيران إن لديهما القدرة على الإفلات من الصواريخ الاعتراضية من خلال القدرة على المناورة بعد دخولها الغلاف الجوي".
وبحسب الموقع "من المحتمل أن يكون الإيرانيون قد بدأوا في الأيام الأخيرة بإطلاق صواريخهم الأكثر تطوراً من اليمن، ما يشير إلى احتمال أن يكون الإيرانيون أجروا مزيداً من التغييرات على صواريخهم الباليستية، ويقومون باختبارها في ظروف حقيقية، وتحت غطاء الحوثيين".