إذا أعادت إسرائيل احتلال غزة، فسيضر ذلك جهودها في العام المقبل 2024 للتطبيع مع مزيد من الدول العربية، وسيعرقل علاقات حليفتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بينما سيزيد نفوذ إيران في ظل غضب شعبي عربي وإسلامي، بحسب بول سالم الرئيس والمدير التنفيذي لـ"معهد الشرق الأوسط بواشنطن" (MEI).

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء أمس الأحد 20 ألفا و424 شهيدا، و54 ألفا و36 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

سالم قال، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، إنه "قبل 7 أكتوبر، كانت المنطقة تتجه نحو خفض التصعيد، والتطبيع، والتركيز على الاقتصاد.. لكن اليوم، عاد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني للاشتعال، وتصاعد الصراع بين إيران ووكلائها من ناحية والولايات المتحدة من ناحية أخرى".

وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتواصل إسرائيل منذ عقود احتلال أراضٍ عربية في كل من فلسطين وسوريا ولبنان.

وأضاف سالم أن "كيفية إنهاء الحرب في غزة، وما سيأتي بعد ذلك، سيكون لها تأثير عميق على معالم المنطقة في عام 2024، فإذا انتهت الحرب بإعادة الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة (سبق وأن احتلته بين عامي 1967 و2005) وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، فإن الزخم نحو المزيد من التطبيع مع إسرائيل سيتباطأ وسيتشدد الرأي العام العربي ضدها".

وقبل حرب غزة، كانت الولايات المتحدة تتوسط في مفاوضات لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل. ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية مع إسرائيل.

كما أنه في حال إعادة احتلال غزة وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، "ستواجه الولايات المتحدة رياحا معاكسة في علاقاتها الإقليمية"، كما تابع سالم.

ومنذ اندلاع الحرب، قدمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للاحتلال أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى بات منتقدون يعتبرون واشنطن شريكة في "جرائم الحرب الإسرائيلية" بغزة.

وفي غزة يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني يعانون حتى من قبل هذه الحرب من أوضاع كارثية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

اقرأ أيضاً

كارنيجي: الحل بعد حرب غزة.. قرار دولي بإقامة دولة فلسطين وإلزام لإسرائيل بإنهاء الاحتلال وإلا

مكاسب لإيران

في مقابل تضرر إسرائيل والولايات المتحدة، "ستستفيد إيران ووكلاؤها، فضلا عن الجماعات السنية، من هذا الاستقطاب وستكتسب المزيد من الأتباع والنفوذ"، كما أردف سالم.

وتابع: "من ناحية أخرى، إذا أعقبت الحرب جهود سلام قوية، بقيادة الولايات المتحدة ولكن بضم لاعبين عالميين وإقليميين رئيسيين، فقد تتحول المنطقة في اتجاه أكثر إيجابية".

واعتبر أنه "من غير المرجح أن يتمكن (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة من البقاء على قيد الحياة في عام 2024".

وتسود توقعات في إسرائيل بأن تحقيقات مرتقبة بعد الحرب بشأن الإخفاقات أمام "حماس"، ستطيح بقيادات سياسية وعسكرية واستخباراتية، في مقدمتها نتنياهو،  أطول رئيس وزراء بقاءً في منصبه في تاريخ دولة الاحتلال التي أُقيمت في عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة.

ويُصر نتنياهو على مواصلة الحرب، على أمل الاستمرار في منصبه بعدها، من خلال إعادة الأسرى الإسرائيليين، وإنهاء حكم "حماس" المستمر لغزة منذ يونيو/ حزيران 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لفلسطين منذ عقود.

وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.

وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1140 إسرائيليا وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

اقرأ أيضاً

تسريب وثيقة سرية إسرائيلية لمستقبل غزة.. لا سلطة فلسطينية وخطط لاستمرار سيطرة جيش الاحتلال

المصدر | بول سالم/ معهد الشرق الأوسط بواشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: احتلال غزة إسرائيل أمريكا نفوذ إيران حماس الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال: اعتراض مسيرة انطلقت من اليمن قبل وصولها المجال الجوي الإسرائيلي

أكد جيش الاحتلال، اعتراض مسيرة انطلقت من اليمن قبل وصولها المجال الجوي الإسرائيلي، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.

 

وزير الخارجية الأردني: إسرائيل تخلق صراعًا في المنطقة بتوغلها بالأراضي السورية رئيس “القدس للدراسات” يكشف خطة إسرائيل لتحويل حماس إلى طرف متعنت في التفاوض

 

حماس: إقامة الاحتلال 7 بؤر استيطانية بالضفة محاربة للوجود الفلسطيني على أرضه


 

وفي وقت سابق،  قالت حركة حماس إن ما كشفت عنه منظمة حقوقية، اليوم، من إقامة سلطات الاحتلال الصهيوني لسبع بؤرٍ استيطانية جديدة في الضفة المحتلة على أراضي المواطنين الفلسطينيين؛ هو استمرار لمخططات الضم والتهويد التي تنتهجها حكومة الاحتلال الإرهابية، في مخالفة فاضحة للقرارات والقوانين الدولية التي تجرّم الاستيطان.

 

 وأكدت حماس، أن إقامة هذه البؤر والتجمّعات الاستيطانية على أراضي ما يسمّى المنطقة (ب) في الضفة، وهي التي تخضع إداريًا لسيطرة السلطة الفلسطينية؛ يؤكّد من جديد فشل المراهنة على خيارات التسوية مع الاحتلال، وضرورة مواجهة سياساته الإجرامية القائمة على محاربة الوجود الفلسطيني على أرضه، وسعيه الحثيث لتهجير شعبنا في الضفة، وهو ما يعلنه بشكل متواتر وزراء هذه الحكومة الفاشية المتطرّفة.

الشعب الفلسطيني:

 ودعت حركة حماس: أبناء الشعب الفلسطيني، في الضفة المحتلة بكافة أطيافهم إلى التوحّد خلف خيار المقاومة ومواجهة الاحتلال، والوقوف في وجه هذه المخططات الفاشية الهادفة لتصفية قضيتنا الوطنية، وتكثيف العمل المقاوم ضد جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه، حتى كنسهم عن ترابنا المقدّس، واستعادة أرضنا ومقدساتنا وتحقيق أهداف شعبنا بالحرية وتقرير المصير.

 

لابيد يرفض المشاركة بلجنة يسعى نتنياهو لتشكيلها للتحقيق في أحداث 7 أكتوبر
 

أعلن زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، رفضه المشاركة في لجنة تحقيق يسعى نتنياهو لتشكيلها للتحقيق في أحداث السابع من أكتوبر، وفقًا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية”، في نبأ عاجل.


وفي إطار آخر،  أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوصول رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى قاعة المحكمة للإدلاء بشهادته في قضية الرشوة المتهم فيها.

وأضافت وسائل إعلام إسرائيلية، أن النيابة العامة أكدت أن نتنياهو متورط بشكل واضح في قضية الرشوة.

ووجهت إلى نتنياهو في عام 2019 تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وبدأت المحاكمة في عام 2020 في 3 قضايا جنائية، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.

وبموجب القانون الإسرائيلي، فإن رئيس الوزراء غير مجبر على التنحي ما لم تتم إدانته وإذا استأنف على حكم الإدانه، فيمكنه الاحتفاظ بمنصبه طوال عملية الاستئناف.

وتصل عقوبة تهم الرشوة إلى السجن لمدة 10 سنوات أو غرامة، ويعاقب على الاحتيال وخيانة الأمانة بالسجن لمدة تصل إلى 3 سنوات.

وبعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 وشن إسرائيل حربا على غزة استبعدت محاكمة نتنياهو عن الأنظار لكن مشاكله القانونية عادت لتؤدي إلى انقسام الإسرائيليين بشدة وإرباك السياسة الإسرائيلية.

مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يستدعي عددًا من حراسه:

اقتحم مستوطنون، اليوم الإثنين، المسجد الأقصى المبارك، بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.


وأفادت محافظة القدس، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة والضفة الغربية، في أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة.

 


 

مقالات مشابهة

  • «الاحتلال الإسرائيلي» يعلن اغتيال رئيس مديرية الأمن بجهاز الأمن العام التابع لـ «حماس»
  • الاحتلال: اعتراض مسيرة انطلقت من اليمن قبل وصولها المجال الجوي الإسرائيلي
  • تقرير: إسرائيل تدرس خيار الهجوم المباشر على إيران
  • حصاد 2024| لبنان يزداد أوجاعه مع اتساع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. الاحتلال يضرب بقوة الضاحية الجنوبية لبيروت.. وتفجيرات أجهزة بيجر واغتيال حسن نصر الله أبرز الأحداث المؤلمة
  • حصاد 2024.. حرب إسرائيل المدمرة في غزة بـالأرقام
  • الخروق الإسرائيليّة مستمرة جنوب نهر الليطاني وانحسار احتلال الناقورة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن توسيع عملياته في بيت حانون شمال قطاع غزة
  • نتنياهو يتحدث عن قرارات "النصر" ووضع إيران وما حدث بسوريا
  • خامنئي: لا توجد لدينا قوات وكيلة وأمريكا تريد الشغب في إيران
  • المتحدث باسم قوى الأمن الفلسطينية: خطة إسرائيلية تستهدف إعادة احتلال الضفة الغربية