منة عرفة تطالب بتحقيق المساكنة بطرق شرعية.. هل يمكن دينيًا؟
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
صدمت الفنانة منة عرفة الجمهور المصري برأيها في المساكنة خلال حوارها في برنامج “Free Time"، حيث صرحت أنها مفيدة اجتماعيًا على الرغم كونه حرام شرعًا، وطالبت بتحقيقها عن طريق سبل شرعية، وقد تداول الإعلاميين ملف المساكنة كثيرًا بين أبناء الوسط الفني، فما حكم الدين وما حقيقة إمكانية تحقيق المساكنة بطرق شرعية؟
وقعد عللت منة عرفة مطلبها بانفصال الكثير من الزيجات في أول سنة زواج، رغم سنوات الحب العديدة قبل الزواج لعدم اتفاق طبائعهم لأنهم لم يعيشوا سويًا قبل الزواج، وأضافت قائلة خلال لقائها التلفزيوني: "أكتر حاجة بتخليكي تعرفي الناس هي السفر، لما تسافري مع حد هتقدري تعرفي طباعه واخلاقه، في حاجات لازم الشخص يعيش معاكي علشان يعرفه وأنا بفضل إن فترة الخطوبة تطول ونقعد مع بعض طول اليوم في البيت ونحقق المساكنة بطريقة شرعية".
حكم المساكنة
قد صرح المركز العالمي للفتوى الإلكترونية في بيان سابق له أن الإسلام يحرم العلاقات الجنسية غير المشروعة وكل ما يوصل إليها وكذلك سائر الأديان الإلهية والكتب السماوية، ويسميها الإسلام باسمها الحقيقي "زنا"، مهما غُلفت مسمياتها بأسماء منمقة “كالمساكنة”، موضحًا أن الإسلام حاوط الرجل والمرأة بمنظومة راقية ذو تشريعات وحقوق وكرامة لحفظ علاقتهم وصون حقوقهم.
وأكد العالمي للفتوى أم القيم الدينية والأخلاقية ترفض الترويج لمثل هذه الانحرافات والهمجية، التي تسحق معاني الفضيلة والكرامة، ويستجيب لغرائز وشهوات شاذة، دون قيد من أخلاق، أو ضابط من دين، أو وازع من ضمير، حيث تطرح نقاشات عدة حول قبول المساكنة بشكل عبثي على مرأى ومسمعٍ من النّاس طرح عبثي خطير، يستخفُّ بقيم المجتمع وثقافته وهُوِيَّتِه، ولا يمتُّ للحرية من قريب أو بعيد، إلا حرية الانسلاخ من قيم الفطرة وتعاليم الأديان.
واستشهد بقول تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}. [الإسراء: 32]، كما قيل في الوصايا العشر: «لا تزن»، فهو لا يقتصر على المسلمين، إنها حرمة الأجساد والكرامة في كل الأديان، مشيرًا إلى أن تلك الدعوات تحاول هدم حصون الفضيلة في المجتمع ونفوس الشباب والأجيال القادمة، فالتعدي على محارم وحدود الله خطر يهدد النشء فهي الركن الحصين في المجتمعات.
حدود الخاطب مع المخطوبة
أما عن ما اقترحته الفنانة منه عرفة عن محاولة تطبيق المساكنة بطرق شرعية، عن طريق أن يجالس الخطيب خطيبته طول اليوم في المنزل للتعرف على الطبائع قبل الزواج، نلجأ هنا إلى قول دار الإفتاء في مدى حدود الخاطب بالخطيبة وهل هذا ممكن شرعًا وهل يغني عن منظومة الزواج أو يقاربها؟
فقد وضح الدكتور على جمعة مفتي الجمهور الأسبق أن الخطوبة هي مجرد وعد بالزواج، لذلك يمكن لأحد الطرفين فسخه متى شاء، وهذا يعني أن الخاطب والمخطوبة أجنبيان عن بعضهما، وعليهما منع مقدمات الفواحش بمنع الخلوة وما يتبعها ويترتب عليها مما حرم الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [النور: 21].
وتابع فضيلته مؤكدًا أنه بقدر ما تكون البنت أصْوَنَ لنفسها وأحرص على عفتها وشرفها، وأبعد عن الخضوع والتكسر في كلامها وحديثها، بقدر ما تعلو مكانتها ويعظم قدرها عند من يراها ويسمعها، وتزداد سعادتها في زواجها، ومن تعجَّل الشيء قبل أوانه عُوقِب بحرمانه، فالإسلام يعلوا بالفتاة حتى من لمسها كما قال نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ» أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المساكنة شرعية المركز العالمي للفتوى الإلكترونية الدينية
إقرأ أيضاً:
عضو بـ«العالمي للفتوى»: السنة النبوية علمتنا حقوق الأطفال ورعايتهم
أكدت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الإسلام قد أوضح بجلاء الحقوق التي يجب على الأب أن يوفرها لأطفاله منذ لحظة إنجابهم، لافتة إلى أن القرآن الكريم قد حث على رعاية الأطفال وحفظ حقوقهم، إذ ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوْا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا" (التحريم: 6)، فالأهل هنا هم كل من يتولى الإنسان مسؤوليتهم، بما فيهم الأبناء.
تعليم الأطفال في الإسلاموأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "حواء"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن تعليم الأطفال في الإسلام يبدأ من سن مبكرة، حيث يأمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين بأن يُصلوا ويصبروا على الصلاة، كما في قوله: "وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا" (طه: 132)، وهذه وصية عظيمة تدل على أهمية تربية الأبناء على الطاعات منذ الصغر.
وأشارت إلى قصة سيدنا لقمان مع ابنه، والتي تعد من أروع الأمثلة على كيفية تعليم الأبناء القيم والأخلاق، حيث كان لقمان يعظ ابنه ويزرع فيه مبادئ عظيمة من بينها إصلاح علاقته بالله سبحانه وتعالى، والتواضع، وتجنب التفاخر، لافتة إلى أن هذه القيم التي غرسها سيدنا لقمان في ابنه هي نموذج واضح لما يجب أن يتعلمه الأب من كيفية توجيه أولاده، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع الله ومع الناس.
أهمية العناية بالأطفال وتعليمهم أداب الطعامواستشهدت بقصة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابي عمرو بن أبي سلمة، عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن يده تتنقل في الطعام بشكل غير مرتب، فأوصاه قائلاً: "يا غلام، سَمِّ اللهَ، وكل بيمينك، وكل مما يليك"، مضيفة: "هذه التوجيهات النبوية تعلمنا أهمية العناية بالأطفال وتعليمهم أداب الطعام وأداب الحياة، في إطار من الأخلاق والاحترام".
وأكملت أن السنة النبوية مليئة بالمواقف التي تظهر حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم وحق الأطفال وتوجيههم بشكل حكيم، مشيرة إلى حديث آخر مع عبد الله بن عباس حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك"؛ مما يعكس اهتمام الإسلام الكبير برعاية الأطفال وتعليمهم من خلال المواقف الحياتية اليومية.