يعد الانتهاكات داخل السجون في العراق من الملفات الشائكة في ظل عدم قدرة الجهات المعنية على ايقاف الممارسات الخاطئة والانتهاكات، ورغم ان وزارة العدل اكدت تحقيقها تقدما ملموسا في الملف، الا ان مراقبين يؤكدون ان الوزارة غير معنية بتقييم الملف، ولا بد من وجود جهات رقابية تشرف على الموضوع بشكل شفاف.

وفي هذا الشأن، أكد عضو مفوضية حقوق الإنسان السابق، علي البياتي، أن وزارة العدل تُعَدُّ مؤسسةً تنفيذيةً معنيةً بتطبيق القوانين والالتزام بالبرنامج الحكومي والتوصيات التي ترد من الجهات المحلية الرقابية أو من الجهات الدولية التي تتابع مع العراق التزاماته.

وبالتالي، فإنها معنية بالتنفيذ وليست معنية بتقدير مدى التزام الوزارة.

وقال البياتي  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إن “هذا الموضوع ليس من صلاحيات الوزارة، فالجهات الرقابية مثل مفوضية حقوق الإنسان والبرلمان وجهاز الادعاء العام والنزاهة في قضايا الفساد، وكذلك ديوان الرقابة المالية في الجوانب المالية، هي المعنية بتقدير الموقف والحديث عن مدى التزام الحكومة أو وزارة العدل بالتحديد في ملف السجون، سواء كان هناك التزامًا بهذا البرنامج الحكومي أو الالتزام بالإطار العام، وهي القوانين والدستور والاتفاقيات الدولية “.

أما فيما يتعلق بملف الاكتظاظ في السجون، فاستبعد البياتي أن “تكون المسألة تتعلق بتغيير مسؤول أو اثنين آخرين في الوزارة، فقد تكون لهؤلاء المسؤولين الجدد الإرادة للإصلاح، وربما يكونوا مختلفين عن السابقين، ولكن المشكلة متجذرة في هذه المؤسسة، خاصة فيما يتعلق بملف الاكتظاظ الذي وصل إلى حدود الضعف أو ثلاثة أضعاف الطاقة الاستيعابية أحيانًا”.

وتساءل البياتي: “هل قامت الوزارة، على سبيل المثال، بإفتتاح سجون جديدة لتضاعف الطاقة الاستيعابية؟”.

وأضاف ان “الاكتظاظ بكل تأكيد سيؤدي إلى انتهاكات من نوع آخر، تتمثل في انتهاك حقوق أساسية داخل هذه السجون، مثل حقوق السلامة الجسدية والنفسية، وحقوق الصحة والتعليم، بالإضافة إلى الأمور المتعلقة بالطعام والحركة والتعرض للهواء الطلق والتشميس”.

وأوضح أن “الموضوع يتطلب برامج داخل هذه السجون وكوادر مدربة، وبالتأكيد يشير إلى ضرورة إنشاء نوع من الرقابة الحقيقية لهذه المواقع من قبل المؤسسات الرقابية، لمتابعة جميع هذه البرامج”.

وأكمل قائلاً، “مشكلة العراق تظهر عندما يتم إطلاق مشروع جديد، حيث يُعلن عنه في وسائل الإعلام، ويُخصص له تمويل، ولكن في الواقع لا نرى أي تحقيق على أرض الواقع. لذلك، لتجاوز هذا الأمر، يجب وجود مؤسسات رقابية يكون لها دور محوري من خلال المتابعة والإشراف والدخول في بعض تفاصيل هذه البرامج، لكي تكون لها أدوار حقيقية. وبالتالي، في ظل عدم وجود أي تحديث أو إضافة تخص إعادة تأهيل السجين وأيضًا إصلاح حقيقي داخل هذه السجون، من المستبعد جداً أن نرى تغييرًا في هذا الملف”

وأضاف البياتي، ان “قضية التعامل مع السجين مناطة بوزارة العدل، ومن واجب الوزارة تأهيله وليس معاقبته بكل تفاصيل حياته، كما يحدث دائمًا”، مشيرا الى ان “وزير العدل اكد في اكثر من مرة على وجود خروقات داخل المؤسسات الاصلاحية وقام بتغيير بعض المسؤولين، إلا أن القضية لا تقتصر على تغيير أعلى الهرم، ولكن هناك قضية تتعلق بالبنية التحتية والكوادر الموجودة والإمكانيات المتاحة لإدارة هذه المؤسسات”.

وشدد على “ضرورة وجود جهات رقابية يمكنها الاطلاع بشكل شفاف، لأن السجون تُعد مؤسسةً عامة”.

وسبق أن أكدت وزارة العدل على تلمسها تقدمًا إيجابيًا في ملف حقوق الإنسان بعد تطبيق البرنامج الحكومي، خاصة فيما يتعلق بمسألة الاكتظاظ في السجون العراقية.

 

المصدر: وكالة تقدم الاخبارية

كلمات دلالية: وزارة العدل

إقرأ أيضاً:

تحقيقات الإرهاب والفساد في إسطنبول: إليكم الموقوفين والمفرج عنهم

في التحقيق الذي بدأ ضد بلدية إسطنبول الكبرى (İBB)، تم إحالة 91 شخصًا إلى المحكمة الجنائية للتحقيق في تهم “مساعدة منظمة إرهابية مسلحة” وطلب التوقيف بحقهم. حتى الآن، تم توقيف 22 شخصًا، من بينهم رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، وبوغراغ غوكجي، ومورات أونغون، وسردار هايداني، بينما تم الإفراج عن 10 أشخاص بشرط مراقبة قضائية تشمل حظر السفر وتوقيع تعهدات.

النيابة العامة في إسطنبول ذكرت أنها فتحت تحقيقات ضد أكرم إمام أوغلو و99 مشتبهًا فيهم بتهم تشمل “الانتماء إلى منظمة إجرامية” و”الابتزاز” و”الرشوة” و”الاحتيال”، بالإضافة إلى تهم أخرى مثل “التجسس على البيانات الشخصية” و”التلاعب في المناقصات”. كما تم فتح تحقيق ضد أكرم إمام أوغلو، ونائب أمين عام بلدية إسطنبول الكبرى ماهر بولات، ورئيس بلدية شيشلي رسول إمراه شاهان، وعدد آخر من الأشخاص بتهمة “مساعدة منظمة PKK/KCK الإرهابية”.

بعد الانتهاء من الإجراءات المتعلقة ببقية المشتبه بهم، بدأ الإعلان عن القرارات.

اقرأ أيضا

القضاء التركي يقرر سجن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو

الأحد 23 مارس 2025

الموقوفون:

أكرم إمام أوغلو
مورات أونغون
أحمد كوكسال
علي إلباك
آدم تونجاي
علي نوهوغلو
ألبر آيدين
متين ساريسالتون
مراد عباس
كاميل تيمور دليباش
إيوب سوباج
سيردال طاشكن
سيركان أوزتورك
مصطفى نيهات سوتلاش
سليمان أتيك
أحمد جيجيك
يوسف إلباك
سيرفيت يلدرم
سردار هايداني
بوغراغ غوكجي
إرتان يلدز
تونجاي يلمز

مقالات مشابهة

  • 50 عاماً لعصابة هربت المخدرات لسجن بريطاني
  • مدير صحة قنا يُتابع الخدمات الطبية بمستشفى حميات نجع حمادي
  • خلال مشاركته في مأدبة إفطار جمعت المودعين الأحداث بذويهم.. وزير العدل يوجه بفتح الزيارات أمام ذوي المودعين الاحداث طيلة أيام عيد الفطر
  • تحركات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين.. رفض برلماني وحزبي ومطالبات بوقف الانتهاكات
  • قرار جديد من وزير العدل الفرنسي يخص المساجين الأجانب
  • وزير العدل د. خالد شواني يستقبل رئيس مجلس محافظة بابل لبحث التعاون والتنسيق المشترك في تطوير الدوائر العدلية في المحافظة
  • بعد اعادة فتح معبر تهريب إلى سوريا.. الجيش يوقف شهد الحجيري
  • ضمن حملة حماة تنبض من جديد… إعادة تأهيل سور المنصف الحديدي في مدخل حماة الجنوبي
  • تحقيقات الإرهاب والفساد في إسطنبول: إليكم الموقوفين والمفرج عنهم
  • لاندماجهم مع المجتمع.. العدل تعتزم إنشاء مراكز إيواء للأحداث المفرج عنهم