احتلال غزة.. هكذا سيضر إسرائيل وأمريكا ويزيد نفوذ إيران في 2024
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
إذا أعادت إسرائيل احتلال غزة، فسيضر ذلك جهودها في العام المقبل 2024 للتطبيع مع مزيد من الدول العربية، وسيعرقل علاقات حليفتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بينما سيزيد نفوذ إيران في ظل غضب شعبي عربي وإسلامي، بحسب بول سالم الرئيس والمدير التنفيذي لـ"معهد الشرق الأوسط بواشنطن" (MEI).
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء أمس الأحد 20 ألفا و424 شهيدا، و54 ألفا و36 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
سالم قال، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، إنه "قبل 7 أكتوبر، كانت المنطقة تتجه نحو خفض التصعيد، والتطبيع، والتركيز على الاقتصاد.. لكن اليوم، عاد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني للاشتعال، وتصاعد الصراع بين إيران ووكلائها من ناحية والولايات المتحدة من ناحية أخرى".
وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتواصل إسرائيل منذ عقود احتلال أراضٍ عربية في كل من فلسطين وسوريا ولبنان.
وأضاف سالم أن "كيفية إنهاء الحرب في غزة، وما سيأتي بعد ذلك، سيكون لها تأثير عميق على معالم المنطقة في عام 2024، فإذا انتهت الحرب بإعادة الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة (سبق وأن احتلته بين عامي 1967 و2005) وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، فإن الزخم نحو المزيد من التطبيع مع إسرائيل سيتباطأ وسيتشدد الرأي العام العربي ضدها".
وقبل حرب غزة، كانت الولايات المتحدة تتوسط في مفاوضات لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل. ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية مع إسرائيل.
كما أنه في حال إعادة احتلال غزة وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، "ستواجه الولايات المتحدة رياحا معاكسة في علاقاتها الإقليمية"، كما تابع سالم.
ومنذ اندلاع الحرب، قدمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للاحتلال أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى بات منتقدون يعتبرون واشنطن شريكة في "جرائم الحرب الإسرائيلية" بغزة.
وفي غزة يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني يعانون حتى من قبل هذه الحرب من أوضاع كارثية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.
اقرأ أيضاً
كارنيجي: الحل بعد حرب غزة.. قرار دولي بإقامة دولة فلسطين وإلزام لإسرائيل بإنهاء الاحتلال وإلا
مكاسب لإيران
في مقابل تضرر إسرائيل والولايات المتحدة، "ستستفيد إيران ووكلاؤها، فضلا عن الجماعات السنية، من هذا الاستقطاب وستكتسب المزيد من الأتباع والنفوذ"، كما أردف سالم.
وتابع: "من ناحية أخرى، إذا أعقبت الحرب جهود سلام قوية، بقيادة الولايات المتحدة ولكن بضم لاعبين عالميين وإقليميين رئيسيين، فقد تتحول المنطقة في اتجاه أكثر إيجابية".
واعتبر أنه "من غير المرجح أن يتمكن (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة من البقاء على قيد الحياة في عام 2024".
وتسود توقعات في إسرائيل بأن تحقيقات مرتقبة بعد الحرب بشأن الإخفاقات أمام "حماس"، ستطيح بقيادات سياسية وعسكرية واستخباراتية، في مقدمتها نتنياهو، أطول رئيس وزراء بقاءً في منصبه في تاريخ دولة الاحتلال التي أُقيمت في عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة.
ويُصر نتنياهو على مواصلة الحرب، على أمل الاستمرار في منصبه بعدها، من خلال إعادة الأسرى الإسرائيليين، وإنهاء حكم "حماس" المستمر لغزة منذ يونيو/ حزيران 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لفلسطين منذ عقود.
وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.
وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1140 إسرائيليا وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
اقرأ أيضاً
تسريب وثيقة سرية إسرائيلية لمستقبل غزة.. لا سلطة فلسطينية وخطط لاستمرار سيطرة جيش الاحتلال
المصدر | بول سالم/ معهد الشرق الأوسط بواشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: احتلال غزة إسرائيل أمريكا نفوذ إيران حماس الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة ترحب بالمحادثات غير المباشرة بين إيران وأمريكا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رحب الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بإجراء محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة السبت المقبل في سلطنة عمان.
وقال دوجاريك - حسبما أورد الموقع الرسمي للأمم المتحدة - "نأمل أن تستغل تلك الفرصة، باستخدام بلد آخر كوسيط، كوسيلة للتخفيف من حدة التوترات"، معربا أيضًا عن قلقه إزاء التوترات المتزايدة في الخليج العربي وبين الولايات المتحدة وإيران.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم /الثلاثاء/ إن طهران ستجري محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى مع واشنطن في عمان، مضيفًا "ستكون بمثابة فرصة واختبار.. الكرة في ملعب أمريكا".
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 7 مارس الماضي أنه أرسل خطابًا إلى إيران داعيًا إياها لإجراء مفاوضات نووية، وردت إيران في وقت لاحق برفض إجراء محادثات مباشرة مع أمريكا بسبب نهجها المتناقض ولكنها مستعدة لإجراء محادثات غير مباشرة.