الجزيرة:
2025-03-26@09:00:44 GMT

فيضانات درنة.. أسوأ ملامح عام 2023 في ليبيا

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

فيضانات درنة.. أسوأ ملامح عام 2023 في ليبيا

في العاشر من سبتمبر/ أيلول الماضي، كانت مناطق الشرق الليبي على موعد مع العاصفة الشبيهة بالإعصار "دانيال" التي أسفرت عن فيضانات غيرت ملامح مدينة درنة لما خلّفته من دمار واسع أودى بحياة الآلاف، لتكون تلك الكارثة أسوأ الكوارث الطبيعية التي وقعت في تاريخ البلاد.

في ذلك التاريخ اجتاحت العاصفة مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، بالإضافة إلى مناطق أخرى، بينها درنة التي كانت المتضرر الأكبر جرّاء انهيار سدود كانت تحبس المياه في "وادي درنة" الضخم.

وأحدثت العاصفة أزمة كبيرة لدى سكان المدينة نتيجة تأثيرها المدمر، حيث واجه الأهالي العديد من الصعوبات خلال النزوح بحثا عن مأوى، نتيجة الأضرار الواسعة التي لحقت بالبنية التحتية وتوقف أكثر من نصف المرافق الصحية عن العمل جزئيا أو كليا.

الفيضانات دمرت أجزاء كبيرة من مدينة درنة (غيتي) حصيلة وأرقام

وفي حين لا توجد حتى اليوم حصيلة نهائية لضحايا فيضانات شرق ليبيا، إلا أن عدد القتلى وصل حتى الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول إلى 4333، وفق منظمة الصحة العالمية، التي أوضحت أيضا أن المفقودين المسجلين بلغوا 8500 شخص.

وبين فترة وأخرى، تعلن السلطات عن انتشال عدد إضافي من جثث ضحايا الفيضانات، التي تخضعها لفحوصات الحمض النووي في محاولة لتحديد هوية أصحابها قبل الشروع بدفنها، غير أن العديد من الجثث اعتبرت لأشخاص مجهولي الهوية، علما أنه يوجد قوائم بأسماء مفقودين حتى الآن.

وكانت التقديرات المحلية أشارت إلى أن 8% من سكان درنة الليبية قتلوا أو فقدوا في الفيضانات، وربع أحيائها مُسح من الخريطة، في مدينة يقدر عدد سكانها بنحو 200 ألف نسمة.

الآلاف لقوا حتفهم جراء الفيضانات (رويترز) أضرار وميزانية

بدورها، قدرت مصلحة الطرق والجسور بوزارة المواصلات بحكومة الوحدة الوطنية، رسميا، نسبة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في المناطق المنكوبة شرق البلاد بنحو 70%، مشيرة إلى انهيار 11 جسرا جراء السيول، منها اثنان يربطان درنة بمدينتي سوسة والقبة، و6 أخرى داخل درنة، و3 جسور في الطريق الممتد بين مدينتي شحات وسوسة.

ونشرت منصة "حكومتنا" (حكومية) تقريرا "مبدئيا" لجهاز مشروعات الإسكان والمرافق بحكومة الوحدة الليبية جاء فيه أن "عدد المنازل المتضررة نتيجة السيول والانجرافات في المناطق المنكوبة بالجبل الأخضر يقدر بحوالي 5 آلاف منزل"، وهو عدد كبير في ليبيا بالنسبة للتقارير التي تشير إلى وجود 6 آلاف منزل في درنة.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أقر مجلس النواب الليبي ميزانية للطوارئ تقدر بـ10 مليارات دينار ليبي (ملياري دولار)، وذلك لمواجهة آثار الفيضانات وإعادة تأهيل المدن المنكوبة، وفق تصريح سابق أدلى به البرلماني الليبي محمد تامر لوكالة الأناضول.

انتشال الجثث لا يزال متواصلا بعد أشهر من الكارثة (الفرنسية) دمار وتأثيرات

وقالت مسؤولة التواصل والإعلام بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في ليبيا أمل البرغوثي، إن "البلاد واجهت أشد العواصف فتكا في تاريخها المسجل، حيث ألحقت دمارا غير مسبوق شرق البلاد، خاصة في مدينة درنة التي دمّر الإعصار 30% منها".

وأضافت البرغوثي في حديثها أن: "العاصفة المدمرة تسببت بنزوح حوالي 45 ألف شخص بينهم أكثر من 16 ألف طفل".

وتابعت: "أظهر 67% من الأطفال في درنة تغيرات سلوكية سلبية منذ الكارثة".

وأشارت إلى أن "هناك 9 مدارس في درنة تقدم خدماتها لحوالي 4500 طفل لا تزال مغلقة، بينما تواجه المدارس التي أعيد فتحها مستويات عالية من الاكتظاظ".

وحول الاحتياجات الضرورية لمدينة درنة، قالت إنه "مع اقتراب عام 2023 من نهايته، يتحول تركيز اليونيسيف في المناطق المتأثرة بالفيضانات من الاستجابة الطارئة إلى جهود التأهيل والإصلاح المبكرة وإعادة الإعمار".

وأضافت البرغوثي: "تستوجب خطة الاستجابة مبلغ 26.5 مليون دولار حتى يونيو/حزيران 2024، ولا تزال اليونيسيف تواجه فجوة في الدعم تقدر بحوالي 11 مليون دولار".

ما حدث بدرنة لن يمحى من ذاكرة الليبيين (الفرنسية) صعوبات وتأثيرات

في المقابل، قال الكاتب الصحفي الليبي هشام الشلوي، إن "الأوضاع بصفة عامة في مدينة درنة ما زالت صعبة جدا، وهناك صعوبات جمة تواجه المنكوبين".

وأضاف الشلوي في حديثه للأناضول: "يعلم الجميع أن الكارثة مهما كان حجمها أو مهما كانت آثارها فإن التأثير الإعلامي يبقى له الدور الأكبر في إبراز تلك الكارثة".

وتابع: "عندما كانت درنة هي العنوان الأول لدى كل وسائل الإعلام ‏كان هناك اهتمام كبير بها أما الآن فهي أصبحت شبه منسية، نظرا لتغير عناوين الصحف المحلية والعالمية، خاصة تلك التي اتجهت صوب العدوان الإسرائيلي على غزة والعناوين المحلية التي اهتمت بتفاصيل أخرى سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية وابتعدت كثيرا عن درنة".

وقال الشلوي إن "كارثة الفيضانات التي حلت على درنة ومدن الشرق الليبي ليست الأسوأ في العام الحالي فقط بل الأسوأ في تاريخ ليبيا منذ تأسيسها عام 1951، من حيث حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية المهترئة والضعيفة، التي لم تشهد أي تطوير منذ عشرات السنوات أو من ناحية أعداد البشر الذين لقوا حتفهم في تلك الكارثة".

العاصفة المدمرة تسببت بنزوح حوالي 45 ألف شخص (الفرنسية) كارثة كبيرة

وأضاف: "الكارثة كبيرة جدا وهي أسوأ الكوارث التي مرت بها ليبيا استنادا إلى البنية التحتية التي دمرت واستناداً على إعداد الضحايا".

وأشار إلى أن "مدينة درنة لا تهم بشكل كبير صانع القرار سواء في العاصمة طرابلس أو في مدينة بنغازي لأنها ليست من ضمن اهتمامات الحكومتين إلا فيما يتعلق بكيفية جني ثمرات الفيضانات من مشاريع إعادة الإعمار وتسابق الدول الإقليمية والدولية"، وفق تعبيره.

وتشهد ليبيا صراعا على السلطة بين حكومة عيّنها مجلس النواب مطلع 2022، وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض التسليم إلا لحكومة تأتي عبر برلمان جديد منتخب.

وبحسب الشلوي: فإن "الانقسام السياسي يمنع وجود رؤية إستراتيجية حقيقية وواقعية ليس فقط لإعادة بناء تلك المدن أو ما تضرر منها وإعادة بناء وتأهيل ما تضرر منها، بل يعيق أيضا وضع خطط حقيقية وجادة لتوقي حدوث مثل هذه الكوارث".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مدینة درنة فی مدینة

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يستعرض ملامح اتفاق الخدمات الاستشارية لتوسيع نطاق مُشاركة القطاع الخاص

اجتمع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بنائب رئيس مؤسسة التمويل الدولية لأفريقيا، سيرجيو بيمنتا، والوفد المرافق له، لاستعراض الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع مؤسسة التمويل الدولية لتقديم الخدمات الاستشارية لتوسيع نطاق مُشاركة القطاع الخاص في إدارة وتشغيل المطارات، وذلك بحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، والمهندس أيمن عرب رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية.

واستهل رئيس الوزراء الاجتماع بالترحيب بنائب رئيس مؤسسة التمويل الدولية لأفريقيا، والوفد المرافق له، مُعربًا عن تقديره للدور المُهم الذي لعبه «بيمنتا» في تعزيز التعاون بين مؤسسة التمويل الدولية والحكومة المصرية، خاصة أن هذه هي الزيارة الأخيرة له لمصر بصفته نائب رئيس مؤسسة التمويل الدولية لأفريقيا.

وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تطلعه لاستمرار نجاح المبادرات التنموية التي بدأها نائب رئيس مؤسسة التمويل الدولية لأفريقيا في مصر، وتقديره لجهوده المبذولة لدعم الأهداف التنموية في مصر والقارة السمراء، مُثمنًا العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين الحكومة المصرية ومؤسسة التمويل الدولية.

وقال رئيس الوزراء: سعيد للغاية باتمام الاتفاق الخاص بقيام مؤسسة التمويل الدولية بتقديم الخدمات الاستشارية لتوسيع نطاق مُشاركة القطاع الخاص في إدارة وتشغيل المطارات بالسوق المصرية.

الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء

وخلال الاجتماع، أشار رئيس الوزراء إلى الدور الرئيسي لمؤسسة التمويل الدولية في تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، والذي تُقدم فيه المؤسسة الدعم الفني والاستشاري للحكومة فيما يتعلق بملف الطروحات.

وفي غضون ذلك، أعرب سيرجيو بيمنتا، نائب رئيس مؤسسة التمويل الدولية لأفريقيا، عن تقديره لحسن استقباله والوفد المرافق له في القاهرة، قائلًا: سعدت للغاية لزيارتي إلى القاهرة لحضور اتمام الاتفاق المشترك بين مؤسسة التمويل الدولية والحكومة المصرية، متوجهًا بالشكر في هذا الصدد لوزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ولوزير الطيران المدني على جهودهما الحثيثة من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق، والذي بموجبه سيكون للقطاع الخاص دور مُهم للغاية في قطاع المطارات بالسوق المصرية، وهو ما سيؤثر بدوره بشكل إيجابي في قطاع السياحة.

وقال «بيمنتا» لرئيس الوزراء: شكرًا على ثقتكم في مؤسسة التمويل الدولية، ونحن سعداء للغاية لمشاركة الجانب المصري معرفتنا وخبراتنا في هذا الصدد، مؤكدًا التزام فريق عمل المؤسسة الدولية بإنجاز برنامج مشاركة القطاع الخاص في إدارة وتشغيل المطارات في الوقت المُحدد.

واستعرض نائب رئيس مؤسسة التمويل الدولية جهود التعاون بين المؤسسة والحكومة المصرية في المجالات المختلفة مثل الزراعة والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات، بما يُسهم في خلق اقتصاد قوي قادر على مجابهة الصدمات، مؤكدًا استمرار المؤسسة في دعم القطاع الخاص.

وخلال الاجتماع، قالت الدكتورة رانيا المشاط إن الشراكة مع مؤسسة التمويل الدولية في طرح إدارة وتشغيل المطارات المصرية للقطاع الخاص، تأتي استكمالاً للتعاون الذي تم تدشينه في يونيو 2023، حيث تعد المؤسسة مستشارًا استراتيجيًا للحكومة بشأن برنامج الطروحات، مؤكدة أن هذا التعاون سيخدم بصورة فعالة قطاع السياحة وسيسهم في دعم صناعة تنظيم المؤتمرات.

فيما أعرب وزير الطيران المدني عن تقديره الشديد للاتفاق الذي تم التوصل إليه مع مؤسسة التمويل الدولية لتوسيع مشاركة القطاع الخاص في إدارة وتشغيل المطارات المصرية، مؤكدًا استمرار تنفيذ هذه الشراكة المهمة بصورة فعالة خلال المرحلة المقبلة.

اقرأ أيضاًرابطة الطيارين تُكرم وزير الطيران المدني خلال حفل الإفطار السنوي

وزير الطيران يبحث سبل تطوير أنظمة الحجز الإلكتروني وتطبيق الذكاء الاصطناعي مع «سيتا العالمية»

استعدادا لاستقبال ضيوف مصر.. وزير الطيران المدني يتفقد مطار سفنكس الدولي

مقالات مشابهة

  • العاصمة التي كانت وسرديات الاستحقاق- تفكيك أسطورة الترف والامتياز
  • مبعوث ترامب للمهام الخاصة: الأسلحة النووية التي تخلت عنها كييف كانت ملكا لروسيا
  • أسوشيتدبرس: “كارثة درنة” نموذج صارخ لكوارث تغير المناخ 
  • أسوشيتد برس: تغيّر المناخ فاقم كارثة درنة ويهدد بالمزيد من الكوارث
  • غانتس وآيزنكوت: إسرائيل في طريقها إلى الكارثة التالية جراء الانقسام الداخلي
  • رئيس الوزراء يستعرض ملامح اتفاق الخدمات الاستشارية لتوسيع نطاق مُشاركة القطاع الخاص
  • فيضانات مفاجئة تضرب التشيك
  • الليرة التركية تواصل الهبوط: أسوأ أسبوع لها منذ يونيو 2023
  • انهيار جسر روماني في إسبانيا بسبب الفيضانات .. فيديو
  • حصة رئيسية للأحمر تحدد ملامح التشكيلة .. ومدرب الكويت يرفض الراحة !