إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

قال أحد سكان قرية العيكورة بولاية الجزيرة وسط السودان أن أفراد قوات الدعم السريع ينهبون "كل شيء" مع تقدمهم نحو جنوب البلاد.

ويوضح هذا الشخص أن "قوات الدعم السريع نهبوا كل شيء: السيارات وعربات نقل التجارة والجرارات"، رافضا كشف هويته خشية انتقام هذه القوات.

في الولاية ذاتها، لا يختلف الوضع في مدينة الحصاحيصا على مسافة 50 كلم شمال مدينة ود مدني مركز الولاية.

وقال عابدين الذي اكتفى باسمه الأول للأسباب نفسها "السبت طرق باب البيت سبعة أفراد يرتدون زي قوات الدعم السريع ويحملون أسلحة رشاشة وسألوا عن سيارة وضعها أحد معارفنا في منزلنا بعدما نجح في إخراجها من الخرطوم". وأضاف "أخذوها تحت تهديد السلاح".

دفعت المعارك الدامية التي اندلعت منتصف نيسان/أبريل بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو، قرابة 500 ألف شخص للنزوح من الخرطوم إلى ولاية الجزيرة التي ظلت في منأى عن النزاع.

لكن قبل أكثر من عشرة أيام تقدمت قوات الدعم التي تسيطر على معظم أنحاء العاصمة السودانية، على الطريق السريع الرابط بين الخرطوم ومدينة ود مدني، وسيطرت على قرية تلو أخرى.

في 15 كانون الأول/ديسمبر، هاجمت قوات الدعم السريع ود مدني، ما دفع 300 ألف شخص إلى النزوح مجددا سواء إلى مناطق أخرى في ولاية الجزيرة أو نحو الولايات المجاورة مثل سنار والقضارف، وفق الأمم المتحدة.

والسبت، كانت قوات الدعم على بعد 15 كلم شمال سنار، بحسب ما أكد شهود لوكالة الأنباء الفرنسية.             

نهب أسواق وخوف من العنف الجنسي

وأضاف شهود أن "طائرات حربية قصفت تجمعات لقوات الدعم السريع شمال سنار ما أثار الرعب بين السكان".

والجيش هو الوحيد بين طرفي الصراع المزود بقوات جوية. في المقابل، تفضّل قوات الدعم السريع العمل من خلال وحدات خفيفة ومتحركة تتنقل باستخدام شاحنات صغيرة مزودة رشاشات ثقيلة.

حيثما تمر قوات الدعم السريع، ينتاب الرعب السيدات والفتيات من التعرض "لعنف جنسي" وهو تهديد متكرر في هذه الحرب، بحسب ما تقول منظمة رعاية الأطفال ("سايف ذا تشيلدرن").

في سوق الحصاحيصا، شاهد صحافي في وكالة الأنباء الفرنسية أبواب المحال التجارية مفتوحة والبضائع مبعثرة.

وقال عمر حسين (42 عاما) الذي تمتلك أسرته متاجر في السوق "هل جاءت قوات الدعم السريع لمحاربتنا نحن كمواطنين أم لقتال الجيش؟".

وأكد أن أسرته فقدت كل تجارتها "بعدما تمّ نهب محلاتها وسياراتها".

في سوق تمبول، أحد أهم الأسواق التجارية في شرق ولاية الجزيرة، "اقتحمت قوات الدعم السريع السوق وهي تطلق النار بشكل عشوائي"، بحسب ما أفاد شهود.              

ملايين النازحين

ووفق الأمم المتحدة، أسفرت الحرب في السودان عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص، علما بأن العديد من المصادر تقدر بأن هذه الحصيلة تبقى ما دون الفعلية.

كما أدت إلى نزوح 7،1 مليون سوداني من بينهم 1،5 مليون شخص لجأوا إلى الدول المجاورة، وفق الأمم المتحدة التي اعتبرت أن "أزمة النزوح في السودان هي الأكبر في العالم".

وأعرب مجلس الأمن الدولي الجمعة عن "قلقه" إزاء تكثيف المعارك في السودان "وندد بشدة" بالهجمات على المدنيين وامتداد الحرب إلى "مناطق تأوي أعدادا كبيرة من النازحين".

ومنذ اندلاع الحرب، يتبادل الطرفان الاتهامات بمهاجمة المدنيين.

وتروي رباب التي تقطن قرية شمال ود مدني ورفضت الافصاح عن اسمها الكامل، أن قوات الدعم لدى وصولها "خلقت حالة من الهلع باطلاق النار أمام المنزل ودخلوا ولم يتركوا غرفة إلا فتشوها".

وأكد شهود السبت أن قوات الدعم "قتلت ثمانية أفراد من قرية أم دقرسي (بولاية الجزيرة) عندما اعترضوا إلى نهبهم سيارات من داخل القرية".

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج قوات الدعم السريع السودان حرب أهلية عبد الفتاح البرهان محمد حمدان دقلو حميدتي قوات الدعم السريع اعتداءات جنسية إسرائيل المغرب دبلوماسية الجزائر مالي الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا قوات الدعم السریع ولایة الجزیرة ود مدنی

إقرأ أيضاً:

مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة الدعم السريع في السودان

اعتبرت وزارة الخارجية السودانية، الأربعاء، موقف مجلس السلم والأمن الإفريقي الرافض لتشكيل حكومة موازية في البلاد “موقفا مبدئيا يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة قوات الدعم السريع”.

وأعربت الوزارة في بيان عن ترحيبها بإدانة مجلس السلم والأمن الإفريقي لمساعي “قوات الدعم السريع” وتابعيها إنشاء حكومة موازية في البلاد.

وأضافت: “هذا الموقف المبدئي الحاسم من المنظمة القارية الأم، يأتي تأكيدا للرفض الدولي الكامل لمؤامرة مليشيا الإبادة الجماعية (الدعم السريع) وراعيتها الإقليمية (لم تذكر الجهة المقصودة)، ومن يأتمرون بأمرها في المنطقة على وحدة السودان وسيادته”.

وعدت الوزارة موقف مجلس السلم والأمن تجسيدا “للالتزام التام بالمبادئ التي تأسس عليها العمل الإفريقي المشترك”.

وأكدت تقدير السودان لهذه المواقف “المتسقة مع القانون الدولي والتي ستكون خير دعم للشعب السوداني ومؤسساته الوطنية للدفاع عن سيادته ووحدته وكرامته واستقلاله”، بحسب البيان.

والثلاثاء، أعلن مجلس السلم والأمن الإفريقي رفضه لإعلان “قوات الدعم السريع” عن حكومة موازية في السودان أو كيان يسعى إلى تقسيم البلاد أو السيطرة على أي جزء من أراضيه أو مؤسساته.

وفي 20 فبراير/ شباط الماضي استدعى السودان سفيره لدى نيروبي كمال جبارة، احتجاجا على استضافة كينيا اجتماعات ضمت قوى سياسية وقيادات من “قوات الدعم السريع”، بهدف إقامة “حكومة موازية”.

وتقول كينيا إن استضافتها لتلك الاجتماعات “تأتي في إطار سعيها لإيجاد حلول لوقف الحرب في السودان، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي”.

‏ويخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” منذ أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

    

مقالات مشابهة

  • ستة قتلى في قصف قوات الدعم السريع لمدينة استراتيجية  
  • السفير الحارث: الحرب لن تتوقف إلا حين توقِف الإمارات دعمها لمليشيا الدعم السريع
  • هدوء حذر في العاصمة السودانية بعد تضييق الخناق على الدعم السريع وسط الخرطوم
  • الدعم السريع تختطف طبيباً في شمال كردفان بعد هجوم مسلح على منطقة «أم سيالة»
  • الجزيرة نت تكشف آخر مناطق سيطرة الدعم السريع بالخرطوم
  • قتلى بينهم أطفال في هجمات بالسودان والبرهان يتوعد الدعم السريع
  • مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة الدعم السريع في السودان
  • مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف الدعم السريع الأبيض لليوم السابع
  • البرلمان الأوروبي يصوت لفرض عقوبات على قيادات في الدعم السريع ودرع السودان
  • التصدي للتغول على مشروع الجزيرة ونهب ثروات البلاد