صدمت الفنانة منة عرفة الجمهور المصري برأيها في المساكنة خلال حوارها في برنامج “Free Time"، حيث صرحت أنها مفيدة اجتماعيًا على الرغم كونه حرام شرعًا، وطالبت بتحقيقها عن طريق سبل شرعية، وقد تداول الإعلاميين ملف المساكنة كثيرًا بين أبناء الوسط الفني، فما حكم الدين وما حقيقة إمكانية تحقيق المساكنة بطرق شرعية؟
 

تحقيق المساكنة بصورة شرعية 

وقعد عللت منة عرفة مطلبها بانفصال الكثير من الزيجات في أول سنة زواج، رغم سنوات الحب العديدة قبل الزواج لعدم اتفاق طبائعهم لأنهم لم يعيشوا سويًا قبل الزواج، وأضافت قائلة خلال لقائها التلفزيوني: "أكتر حاجة بتخليكي تعرفي الناس هي السفر، لما تسافري مع حد هتقدري تعرفي طباعه واخلاقه، في حاجات لازم الشخص يعيش معاكي علشان يعرفه وأنا بفضل إن فترة الخطوبة تطول ونقعد مع بعض طول اليوم في البيت ونحقق المساكنة بطريقة شرعية".


 


حكم المساكنة 
 


قد صرح المركز العالمي للفتوى الإلكترونية في بيان سابق له أن الإسلام يحرم العلاقات الجنسية غير المشروعة وكل ما يوصل إليها وكذلك سائر الأديان الإلهية والكتب السماوية، ويسميها الإسلام باسمها الحقيقي "زنا"، مهما غُلفت مسمياتها بأسماء منمقة “كالمساكنة”، موضحًا أن الإسلام حاوط الرجل والمرأة بمنظومة راقية ذو تشريعات وحقوق وكرامة لحفظ علاقتهم وصون حقوقهم.


وأكد العالمي للفتوى أم القيم الدينية والأخلاقية ترفض الترويج لمثل هذه الانحرافات والهمجية، التي تسحق معاني الفضيلة والكرامة، ويستجيب لغرائز وشهوات شاذة، دون قيد من أخلاق، أو ضابط من دين، أو وازع من ضمير، حيث تطرح نقاشات عدة  حول قبول المساكنة بشكل عبثي على مرأى ومسمعٍ من النّاس طرح عبثي خطير، يستخفُّ بقيم المجتمع وثقافته وهُوِيَّتِه، ولا يمتُّ للحرية من قريب أو بعيد، إلا حرية الانسلاخ من قيم الفطرة وتعاليم الأديان.


واستشهد بقول تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}. [الإسراء: 32]، كما قيل في الوصايا العشر: «لا تزن»، فهو لا يقتصر على المسلمين، إنها حرمة الأجساد والكرامة في كل الأديان، مشيرًا إلى أن تلك الدعوات تحاول هدم حصون الفضيلة في المجتمع ونفوس الشباب والأجيال القادمة، فالتعدي على محارم وحدود الله خطر يهدد النشء فهي الركن الحصين في المجتمعات. 

 

حدود الخاطب مع المخطوبة
 

أما عن ما اقترحته الفنانة منه عرفة عن محاولة تطبيق المساكنة بطرق شرعية، عن طريق أن يجالس الخطيب خطيبته طول اليوم في المنزل للتعرف على الطبائع قبل الزواج، نلجأ هنا إلى قول دار الإفتاء في مدى حدود الخاطب بالخطيبة وهل هذا ممكن شرعًا وهل يغني عن منظومة الزواج أو يقاربها؟

فقد وضح الدكتور على جمعة مفتي الجمهور الأسبق أن الخطوبة هي مجرد وعد بالزواج، لذلك يمكن لأحد الطرفين فسخه متى شاء، وهذا يعني أن الخاطب والمخطوبة أجنبيان عن بعضهما، وعليهما منع مقدمات الفواحش بمنع الخلوة وما يتبعها ويترتب عليها مما حرم الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [النور: 21].

وتابع فضيلته مؤكدًا أنه بقدر ما تكون البنت أصْوَنَ لنفسها وأحرص على عفتها وشرفها، وأبعد عن الخضوع والتكسر في كلامها وحديثها، بقدر ما تعلو مكانتها ويعظم قدرها عند من يراها ويسمعها، وتزداد سعادتها في زواجها، ومن تعجَّل الشيء قبل أوانه عُوقِب بحرمانه، فالإسلام يعلوا بالفتاة حتى من لمسها كما قال نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ» أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير".
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المساكنة شرعية المركز العالمي للفتوى الإلكترونية الدينية

إقرأ أيضاً:

هل يجوز الزواج مع وجود نية الطلاق؟.. الإفتاء تجيب

أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن مسألة الزواج بنية الطلاق من المسائل التي لا يصح تناولها بسطحية أو اجتزاء الفتوى فيها دون فهم للسياق الكامل، مشيرًا إلى أن السؤال عن جواز الزواج بنية الطلاق "فخ فقهي" يجب التعامل معه بحذر شديد.

وقال "الورداني"، خلال تصريحات تلفزيونية، إن "الزواج في الإسلام قائم على نية التأبيد والاستمرار، وليس على نية الانفصال المسبقة، وبالتالي، فإن نية الطلاق عند عقد الزواج تُعد نية فاسدة ولا تجوز شرعًا".

وتابع أن المفتي عندما يُسأل هذا السؤال، لا ينبغي أن يجيب عنه بإجابة عامة، لأن هناك من قد يستخدم الفتوى بشكل خاطئ، قائلاً:  "الخبرة في الفتوى أثبتت أن هذا النوع من الأسئلة يُستخدم أحيانًا لتبرير أفعال غير شرعية، أو للطعن في صحة زواج آخرين، ولذلك يجب توخي الحذر".

وأكد أن الحكم في هذه الحالة ينقسم إلى شقين: "قبل الزواج: من ينوي الطلاق عند الزواج، يحرم عليه عقد الزواج بهذه النية، لأن النية هنا تتعارض مع مقاصد الزواج في الشريعة الإسلامية.. بعد الزواج: إذا تم الزواج بهذه النية، فالزواج في ذاته صحيح طالما استوفى الأركان والشروط الشرعية، وتظل النية نية فاسدة لا تُؤثر في صحة العقد، ولكن الإثم يقع على صاحب النية".

وحذر من استسهال الفتوى في مثل هذه القضايا الحساسة، داعيًا إلى الرجوع للعلماء وأهل الاختصاص عند الحديث عن مسائل الزواج والطلاق، لما يترتب عليها من آثار اجتماعية ودينية خطيرة.

هل يسامح الله من تاب عن أذية الناس؟.. أمين الإفتاء يجيبهل الصلاة بدون وضوء بعد الاغتسال من الجنابة باطلة؟.. الإفتاء تجيبالإفتاء: من حق الزوجة الخروج للعمل إذا رفض زوجها.. ولكن بشروطهل يجوز الكذب لجبر الخواطر وإرضاء الوالدين؟ .. اعرف رد الإفتاء

هل الزواج بدون مهر صحيح شرعًا؟

وكان مركز الأزهر العالمي للفتوى، أكد أن المهر في الإسلام شُرِع كرامةً للنساء، وتطييبًا لخاطرهن، وإظهارًا لعَظَمةِ عقد الزواج ومكانته، وإشعارًا بأنَّ الزوجة شيءٌ لا يَسهُل الحصولُ عليه إلا بالبذل والإنفاق؛ حتىٰ لا يفرط الزوجُ فيه بعد الحصول عليه. 

وأضاف الأزهر للفتوى، عبر موقع المركز الإلكتروني، أن نبيُّ اللهِ موسىٰ عليه السلام أنفق عشر سنين من عمره مهرًا للزَّواج من فتاة مدين؛ مستشهدا بقول اللهُ سبحانه: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} [القصص:27]. 

وأوضح مركز الأزهر العالمي، أن المهر هو المالُ الذي يجب علىٰ الزوج لزوجته كأثر من آثار عقد الزواج عليها، ويدل علىٰ وجوبه قولُهُ تعالىٰ: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً...} [النساء:4]، والمراد بالصداق هنا هو المهر، أي: أعطوا النساء مهورهنَّ عطيةً واجبة عن طيب نفسٍ، وأيضًا ما ورد من أن النبيَِّ ﷺ لم يُخلِ زواجًا من مهر، وكذا إجماع الأمة علىٰ وجوبه.

وتابع “المهر يكون مِلكًا خالصًا للزوجة تتصرَّف فيه كما تشاء، ولها أن تهب منه لمن تشاء كما تريد، وأما تكاليف الزواج من شبكة، وولائم، وزينة، فيُرجع فيه إلىٰ العُرف إن لم يكن هناك اتفاقٌ بين الطرفين علىٰ شيء محدد؛ لأن العادة محَكَّمة، والمعروفُ عرفًا كالمشروط شرطًا”.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز الزواج مع وجود نية الطلاق؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يُستجاب دعاء غير الحاج في يوم عرفة؟.. أمين الفتوى يكشف
  • سيدة تطالب زوجها بسداد 400 ألف جنيه بعد شهور من الزواج.. اعرف التفاصيل
  • ملتقى الجامع الأزهر: الغزوات في الإسلام لم تكن هجومية بل دفاعية
  • قانون الأحوال الشخصية الجديد في الإمارات.. شروط الخطبة وكيف تسترد الهدايا؟
  • دينا أبو الخير: الأصل في الإسلام تحمل الرجل كل تكاليف الزواج.. فيديو
  • أذكار الصباح اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025.. أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص
  • آداب المزاح في الإسلام مع الأصدقاء.. 3 شروط التزم بها
  • حكم الزواج بدون دفع المهر.. اعرف رأي الشرع
  • الإبادة التلمودية والحملات الصليبية اليهودية