تعوِّل سلطنة عُمان على ما أنجزته من بنى أساسيَّة مميَّزة في مناطقها الحُرَّة والاقتصاديَّة ومُدُنها الصناعيَّة؛ لِتعظيمِ الاستفادة مِنْها وأداء دَوْرٍ رئيسٍ وحيويٍّ لتلك المُدُن في توجُّهها نَحْوَ تحقيق التنوُّع الاقتصاديِّ المأمول، حيث تُعدُّ تلك المُدُن والمناطق الاقتصاديَّة والصناعيَّة أهمَّ القواطر لبناء منظومة تجاريَّة وصناعيَّة واعدة، وإحدى الأدوات المُهمَّة والفعَّالة لتنشيط حركة الاستثمارات المحليَّة، وجذب مزيدٍ من الاستثمارات الأجنبيَّة للبلاد، بما تملكه من مُقوِّمات وإمكانات جاذبة، تعتمد على الموقع الجغرافيِّ الفريد، وما تقدِّمه الحكومة من حوافز للمستثمرين، بما يُسهم في إضافة قِطاعات إنتاجيَّة جديدة وخلق فرص عمل للأيدي العاملة الوطنيَّة بشكلٍ مباشر وغير مباشر، بالإضافة إلى المساهمة في زيادة الدخل الوطنيِّ، عَبْرَ ما تُحقِّقه من قِيمة محليَّة مضافة للمنتَج الوطنيِّ.
ومع تنامي نشاط تلك المُدُن الَّذي يُعبِّر عَنْه الإقبال على إقامة مشاريع متعدِّدة بها، حيث أضحت قِبلةً جاذبة للاستثمارات المحليَّة والأجنبيَّة، الَّتي تنشط دَوْرها الفاعل في تحقيق التنمية الشَّاملة المستدامة؛ وذلك بفعل التخطيط الجيِّد الَّذي حظِيَتْ به تلك المُدُن، والعمل الدؤوب على تهيئة المناخ الاستثماريِّ الَّذي يتناسب مع ما يملكه من مُقوِّمات، والعمل المستمرِّ على تطويرها، عَبْرَ دراسة وتحديد الميزات النسبيَّة للمحافظات العُمانيَّة من حيث الموقع والموارد الطبيعيَّة لتحديدِ النشاطات الصناعيَّة والتجاريَّة الواعدة استثماريًّا في كُلِّ مدينة، بشكلٍ يجعلها تملك القدرة على جذب الاستثمارات العالَميَّة والمحليَّة، وبشكلٍ يتوافق مع الأهداف الوطنيَّة الكبرى، المُنطلِقة من رؤية «عُمان 2040» الطموحة، الَّتي تستهدف تعزيز نُموِّ قِطاعات التنويع الاقتصاديِّ، ووضع مختلف المحافظات على مسار التنمية المتوازنة. وانطلاقًا من هذا التوجُّه الوطنيِّ، جاء احتفال المؤسَّسة العامَّة للمناطق الصناعيَّة (مدائن) بافتتاح مشروع تطوير المنطقة الحُرَّة بالمزيونة ومشروع مبنى
الخدمات والتسهيلات، وذلك بهدف تطويرِ البنية الأساسيَّة لتهيئة المنطقة الحُرَّة بالمزيونة؛ لِتكُونَ رافدًا اقتصاديًّا وفق رؤية «عُمان 2040»، ويأتي مبنى الخدمات والتسهيلات بالمنطقة الحُرَّة بالمزيونة الَّذي تمَّ افتتاحه لِيكُونَ واجهة صناعيَّة مستقبليَّة لِتقديمِ أفضل الخدمات للمستثمرين ولأصحاب العمل والشركات العاملة بالمنطقة والزوَّار بما يتفوَّق على المقاييس العالَميَّة، ويكُونَ هذا المبنى الجديد عامل جذب لتعظيمِ الإقبال على تلك المنطقة الحُرَّة، والَّتي تُشير الإحصائيَّات إلى أنَّ إجمالي الشركات الَّتي تمَّ توطينها في المنطقة الحُرَّة بالمزيونة قَدْ بلغ نَحْوَ (220) مشروعًا خلال السنوات الخمس الماضية، كما شهدت (المزيونة) حركة تجاريَّة نشطة خلال عام 2023م، إذ بلغ إجمالي المعاملات التجاريَّة المنجزة (18624) معاملة. وتأكيدًا على الدَّوْر الذي تؤدِّيه تلك المُدُن والمناطق في حصد الثمار الاقتصاديَّة، جاء توقيع ميناء صحار والمنطقة الحُرَّة ثلاث اتفاقيَّات رئيسة لتعزيز خدماته البحريَّة الشَّاملة، بما يُسهم في تعزيز القِيمة المحليَّة المضافة ونُموِّ الصناعة البحريَّة المحليَّة، حيث تسعى الاتفاقيَّة الأولى لرسم خطَّة تحويليَّة في خدمات تنظيف خزانات السُّفن في الميناء، والَّتي ستُعزِّز الميزة التنافسيَّة للشركات المحليَّة في قِطاع الشَّحن البحريِّ، فيما تهدف الاتفاقيَّة الثانية إلى تعزيز خدمات نقل الوقود البحريِّ، وتسريع إتاحة الفرص الواعدة للشركات المحليَّة للتفاعل مع الشركات الكبيرة في مجال الخدمات اللوجستيَّة وسلاسل التوريد للوقود البحريِّ، كما يسعى الميناء عَبْرَ الاتفاقيَّة الثالثة إلى تقديم مجموعة شاملة ومتكاملة من الخدمات الطبيَّة للبحَّارة، حيث سيؤدِّي دمج هذه الخدمات المتخصِّصة في ميناء صحار، إلى رفع الكفاءة التشغيليَّة والمساهمة بشكلٍ كبير في نُموِّ الصناعة البحريَّة والاقتصاد في سلطنة عُمان.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية:
ة بالمزیونة
تلک الم د ن
إقرأ أيضاً:
أمازون تعطل تخزين التسجيلات المحلي في مكبرات الصوت الذكية
منذ يوم الجمعة الماضي، لم يعد أمام أصحاب السماعة الذكية، وجهاز تنفيذ الأوامر الصوتية "إيكو" خيار، سوى إرسال أوامرهم الصوتية إلى أجهزة خادم شركة التكنولوجيا الأمريكية المطورة للجهاز أمازون لمعالجتها، لتفادي توقف الجهاز عن العمل.
وفي الأسبوع الماضي، أرسلت أمازون رسائل بريد إلكتروني إلى العملاء الذين ضبطوا أجهزة إيكو لمعالجة الأوامر الصوتية على الجهاز فقط، لإبلاغهم بأن الإعداد لن يكون متاحاً بنهاية الشهر الجاري.
وقالت الشركة إن الإعدادات الجديدة لأجهزة إيكو تعني إرسال الأوامر الصوتية التي يوجهها المستخدم للجهاز إلى خدمة الحوسبة السحابية للشركة لمعالجتها وتنفيذها قبل حذفها.
ويبدو أن قرار التعطيل مرتبط بجهود أمازون لتدريب نموذجها للذكاء الاصطناعي، حيث تواجه شركات التكنولوجيا الأمريكية منافسة متزايدة من الشركات الصينية في الذكاء الاصطناعي.

وحسب البريد الإلكتروني لأمازون، سيلغى إعداد السجلّ قريباً "لتوسيع قدرات أليكسا بميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تعتمد على قوة معالجة خدمة الحوسبة السحابية لأمازون الآمنة".
ويأتي التحديث أيضاً في أعقاب كشف أمازون أخيراً إصدارها الجديد من جهاز المساعد الشخصي الإلكتروني أليكسا المزوّد بالذكاء الاصطناعي، أليكسا بلس، الذي يجمع البيانات من الأجهزة في منزل المستخدم لمساعدة الجهاز على توليد الاستجابات المناسبة رداً على طلباته.

ويذكر أن أمازون غُرمت بـ 30 مليون دولار في 2023 بسبب انتهاك الخصوصية في قضيتين منفصلتين، إحداهما مرتبطة بتخزينها للأوامر الصوتية لمستخدمي أجهزتها.