جريدة الوطن:
2024-11-15@14:28:18 GMT

رغم المعاناة والمجازر الفن العربي يغيب

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

رغم المعاناة والمجازر الفن العربي يغيب

«الفنُّ مرآة الشعوب» مقولة مأثورة يُقصد بها أن يعبِّرَ عن الحالة الجمعيَّة لهذا الشَّعب أو ذاك، فنراه في أوج عظمته عِندما تستنهض عزائم الأُمم، ونراه يترنَّح هابطًا في مراحل الأُفول، لكن صديقي عِندما استخدم تلك المقولة، كان يتساءل: لماذا غاب الفنُّ العربي، خصوصًا الأغنية عن الحرب الحاليَّة الَّتي تَدُور رحاها في قِطاع غزَّة برغم بشاعتها، الَّتي من الطبيعي أن تستنهضَ الإبداع، للتلاقي مع رغبة الشعوب العربيَّة لإيجاد أيقونة تعبِّر عن حالتهم.

فمنذ النَّكبة مرورًا بالنكسة وصولًا للمجازر الصهيونيَّة، وكانت الأغنية العربيَّة حاضرة وبقوَّة، منذ أن غنَّت كوكب الشَّرق «الآن أصبح عِندي بندقيَّة» الَّتي كانت حاضرة في العواصم العربيَّة في التظاهرات التضامنيَّة وعلى المقاهي، انتهاء بأغنية «القدس هترجع لنَا» الَّتي ردَّدها جيلي وهو يتظاهر داخل الحرم الجامعي تضامنًا مع انتفاضة الأقصى.
لكن الآن ـ وللأسف ـ جاءت الأيقونة غير عربيَّة، وتغنَّى العالَم العربي بأغنية (تحيا فلسطين وتسقط الصهيونيَّة)، الَّتي غنَّتها فرقة الكوفيَّة في المهجر باللغة السويديَّة، وباتَتْ رقصة أصحاب الأرض وسيلة للعرب وغيرهم للتضامن. صحيح أنَّ الغناء لَمْ يجلب الحقوق يومًا، لكنَّه كان يستنهض الهِمَم في النُّفوس، أو كما كنَّا نتصوَّر أنَّه يخلق وعيًا جمعيًّا عربيًّا، يفجِّر الغضب ضدَّ الأنظمة العربيَّة المستسلمة، وبقي كورقة توت أخيرة، يواري عجزنا الرَّسمي والشَّعبي في آنٍ واحد، والآن نراه يغيب بفعل تراجع الوعي الإبداعي الَّذي كان يفرزه، وكان الوحي الأدبي قَدْ انقطع نتيجة عدم التفاعل النَّفْسي والاجتماعي مع ما يحدُث من مجازر وحرب إبادة جماعيَّة، كانت كفيلة بتفجير الإبداع العربي في أوقات سابقة أقلَّ معاناة ممَّا نحياه الآن، ونعيشه.
ومن هذه النقطة يتَّضح أنَّ التراجع والانحدار كان شَعبيًّا، فالشعوب العربيَّة الَّتي رأيت في أعيُنِها نظرة الانكسار والذُّل عِندما سقطت بغداد، وخرجنا جميعًا يومها لأعمالنا صامتين رافضين التحدُّث عن شيء، وبدأ المواطن العربي في كافَّة الحواضر العربيَّة سياسة الانكفاء على الذَّات، وكأنَّ العجز عن الدِّفاع عن بغداد كان شرارة البداية لِمَا نشعر به من قلَّة حيلة، وهرب الإدراك نَحْوَ الانكفاء على الذَّات، ورفع شعارات ضرورة البناء من الداخل، وإيجاد مبرِّرات للتخاذل، الَّذي أسهم الإعلام الوطني في كُلِّ دَولة عربيَّة على حِدة على خلْقِه في نفوس الشعوب ووعيها الجمعي، لدرجة أنَّ البعض منَّا باتَ يلوم المقاومة الفلسطينيَّة على ما تمارسه من فعل مقاوم.
لذا فمن الطبيعي أن يغيبَ الفنُّ العربي عن نفوس المناضلين الَّذين لا يزالوا يؤمنون بالحلم العربي، فأضحت الهزليَّة خير ردٍّ، وأفرز الفنُّ العربي (أجراس العودة)، الَّتي ترصد التخاذل الرَّسمي والشَّعبي معًا، وتؤكِّد أنَّ العرب أغرتهم كثرتهم لكن ـ وبرغم جموعهم ـ قلَّة، وبوادي النمل إذا عبَروا ستموت من الضحك النملة، إسقاط على حالة الضعف والهوان العربي، الَّذي بدأ بالتراجع عن حلم بندقيَّة نزار، ووالله زمان يا سلاحي، والاكتفاء النحيب على ما يمارسه الكيان الصهيوني من جرائم، وصولًا لحالة الخرس الفنِّي رغم عِظَم المأساة الَّتي نحياها، ويحياها الشَّعب الفلسطيني الأعزل، الَّذي تخلَّى عَنْه الجميع واكتفى بالشَّجب والإدانة دُونَ التلويح حتَّى بخطوات عقابيَّة اقتصاديَّة أو سياسيَّة ضدَّه أو ضدَّ حلفائه، فلا حديث عن حرب كبرى، واكتفينا بالاستماع للصهاينة وهُمْ يرسمون طريق (صفقة القرن المختلَّة).

إبراهيم بدوي
ibrahimbadwy189@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

رفض عربي واسع لتصريح سموتريتش بضم الضفة إلى إسرائيل

أعلنت قطر ومصر والأردن والسعودية والإمارات، رفضها تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الداعية إلى فرض سيادة إسرائيل على الضفة الغربية وبناء وتوسيع المستوطنات فيها.

وأدانت قطر بـ"أشد العبارات، تصريحات وزير المالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، التي تضمنت تعليمات بإعداد البنية التحتية المطلوبة لضم الضفة الغربية المحتلة"، وفق بيان لوزارة الخارجية.

واعتبرت تلك التصريحات "انتهاكا سافرا للقانون الدولي، وتصعيدا خطيرا من شأنه إعاقة فرص السلام في المنطقة، لا سيما مع استمرار الحرب الوحشية على قطاع غزة ، وتداعياتها المروعة".

وشددت على "ضرورة اصطفاف المجتمع الدولي بقوة أمام سياسات الاحتلال الاستيطانية والاستعمارية والعنصرية، واعتداءاته المتكررة على حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، لا سيما جرائمه المستمرة في الضفة الغربية".

وأكدت قطر أن "التصريحات الإسرائيلية المتكررة المخالفة للقوانين والقرارات الدولية، تكشف بوضوح أن الاحتلال هو العقبة أمام أي جهود للسلام والاستقرار" بالمنطقة.

من جانبها، أدانت مصر في بيان للخارجية، "بأشد العبارات التصريحات المتطرفة لبتسلئيل سموتريتش، والداعية لفرض السيادة الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية".

وأكدت أن تلك التصريحات "انتهاك سافر للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".

وأشارت مصر إلى أن "التصريحات غير المسؤولة والمتطرفة من عضو في الحكومة الإسرائيلية، تعكس بوضوح التوجه الإسرائيلي الرافض لتبني خيار السلام بالمنطقة".

وأوضحت أن تلك "التصريحات المتطرفة تتعارض بشكل صارخ مع موقف المجتمع الدولي الداعي لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

بدوره، أدان الأردن في بيان للخارجية مساء الاثنين، بـ"أشد العبارات التصريحات العنصرية التحريضية المتطرفة التي أطلقها سموتريتش، والداعية إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة وبناء المستوطنات وتوسيعها".

واعتبر الأردن تلك التصريحات "انتهاكا صارخا للقانون الدولي، ولحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة".

وطالبت الخارجية الأردنية "المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وحكومتها المتطرفة بوقف عدوانها على غزة ولبنان وتصعيدها الخطير في الضفة الغربية المحتلة، وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني".

من جانبها، أعربت الخارجية السعودية عن تحذير "المملكة الشديد من خطورة التصريحات المتطرفة لمسؤول إسرائيلي بشأن فرض سيادة الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية المحتلة، وبناء المستوطنات وتوسيعها".

وأكدت أن هذه التصريحات "تقوّض جهود السلام بما فيها حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية)، وتشجع الحروب وتنتج مزيداً من التطرف، وتضاعف التهديد لأمن المنطقة واستقرارها".

وأشارت إلى أن "المملكة تعد هذه التصريحات انتهاكاً سافراً للقوانين الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، وتكرس الاحتلال والتوسع في الاستيلاء على الأراضي بالقوة مما يشكل سابقة خطيرة".

كما قالت إن "تبعات استمرار الفشل الدولي تتعدى حدود هذه الأزمة لتطال شرعية ومصداقية قواعد النظام الدولي، وتهدد استمراريته".

بينما أدانت الخارجية الإماراتية في بيان "تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بشأن إصدار تعليمات للتجهيز لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة خلال العام المقبل".

وأعربت عن "رفضها القاطع لجميع التصريحات الاستفزازية والإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة، ولكافة الممارسات المخالفة لقرارات الشرعية الدولية، والتي تهدد بالمزيد من التصعيد الخطير والتوتر في المنطقة، وتعيق جهود تحقيق السلام والاستقرار".

وشددت على "ضرورة دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".

ودعت المجتمع الدولي إلى "بذل الجهود للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح، وتجنب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة والمنطقة، وعلى دفع كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل".

والاثنين، قال سموتريتش، وهو أيضا وزير بوزارة الجيش، إنه أصدر تعليماته لإدارة الاستيطان والإدارة المدنية (تتبعان وزارة الجيش) لبدء "عمل أساسي مهني وشامل لإعداد البنية التحتية اللازمة لتطبيق السيادة"، وفق ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها سموتريتش قضية فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، حيث دعا في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلال مؤتمر في القدس المحتلة، إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة وقطاع غزة.

كما أكد في يونيو الماضي، صحة ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن سعيه لضم الضفة إلى إسرائيل، بعد أن كشفت الصحيفة في تسجيل صوتي له، عن امتلاك سموتريتش "خطة سرية" لتعزيز سيطرة إسرائيل على الضفة، وإجهاض أي محاولة لجعلها جزءا من دولة فلسطين.

وفي 19 يوليو/ تموز الماضي، شددت محكمة العدل الدولية على أن "للفلسطينيين الحق في تقرير المصير، وأنه يجب إخلاء المستوطنات الإسرائيلية القائمة على الأراضي المحتلة".

وخلال جلسة بمدينة لاهاي الهولندية لإبداء رأي استشاري بشأن تداعيات احتلال إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، قضت المحكمة بأن الأراضي الفلسطينية المحتلة تشكل "وحدة إقليمية واحدة" سيتم حمايتها واحترامها.

وأضافت أن السياسات والممارسات الإسرائيلية ترقى إلى "ضم أجزاء كبيرة" من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأنها "غير مقتنعة" بأن توسيع القانون الإسرائيلي ليشمل الضفة والقدس الشرقية "له ما يسوغه".

وبموازاة حرب الإبادة في قطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته، كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالا عن 780 شهيداً، ونحو 6 آلاف و300 جريح منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • تصفيات الـ"كان"... المنتخب المغربي يختتم تحضيراته استعدادا لمواجهة الغابون ورحيمي يغيب عن المباراة
  • وزير الخارجية: مصر حريصة على وقف إطلاق النار في السودان لرفع المعاناة عن الشعب
  • الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي
  • إجماع عربي على جرائم الإبادة !!
  • ناشئ الأهلي يوسف عبد القوي يغيب عن الملاعب تسعة أشهر
  • القبض على ممثل أفلام إباحية ‘‘عربي مسلم’’ في مطار دولة أجنبية
  • السودان: شخص واحد ينعي 45 فرداً من عائلته
  • رفض عربي واسع لتصريح سموتريتش بضم الضفة إلى إسرائيل
  • موعد ومكان جنازة شقيقة شيخ الأزهر.. هل يغيب الإمام الطيب عن الحضور؟
  • سلطنة عُمان تشارك في ملتقى عربي بمدينة جدة