«فلسطين صامدة وجذرها كالزيتون»
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
– معرض تشكيلي جماعي
عمّان ـ العُمانية: يحتضن جاليري رؤى للفنون معرضاً تشكيلياً جماعياً بعنوان (فلسطين صامدة وجذرها كالزيتون)، يشتمل على باقة من الأعمال التي تنتمي إلى مدارس فنية متنوعة ونُفذت بتقنيات متعددة تبعاً لخصوصية تجربة كل فنان وطبيعة اشتغالاته. يشارك في المعرض فنانون وفنانات من بينهم: جهاد العامري، وداليا علي، ورائد قطناني، وعثمان شهاب، وعماد أبو اشتية، وغازي انعيم، وكوثر دمق، ومحمد العامري، ونصر عبد العزيز.
ويستخدم جهاد العامري في إنتاج أعماله الجرافيكية تقنيات الحفر والطباعة على مواد مثل الزنك والخشب والشاشة الحريرية والحجر، فضلاً عن اعتماده تقنيةً رائدة في مجال الطباعة على الأعمال المرسومة بالزيت، مع التركيز على إظهار الجانب الروحاني للمكان من خلال استرجاع طقوس المكان، والاعتناء بالحرف العربي.
وتصوّر داليا علي مشاهد نابضة في الحياة للمدن الفلسطينية، وتستخدم في بناء اللوحة وتكوينها أسلوباً معمارياً يأخذ بعين الاعتبار توزيع الكتل وطبقاتها المبنية بناءً هندسياً، والمطعّمة برموز تدل على الحضارة الفلسطينية وتحتفي بها.
وتتجه أعمال رائد قطناني إلى المزج بين الواقعية والمفاهيمية والرمزية والتركيز على عمق المأساة الفلسطينية، لذا تحتشد بالتفاصيل، وتتنوع الألوان فيها، بينما يستلهم الفنان خطوطها من الحروف العربية ومن قصائد عن فلسطين لشعراء مكرسين، كما يضمّن لوحاته مقاطع من ترويدات غنائية وأغانٍ وطنية.
وتتجلى مفردات المكان في لوحات عثمان شهاب لتعبّر عن قضايا إنسانية عميقة، تتعلق بحقوق الإنسان، ومفاهيم العدل والمساواة والسلام.. ويمكن وصف الأسلوب الفني لشهاب بأنه يمزج بين الحداثة في التشكيل والحفاظ على المبادئ الأساسية في الرسم والتلوين، لذا يلجأ إلى استخدام خامات عدة وتقنيات متنوعة لإنتاج أعماله.
من جانبه، يقدم عماد أبو اشتيه لوحات تحتفي بالذاكرة الفلسطينية التراثية، سواء بالمكان أو الإنسان، وهو يحتفي بمفردة المرأة الفلسطينية التي تتجلى مثل رمز للوطن. ويتكرر هذا التوجه عند غازي انعيم الذي ينشر على سطح لوحاته (موتفيات) تعكس خصوصية الحضارة الفلسطينية بمكوناتها المتنوعة كاللباس والحلي والأدوات الشعبية والتمائم، وتوثق الطرز المعمارية للبيوت كالأقواس والقناطر والشرفات، وتستحضر جماليات الأماكن المقدسة في فلسطين.
أما كوثر دمق فتقترب أعمالها من التجريدية، حيث اللوحة المشظاة بالكتل اللونية والخطوط، وهو ما نراه كذلك في أعمال التشكيلي محمد العامري، حيث يتحول السطح إلى وسيط بصري ممتلئ بالتشكيلات والألوان التي تمنح المتلقي مساحة من التأويل والقراءة الفنية.
وتتجه أعمال التشكيلي نصر عبد العزيز لتؤسس لغة بصرية تستند إلى الواقع وتنهل من مفردات الحياة الشعبية، حيث تحفل أسطحه بعناصر الطيور والصبار والقمر والذئاب والأبواب والمرايا وأدوات التجميل والنوافذ.. ولكل منها رمزيته التي تشير إلى قضية إنسانية محددة، كما تتبوأ المرأة بلباسها الشعبي المطرز وحليها التراثية مركزاً مهمًّا في أعماله، وهو يرسمها ليعبّر عن حالات من الحزن والانكسار والضعف أحياناً، ومن القوة والتمرد والصمود أحيناً أخرى.
أما الأعمال التي عُرضت للراحلين من رواد الفن التشكيلي، فهي تؤكد على الأسلوب الخاص الذي اتبعه عبد الحي مسلم وأمْلَته عليه المادة التي ظل وفياً لها، والمكوّنة من مزج نشارة الخشب بالغراء ثم حفر الأشكال على السطح لتبدو نافرة. وتجسد أعماله طقوس الحياة الفلسطينية بكل ما فيها من تفاصيل. ومثلها اعتنت أعمال نذير نبعة بالألوان التي تملأ السطح مركّزةً على تشكيلات مستوحاة من المكان الفلسطيني المقدس وتحتفي بالإنسان وبخاصة المرأة.
وتقدم أعمال عدنان يحيى إدانة واضحة للاحتلال من خلال أعمال رمزية تشير إلى الخراب الذي يُحْدثه أينما حلّ، وهو ما صوّره كذلك أحمد نعواش عبر أعمال تقدم الإنسان على أنه كيان مشظّى أو مشوّه أو ضعيف.
أما أعمال مصطفى الحلاج فصوّرت التغريبة الفلسطينية والمعاناة الإنسانية للمهجرين من أرضهم، من خلال تقنياته التي تعتمد على ألوان محددة وأشكال تتحرك على السطح كما لو كانت خيالات وظلالاً.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
المؤتمر الـ35 للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات يختتم أعماله غدًا
اقيم مساء اليوم حفل ختام المؤتمر الخامس والثلاثون للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات تحت رعاية سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي - وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، حيث يُسدل ستار فعاليات هذه الدورة صباح اليوم والتي احتضنتها سلطنة عمان هذا العام، حاملة عنوان "المكتبات ومؤسسات الأرشيف العربية ودورها في تعزيز الهوية والمواطنة الرقمية".
وألقت منى بنت هلال بن سالم السيابي -مديرة دائرة المكتبات و المراكز الثقافية الأهلية- كلمة في ختام المؤتمر قالت فيها: لقد كانت جلسات المؤتمر فرصة مهمة لاستكشاف تأثير المكتبات ومؤسسات الأرشيف في تعزيز الهوية الثقافية والرقمية في العالم العربي، وفتح آفاق جديدة للتعاون والتطوير في هذا المجال الحيوي، كما شهدنا تفاعلا مثمراً ونقاشات غنية، وكانت فرصة لاستعراض العديد من المبادرات والأبحاث التي تسهم في تعزيز التفاعل الرقمي وحماية التراث الثقافي، وهو ما يؤكد أهمية هذا القطاع في مواجهة التحديات الرقمية الحالية، ونؤمن بأن هذا الحدث لم يكن مجرد تجمع علمي، بل كان خطوة مهمة نحو تعزيز الروابط وتطوير الاستراتيجيات التي تساهم في تطوير هذا القطاع الحيوي"، وأضافت السيابية: "تمثل المكتبات ومؤسسات المعلومات دورا رئيسيا في بناء المجتمع وتحديد هويته، وتقدم ادوار ثقافية وحضارية غاية في الأهمية من خلال رفع الوعي وتعليم المهارات والمعارف وتعزيز إقتصاد المعرفة، كما أنها تعد أحد ممكنات الأستراتيجية الوطنية والتي تسعى من خلالها وزارة الثقافة والرياضة والشباب الى تعزيز البحث العلمي والإبتكار ودعم قطاع المكتبات والمراكز الثقافية".
وألقى الدكتور نبهان بن حارث الحراصي- رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات الكلمة الختامية للجنة التنظيمية للمؤتمر قال فيها: "أن نجاح المؤتمر واضح في قلوب وعيون الضيوف، ونؤكد على بعض المبادئ التي سننتهجها في السنوات القادمة أبرزها: "دعم المكتبات بما يعزز الوعي، وهناك نشاط قادم للتوسيع في حركة النشر التي يقودها الاتحاد، ووالعمل قائم على تدشين منصة خاصة في القريب العاجل".
تضمن الحفل عرضا مرئيا استعرض أبرز فعاليات المؤتمر، وملخصا لجلسات العمل والورش المقامة، ومشاركة الضيوف من مختلف الدول الأعضاء، كما قدم قسم الموسيقى بجامعة السلطان قابوس وصلة موسيقية تضمنت عددا من المقطوعات الوطنية.