فاينانشيال تايمز: كنوز مصر القديمة تستقطب الحشود في المتحف المصري الكبير
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الإثنين، تقريرا حول المتحف المصري الكبير وسلطت الضوء على تضافر جهود الدولة لاكتمال بناء المتحف وافتتاحه في أقرب وقت لمحبي أثار مصر الفرعونية وعاشقي حضارتها العظيمة.
وذكرت الصحيفة في سياق تقريرها الذي نشرته عبر موقعها الإلكتروني أن تماثيل الفراعنة الضخمة تقف شامخة مُزينة الدرج الكبير في المتحف المصري الكبير الجديد في وسط ردهة فولاذية كبيرة للغاية صممها المصريون لجذب تيارات الهواء الباردة وتخفيف حرارة الصحراء.
وأكدت أن المتحف الضخم، الذي يقع بالقرب من هضبة الأهرامات في الجيزة، يقترب من الاكتمال ويكاد يكون جاهزا لإفتتاحه المقرر في العام المقبل، أي بعد مرور 20 عاما تقريبًا على بدء البناء. وفي هذا، تتفاخر القاهرة بمتحفها الجديد باعتباره أكبر متحف في العالم مخصص لعرض كنوز حضارة واحدة في تكلفة ضخمة بلغت حتى الآن 1.2 مليار دولار ويهدف بشكل كبير إلى تعزيز صناعة السياحة الحيوية في مصر.
أما عن علماء علم المصريات وعلماء الآثار، فقد أعربوا عن آمالهم في أن يصبح المتحف، بما يحتويه من 100 ألف قطعة أثرية فرعونية تعود لعصور ما قبل الأسرات، ومختبرات الحفظ الحديثة والمرافق البحثية التي توجد بداخله، بمثابة مركز للمنح الدراسية الدولية في هذا العلم.
وقال أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، في تصريح مؤخرًا نقلته الصحيفة البريطانية:" مثل أي متحف جيد، فإن المتحف المصري الكبير سوف يروي قصة تدور حول كيفية إنشاء حضارة عظيمة من 30 أسرة على مدى بضعة آلاف من السنين لواحدة من أقدم الدول في التاريخ".
ويضم مجمع المتاحف 12 صالة عرض تغطي الفترات من عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية العصر الروماني في مصر في حين سيتم منح مكان الصدارة للكنوز التي تم العثور عليها في مقبرة الملك الصبي توت عنخ آمون، الذي عاش قبل 35 قرنا.
كذلك سيتم عرض 5600 قطعة في مجموعة الملك في معرضين مخصصين، بما في ذلك الأضرحة المذهبة والعربات والتوابيت المطلية والمجوهرات والصنادل الجلدية وحتى ملابسه الداخلية المصنوعة من الكتان.
وأضاف عيسى أن المتحف "سيركز على الملكية وتكوين الدولة، وكيف استطاع المصريون القدماء تكوين المجتمع والقيم التي طورها لتحكم حياتهم، استعدادًا للحساب والحياة الآخرة".
ومن المنتظر أن يدخل الزوار عبر بوابات على شكل هرمي تحيط بها نقوش هيروغليفية تحمل أسماء حكام البلاد القدماء، وتوفر النوافذ الضخمة إطلالات بانورامية على أهرامات الجيزة - حسبما ذكرت الصحيفة في تقريرها الذي أورد صورًا كبيرة لموقع المتحف وإطلالات مختلفه له، مع الإشارة إلى أن تمثالًا يبلغ ارتفاعه 11 مترًا للملك رمسيس الثاني، والذي كان يقف ذات يوم في أحد ميادين القاهرة، سوف يقف شامخًا أمام واجهة الردهة.
وذلك، ستحيط سلسلة من الأهرامات الطويلة المقلوبة التي يصل ارتفاعها إلى السقف جوانب الدرج الكبير والتي كانت واحدة من أكثر عناصر التصميم تحديا، وفقًا لشركة بيسيكس-أوراسكوم للإنشاءات، التي شاركت في بناء المتحف. وقال جورج كيرلس، نائب مدير المشروع في الشركة، حول هذا الأمر:" كان البناء صعبًا للغاية. يوجد 23 هرمًا مقلوبًا، وهي عبارة عن هياكل فولاذية تحمل المبنى ولكل منها ثلاثة جوانب، وعند التقاء الهرم التالي والسقف يمكن أن يكون هناك ما يصل إلى 10 جوانب متلامسة في نفس النقطة على ارتفاع 33 مترًا".
ويأمل وزير السياحة أن المتحف "سيعيد تعريف القاهرة كوجهة رئيسية لعرض آثار مصر العظيمة بدلًا من الحرص على الاكتفاء بمشاهدة آثار صعيد مصر في أماكن مثل الأقصر"، فيما سلطت الصحيفة الضوء على افتتاح مطار جديد في مكان قريب من المتحف، كما يتم إنشاء خطوط النقل والفنادق لتيسير نقل السائحين والزوار.
وأضاف الوزير: "نأمل أن نرحب بما يصل إلى 5 ملايين زائر في العام الأول على افتتاح المتحف وأن تزيد الأعداد بمجرد أن يقوم الأشخاص بالإبلاغ عن تجربتهم".. وتابع أن "مصر تسير على الطريق الصحيح للوصول إلى هدفها المتمثل في جذب 15 مليون سائح بحلول نهاية العام، على الرغم من عدم الاستقرار الناجم عن الحرب في قطاع غزة المجاور وهذا من شأنه أن يتجاوز الرقم 14.7 مليون لعام 2010، وهو أعلى رقم مسجل في البلاد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة المتحف المصري الكبير المتحف المصری الکبیر
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: الأميركيون غارقون في شبكة نظرية المؤامرة
نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا أكد كاتبه أن الأميركيين عالقون في شبكة واسعة من التفكير التآمري، وأن الولايات المتحدة باتت مهووسة بنظرية المؤامرة في التعامل مع الواقع السياسي.
وفي المقال الذي كتبه الصحفي الأميركي ديفيد والاس ويلز، فإن الهوس والارتياب السياسي السائد في البلاد يشي بحالة ضارة من انعدام الثقة على مستوى القاعدة الشعبية، ناهيك عن العلل الهيكلية التي أصابت بيئة المعلومات الجديدة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2طائرات فوق إيران ورسالة إلى خامنئي… ماذا يريد ترامب؟list 2 of 2إدارة ترامب تنفي مشاركة معلومات سرية بـ"سيغنال" وتتهم ذي أتلنتيك بالكذبend of listوتساءل "هل نظرية المؤامرة نابعة من ثقافة المجتمع، أم موروثة من التاريخ؟ وهل هي مسألة متعلقة بتدفق المعلومات، أم أنها سقط متاع وجد طريقه إلينا؟".
اغتيال كينيديومن الأمثلة التي أوردها الكاتب للاستدلال على ما ذهب إليه، ما عُرف في الإعلام بملفات الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي، التي أفرجت عنها إدارة الأرشيف الوطني الأميركية الأسبوع الماضي.
ورغم أن الرئيس دونالد ترامب كان قد وعد بالإفراج عن 80 ألف صفحة من السجلات المتعلقة باغتيال الرئيس كينيدي في 1963، إلا أن ما نُشر منها لم يتجاوز 64 ألف صفحة.
ووصف والاس ويلز في مقاله الصفحات التي رُفعت عنها السرية في قضية كينيدي بأنها عديمة القيمة.
وأوضح أن المؤرخ آرثر شليزنغر كتب مذكرة في عام 1961 يحذر فيها الرئيس كينيدي من أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) قد بلغت درجة من التطور والنفوذ بحيث أصبحت لاعبا دبلوماسيا في العديد من أرجاء العالم يفوق وزارة الخارجية أهمية.
إعلانووفقا لمقال نيويورك تايمز، فلربما كانت تلك المذكرة تثير فيما مضى الكثير من علامات الدهشة، وهي تتضمن اعترافا لا لبس فيه آنذاك بأن الإمبراطورية الأميركية الصاعدة كانت موبوءة بالسرية والدسائس بالطول والعرض.
عصر ذهبيوأكد كاتب المقال أن الأميركيين يعيشون الآن في العصر الذهبي لنظرية المؤامرة التي شاعت في البلاد منذ اغتيال كينيدي قبل أكثر من 60 سنة، وليس أدل على ذلك من شيوع منظمات مثل حركة "كيو أنون"، وصيغ نمطية من قبيل "الدولة العميقة" و "روسيا غيت".
وفي الوقت نفسه، يبدو أن الكشف عن الأعمال السرية للسلطة لم يعد يُحدث صدمة دائمة كما كان يحدث في السابق، وربما يرجع ذلك -برأي ولاس ويلز- إلى أن الواقع في السنوات الأخيرة اتخذ منحى صريحا من الارتياب والهوس بالمؤامرة.
وضرب الكاتب مثلا على ذلك بتفشي فيروس كوفيد-19، الذي قلب الحياة اليومية لملايير البشر في جميع أنحاء العالم، والذي قيل إن علماء صينيين اختلقوه في مختبر قبل أن يتسرب إلى الخارج.
ومع مرور الوقت، أصبحت نظرية التسرب المختبري لأصول الجائحة أقرب إلى الإجماع ليس فقط في الولايات المتحدة، بل حتى وكالة المخابرات الألمانية، على سبيل المثال، تعتقد الآن أن الفيروس ربما خرج من المختبر، وهو رأي يتماشى إلى حد كبير مع ما استنتجته الاستخبارات الأميركية.
على أن القصة الأكبر -كما ورد في المقال- تتمثل في ما يقوم به الملياردير إيلون ماسك، الذي عُين في الحكومة الأميركية الحالية ولم يُنتخب.
فقد أمضى أغنى رجل في العالم الشهرين الأولين من ولاية ترامب الرئاسية الثانية في محاولة إعادة تحجيم وإعادة برمجة آليات عمل البيروقراطية الفدرالية بأكملها، معتمدا على فريق من العملاء الخفيين الذين يعملون في سرية ويخفون هوياتهم، لدرجة أن ماسك يتهم كل من يتعرف عليهم بالتحرش الجنائي.
إعلانوفي حين أن المقولة التقليدية تضع نظرية المؤامرة على الهامش السياسي، تشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أن المكان المناسب لها هو بين أصحاب المعتقدات الاقتصادية اليسارية والأيديولوجيات الثقافية اليمينية.
ويفسر الكاتب ما يجري بأن الناس تخلوا عن القراءة والكتابة، التي أرست إحدى سمات التفكير النقدي، وحل محلها اليوم ما يشبه الثقافة الشفهية، على حد تعبير المقال.