طوفان الأقصى عنوان العام 2024
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
لَمْ يكُنِ العام 2023 الَّذي سنودعه بعد أيَّام يختلف عن الأعوام الَّتي عشنا تفاصيلها، غير أنَّ السَّابع من أكتوبر ومفاعيل معركة طوفان الأقصى كانت بحقٍّ العنوان الأبرز لهذا العام بفعل نتائجه على الأرض، كانت إيذانًا بمرحلة فاصلة في عمليَّة الصراع العربي ـ الصهيوني، وفتحت مخرجات العام الَّذي نودِّعه الأبواب مشرعة على قدرة المقاومة الفلسطينيَّة ودَوْرها في تغيير قواعد الصراع مع كيان لَمْ يتورَّع في إنكار حقوق الشَّعب الفلسطيني واغتصاب أرضه حوَّله طوفان الأقصى إلى كيان مشلول، وغير قادر على مواجهة سواعد المقاتلين الَّذين يواصلون تصدِّيَهم لهذا الكيان في أطول حرب شهدتها القضيَّة الفلسطينيَّة منذ (75) عامًا.
ومهما حاول حلفاء «إسرائيل» بدعمها والوقوف إلى جانبها في مواجهة الزلزال الَّذي أحدثه في بنيتها ومشروعها الاستيطاني، إلَّا أنَّ الَّذي يجري في عموم فلسطين يمهِّد لفجر جديد لاحت ملامحه في الأُفق؛ جرَّاء المتحقِّق في عمليَّة الصراع الوجودي بَيْنَ هذا الكيان وأصحاب الأرض والمقدَّسات.
في العام الجديد نترقب ماذا سيحدث من تطوُّرات فيه، غير أنَّ أحمال تلك السنين هي تركة كبيرة، ربَّما لا يستطع العام الجديد تحمُّل أعبائها، سواء على مستوى الوطن العربي والعالَم وانعكاسها على السِّلم والأمن الدوليَّيْنِ الَّلذيْنِ اهتزت أركانهما بفعل المتحقِّق في المواجهة مع كيان كان يروِّج لمشروعه الاستيطاني بالعدوان وبالاعتماد على حلفائه في عمليَّة استمرار احتلاله لفلسطين ومقدَّساتها.
وإزاء التداخل بالخنادق بَيْنَ واشنطن وحلفائها من جهة، وبَيْنَ طهران وحلفائها، تقف المنطقة وجوارها على مفترق طُرق بعد أن تحوَّلَ إلى ساحة استقطاب على المصالح والنفوذ، ما استشعر الجميع بمخاطر مقبل الأيَّام، والتحسُّب من مخاطر وصول النيران إليهم.
لقَدْ آنَ الأوان أن يعيَ العالَم أنَّ قضيَّة فلسطين ليست قضيَّة إنسانيَّة قَدْ تُخفِّف مفاعيلها مساعدات من هنا وهناك، وإنَّما هي قضيَّة شَعب اغتصبت أرضه ومقدَّساته تحوَّلت إلى قضيَّة مصير ووجود، لَمْ يستطع الكيان الصهيوني طمسَ معالم جرائمه في فلسطين بالقتل والتهجير والعقاب الجماعي، وقضم الأرض وتغوُّل المستوطنين على أصحاب الأرض في فلسطين.
وقضيَّة بهذه العدالة تأبى النسيان رغم الدَّعم الأميركي لهذا الكيان وهمجيَّة ووحشيَّة الَّتي طاولت أوْجُه الحياة في فلسطين حتَّى جاءت معركة طوفان الأقصى لِتعلنَ للعالَم أجمع أنَّ شَعب فلسطين حيٌّ ومتمسِّك بحقوقه العادلة وحقِّه في المقاومة؛ لِيثبتَ للعالَم أجمع على قدرته لنَيْل حقوقه، وإرغام العدوِّ على الاعتراف بحقِّه في العودة والعيش في دَولة قابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف.
هكذا هي أحوال الدنيا متغيِّرات ومفاجآت قَدْ تحمل رياح التغيير المنشود من دُونِ أن يتوقفَ دوَرانها بفعل وقود معركة طوفان الأقصى الَّتي ترسَّخت في صدور أبطالها لِترسمَ ملامح عام جديد يستطيع أن يحملَ تبعات مَنْ سبقَه من أوجاع وهموم وأزمات، ويعيد الأمل لشَعب فلسطين بنَيْل حقوقهم المشروعة الَّذي تقطَّعت به السُّبل ليعودوا إلى ديارهم بكرامة وأمان.
أحمد صبري
كاتب عراقي
a_ahmed213@yahoo.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
حجة.. مسير لقادة الفصائل من خريجي دورات طوفان الأقصى
وجسد أكثر من 150 خريجاً في المسير، الانضباط واللياقة والجهوزية الكاملة لدعم وإسناد القوات المسلحة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس تحت قيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.
وأكدوا الاستعداد لأداء المسئولية الجهادية والدينية لمواجهة العدو الأمريكي والإسرائيلي ونصرة الشعب الفلسطيني، والثبات على الموقف المبدئي في مواجهة المؤامرات التي تستهدف الشعب الفلسطيني في غزة وكل فلسطين والحرص على استمرار التدريب والتأهيل استعداداً للمواجهة المباشرة مع العدو الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني.
وجددوا التفويض المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في اتخاذ الخيارات المناسبة للتصدي لقوى الطاغوت والاستكبار العالمي.
وعقب وصول المسير إلى مديرية المحابشة أشاد وكيل المحافظة لشئون مديريات الشرفين زيد الحاكم بمستوى لياقة الخريجين ومعنوياتهم العالية وحرصهم على اكتساب المهارات القتالية والتزود بهدى الله والقرآن الكريم استعداداً لخوض المعركة المصيرية والفاصلة بين الحق والباطل.