منذ منتصف نوفمبر، هاجم الحوثيون ما لا يقل عن اثنتي عشرة سفينة في البحر الأحمر، إما بإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار، أو بمحاولة اختطافها.

وتزعم الحركة المدعومة من إيران أنها تستهدف السفن التي لها علاقات مع إسرائيل. لكن هجماتها تبدو عشوائية بشكل متزايد، حيث أصابت ضربة صاروخية في ديسمبر ناقلة ترفع العلم النرويجي وعلى متنها طاقم هندي وكانت تحمل زيتا نباتيا من ماليزيا إلى إيطاليا.

وقررت العديد من الشركات تجنب المنطقة. فمنذ 15 ديسمبر، أوقفت أربع من أكبر خمس شركات شحن – cma cgm ، وHapag-Lloyd، وMaersk، و msc –عبور الممرات عبر البحر الأحمر. وفي 18 ديسمبر، قالت شركة بريتيش بتروليوم، وهي شركة بريطانية عملاقة للنفط والغاز، إن ناقلاتها ستتجنب هذا المسار. وبهذا ارتفعت تكاليف التأمين.

وأعلنت 16 شركة عالمية متخصصة بالنقل البحري التوقف عن جميع شحنات الحاويات المارة عبر البحر الأحمر في ظل تصاعد الهجمات التي طالت السفن التجارية في المنطقة.

وتقول مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية في تقريرها، إن هجمات الحوثيين ستكون لها عواقب وخيمة ليس على الاقتصاد العالمي فحسب بل على الاقتصاد اليمني أيضاً، فحوالي 10% من التجارة المنقولة بحراً تمر عبر باب المندب، وهو مضيق ضيق بين إفريقيا وشبه الجزيرة العربية.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم حريصون على أن تلعب الصين دورًا دبلوماسيًا. ويأملون أن يحث ذلك إيران على كبح جماح الحوثيين. فالصين هي أكبر مشترٍ للنفط الإيراني، حيث تحصل على ما يقرب من 1.5 مليون برميل يومياً (ما يقرب من نصف إجمالي إنتاجها)، مما يمنحها نفوذاً في طهران. وهي تحتاج إلى ممر آمن عبر البحر الأحمر للتجارة مع أوروبا.

وتعمل قوة عمل متعددة الجنسيات بقيادة البحرية الأمريكية بالفعل قبالة الساحل اليمني لمحاولة ردع الحوثيين. وفي الأسابيع الأخيرة، اعترضت السفن الحربية الأمريكية والبريطانية والفرنسية طائرات بدون طيار وصواريخ تابعة للحوثيين.

ويأمل الحوثيون أن تمنحهم هجماتهم على السفن المزيد من النفوذ في المحادثات مع السعودية، وأن القتال نيابة عن الفلسطينيين سيعزز شعبيتهم في اليمن. وقد يكونون على حق بشأن الأول، ولكن الأخير قد يكون بمثابة سوء تقدير.

وترى "ذي إيكونوميست" أن العواقب قد تكون أسوأ بكثير في اليمن، الذي يستورد أكثر من 80% من احتياجاته الغذائية. ويأتي معظم ذلك عبر ميناء الحديدة الرئيسي على البحر الأحمر. وسوف تتجنب السفن الآن المرور إلى هناك أو تفرض أسعارا أعلى لتعكس تكلفة التأمين المرتفعة الخاصة بها.

ويقول أحد رجال الأعمال اليمنيين للمجلة البريطانية، إن أسعار الشحن الخاصة به زادت بأكثر من 50% منذ أن بدأ الحوثيون هجماتهم.

وهذا يعني ارتفاع أسعار المواد الغذائية في بلد لا يستطيع معظم الناس فيه بالفعل تحمل تكاليف الطعام، فقد زاد سعر سلة المواد الغذائية الأساسية في اليمن أربعة أضعاف خلال السنوات الخمس الماضية. ويعتمد حوالي ثلثي اليمنيين على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

توجز مجلة "ذي إيكونوميست" تقريرها بأن الحوثيين لا يحاصرون إسرائيل بقدر ما يحاصرون بلدهم الفقير للغاية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يستهدفون مدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر وموقعا عسكريا بتل أبيب (شاهد)

أعلنت جماعة أنصار الله اليمنية "الحوثي"، الاثنين، تنفيذ عملية استهدفت هدفا عسكريا إسرائيليا في مدينة تل أبيب، باستخدام طائرة مسيّرة، إضافة إلى استهداف مدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر عبر صواريخ مجنحة وطائرات مسيّرة.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، في بيان متلفز، إن سلاح الجو المسيّر التابع للقوات المسلحة اليمنية نفذ عملية استهدفت هدفًا عسكريًا في منطقة يافا المحتلة باستخدام طائرة مسيرة من طراز "يافا"، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
???? بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن استهداف هدف عسكري في منطقة يافا المحتلة بطائرة مسيرة من نوع يافا , واستهداف مدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر رداً على استمرار العدوان الأمريكي وجرائمه بحق أبناء شعبنا 09-10-1446هـ 07-04-2025م#التصعيد_بالتصعيد#لن_نترك_غزة… pic.twitter.com/sCWMcWSeLq — قناة المسيرة (@TvAlmasirah) April 7, 2025
وأضاف أن الجماعة نفذت عملية أخرى استهدفت مدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيّرة.


وفي سياق متصل، أفادت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين بأن الطائرات الأمريكية شنت ست غارات جوية على محافظتي صعدة وحجة شمال غربي اليمن. 

وأوضحت أن ثلاث غارات استهدفت منطقة آل عمار في مديرية الصفراء بمحافظة صعدة، بينما طالت ثلاث غارات أخرى منطقة بني حسن في مديرية عبس بمحافظة حجة. 

ولم تُعلن القناة عن تفاصيل إضافية بشأن نتائج تلك الغارات، كما لم يصدر تعليق فوري من الجانب الأمريكي.

ووفق بيانات صادرة عن جماعة الحوثي، فقد أسفرت مئات الغارات الأمريكية التي بدأت منذ منتصف آذار/مارس الماضي عن مقتل 76 مدنيًا وإصابة ما لا يقل عن 182 آخرين، بينهم نساء وأطفال، في حصيلة لا تشمل خسائر الجماعة العسكرية.

وتأتي هذه الغارات في أعقاب أوامر أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن "هجوم كبير" ضد الحوثيين، متوعدًا بـ"القضاء عليهم بالكامل". 

إلا أن الجماعة واصلت هجماتها ضد أهداف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة٬ وسفن مرتبطة بها في البحر الأحمر، ردًا على ما تصفه بـ"جرائم الإبادة" التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 18 آذار/مارس الماضي.


ويواجه الاحتلال الإسرائيلي اتهامات دولية بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، بدعم أمريكي واسع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، في عدوان خلف أكثر من 166 ألف بيم شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.

 في وقت تواصل فيه تل أبيب احتلال أراضٍ فلسطينية وسورية ولبنانية وترفض الانسحاب منها أو السماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة.

مقالات مشابهة

  • الحوثيون .. نفذنا عملية عسكرية ضد هدف عسكري في تل أبيب
  • كاتب أميركي: هكذا تفوق الحوثيون على واشنطن
  • السيسي: مصر خسرت 7 مليارات دولار خلال عام 2024 نتيجة أزمة البحر الأحمر
  • مسؤول أمريكي: “الحوثيون” لا يزالون يحتفظون بقدراتهم لشن هجماتٍ في البحر الأحمر
  • «القوة المميتة».. ماذا وراء حملة ترامب الجوية ضد الحوثيين في اليمن؟
  • الحوثيون يستهدفون تل أبيب ومدمرتين أميركيتين وغارات جديدة على اليمن
  • الحوثيون يستهدفون مدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر وموقعا عسكريا بتل أبيب (شاهد)
  • الحوثيون يعلنون استهداف تل أبيب ومدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر
  • تصاعد التوتر في البحر الأحمر| هل تنجح سياسة ترامب في ردع الحوثيين؟
  • تصريح من وزير الخارجية الأمريكي:لن نسمح للحوثيين في السيطرة على البحر الأحمر!