صلاة الضحى .. أكثر وأقل عدد ركعاتها
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الفقهاء اتفقوا على أن أقل صلاة الضحى ركعتان؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أوصاني النبي صلى الله عليه وآله وسلم بركعتي الضحى» أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه"؛ قال الإمام النووي في: [صلاة الضحى سنة مؤكدة، وأقلها ركعتان].
أوضحت الإفتاء، أنه مع اتفاق الفقهاء على أن أقل صلاة الضحى ركعتان، إلا أنهم اختلفوا في أكثرها، فذهب الحنفية والإمامان الروياني والرافعي من فقهاء الشافعية إلى أن أكثر ركعات صلاة الضحى اثنتا عشرة ركعة؛ لما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة، بنى الله له قصرا من ذهب في الجنة» أخرجه الإمامان: الترمذي وابن ماجه في "السنن".
كما ذهبوا إلى أن أفضلها ثماني ركعات؛ لأنها ثابتة بفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقوله، أما الاثنتا عشرة ركعة فواردة بقوله صلى الله عليه وآله وسلم لا بفعله.
مذهب جمهور الفقهاء في أكثر عدد ركعات الضحى
وبينت الإفتاء، أن فقهاء المالكية، وأكثر الشافعية وهو المعتمد عندهم، والحنابلة ذهبوا إلى أن أكثرها ثماني ركعات؛ لما جاء عن أم هانئ رضي الله عنها «أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفتح صلى سبحة الضحى ثماني ركعات، يسلم من كل ركعتين» أخرجه الأئمة: أحمد في "المسند"، وأبو داود وابن ماجه في "السنن".
مذهب من قال بأن صلاة الضحى ليست محصورة بعدد ركعات معين
أضافت الإفتاء: بينما ذهب جماعة من الفقهاء، منهم: الإمام أبو جعفر الطبري، والإمام الباجي من المالكية والقاضي الحليمي من الشافعية وغيرهم إلى أن صلاة الضحى ليست من الصلوات المحصورة بالعدد فلا يزاد عليها ولا ينقص منها، ولكنها من الرغائب التي يفعل الإنسان منها ما أمكنه؛ لما ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي الضحى أربعا، ويزيد ما شاء الله» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
وأردفت: كما أن الوارد في السنة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى مرة ركعتين ومرة أربع ركعات ومرة ست ركعات وأخرى ثماني ركعات، وهذا يفيد أنها غير محصورة في عدد معين، بالإضافة إلى أن الوارد عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنهم كانوا يصلون الضحى فمنهم من يصلي ركعتين ومنهم من يصلي أربعا.
واختتمت الإفتاء قائلة: "وبناء على ما سبق: فإن صلاة الضحى سنة مؤكدة، وأقلها ركعتان باتفاق الفقهاء، واختلفوا في أكثرها، فمذهب الحنفية وبعض الشافعية أن أكثرها اثنتا عشرة ركعة، وذهب فقهاء المالكية، وأكثر الشافعية وهو المعتمد عندهم، والحنابلة إلى أن أكثرها ثماني ركعات، ويرى بعض العلماء أنه لا حد لأكثرها فيجوز للمسلم أن يصلي الضحى عدد ما شاء من ركعات دون تقييد بعدد معين".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صلاة الضحى عدد ركعات صلاة الضحى الإفتاء دار الافتاء الضحى عدد ركعات الضحى النبی صلى الله علیه وآله وسلم صلاة الضحى عشرة رکعة عدد رکعات رضی الله فی أکثر أن أکثر إلى أن
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الدنيا متاع زائل فابتغ ثواب الآخرة
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن آيات القرآن كثرت والتي تذم الدنيا إن كانت هي المقصد ومنتهى الآمال، قال تعالى : ﴿وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ﴾ [آل عمران :185]. وقال سبحانه : ﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ [النساء :77]. قال تعالى : ﴿وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ [الأنعام :32]. قال عز وجل : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا فِى الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ [التوبة :38].
وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إلا أن الله لا يذم ثواب الدنيا مطلقا، بل أرشد عباده إلى طلب ثواب الدنيا والآخرة منه، فقال تعالى :﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النساء :134]. وقال سبحانه : ﴿وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة :201] .
فالمؤمن إن منعه الله الدنيا فيعلم أنه لم يمنع عنه إلا ما ذمه في كتابه، ولو كان منع زينة الدنيا منقصة ما منعها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يقول صلى الله عليه وسلم : «عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ فَأَصْلِحِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةَ» [رواه البخاري].
وعن عمر بن الخطاب قال : لما اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه فذكر الحديث إلى أن قال : فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير فجلست فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرظا في ناحية الغرفة وإذا إهاب معلق. قال: فابتدرت عيناي. فقال : ما يبكيك يا ابن الخطاب ؟ قلت : يا نبي الله، ومالي لا أبكي، وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذا خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله وصفوته وهذه خزانتك، فقال : يا ابن الخطاب، أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا ؟ قلت بلى. [رواه البيهقي في الشعب وأصله في صحيح مسلم].
وعن ابن عباس قال : «نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير، فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا : يا رسول الله، لو اتخذنا لك وطاء ؟ فقال : ما لي وما للدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها» [رواه الترمذي]
فالدنيا ليست منتهى آمال المسلم، ولا مبلغ علمه، وإذا فتحت عليه يشكر ربه ويبتغي فيما آتاه الله الدار الآخرة، ولا ينسى نصيبه من الدنيا كما نصح القوم الصالحون قارون، قال تعالى حكاية عنهم : ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفَسَادَ فِى الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ﴾ [القصص :77].