«تراثنا يكفي ألف منشد إذا حفظوه».. محطات في ذكرى الشيخ ممدوح عبدالجليل
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
تحل اليوم الإثنين، ذكرى الشيخ ممدوح عبدالجليل، الذي رحل في مثل هذا اليوم قبل سبعة عشر عامًا.
ذكرى الشيخ ممدوح عبدالجليلبدأت قصة الشيخ ممدوح عبدالجليل مع الإنشاد منذ صغره، إذ كان يحضر حلقات الذكر وهو في الثالثة عشرة من عمره، وكان الناس وقتها يطلبون منه تلاوة القرآن والإنشاد، ليظل حتي الخامسة عشرة من عمره يجوب المساجد الكبري وحفلات الكبار، يقرأ القرآن، وينشد أشعار التراث والمتصوفة.
لم يكن وقتها التحق بأي مدرسة، ولم تزد ثقافته علي الكتاب والسماع، وحينما بلغ السادسة عشرة التحق بمعهد القراءات في الأزهر، وكان وقتها حافظاً لربع القرآن، درس النحو والصرف، ثم بدأ في تدريسه، وعقد اتفاقية مع تلاميذه، أن يعلمهم النحو والصرف، وأن يحفظوه القرآن، وهكذا حفظ القرآن وختمه وهو في العشرين من عمره.
كانت صحبته للشيخ زكريا أحمد فارقة في تحديد مساره، إذ اكتشف كل من حوله حلاوة صوته، لكنه لم يفكر في احتراف الغناء أو الإنشاد، واكتفي بعد تخرجه في المعهد بوظيفة مقيم شعائر في وزارة الأوقاف، علي أن يشبع موهبته في الإنشاد من خلال حلقات الذكر والحفلات والموالد.
تبدلت حياة الشيخ ممدوح عبدالجليل حينما عرضت عليه إحدي شركات إنتاج الشرائط الدينية إنتاج ألبومات له، وافق وبدأ التسجيل، وتوزيع الشريط في الأسواق، فحقق ربحاً كبيراً، لكن أصحاب الشركة لم يعطوه إلا مبلغاً زهيداً، ومن وقتها اعتزل الكاسيت، واقتصر نشاطه على الحفلات فحسب.
فى ذكرى رحيل نصر الدين طوبار.. صاحب الصوت المميز والحس المرهف.. رسب في اختبارات الإذاعة خمس مرات..ترك ميراثًا ضخمًا من الإنشاد الدينيويقول الشيخ ممدوح عبدالجليل عن هذه الفترة: تقدمت بعدها للإذاعة، وتم اختياري كمبتهل ونجحت، بعدها تطور الأمر إلى تلاوة القرآن والإبتهالات والتواشيح، وأصبحت معتمداً في الإذاعة مطرباً دينياً من عام 1992، ومن وقتها لم أقدم سوي لحنين فقط، وكأن الإذاعة التي اعتمدتني ترفض الاعتراف بي، عملت بعدها في الأوبرا ووصلت إلي رئيس فرقة الإنشاد الديني فيها، وذلك عام 1990، واستمر عملي بهما حتي عام 1995 ثم تركتهما، لأنني اكتشفت أنهم لا يريدون ديناً حقيقياً، فلم يكن أحد يهتم بنا، وفي الوقت الذي كانوا فيه يعاملون فرق البالية والموسيقي باحترام، ويخصصون لهما غرفاً يجرون فيها بروفاتهم، كانت فرقة الإنشاد الديني برئاستي تجري بروفاتها في الكافتيريا، كما أنهم تسببوا في خسارتي 12 ألف جنيه، إذ اتفقوا معي علي إحياء حفل المولد النبوي، وقمت بإحضار الفرقة وإجراء بروفات والإعتذار عن أكثر من حفل، وقبل الحفل بأقل من 24 ساعة أبلغوني بالغائه دون سبب واضح، لذا فضلت الإنسحاب من الأوبرا.
وفي حوار أجراه قبيل رحيله قال الشيخ ممدوح عبدالجليل: يؤكد تراثنا يكفي ألف منشد إذا حفظوه، لكن قلة المنشدين وأيضاً الجمهور قضت علي التراث وأي محاولة لإحيائه، وأصبح المنشد مجرد بركة في بعض حفلات أثرياء الصعيد، وضاع فنهم وسط زحمة الموسيقي والغناء.
ويقول: لا أشعر بتقدير أو بأنني حصلت علي حقي، فهناك الكثير من المطربين أصحاب الأصوات النشاز أشهر وأغني مني بمراحل، ولا أعرف السبب، هل هو عيب مني أنني لم أركب موجة الهلس، أم أنه عيب وسائل الإعلام التي ساهمت بدور كبير في موت الدين والتراث، في حين أن الدول العربية تهتم بالمنشدين والتراث الديني الذي يقدمونه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإنشاد فرقة الإنشاد الديني المولد النبوي
إقرأ أيضاً:
السعودية.. هل ما زال الراتب لا يكفي الحاجة؟
كشفت نتائج دراسة جديدة عن عدم رضا 62 في المئة من الموظفين بالسعودية عن رواتبهم، معتبرين أنها "لا تعكس مستوى الجهد والعمل المبذول"، في وقت أكدت فيه الحكومة السعودية وعيها بضرورة تحسين الأجور مستقبلا.
وأظهرت دراسة "تطوير ممارسات جودة الحياة الوظيفية لرفع الإنتاجية في المنظمات السعودية"، التي نوقشت في منتدى الرياض الاقتصادي، الاثنين، أن الموظفين "يشعرون بعدم كفاية الرواتب التي يحصلون عليها مقابل عملهم"، كما كشفت أن 45 في المئة منهم "يشعرون بالتوتر في العمل".
وفي تعليقه على نتائج الدراسة، أكد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، أحمد بن سليمان الراجحي، أن "السعودية وصلت إلى مرحلة ناضجة في سوق العمل، إذ انتقل التركيز من مجرد البحث عن وظيفة إلى تعزيز جودة الحياة الوظيفية".
ودعا الوزير السعودي خلال المنتدى، أصحاب الأعمال إلى "إعادة النظر في سياسات الأجور"، معربا عن أمله في أن "تعمل الوزارة على دراسة وتنفيذ التوصيات المطروحة في المنتدى، بما يحقق أهداف تحسين جودة الحياة الوظيفية، وزيادة الإنتاجية في سوق العمل"، حسبما نقلت صحيفة "سبق" المحلية.
وفي حين يرى المسؤول السعودي في هذه النتائج فرصة لتحسين بيئة العمل وتطوير سياسات الأجور، تباينت التحليلات بشأن تأثير عدم رضا الموظفين عن رواتبهم على واقع الاقتصاد السعودي ومستقبل رؤية 2030، بين من يراها "جرس إنذار" لأزمة متفاقمة، ومن يعتبرها مجرد تحدٍ مرحلي قابل للمعالجة.
"جرس إنذار"في هذا الجانب، قال الناشط الحقوقي السعودي، طارق بن عبد العزيز، إن الأرقام التي تقدمها هذه الدراسة "جرس إنذار يسلط الضوء على مشكلة تتفاقم منذ سنوات"، مشيرا إلى أن السبب ليس فقط في الرواتب نفسها، بل في عدم مواكبتها للارتفاع الكبير في تكلفة المعيشة بالمملكة.
وأشار الناشط المقيم بالولايات المتحدة، في تصريح لموقع "الحرة"، إلى أن "السعودية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الضرائب، وزيادة أسعار البنزين والسلع الأساسية، وهو ما أثقل كاهل المواطن دون أن يقابله ارتفاع في الرواتب أو تحسين في الدخل".
وتابع "الأمر يتجاوز الموظفين في قطاع عام أو خاص ليشمل المواطنين كافة، الذين يشعرون بأن أوضاعهم المعيشية تتراجع بدلاً من التحسن"، معتبرا أن "الوضع المادي للمواطن السعودي أصبح يتراجع مقارنة بنظرائه في دول الخليج ذات الظروف المشابهة".
صندوق الثروة السعودي يعتزم بيع حصة بقيمة محتملة تتجاوز المليار دولار قال بنكان، الأربعاء، إن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، صندوق الثروة السيادي في المملكة، سيبيع حصة تقارب اثنين في المئة في شركة الاتصالات السعودية (إس.تي.سي) في صفقة يمكن أن تجمع ما يصل إلى 1.1 مليار دولار.وأوضح أن "رؤية 2030 كانت تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المواطن ورفاهيته وهو أمر جميل، لكن بعد مرور ثماني سنوات من بدء العمل عليها، نجد أن الواقع يعكس العكس"، لافتا إلى "عدم تحقيق تحسن واضح في دخل المواطنين، ولا انعكاس مباشر لنجاح مشاريع الرؤية على حياتهم اليومية، وبدلاً من معالجة هذه القضايا، نشهد تزايد الفجوة بين ما يُعلن وما يعيشه المواطن".
ورؤية 2030، هي خطة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الطموحة التي يقودها ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف لإعداد المملكة الخليجية لمرحلة ما بعد النفط، من خلال تنويع الاقتصاد وتطوير القطاعات العامة وجذب الاستثمارات الخارجية.
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة تشكيل للاستشارات الإدارية ومقدم الدراسة، مشاري بن محمد الشلهوب، أن البحث هدف إلى تطوير ممارسات جودة الحياة الوظيفية في المنظمات السعودية لتعزيز الإنتاجية والتنمية.
وأجرت الدراسة، التي نوقشت في جلسة حوارية بحضور أكثر من 1500 شخص من المسؤولين والخبراء ورجال الأعمال، تقييما للسياسات الحالية ومقارنتها بأفضل الممارسات العالمية.
وأكدت النتائج أن تحسين جودة الحياة الوظيفية سيسهم في خلق سوق عمل أكثر تنافسية، ويعزز تصنيف السعودية في مؤشر التنمية البشرية، ويدعم التنويع الاقتصادي ونمو الناتج المحلي الإجمالي.
وفي سياق متصل، اعتبر بن عبد العزيز، أن نتائج الدراسة الأخيرة "يجب أن تكون دافعا لتحقيق خطوات ملموسة لإصلاح بيئة العمل وزيادة الرواتب بما يتناسب مع التغيرات الاقتصادية"، مشيرا إلى أن "مواجهة الواقع بشفافية والعمل على تحسينه هو السبيل الحقيقي لتحقيق تطلعات المواطنين وأهداف الرؤية".
اعتراف رسمي وإنجازات اقتصاديةفي المقابل، يقول الخبير الاقتصادي، محمد البيشي، إن مسألة عدم الرضا الوظيفي تبقى مسألة طبيعية، حيث يتطلع الموظفون لزيادة رواتبهم في ظل ارتفاع الأسعار والضغوط التضخمية في الفترة الأخيرة.
وقال البيشي في تصريح لموقع "الحرة"، إن "هذه مشكلة معترف بها على أعلى المستويات الحكومية، حيث سبق لولي العهد أن أشار في لقاء تلفزيوني إلى أن خفض البطالة إلى ما دون 7 في المئة يمثل الهدف الأول، يليه تحسين رواتب 50 في المئة من موظفي الدولة في مرحلة لاحقة".
وأضاف البيشي أن معدلات البطالة شهدت تحسناً ملحوظاً، إذ انخفضت من 12.7 في المئة إلى نحو 7 في المئة، مع ارتفاع كبير في معدلات مشاركة المواطنين والمواطنات في سوق العمل، خاصة في القطاع الخاص.
السعودية تحسم أمرها بين نيوم وكأس العالم قالت ثلاثة مصادر لرويترز إن السعودية تقلص بعض طموحاتها في مشروع نيوم العملاق وتركز على استكمال العناصر الأساسية لاستضافة الفعاليات الرياضية العالمية في العقود التالية بسبب ارتفاع التكاليف.وحقق سوق العمل السعودي إنجازات مهمة في مجال التوظيف والمشاركة الاقتصادية. إذ ارتفع عدد العاملين السعوديين في القطاع الخاص من 1.7 مليون إلى 2.34 مليون، بزيادة 35 في المئة. كما زادت نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل بشكل لافت، من 23.2 بالمئة إلى 35.4 بالمئة، وفقا للأرقام التي قدمها الوزير السعودي.
كما تقدمت الرياض في عدة مؤشرات دولية متعلقة بسوق العمل خلال عام 2023، وتقدمت إلى المركز 22 في مؤشر لوائح العمل، والمركز 19 في مؤشر العمالة الماهرة، والمركز 11 في مؤشر إنتاجية القوى العاملة، والمرتبة 15 في مؤشر مساواة الأجور للعمل المماثل.
ورغم المؤشرات الإيجابية التي يسجلها سوق العمل السعودي، يظل تحدي الرواتب ومستوى رضا الموظفين عنها تحديا يلقي بظلاله على مسار رؤية 2030، لا سيما مع تحذير الدراسة من أن واقع الأجور الحالي يفرض تحديات على قدرة المؤسسات في المحافظة على مواهبها.
في هذا الجانب، يؤكد البيشي أن هذا لن يؤثر على تحقيق الأهداف، موضحاً أن الغرض من الدراسة يبقى أساسا العمل على تحسين الرواتب مستقبلا وفهم احتياجات الموظفين بشكل أفضل.
وأوضح أن حجم القوى العاملة وجودة الأداء الوظيفي شهدا تحسناً ملحوظا، الأمر الذي يصب في مصلحة تحقيق أهداف رؤية 2030.