يبدو أن شركات الشحن العالمية ومن بينها عملاق الشحن ميرسك، تلقت إشارات طمأنة من التحالف الدولي في البحر الأحمر لاستئناف عمليات الشحن المتعلقة بها في البحر الأحمر وخليج عدن بعد تعطيل استمر لعدة أيام بسبب تصعيد الهجمات الحوثية في هذه المنطقة.

وجاء هذا القرار بعد أيام قليلة من تشكيل تحالف "حارس الإزدهار" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبمشاركة العديد من الدول من أجل تأمين السفن التجارية في البحر الأحمر بعد التصعيد الحوثي واستهدافها رداً على الوضع في قطاع غزة.

تفعيل عمل التحالف

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور وائل النحاس إن شركات الشحن العالمية ومن بينها شركة ميرسك رأت تعهدات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لتأمين السفن التجارية في البحر الأحمر ضمن عمليات التحالف الذي تم إطلاقه مؤخراً، وبناء عليه جاء قرار استئناف عمليات الشحن.

وأوضح النحاس لـ24 أن القوات الأمريكية متواجدة فعلياً في هذه المنطقة من أجل حماية القواعد الأمريكية والقوات منذ فترة، وتم تفعيل فكرة التحالف من أجل التصدي لعناصر الحوثيين وإظهار جانب القوة وعدم التفكير في استهداف السفن التجارية باعتبارها أزمة عالمية يجب التصدي لها في أسرع وقت.

كما أشار الخبير الاقتصادي إلى أنه حين كانت تقوم حركة الشباب الصومالية بالقرصنة على السفن التجارية كان رد الفعل قوي وقتها رغم أنها عناصر غير منظمة، وبالتالي يجب أن يكون التعامل مع عناصر الحوثيين المدعومة من إيران فيجب الرد عليها بزاوية أقوى وبخطوات بارزة مثلما تم الإعلان عن تشكيل تحالف حارس الإزدهار بقيادة الولايات المتحدة.

Shipping giant Maersk prepares to resume operations in Red Sea https://t.co/nUvwiIUQtT pic.twitter.com/3duoVbHzPc

— Reuters World (@ReutersWorld) December 24, 2023

وتكثف جماعة الحوثي في اليمن المدعومة من إيران هجماتها على السفن في البحر الأحمر بزعم دعمها لحركة حماس التي تخوض قتالا مع إسرائيل في قطاع غزة.

وتستهدف الهجمات ممراً يسمح لتجارة النفط والبضائع بين الشرق والغرب، بالعبور من قناة السويس توفيراً للوقت والنفقات بدلاً من الدوران حول القارة الأفريقية. وتسببت الهجمات في دفع بعض شركات الشحن لتغيير مسار سفنها لتجنب المنطقة.

لا تأثير على قناة السويس

واستبعد الخبير الاقتصادي الدكتور وائل النحاس تأثير ما يحدث في البحر الأحمر على قناة السويس، مشيراً إلى أن إيراداتها ستتخطى الـ10 مليارات دولار بنهاية العام الحالي.
وقال النحاس إن قناة السويس تستحوذ على 12 إلى 15 % من إجمالي حركة الشحن البحري العالمية، ولكنها قد تتأثر بتراجع العبور فيها بنسبة لا تزيد عن 3% أو 2 %، وحتى الآن أوقفت 55 ناقلة بحرية رحلتها عبر القناة واتجهت نحو أفريقيا، وهذا العدد يمثل معدل عبور الناقلات في يوم واحد وهو لا يعتبر تأثيراً مباشراً على القناة.
كما أكد النحاس أن العمل على تأمين السفن التجارية سوف يساهم في عودة الأمور إلى طبيعتها واللجوء لقناة السويس واستخدامها كممر ملاحي أمن بدلاً من اللجوء إلى مسارات أخرى.

Maersk, the world’s second-largest container line, said it’s preparing to resume shipping through the Red Sea https://t.co/m6IvSsEyId

— Bloomberg Markets (@markets) December 24, 2023

وقالت شركة الشحن الدنمركية ميرسك، مساء أمس الأحد، إنها تستعد لاستئناف عملياتها في البحر الأحمر وخليج عدن، مرجعة قرارها إلى نشر قوة عسكرية بقيادة الولايات المتحدة تهدف إلى ضمان سلامة التجارة في المنطقة.

وأوقفت شركة الشحن العملاقة مؤقتاً إرسال السفن عبر مضيق باب المندب هذا الشهر بسبب الهجمات على سفنها.

وهذا جعل قناة السويس، التي تعتبر أساسية للتجارة العالمية، غير صالحة للاستخدام بالنسبة لمعظم المسارات.

وأعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء الماضي، إطلاق عملية متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين اليمنيين المدعومين من إيران الذين يطلقون طائرات مسيرة وصواريخ على السفن الدولية منذ الشهر الماضي فيما يقولون إنه رد على الحرب الإسرائيلية في غزة.

كما أعلنت عدة شركات أخرى وقف إبحار سفنها في البحر الأحمر لمخاوف تتعلق بالسلامة في الأسابيع الماضية، ومنها شركة النفط الكبرى "بي بي"

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة باب المندب الحوثيون الولایات المتحدة فی البحر الأحمر السفن التجاریة شرکات الشحن قناة السویس

إقرأ أيضاً:

صحيفة “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة

 

الثورة نت/..

أوضحت صحيفة “لويدز لست” أن تحليلات حركة المرور عبر باب المندب وقناة السويس تشير إلى أن الإعلان اليمني في وقف العمليات البحرية فشل في إقناع قطاعات كبيرة من الصناعة بالعودة إلى المنطقة. مضيفا أن البيانات تظهر أن بعض السفن تعود إلى عبور باب المندب، لكن معظم الصناعة تواصل تجنب ذلك لم ويحدث أي تغيير ملموس في حركة المرور خلال الأسبوع الذي أعقب إعلان “الحوثيين” وقفًا جزئيًا للهجمات.

كما أوضح أن الإعلان اليمني بالرفع الجزئي للقيود في البحر الأحمر لم يؤد إلى عودة جماعية إلى الممر الملاحي المحاصر الذي يمر عبر هذه المياه، لكن باب المندب أصبح الآن خيارا قابلا للتطبيق بالنسبة لبعض الذين كانوا يتجنبون المنطقة. وأضاف: “لقد مر أسبوع منذ أن أصدر الحوثيون إشعارًا يقولون فيه إنهم لن يستهدفوا بعد الآن السفن المملوكة والمدارة من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والتي ترفع علمهما بعد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة”.

وبحسب بيانات تتبع السفن المقدمة من شركة لويدز ليست إنتليجنس ، بلغ إجمالي عدد السفن العابرة لباب المندب 223 سفينة خلال الأسبوع الماضي، بزيادة 4% على أساس أسبوعي، ولكن بما يتماشى مع المستويات التي شهدناها خلال الأشهر القليلة الماضية. وانخفضت أعداد السفن العابرة لقناة السويس بنسبة 7% إلى 194 سفينة.

وكما كان متوقعا، تؤكد الأرقام أن عودة أحجام حركة المرور في البحر الأحمر إلى طبيعتها لن تحدث بين عشية وضحاها، ولكنها تكشف عن وجود بعض مالكي السفن والمشغلين الذين ينظرون الآن إلى البحر الأحمر على أنه مفتوح للأعمال التجارية. وأضاف التقرير أن من بين السفن التي أبحرت عبر باب المندب الأسبوع الماضي، كان ما يقرب من 25 سفينة إما عائدة إلى نقطة الاختناق بعد تجنب المنطقة منذ نهاية عام 2023، أو كانت تقوم برحلتها الأولى عبر المضيق دون وجود تاريخ من مثل هذه العبور خلال العامين الماضيين.

وذكرت الصحيفة أن مركز المعلومات البحرية المشترك قال إن ست سفن مرتبطة بالولايات المتحدة أو المملكة المتحدة عبرت منطقة التهديد منذ 19 يناير 2025.

وقالت اللجنة المشتركة لمراقبة البحر الأحمر وخليج عدن في أحدث تقرير أسبوعي لها: “تقدر اللجنة أنه مع تقدم اتفاق السلام وبقاء السفن والبنية التحتية غير مستهدفة، فمن المتوقع تحسن الاستقرار؛ ومع ذلك، تظل المخاطر في البحر الأحمر وخليج عدن مرتفعة”.

ولا يفاجأ محللو الأمن البحري بأن جزءاً كبيراً من الصناعة يواصل التحول حول رأس الرجاء الصالح.

ويقول رئيس قسم الاستشارات في مجموعة إي أو إس للمخاطر مارتن كيلي: “يحتفظ الحوثيون بالقدرة على استئناف الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر في غضون مهلة قصيرة للغاية، وبالتالي فإن المخاطر يمكن أن تتغير بسرعة كبيرة”. “ومن المرجح أن يستمر هذا في ردع شركات الشحن عن المخاطرة بالتواجد في مدى صواريخ الحوثيين أو طائراتهم بدون طيار في حال فشل وقف إطلاق النار في غزة وعودة الحوثيين إلى ملف الأهداف السابق”. ووصف وقف إطلاق النار بأنه هش، فيما تظل التوترات في المنطقة مرتفعة.

وأوضح أن التقلبات السياسية هي أحد الأسباب التي تدفع مالكي السفن ومشغليها إلى الاستمرار في تغيير مساراتهم، ورغم أن الباب يبدو مفتوحاً أمام الكثير من قطاعات صناعة الشحن، فإن السفن المملوكة لإسرائيل لا تزال معرضة لخطر الاستهداف.

مقالات مشابهة

  • هل يؤثر وقف إطلاق النار في غزة على استراتيجية الحوثيين في البحر الأحمر؟
  • سلطنة عمان تتوقع تحسن ظروف الشحن في البحر الأحمر
  • تحركات أوروبية عسكرية جديدة لمواجهة الحوثيين في البحر الأحمر
  • “شركات الحاويات” ستخسر اذا ما استمرت التهدئة في البحر الأحمر ..!
  • صحيفة “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
  • اندلاع حريق في سفينة قبالة اليمن
  • اندلاع حريق في سفينة حاويات في البحر الأحمر
  • سفن تجارية تبدأ باختبار العودة إلى البحر الأحمر
  • مخاوف لدى شركات الشحن العالمية من عبور البحر الأحمر مجددا بسبب توقع انهيار اتفاق إنهاء الحرب على غزة
  • لماذا تتردد شركات الشحن بالعودة إلى البحر الأحمر رغم وقف الحوثيين عملياتهم؟